○مصروف الجيب هو عادة أسرية متأصلة منذ عشرات السنين في كافة أنحاء العالم، يقوم بها الآباء بطريقة روتينية دون أن يدركوا أن المصروف يساهم في تشكيل شخصية الطفل بشكل أو بآخر. ○ويؤكد علماء النفس على ضرورة احترام الطفل واحتياجاته منذ صغره حتى يشب على احترام ذاته، وبالتالي احترام احتياجات الآخرين من خلال تدريبه على التعامل مع مصروفه الخاص بمسؤولية. لماذا يحتاج الأطفال مصروفاً للجيب؟
يعتبر مصروف الجيب بالنسبة للأطفال والشباب عموماً المصدر الوحيد للمال الذي يساعدهم على
تحقيق رغباتهم الشخصية.
ماذا يفعل الأطفال بالمال؟
قد ينفق الطفل مصروفه بشكل فوري، وقد يدّخر المصروف عدة أشهر لشراء طلب محدد، المهم بكلتا الحالتين هو تعلم الطفل كيفية التعامل الجيد مع المال.
إرشادات للوالدين: ○اعلمي بأن وجود نقود محددة تمثل أول ملكية مالية له..وهي تساعد على تنمية شخصيته، وتجعله يشعر بالثقة في النفس، وأنه أصبح مسؤولاً عن نفسه ومستقلاً بذاته ○كما ان المصروف في اليد يعلم طفلك التلميذ كيف يدبر أموره الشخصية، ويعطيه مجالاً أوسع للاختيار أمام زملائه وأقرانه بالمدرسة.. ○بداية على الوالدين تعريف الطفل بدورهما في كسب المال، وشرح معنى كلمة نقود بشكل مبسط وفي ما يجب أن ينفق. ○هناك ضرورة لإرشاد الأهل لأطفالهم وتوعيتهم في كيفية صرف هذه النقود ولماذا؟ حتى لا يتحول المصروف إلى شيء سلبي يضر بالطفل أكثر مما يفيده. ○ لا مانع من تقديم النقود كمكافأة له على الأداء الحسن، ولا تحرميه أيضاً من مصروفه كليا عند الخطأ، ولكن يمكنك إنقاص المبلغ المعطى له كنوع من العقاب. ○لا تمتنعي عن إعطائه مصروفاً بحجة أن كل شيء متوفر في المنزل. ○والصورة الأولية للمصروف هي : _ما يحصل عليه الطفل قبل سن المدرسة كل يوم من حلوى أومشروبات. فالأسرة مع هذه السن تستعمل الحلوى في مكافأة الطفل أو عقابه بهدف تعليمه قواعد السلوك المطلوب منه. _وبعد أن يصل الطفل إلى سن 4 سنوات، وهو متوسط السن الذي يذهب فيه أبناؤنا الى المدرسة، يبدأ بالحصول على مصروف يومي، إلى أن يصل لسن تسع أو عشر سنوات، حيث نبدأ في إعطائه مصروفا أسبوعيا.
_ويرى بعض خبراء التربية أنه ليس من النافع إعطاء الطفل دون السادسة نقود جيب. ولكن مع بداية الفصل المدرسي الثاني، قد يصبح قادرًا على العد والحساب، وحينها يمكن إعطائه مصروف جيب حيث يمنحه ذلك شعورًا بأنه دخل نادي الكبار وبالتالي أصبح مسؤولاً. _ويجب أن يكون إعطاء المصروف تدريجًا، _أي يمكن أن يحصل على المصروف مرة في الأسبوع ثم مرتين وهكذا. ○شرط أن يكون المبلغ مناسبًا لسنّه، _ * احرصي على أن تعطيه مصروفاً مناسباً لعمره واحتياجاته؛ حتى يصبح متساوياً مع زملائه وأصدقائه بالمدرسة- ليس أقل وليس أكثر- حتى لا يشعر بالتفاخر والتعالي عنهم، ولا يحس بالنقص أيضاً. ○ومن المهم أن يعطي الأهل مصروف الجيب بحسب امكاناتهم المادية ووفق احتياجات الطفل. _فالطفل الصغير مثلاً تكون احتياجاته محدودة، _في حين أن التلميذ في المرحلة المتوسطة تزداد احتياجاته، _فيما يخصص المراهق في الثانوية بميزانية صغيرة لشراء الملابس ونزهاته مع أصدقائه، _إذ في هذه السن صار من الصعب أن تشتري له والدته ملابسه، _بل هو الذي يختارها وغالبًا يتسوّقها وحده، _والطبيعي أن يختلف المبلغ من ابن إلى آخر وفق السن، _إذ لا يمكن إعطاء ابن الست سنوات المبلغ نفسه لابن الحادية عشرة. ○ومن المهم أن نعوِد الطفل على ألا ينفق مصروفه كله، _فعلينا أن ننصحه بأن يدخر بعضا من مصروفه للمشاركة في شراء بعض احتياجاته الخاصة، _أو ما يرغب في شرائه من لعب، _وبهذا يشعر الطفل ويدرك انه يدخر لشراء شيء يحلم به _وهذا يعلمه المثابرة على تحقيق الهدف * لا مانع من إرشاده لادخار بعض النقود، أو ما يتبقى منه آخر اليوم؛ بهدف شراء لعبة جديدة أو هدية ينوي تقديمها لمعلمته أو أحد أصدقائه. _كما يتعلم أنه بدلا من انفاق مصروفه بشكل كامل في أشياء لا قيمة لها، يمكنه توفيرها لشراء شيء قيم يستفيد منه مدة أطول، _وهذا ما يعطيه متعة وإحساسا بالمسؤولية. ○أيضا يمكن للأم أن تختلق، بين الفينة والأخرى قصة وتطلب منه المساعدة بجزء من مصروفه، على شرط أن تؤكد له أن ما تبرع به مهم جدا وفعل طيب، _حتى يدرك الطفل معنى المساهمة بمجهوده أو ماله، _وهو ما سينعكس على شخصيته في الكبر.
وأخيرا نذكربعض النقاط الهامة
– يجب أن يكون إعطاء المصروف بشكل منتظم وفي وقت محدد، حيث يساعد ذلك الطفل على التخطيط الجيد.
• عدم معاقبة الطفل بحرمانه من المصروف أو بتقليل مقدار ما يُعطى للطفل من.
• لا تقيد الطفل بطلب فواتير الأشياء التي اشتراها بمصروفه.
• لا تعطي توجيهات وأحكام تقييميه حول الأشياء التي ابتاعها الطفل مثل :مفيدة،غير ضرورية … إلخ.
• لا تحرف مسار الهدف الأساسي لمصروف الطفل، كأن تُلزم الطفل بشراء مستلزماته المدرسية أو الملابس.
• لا تُجبر الطفل على ادّخار مصروفه ولكن انصحه فقط كما سبق ذكره.
• لا تبالغ في مقدار المصروف الذي تمنحه للطفل ولا تلبّي له كل رغباته في الشراء.
• لا تقلل من مقدار المصروف بحيث لا تترك مجالاً للطفل بأن يدّخر منه.
– أعط الطفل حرية اتخاذ قراره بنفسه ماذا يشتري، وفي حال احتار الطفل وطلب منك النصح فقدم له المشورة ثم دعه يختار الأفضل.
– لا تعط الطفل مبالغ كبيرة أو أكثر من اللازم، فالكمية الكبيرة من المصروف تشوش الطفل في كيفية إنفاقه الصحيح.
– لا تعوّد الطفل دائماً على مصروف إضافي في حال انتهى مصروفه وأصبح مفلساً قبل انتهاء الوقت المخصص، بل ناقشه كيف حدث الإفلاس وساعده بتقديم الحلول لتجنب حدوثه مرة أخرى.
اعان الله الجميع على حسن تربية ابنائهم
بحث من عملي