أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي القلق هل هو سلوك سويّ؟

القلق هل هو سلوك سويّ؟

القلق هل هو سلوك سويّ؟
القلق هل هو سلوك سويّ؟
القلق هل هو سلوك سويّ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
القلق من المشاعر النفسية المضطربة، التي تنتج عنها في الغالب آثار سيئة مثل: التوتر والانقباض والخوف وعدم الطمأنينة والكآبة، كما يشير الأطباء المختصون إلى أنه قد تنتج عن القلق آثار مرضية عضوية كاضطراب القلب وتقلص المعدة والشعور بالإرهاق وغير ذلك.

في كتاب لسان العرب لابن منظور: القلق هو: الانزعاج، يقال: بات قلقاً وأقلقه غيره، وأقلق الشيء من مكانه وقلقه: حركه، والقلق: ألا يستقر في مكان واحد.
ولابد من التأكيد على أن القول بأن القلق أو ما يشابهه من المشاعر النفسية أصبح ظاهرة في مجتمع ما سواء من حيث عدد المصابين به، أو من حيث عمق تأثيره في نفوسهم حكمٌ يحتاج إلى دراسات علمية ذات أدلة دامغة من الإحصاءات الموثقة، ولا أظن أن مثل هذه الدراسات موجودة بين أيدينا الآن، كما أن هذه المشكلة غير ملموسة في مجتمعنا بالذات.
فإذا صعدنا عتبة هذا التوضيح اللازم فسنجد أن مثيرات القلق لها أسباب كثيرة جامع القول فيها أنها غالباً ما تتعلق بالخوف من المجهول أو المستقبل، ومنها: أسباب خاصة كخوف الطالب وقلقه من الامتحان، وخوف الوالدين على أولادهما عند مرضهم وقلقهم عليهم، والخوف

