السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفية زيادة الإيمان بالله؟
ذكر العلماء عدّة أسباب تزيد في إيمان العبد بالله، منها:[٦] معرفة العبد لله تعالى، وصفاته، وأسمائه؛ فعندما يعلم العبد أسماء الله وصفاته، تورث عنده الخشية التي لها الأثر القوي في إيمان العبد. طلب العلم الشرعي؛ حيث قال الله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)،[٧] وفي ذلك دلالة أكيدة أنّ من أسباب خشية الله وزيادة الإيمان به العلم النافع. التأمّل في الكون وما فيه من آيات تدلّ على الخالق سبحانه وتعالى، قال الله في القرآن الكريم: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ).[٨] الإكثار من ذكر الله -تعالى- في جميع ظروف العبد وأحواله، قال الله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).[٩] قراءة القرآن الكريم وتدبّر معانيه، قال الله تعالى: (وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا).[١٠] تقديم محبّة الله تعالى، ومحبّة نبيه -صلّى الله عليه وسلّم- على هوى النفس، حيث قال رسول لله صلّى الله عليه وسلّم: (ثلاث من كنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه ممّا سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار).[١١] حضور مجالس الذكر، ومصاحبة الصالحين، وذلك لأنّ العبد عند حضوره لمجالس الصالحين تزداد طاعته لربه فيزداد إيمانه به. اجتناب الذنوب والمعاصي، والبعد عن كلّ ما نهى الله -تعالى- عباده عنه، لما في ارتكابها من نقصان في الإيمان ومعصية لله. التقرّب إلى الله -تعالى- بالنوافل والطاعات، والإكثار منها؛ لأنّها سبب في زيادة إيمان العبد، والفوز بمحبة الله ورضوانه. الدعاء والتوجّه إلى الله بزيادة الإيمان وتجديده.
أثر الإيمان بالله في تحقيق الأمن النفسي إنّ للإيمان بالله دور هام في تحقيق الأمن للإنسان كلاً بحسب إيمانه وقوته، فكلّما زاد إيمان العبد بالله زادت الطمأنينة والراحة النفسية لديه، وفيما يأتي بيان دور الإيمان بالله في تحقيق الأمن النفسي للعبد:[١٢] تحقيق الأمن والهداية للإنسان، بحيث يُحمى من المنغصات، قال الله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ).[١٣] الإيمان بالله يورث للإنسان الحياة المطمئنة الخالية من الاضطرابات الروحية والمنغصات النفسية، فالله -تعالى- وعد عباده من يعمل منهم من الصالحات بالحياة الطيبة. الإيمان بالله -تعالى- وحده يزكّي النفس، ويطهّرها ممّا علق بها من الشرك الذي يُمرض الروح، ويُوهن النفس، ويجعلها عرضةً للاضطرابات النفسية. الإيمان بالله جالب لفتح أبواب الخير، لِما في السماء والأرض من بركاتٍ. الإيمان بالله يدخل العبد في حمى الله، وحفظه، ورعايته، وهذا الشعور يورث في نفس العبد السكينة والطمأنينة. الإيمان بالله سبب في صلاح البال، والقلب والعقل والنفس، قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ).[١٤] الإيمان بالله يُورث في النفس البشرية الهداية عند حلول المصائب.