أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي حديث ( مَا اخْتَلَفَتْ أُمَّةٌ بَعْدَ نَبِيِّهَا إِلَّا ظَهَرَ أَهْلُ باطِل


حديث ( مَا اخْتَلَفَتْ أُمَّةٌ بَعْدَ نَبِيِّهَا إِلَّا ظَهَرَ أَهْلُ باطِل
مَا اخْتَلَفَتْ أُمَّةٌ بَعْدَ نَبِيِّهَا إِلَّا ظَهَرَ أَهْلُ باطِلِهَا عَلَى أَهْلِ حَقِّهَا

حديث ( مَا اخْتَلَفَتْ أُمَّةٌ بَعْدَ نَبِيِّهَا إِلَّا ظَهَرَ أَهْلُ باطِل
السؤال

قد قرأت أثر عن الشعبي وروي مرفوعا أنه : ما أختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها ، فما مدى صحة هذا الكلام ؟ وما معناه؟ وهل المقصود أن كل أمة نبي تفرقت وكانت الفرقة الناجية قلة كما في حديث افتراق اليهود والنصارى ؟

حديث ( مَا اخْتَلَفَتْ أُمَّةٌ بَعْدَ نَبِيِّهَا إِلَّا ظَهَرَ أَهْلُ باطِل




نص الجواب




الحمد لله
أما الحديث الذي أورده السائل الكريم فهو حديث ضعيف لا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .


والحديث أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (7754) ، وأبو نعيم في "ذكر من اسمه شعبة" (29) ، من طريق أبي بكر بن عياش ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا اخْتَلَفَتْ أُمَّةٌ بَعْدَ نَبِيِّهَا إِلَّا ظَهَرَ أَهْلُ باطِلِهَا عَلَى أَهْلِ حَقِّهَا .


وإسناده ضعيف ، فيه " موسى بن عبيدة " ، وهو متفق على ضعفه ، حتى قال أحمد :" لا تحل الرواية عنه " ، وخاصة في حديثه عن عبد الله بن دينار .
قال أبو حاتم :" موسى بن عبيدة لا يشتغل به ، وذلك أنه يروي عن عبد الله بن دينار شيئا لا يرويه الناس " ، وقال ابن معين :" موسى بن عبيدة ضعيف ، وإنما ضعف حديث موسى بن عبيدة لأنه روى عن عبد الله بن دينار أحاديث مناكير ". انتهى من "الجرح والتعديل" (8/152). وقال ابن حجر في "التقريب" (6989) :" ضعيف ، ولا سيما في عبد الله بن دينار " انتهى .


والحديث ضعفه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/459) ، والشيخ الألباني في "ضعيف الجامع" (4990) .
وأما أثر الشعبي فأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (4/313) من طريق جرير ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ مَا اخْتَلَفَتْ أُمَّةٌ بَعْدَ نَبِيِّهَا إِلَّا ظَهَرَ أَهْلُ بَاطِلِهَا عَلَى أَهْلِ حَقِّهَا ).
وإسناده ضعيف ، فيه عطاء بن السائب ، وهو ثقة إلا أنه اختلط ، وجرير ممن روى عنه بعد الاختلاط ، انظر "المختلطين" للعلائي (ص84) .
إلا أن بعض أهل العلم جعل ذلك عاما في الأمم دون الأمة المحمدية ، فإن من خصائصها ألا يظهر أهل الباطل فيها على أهل الحق ، واستدلوا على ذلك بحديث ضعيف .

حديث ( مَا اخْتَلَفَتْ أُمَّةٌ بَعْدَ نَبِيِّهَا إِلَّا ظَهَرَ أَهْلُ باطِل



وهو ما أخرجه أبو داود في "سننه" (4253) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (3/292) ، من طريق إسماعيل بن عياش ، عن ضمضم ، عن شُريحٍ عن أبي مالك - يعني الأشعريَّ - قالَ: قالَ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلم -: إن الله أجَارَكُم مِنْ ثلاثِ خلالٍ: أن لا يَدْعُوَ عليكم نبيُّكم فتهلِكُوا جميعاً ، وأن لا يَظهَرَ أهلُ الباطِلِ على أهْلِ الحق ، وأن لا تجتمِعُوا على ضَلالَةٍ .


وإسناده ضعيف ، فيه انقطاع بين شريح وأبي مالك الأشعري ، قال أبو حاتم كما في "المراسيل" لابن أبي حاتم (327) :" شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدِ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ : مُرْسَلٌ ". انتهى
ولذا ضعفه ابن كثير في "تحفة الطالب" (ص120) فقال :" في إسناد هذا الحديث نظر ".
وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/295) :" فِي إسْنَادِهِ انْقِطَاعٌ " .
وضعفه الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع" (1532) .
وله شاهد من حديث أبي هريرة ، وإسناده لا يصح أيضا .