من الموت ونحو ذلك.
وهذا القلق يكون محموداً ومندوباً إليه

إذا كان وسيلة لدفع الإنسان إلى الخوف من الآخرة وإحسان العمل،
ويكون سوياً إذا كان في حجمه الطبيعي
الذي يحفظ قدرات الإنسان على العطاء والحرص المتوازن،
ويكون مذموماً إذا تعدى حدوده
إلى إعاقة عطائه وقدراته,
_وهناك أسباب عامة حين يتحول القلق إلى مرض نفسي يلازم الفرد في معظم تصرفاته، دون أن يكون لديه من الإيمان التحصين الكافي لدفع خطر المرض أو الوقاية منه.
_______________________________
والأسباب التي ينتج عنها مرض القلق عديدة، ويمكن استقراء أهمها على النحو التالي:
أولاً: الخواء الروحي، وما يتبعه من شعور بالوحدة والضياع والخوف من اليوم والغد.
ثانياً: ألا يستطيع الفرد أن يرتقي بقدراته وتطلعاته إلى أن يصل إلى المنزلة الاجتماعية أو المستوى الاقتصادي والاجتماعي المرتفع الذي رسمه لنفسه، ولا سيما إذا كان المجتمع الذي يعيش فيه يقيس منازل الناس بقدر ما في جيوبهم، ويحيطهم بهالة من التبجيل والتقدير، فيسيطر القلق على هذا المحروم نتيجة سريان التوتر في أوصاله، وتنسكب الكآبة في جوانحه.
ثالثاً: عدم قدرة هذا الفرد على مجاراة النمط الاستهلاكي السائد في محيط مجتمعه الصغير الأسرة أو الكبير المجتمع الخارجي، فيتملكه القلق، وتنشأ زوابع الكآبة في نفسه.
رابعاً: النزاع والشقاق المتأصل الذي يسود أسرة المريض بالقلق، وكذلك التفكك الأسري، نتيجة الانكباب على المادة، وإهمال أهمية الأسرة المتعاونة المتحابة.
ولا يرتاب عاقل في أن القلق يختلف من مجتمع إلى آخر، بل ومن فرد إلى فرد آخر، أولاً بحسب المعتقدات، وثانياً بحسب نوع ونمط المعيشة الاجتماعية والاقتصادية والعادات والأعراف والتقاليد، فالمجتمع المتدين لا يعاني من هذه المشكلة مقارنة بالمجتمع المادي الذي يكون الفرد فيه عبداً للمادة، والمجتمع الفقير الذي لا تبعد آمال وتطلعات أفراده كثيراً تقل مسببات القلق فيه كثافة وعمقاً، وعلى عكسه المجتمع الغني الذي تتطاحن طموحات أفراده للظفر بالخيرات المتاحة، وهكذا,.
وعلاج القلق، لابد أن يركز على الجذور، باجتثاث الأسباب التي أسهمت في ظهوره على سطح المشاهدة، وهذا العلاج ممكن بعدة وسائل، لعل أهمها:
1- من أهم وسائل العلاج تقوية إيمان الإنسان بربه، لأن الإيمان حصن منيع يحجز طوفان هذه المشكلة من العبور إلى نفس الإنسان، فلا تستطيع بواعث القلق أن تتسلقه أو تخترقه، وإذا حدثت شقوق في هذا الحصن أمكن السيطرة عليها وعلاجها.
وكيف يستبد به القلق، ولماذا يقلق أساساً من يعرف إنما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وما كتب له لن يذهب لغيره، وما لم يكتب له لن يحصل عليه بقوته.
وإذا ضعف الوازع الإيماني عند الإنسان، أو اعتراه شيء من الران، مع وجود الفطرة السليمة، فان إيقاظ هذا الوازع أمر لا يصعب على المصلحين والدعاة عبر وسائل لا حصر لها.
2- من أسباب إزالة القلق والاكتئاب: الإحسان إلى الخلق بالقول وبالفعل، فبهذا الإحسان يدفع الله عن البر والفاجر الغم والهم في الدنيا، ولكن للمؤمن منه أكمل الحظ والنصيب في الدنيا والآخرة، قال – تعالى-: (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً) [سورة النساء آية 114].
3- ومن الأسباب التي تحد من الاكتئاب والقلق وغيرهما: الاشتغال بعمل من الأعمال أو بعلم من العلوم، لأن إشغال الناس بالمفيد يحجز عنها غير المفيد من قلق ونحوه.
4- الحرص على الانتفاع بثمار العبادات المختلفة، والمداومة على الأذكار الشرعية المأثورة من الكتاب والسنة، لأن المشاعر النفسية لا تتحكم إلا في القلب الفارغ مما ينفع، ولأن الذكر سبب من أسباب طمأنينة القلب، حيث قال - سبحانه وتعالى-: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) [سورة الرعد آية 28].
ومما لا ريب فيه أن قراءة القرآن الكريم من أفضل العبادات والأذكار التي يحسن بالمسلم أن يتعاهدها، وان يشغل نفسه بها، وهو وقاية وشفاء للأنفس والأبدان من كل الأمراض، قال المولى - عز وجل-: (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء) [سورة فصلت آية 44].
5- من الأسباب المعينة على طرد الاكتئاب والقلق ونحوهما: الاهتمام بعمل اليوم الحاضر، وقطع القلب عن الخوف من المستقبل، وقد ورد في صحيحي البخاري ومسلم - رحمهما الله -: " أن النبي - صلى الله عليه وسلم-: استعاذ من الهم والحَزنَ " فالحَزَن على الأمور الماضية التي لا يمكن ردها، والهم الذي يحدث بسبب الخوف من المستقبل.
ويلحق بهذا ضرورة أن يوطن المسلم نفسه على القناعة بما آتاه الله – تعالى-: وسؤاله المزيد، فقد ورد في الصحيحين أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: " انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فانه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم " وهذا في النظر إلى الصحة وسعة الرزق ونحوهما، أما التسابق إلى الأعمال الصالحة فلا يدخل في عموم هذا الحديث لأن الأفضل عكس ذلك.




6- ومن الأسباب المعينة على طرد الاكتئاب والقلق: الدعاء، الذي هو مفتاح الاستجابة، قال – تعالى-: (وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) [سورة غافر آية 60]، وأكد النبي - صلى الله عليه وسلم- أن الدعاء عبادة بقوله - صلى الله عليه وسلم-: "الدعاء هو العبادة".
7- ومن الأسباب المعينة على طرد القلق: التلبس بالتقوى، قال الله – تعالى-:

(ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً) [سورة الطلاق آية 4].
8- ومن الأسباب المعينة على طرد الاكتئاب والتوتر:

العناية بالتغذية الصحية السليمة، وإلزام النفس بممارسة العادات الترفيهية المباحة من رياضة وهوايات واسترخاء وتأمل، وغيرها لطرد ما يشعر به الإنسان من وساوس الشيطان.
9- العلاج الطبي عن طريق الأدوية كالمهدئات، أو التنويم المغناطيسي والتحليل النفسي، بحسب ما تحتاجه كل حالة.
ذكر ديل كارنيجي صاحب كتاب "دع القلق وأبدأ الحياة "

عدداً من الوصفات لعلاج القلق، ومنها:
* لا تعبر الجسر قبل أن تصله، أي: لا تقلق للشيء قبل حدوثه.
* لا تبك على اللبن المراق، أي: ما فات مات.
* لا تشتر الصفارة بأكثر من ثمنها، أي: لا تعط للأمور أهمية أكثر مما تستحقه.
ولعل القارئ الكريم عندما يتأمل ما ذكره كارنيجي سيجد أنه لم يأت بجديد في علاج القلق،
_فالإسلام اهتم منذ خمسة عشر قرناً اهتماماً كبيراً بدفع القلق، بعلاج أشمل مما ذكره كارنيجي،

من خلال المظهرين الأساس للدفع، وهما:
الوقايــــــةوالعلاج،
حيث تضمنت نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية عناصر الوقاية والعلاج من القلق بأساليب متنوعة، وبما يكفل اجتثاث جذوره.
يذكر الدكتور زهير السباعي أن القرآن الكريم وضع أسس الوقاية من القلق وغيره من الأمراض النفسية، من خلال مفهومين أساسين،
أولهما:أن حياتنا بكل ما فيها متصلة بالله – تعالى -،
وثانيهما: أن الإسلام منهج حياة متكامل، يحدد مسالك حياتنا ودروبها وعلاقتنا ومعاملاتنا.
وما ذكره الدكتور السباعي صحيح فعن المفهوم الأول،

وهو تعميق الإسلام مفهوم الصلة بالله – تعالى- نجد أن القلق لا يجد سبيلاً إلى المؤمن المتصل بالله – تعالى- حق الصلة،
_فكيف يخاف المسلم إذا ما كان معتقداً بأن الأمر كله بيد الله، صحيح أن على المرء أن يأخذ بالأسباب، وأن يعمل على أن يقي نفسه وأهله غوائل الجوع والفقر والمرض والمصائب،
لكن عليه أن يضع في حسابه أن النتائج بيد الله - سبحانه وتعالى - قال الله – تعالى-:
(وكأيِّن من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم)
[سورة العنكبوت آية 60].
وعن المفهوم الثاني، وهو كون الإسلام منهج حياة شاملاً نجد أن الإسلام يدعو إلى التعاطف والتآلف والتراحم والمحبة والعطاء، في كل تشريعاته وتعاليمه التي تنظم حياة الناس وسلوكهم ومعاملاتهم، واضعاً بذلك دعامات أساس للصحة النفسية، ومحاربة الأمراض النفسية كالقلق.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم-:

"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ".
وحين نتأمل التعبير القرآني الكريم بلفظ، أسرفوا وبلفظ لا تقنطوا،

وتأكيده المتكرر على مغفرة الله للذنوب جميعاً،
_ يظهر لنا أن القرآن حرص على حماية المسلم من القنوط وهو أحد المسببات الكبرى للقلق،
_كما حرص أشد الحرص على سد كل الطرق المؤدية إلى نفاذ وساوس الشيطان إلى قلب الإنسان وفكره، لأن هذه الوساوس تقوم بتضخيم الذنب إلى درجة القنوط.
_إن موقف الإسلام من الأمراض النفسية وقاية وعلاجاً دلالة أكيدة على تميز هذا الدين العظيم، وحاجة الناس جميعاً، مهما كان مكانهم أو زمانهم إلى ورود مناهله العذبة، التي تؤيدها الفطر السليمة، ومطالب الإنسان المتوازنة, هذا وبالله التوفيق.
شفى الله مريضنا وحفظنا جميعاً من كل مكروه وسوء

القلق هل هو سلوك سويّ؟

القلق هل هو سلوك سويّ؟



إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#2

افتراضي رد: القلق هل هو سلوك سويّ؟

جزاك الله خيرا حبيبتي

إظهار التوقيع
توقيع : نور الأصيل
#3

افتراضي رد: القلق هل هو سلوك سويّ؟

جزاكِ الله خيراً


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
القلق, ماهو ,طرق علاجه , التوتر , 4 أسباب وحلول لعلاج تقلب المزاج والتوتر حياه الروح 5 العيادة النفسية والتنمية البشرية
قلق الامتحانات عند الابناء اسباب القلق الامتحانى علاج قلق الامتحانات هبه شلبي العيادة النفسية والتنمية البشرية
ما هى اسباب القلق واعراضه وكيفية علاجه عہاشہقہة الہورد العيادة النفسية والتنمية البشرية
القلق النفسى,اعراض القلق ومضاعفاته,علاج القلق لولو حبيب روحي العيادة النفسية والتنمية البشرية
القلق المرضي عند الأطفال..عواقب وخيمة على المدى الطويل مايا علي العيادة النفسية والتنمية البشرية


الساعة الآن 07:01 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل