السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
(16)
عقوبة
***
إنهم يحسدونه على ذاكرته الحديدية ، يظنّونها نعمة سترفعه ـ دون نَصَب ـ في سماوات العلم والفضل والمال ، لكنها لم تكن سوى نِقمة استغلها في حفظ عيوب أقاربه وسجلاّتهم المدنية وتِعداد نعمهم !
(17)
هستيريا
***
يظنُّون : أن تَخَفُفَها من حجابها وأنوثتها ، وارتفاع طبقة صوتها في المجامع والأسواق ، ولبسها لباس المتفلّتات ، هو تأثر بعقيدة الغرب وانحرافه ، لكنهم لا يعلمون أنه هروب من قولهم يا ( جَدّة ) وهروب من تقادم العمر!
(18)
طفولة
***
يظنّون جلوسَه فوق رأس أمه في بيتها الضيق المتهالك بِرًّا بها وحَدَبًا عليها ورَعْيًا لشيخوختها ، لكنهم لا يعلمون أن جلوسه بسبب طبع طفوليّ خفيّ جعله في وجل دائم ، وضياع متواصل ، فقد كان يبحث عن مأمن يُؤويه وعين تحفظه!
(19)
كيد
***
تعلقت أبصار المعلمات الشابات بها ، إنها تبحث عن زوجة لأخيها ، يظنون أنها ستختار إحداهن ، لأنها معلمة مثلهن ، وفي مستوى حياتهن وتفكيرهن ، وأغراهن أكثر حديثها المتتابع عن أخيها الذي يريد امرأة ناضجة متعلمة فاتنة ، لكنها في نهاية العام اختارت ( نهى ) أشهر طالبة في الكسل والسوء وضعف الفهم والفقر!
(20)
المجاهدة
***
أوقفت نفسها وحياتها في تربيته وتعليمه ، كانت تحرص على إطعامه وتحرم إخوانها ، بل وتسرق ألعابهم وتهبها له خاضعة باسمة ، إنه عصام ابن أختها النابه الذي سيصبح وزيرا كبيرا ـ كما تقول أمه وتَجْزِم ـ ، كان قلبها يخفق فخرا حين تتذكر جهادها معه ، كانت تظن أنه سيحفظ يدها إن أمسك المنصب الكبير ، لكنه مازال ـ حتى الآن ـ عالة عليها وعلى أمه ، في عَمَل وضيع ، العطالةُ خيرٌ منه!
(21)
غفلة
***
أُخِذت أمواله ( عشرة آلاف ريال ) في رحلة صيد ، بطريقة لئيمة ، يظنون أن غفلته لا قِيعان لها ، يُنال بسهولة ، ويقع في شباكهم بطرفة عين ، لكنهم لا يعلمون بأنه ينتظر بفقر وعطش لقب : اللطيف الكريم !
(22)
الباسل
***
يظن بأنه أحسن في تطليق أخته ، وأنه قد فعل معروفا كبيرا حين أظهر بسالة في العدوان على زوجها ، لكنه لا يعلم أنه نشر في قلبها الخوف والوحدة والتشرد ، وأن أطفالها مازالوا ـ حتى الساعة ـ في ضعف نفسي وهزال بدني !
(23)
مبادئ
***
يظنون بأن حرصه الشديد على عمارة بيت العمر هو بحث عن القَرَارة والسكن والترفع عن حلال الخلق والتلبّس بالمروءة ، لكنهم لا يعلمون بأنه ابتناه من نزع سيارة عمه وحليّ أمه ومال زوجته !
(24)
تمساح
***
يظنون أنه لم يسرق مصروف أخيه ويتسبب في انقطاع بعثته وحرمانه من مستقبل مزهر إلا بسبب انحراف أبصره من أخيه وتساهل لا يُغتفر ، لكنهم لا يعلمون بأنه تمساح جائع متسلط حين يرى نعمة ـ ولو صغرت ـ على أهل بيته وعشيرته !
(25)
الأمين
***
يظنُّون : أن تَهَاربَه منهم في ساعات الراحة ، وانكبابه على أوراقه ومعاملاته ، حرصٌ على وقته وحبٌّ لعمله، فحسده جماعة وشوهوا سمعته ، وغبطه آخرون ، لكنه في الحقيقة كان هاربا من صراع أسريّ عنيف.
منقول من موقع صيد الفوائد