حديث ( مَا اخْتَلَفَتْ أُمَّةٌ بَعْدَ نَبِيِّهَا إِلَّا ظَهَرَ أَهْلُ باطِل



أخرجه الداني في "السنن الواردة في "الفتن" (3/746) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (421) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (259) ، من طريق إسماعيل بن عياش .
وأخرجه الخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" (419) ، من طريق داود بن أبي هند .
كلاهما ( إسماعيل بن عياش ، وداود بن هند ) عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ الله التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الله أَجَارَكُمْ مِنْ ثَلاَثَةٍ : أَنْ تَسْتَجْمِعُوا عَلَى ضَلاَلَةٍ كُلُّكُمْ ، وَأَنْ يَظْهَرَ أَهْلُ الْبَاطِلِ عَلَى أَهْلِ الْحَقِّ ، وَأَنْ أدْعُوَ عَلَيْكُمْ بِدَعْوَةٍ فَتَهْلَكُوا , وَأَبْدَلَهُ بِهَذَا : الدَّابَّةَ ، وَالدَّجَّالَ ، وَالدُّخَانَ .
وعلته : يحيى بن عبيد الله التميمي ، ترجم له ابن عبد الهادي في "بحر الدم" (1158) ، وقال: " قال أحمد: منكر الحديث ، ليس بثقة ، وأبوه لا يعرف ". انتهى
ومع كون هذه الأحاديث لم تصح ، إلا أنه قد جاء في الأحاديث الصحيحة أنه لا تزال هذه الأمة ظاهرة على الحق إلى يوم القيامة .

حديث ( مَا اخْتَلَفَتْ أُمَّةٌ بَعْدَ نَبِيِّهَا إِلَّا ظَهَرَ أَهْلُ باطِل







ومن ذلك ما أخرجه البخاري في "صحيحه" (3116) ، ومسلم في "صحيحه" (1037) ، من حديث مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه ، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ ، وَاللَّهُ المُعْطِي وَأَنَا القَاسِمُ ، وَلاَ تَزَالُ هَذِهِ الأُمَّةُ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ ، وَهُمْ ظَاهِرُونَ .
فلا يمكن أن يظهر أهل الباطل في هذه الأمة على أهل الحق بعامة، وقد عدَ بعض أهل العلم ذلك من خصائص الأمة .
ومعنى الظهور هنا الغلبة ، بحيث يظل الحق غالبا ، والباطل مغلوبا ، فلا يظهر أهل الكفر على أهل الإسلام فيمحقونه بالكلية عن ظهر الأرض ، فهذا منتف في هذه الأمة .

حديث ( مَا اخْتَلَفَتْ أُمَّةٌ بَعْدَ نَبِيِّهَا إِلَّا ظَهَرَ أَهْلُ باطِل



قال البيضاوي في "تحفة الأبرار" (3/460) :" والمراد بـ (الظهور): الظفر المؤدي إلى قمع الحق وإبطاله بالكلية .


ولعله أراد بذلك: أن أهل الكفر والإيمان إذا تحاربوا على الدين , ولم يكن لهم غرض سواه , لم يكن للكفار على المؤمنين ظفر ". انتهى


وكذلك لا يظهر أهل الباطل على أهل الحق مطلقا ، فيصير الحق مهجورا غير معمول به في جميع الأرض ، فهذا أيضا منتف .


قال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص69) : " ومع هذا ؛ فلابد في الأمة من عالم يوافق الحق ، فيكون هو العالم بهذا الحكم ، وغيره يكون الأمر مشتبها عليه ولا يكون عالما بهذا ، فإن هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة ، ولا يظهر أهل باطلها على أهل حقها ، فلا يكون الحق مهجورا غير معمول به في جميع الأمصار والأعصار ". انتهى


وهذا في هذه الأمة ، بخلاف ما سبق من الأمم ، فإنها كانت تستباح فيظهر عليها عدوها حتى يهلكها جميعا ، أو يسلبها دينها كما حدث مع بني إسرائيل .
قال المظهري في "المفاتيح شرح المصابيح" (6/100) :" "أن لا يظهرَ أهلُ الباطل على أهلِ الحق" ، قيل: ألاَّ يغلِبَ الكُفَّارُ على المُسْلمِين ، بصرفهم عما هو حقٌّ ؛ يعني: عن الإسلام إلى الكفر ، كما فَعَلَ الكُفَّارُ بقوم موسى عليه السلام في غيبته بأنْ حَمَلُوهم على عِبادَةِ العِجْل ". انتهى

حديث ( مَا اخْتَلَفَتْ أُمَّةٌ بَعْدَ نَبِيِّهَا إِلَّا ظَهَرَ أَهْلُ باطِل
وقال شيخ الإسلام في "الجواب الصحيح" (6/121) :" وَثَبَتَ عَنْهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّهُ قَالَ:" لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ ، وَلَا مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ".


وَهَذَا أَخْبَرَ بِهِ حِينَ كَانَتْ أُمَّتُهُ أَقَلَّ الْأُمَمِ فَانْتَشَرَتِ الْأُمَّةُ فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا ، وَكَانَ كَمَا أَخْبَرَ بِهِ ، فَإِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ - وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ - لَمْ يَزَلْ فِيهَا طَائِفَةٌ ظَاهِرَةٌ بِالْعِلْمِ وَالدِّينِ وَالسَّيْفِ ،
لَمْ يُصِبْهَا مَا أَصَابَ مَنْ قَبْلَهَا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَغَيْرِهِمْ ، حَيْثُ كَانُوا مَقْهُورِينَ مَعَ الْأَعْدَاءِ ، بَلْ إِنْ غُلِبَتْ طَائِفَةٌ فِي قُطْرٍ مِنَ الْأَرْضِ ، كَانَتْ فِي الْقُطْرِ الْآخَرِ أُمَّةٌ ظَاهِرَةٌ مَنْصُورَةٌ ، وَلَمْ يُسَلِّطْ عَلَى مَجْمُوعِهَا عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ ، وَلَكِنْ وَقَعَ بَيْنَهُمُ اخْتِلَافٌ وَفِتَنٌ ". انتهى

حديث ( مَا اخْتَلَفَتْ أُمَّةٌ بَعْدَ نَبِيِّهَا إِلَّا ظَهَرَ أَهْلُ باطِل
ثم إن هذا الظهور إلى قرب قيام الساعة ، حتى يبعث الله ريحا طيبة فتأخذ أرواح المؤمنين ، ثم لا يبقى في الأرض إلا شرار الخلق ، وعليهم تقوم الساعة
ففي "صحيح مسلم" (1924) ،

قال عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيُّ : " كُنْتُ عِنْدَ مَسْلَمَةَ بْنِ مُخَلَّدٍ ، وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ الْخَلْقِ ، هُمْ شَرٌّ مِنْ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ ،


لَا يَدْعُونَ اللهَ بِشَيْءٍ إِلَّا رَدَّهُ عَلَيْهِمْ ، فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ ، أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ ، فَقَالَ لَهُ مَسْلَمَةُ: يَا عُقْبَةُ ، اسْمَعْ مَا يَقُولُ عَبْدُ اللهِ ، فَقَالَ عُقْبَةُ: هُوَ أَعْلَمُ ، وَأَمَّا أَنَا فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: لَا تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى أَمْرِ اللهِ ، قَاهِرِينَ لِعَدُوِّهِمْ ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ ، حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ " .
فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: أَجَلْ ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ رِيحًا كَرِيحِ الْمِسْكِ مَسُّهَا مَسُّ الْحَرِيرِ ، فَلَا تَتْرُكُ نَفْسًا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنَ الْإِيمَانِ إِلَّا قَبَضَتْهُ ، ثُمَّ يَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ عَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ ".

حديث ( مَا اخْتَلَفَتْ أُمَّةٌ بَعْدَ نَبِيِّهَا إِلَّا ظَهَرَ أَهْلُ باطِل
ولا شك أن اختلاف الأمم السابقة كان سببا لاستباحة العدو دينهم وأرضهم
روى ابن أبي شيبة في "مصنفه" (30555) ، أن معاوية رضي الله عنه قال :" مَا تَفَرَّقَتْ أُمَّةٌ قَطُّ إِلَّا أَظْهَرَ اللَّهُ أَهْلَ الْبَاطِلِ عَلَى أَهْلِ الْحَقِّ إِلَّا هَذِهِ الْأُمَّةَ ".
فالاختلاف واقع في هذه الأمة كما وقع في الأمم السابقة ، إلا أنه لا يؤدي في هذه الأمة إلى ظهور أهل الباطل على أهل الحق ظهورا كليا مطلقا كما قدمنا .
والله أعلم .


حديث ( مَا اخْتَلَفَتْ أُمَّةٌ بَعْدَ نَبِيِّهَا إِلَّا ظَهَرَ أَهْلُ باطِل




إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5
#2

افتراضي رد: حديث ( مَا اخْتَلَفَتْ أُمَّةٌ بَعْدَ نَبِيِّهَا إِلَّا ظَهَرَ أَهْلُ ب

رد: حديث ( مَا اخْتَلَفَتْ أُمَّةٌ بَعْدَ نَبِيِّهَا إِلَّا ظَهَرَ أَهْلُ ب

إظهار التوقيع
توقيع : مريم 2


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
ايات القران التي تتكلم عن: الحساب و اليوم الاخر أم أمة الله القرآن الكريم
بعض جوانب الإعجاز العلمي في سورة يوسف ملك قلبى القرآن الكريم
الإيمان باليوم الآخر والحساب بشرى على العقيدة الإسلامية
طريقة قراءة الرقية الشرعية نسيم آڸدکَريآت الرقية الشرعية والسحر
سور القران الكريم مكتوبة بالتشكيل شوشورضا القرآن الكريم


الساعة الآن 03:44 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل