مخارج الحروف العربية كلها
مكتوبة ومشروحةالشيخ أيمن رشدي سويد
الحروف
تتكوّن حروف الكلم العربي من ثمانية وعشرين حرفًا هي بالترتيب أ. ب. ت. ث. ج. ح. خ. د. ذ. ر. ز. س. ش.
ص. ض. ط. ظ. ع. غ. ف. ق. ك. ل. م. ن. هـ. و. ي.
الصفات الصوتية
الهمزة صوت حنجري انفجاري، لا هو بالمهموس ولا بالمجهور، وفي نطقه تُسد الفتحة الموجودة بين الوترين الصوتيين وذلك بانطباق الوترين أدنى الحنجرة انطباقًا تامًا، فلا يُسمح للهواء بالمرور من الحنجرة. ثم ينفرج الوتران فيخرج الهواء محدِثًا صوتًا انفجاريًا (شديدًا). ووضْع الأوتار الصوتية حال النطق بصوت الهمزة يجعلها بين المجهورة والمهموسة. فهي صوت مائع، تكون الأوتار الصوتية عند نطقها في وضع بيْن بين، أي بين الانغلاق والانفتاح.
الباء صوت شفوي انفجاري مجهور. عند نطق الباء يقف الهواء الصادر من الرئتين وقوفًا تامًا عند الشفتين، وتنطبق معه الشفتان انطباقًا كاملاً، ويضغط الهواء مدة من الزمن، ثم تنفرج الشفتان فيندفع الهواء فجأة من الفم، محدثًا صوتًا انفجاريًا، وتتذبذب معه الأوتار الصوتية أثناء النطق، ومن هنا كان جهره. وقد نصَّ اللغويون على وجوب تحريك الباء بصُوَيْت (قلقلة) إذا كانت ساكنة في وسط الكلمة حتى يتحقق الانفجار والجهر التّامَّين بهذا الصوت. والباء من الحروف القمرية؛ تظهر معه لام (أل) التعريف نطقًا وكتابة، مثل: البحر.
التَّاء صوت أسنانيّ لثويّ انفجاريّ مهموس؛ فعند نطق التَّاء يلتقي طرف اللسان بأصول الثنايا العليا ومقدم اللثة. ويضغط الهواء مدة من الزمن خلف طرف اللسان، ثم ينفصل فجأة تاركا نقطة الالتقاء، فيحدُث صوت انفجاري. والتَّاء من الحروف الشمسية، تختفي معها لام (أل) التّعريف نطقًا لا كتابة، مثل: التَّمر.
الثاء صوت احتكاكي مهموس يصدر ممّا بين الأسنان وطرف اللسان. فعند نطق الثاء يوضع اللسان بين أطراف الثنايا العليا والسفلى، بصورة تسمح بمرور الهواء من منفذ ضيِّق، فيحدث الاحتكاك مع عدم السماح للهواء بالمرور من الأنف، ولا تتذبذب الأوتار الصوتية عند نطقه. والثاء من الحروف الشمسية، تختفي معها لام (أل) التعريف نطقًا لا كتابة، مثل: الثَّوب.
الجيم صوت لثويّ حنكيّ مركّب انفجاريّ (احتكاكي) مجهور، يُنْطَق برفع مقدم اللسان تجاه مؤخر اللثة ومقدم الحنك، حتى يتصل بهما محتجزًا وراءه الهواء الخارج من الرئتين، ثم ينفصل عنهما ببطء، فيعطي الفرصة للهواء فيحتك بالأعضاء المتباعدة، وتتذبذب معه الأوتار الصوتية، فيحدث في نطقه انفجار ثم احتكاك في مرور الهواء، وهذا الصوت هو صوت الجيم الفصيحة. والجيم من الحروف القمرية؛ تظهر معه لام (أل) التعريف نطقًا وكتابة، مثل: الجواد.
الحاءصوت حلقيّ احتكاكيّ مهموس، ينطق بتضييق المجرى الهوائي في الفراغ الحلقي عند النطق به، بحيث يحدث مرور الهواء احتكاكا، ولا تتذبذب الأوتار الصوتية حال النطق به. والحاء من الحروف القمرية؛ تظهر معه لام (أل) التعريف نطقًا وكتابة، مثل: الحق.
الخاء صوت احتكاكيّ مهموس، يخرج من أقصى الحنك، وهو من الأصوات الحلقية الرخوة، يُنطق برفع أقصى اللسان، بحيث يكاد يلتصق بأقصى الحنك، ويكون هناك فراغ ضيق يسمح للهواء بالمرور مع حدوث احتكاك. ولا تتذبذب الأوتار الصوتية حال النطق به. والخـاء من الحـروف القمرية؛ تظهر معه لام ¸ أل · التعريف نطقًا وكتابة، مثل: الخبر.
الدال صوت أسناني لثويّ انفجاري مجهور. وفي نطقه يلتقي طرف اللسان بأصول الثنايا العليا ومقدم اللثة، ويضغط الهواء عند نطقه مدة من الزمن، ثم ينفصل فجأة تاركا نقطة الالتقاء فيحدث صوت انفجاري، وتتذبذب الأوتار الصوتية عند النطق به. وهو من الحروف الشمسية، تختفي معها لام (أل) التعريف نطقًا لا كتابةً، مثل: في الدَّار.
الذَّال صوت احتكاكيّ مجهور، يصدر ممّا بين الأسنان، ينطق بوضع طرف اللسان، حال النطق به، بين أطراف الثنايا العليا والسفلى، وبصورة تسمح بمرور الهواء من خلال منفذ ضيق، فيحدث الاحتكاك مع السماح للهواء بالمرور. والذَّال من الحروف الشمسية، تختفي معها لام (أل) التعريف نطقًا لا كتابةً، مثل: بالذّهب.
الراءصوت لثوي مكرَّر مجهور، ينتج عن تكرار ضربات اللسان على اللثة تكرارا سريعا، ولذلك سُمِّي صوت الراء الصوت المكرر. ويكون اللسان حال نُطقه مسترخيا، في طريق الهواء الخارج من الرئتين. وتتذبذب الأوتار الصوتية عند نطقه. ولعيوب خَلْقِيَّة في اللسان ينطق بعض الناس صوت الراء مثل صوت الغين أو اللام وتُسمَّى لُثْغَة. والراء من الحروف الشمسية، تختفي معها لام (أل) التعريف نطقًا لا كتابةً، مثل: الرسول.
الزاي صوت لثويّ احتكاكيّ مجهور، ينطق بجعل طرف اللسان خلف الأسنان العليا مع التقاء مقدمته باللثة العليا، ومع وجود منفذ ضيق للهواء، فيحدث الاحتكاك. ويرفع أقصى الحنك عند النطق به، حتى يمنع الهواء من المرور من الأنف. وتتذبذب الأوتار الصوتية عند نطقه. والزاي من الحروف الشمسية، تختفي معها لام (أل) التعريف نطقًا لا كتابةً، مثل: الزّرع.
السِّين صوت لثويّ احتكاكي مهموس، ينطق باعتماد طرف اللسان خلف الأسنان العليا، مع التقاء مقدّم اللسان باللثة العليا، ومع وجود مَنْفَذ للهواء فيحدث الاحتكاك، وبرفع أقصى الحنك حتى يمنع مرور الهواء من الأنف. ولاتتذبذب الأوتار الصوتية عند النطق به. ولعيوب خَلْقيَّة في اللسان ينطق بعض الناس السِّين ثاءً ويسمى ذلك لثغة. والسين من الحروف الشمسية، تختفي معها لام (أل) التعريف نطقًا لا كتابة، مثل: السُّوق.
الشين صوت لثوي حنكي احتكاكي مهموس. ينطق بالتقاء مقدم اللسان بمؤخر اللثة ومقدم الحنك الأعلى، بحيث يكون هناك منفذ ضيق لمرور الهواء أوسع من المنفذ الموجود في حال صوت السين مثلاً، ويكون معه كل الجزء الأساسي من جسم اللسان مرفوعًا نحو الحنك الأعلى. ولا تتذبذب عند نطقه الأوتار الصوتية. والشين من الحروف الشمسية، تختفي معها لام (أل) التعريف نطقًا لا كتابة، مثل: الشمس.
الصّاد صوت أسنانيّ لثويّ احتكاكيِّ مهموس مفخَّم. ينطق باعتماد طرف اللسان خلف الأسنان العليا، مع التقاء مقدمته باللثة العليا، ومع وجود منفذ ضيق للهواء فيحدث الاحتكاك. ويرفع في النطق أقصى الحنك، حتى يمنع مرور الهواء من الأنف، ويرفع أيضًا مؤخر اللسان تجاه الحنك الأعلى، ويرجع قليلا إلى الخلف عند النطق فيحدث التفخيم. ولا تتذبذب الأوتار الصوتية عند نطقه. والصاد من الحروف الشمسية، تختفي معها لام (أل) التعريف نطقًا لا كتابة، مثل: الصَّبر.
الضَّاد صوت أسنانيّ لثويّ انفجاري مجهور، يلتقي طرف اللسان عند نطقه بأصول الثنايا العليا ومقدمة اللثة، ويضغط الهواء مدة من الزمن ثم ينفصل فجأه تاركا نقطة الالتقاء، فيحدث صوت انفجاري، ينفتح معه الوتران الصوتيان ويهتزان. وفي نطقه يرتفع مؤخر اللسان نحو الحنك الأقصى، ويتأخر قليلا نحو الجدار الخلفي للحلق، ويكون اللسان مقعرًا بارتفاع أقصاه وطرفه وتقعير وسطه فيحدث الإطباق أو التفخيم. وكان اللغويون على مرّ العصور شديدي الحرص على بيان مخارج الأصوات وصفاتها عامة ومخرج الضاد بصفة خاصة لأنه من الأصوات العَسرة المخرج التي لا يوفيها حقّها من المخرج إلاّ قليلون. وكانـوا يصنِّفون ما يخرج عن نطق الضاد الصحيحة مع الأصوات المستقبحة التي لا تجوز تلاوة القرآن بها. وكانت للعرب في نطقه طرائق، وكان سيبويه وأصحابه يسمون الضاد التي تخالف المخرج الصحيح ـ مثل الضاد التي كالظاء ـ الضاد الضَّعيفة، ولعسر هذا الصوت في المخرج ولتفرُّد العربية به عُرفت بلغة الضّاد. والضاد من الحروف الشمسية، تختفي معها لام (أل) التعريف نطقًا لا كتابة، مثل: الضوء.
الطّاء صوت انفجاريّ مهموس لثويّ، يلتقي طرف اللسان عند نطقه بأصول الثنايا العليا ومقدم اللثة، ويضغط الهواء مدة من الزمن، ثم ينفصل فجأة تاركًا نقطة الالتقاء فيحدثُ صوت انفجاري. ويرتفع مؤخر اللسان نحو الحنك الأقصى ويتأخر قليلاً نحو الجدار الخلفي للحلق. ولا تتذبذب الأوتار الصوتية عند نطقه.
الظاء صوت احتكاكي مجهور، بين أسناني، ينطق بوضع طرف اللسان بين أطراف الثنايا العليا والسفلى بصورة تسمح بمرور الهواء من خلال منفذ ضيق، فيحدث الاحتكاك، مع رفع مؤخراللسان إلى أقصى الحنك، ورجوعه إلى الخلف قليلا فيحدث الإطباق أو التفخيم، ومع تذبذب الأوتار الصوتية فيحدث الجهر. والظاء من الحروف الشمسية، تختفي معها لام (أل) التعريف نطقًا لا كتابة، مثل: في الظرف.
العين صوت حلقي احتكاكيّ مجهور، ينطق بتضييق مجرى الهواء في الفراغ الحلقي، بحيث يحدث مرور الهواء احتكاكًا. وهو من الحروف القمرية؛ تظهر معه لام (أل) التعريف نطقًا وكتابةً، مثل: العرب.
الفاء صوت أسنانيّ شفويّ احتكاكيّ مهموس، ينطق بوضع أطراف الثنايا العليا على الشفة السفلى بصورة تسمح للهواء بالنفاذ من خلالها ومن خلال الثنايا. والفاء من الحروف القمرية؛ تظهر معه لام (أل) التعريف نطقًا وكتابةً، مثل: الفضل.
القاف صوت لهوي انفجاري مهموس، يتم نطقه برفع أقصى اللِّسان حتى يلتقي بأدنى الحلق واللَّهاة مع عدم السماح للهواء بالمرور من الأنف، وبعد ضغط الهواء مدة من الزمن يطلق الهواء فيخفض أقصى اللسان فيندفع الهواء محدثًا صوتًا انفجاريًا. ولا يتذبذب الوتران الصوتيان عند النطق به. وهو من الحروف القمرية؛ تظهر معه لام (أل) التعريف نطقًا وكتابةً مثل: القلب.
الكاف صوت انفجاريّ مهموس، يخرج من أقصى الحنك، برفع أقصى اللسان تجاه أقصى الحنك الأعلى (الحنك اللين) والتصاقه به مع ارتفاع أقصى الحنك الأعلى نفسه، ليسد مجرى الهواء من الأنف، ثم يضغط الهواء مدَّة من الزمن، ثم يُفتح المجرى الهوائي، فيَحدُث انفجار. ولاتتذبذب الأوتار الصوتية عند نطق الكاف. وهو من الحروف القمرية؛ تظهر معه لام (أل) التعريف نطقًا وكتابة، مثل: الكتاب.
اللاّم صوت أسنانيّ لثوي مجهور جانبي، ينطق باعتماد طرف اللسان على أصول الأسنان العليا مع اللثة، بحيث توجد عقبة في وسط الفم تمنع مرور الهواء منه، ولكن مع ترك منفذ لهذا الهواء من جانبي الفم أو من أحدهما، وهذا هو معنى الجانبية في نطقه. وكان العرب يسمون صوت اللاّم الصوت المنحرف، لأن اللسان ينحرف فيه مع الصوت، وتتجافى ناحيتا مُسْتَدَقّ اللسان عند اعتراضهما الصوت فيخرج الصوت من هاتين الناحيتين ومن فوقهما. وتتذبذب الأوتار الصوتية عند نطقه. ومن خصائص اللام أنه يأتي مفخمًا في لفظ الجلالة (الله) ما لم يسبق اللفظ كسرة، حيث نقول والله وعبدالله بلام مفخمة وبالله بلام مرققة.
الميم صوت شفوي أنفيّ مجهور، ينطق بانطباق الشفتين انطباقًا تامًا، فيحبس الهواء حبسًا تامًا في الفم، ويخفض الحنك الأقصى (اللين) فيتمكن الهواء الخارج من الرئتين من المرور عن طريق الأنف بسبب مايعتريه من ضغط. وتتذبذب الأوتار الصوتية عند نطقه. والميم من الحروف القمرية؛ تظهر معه لام (أل) التعريف نطقًا وكتابة، مثل: المدح.
النون صوت لثويّ أنفيّ خيشومي مجهور، ينطق باعتماد طرف اللسان على أصول الثنايا العليا من اللثة، ويخفض الحنك اللين فيتمكن الهواء الخارج من الرئتين من المرور عن طريق الأنف. وتتذبذب الأوتار الصوتية عند نطقه. والنون من الحروف الشمسية، تختفي معها لام (ال) التعريف نطقًا لا كتابة، مثل: النَّحل.
الهاء تنطق باتخاذ الفم الوضع الصالح لنطق حركة، كالفتحة مثلاً، ويمر الهواء خلال الانفراج الواسع الناتج عن تباعد الوترين الصوتيين بالحنجرة، محدثًا صوتًا احتكاكيًا، يرفع الحنك اللين فلا يمر الهواء من الأنف، ولا تتذبذب الأوتار الصوتية. والهاء من الحروف القمرية؛ تظهر معه لام (أل) التعريف نطقًا وكتابة، مثل: الهواء.
الواو صوت انزلاقيّ شفوي، ينطق مجهورًا من بين أول اللسان ووسط الحنك الأعلى. وعند النطق به تضم الشفتان ويسد الطريق إلى الأنف برفع الحنك اللين، ولذلك يوصف بأنه صوت شفوي. والواو من الحروف القمرية؛ تظهر معه لام (أل) التعريف نطقًا وكتابة، مثل: الورق.
الياء صوت انزلاقيّ مجهور حنكي، ينطق باتخاذ الأعضاء وضع نطق الكسرة. ثم تـترك هذا الوضع إلى حركة أخرى بسرعة ملحوظة. ويتجه وسط اللسان نحو الحنك الأعلى وتنفرج الشفتان ويسد الطريق إلى الأنف. والياء من الحروف القمرية؛ تظهر معه لام (أل) التعريف نطقًا وكتابة، مثل: اليَمّ.