- أما الإنفاق الإستثماري :
يعلم ويعمل بما يعلم، ويدعو إلى ما يعلم، ويصبر على طلب العلم، وعلى تطبيقه، وعلى الدعوة إليه
يعني يعمل للآخرة .
فأنت في أية لحظة يمكن أن تموت، ويجب عليك أن تقيِّم عملك، هل هذا العمل يدخل معي في القبر، أم يبقى في الدنيا؟
فالإنسان إذا شيَّعه أقرباؤه وأصدقاؤه وأهله ووصلوا به إلى القبر، ما الذي ينزل معه إلى القبر؟
مركبته الفخمة ؟ لا
بيته الكبير الذي له إطلالة رائعة ؟ لا
زوجته الجميلة ؟ لا
شركاته ؟ لا
معمله ؟ لا
أمواله التي في البنوك ؟ لا
أولاده ؟ لا
يدخل وحده، و شيئ واحد فقط يدخل معه هو ( العمل الصالح )
لذلك العمل الصالح وحده هو معنى إنفاق الوقت إنفاقاً استثمارياً.
قال تعالى : { رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ }
فالإنسان حينما تأتيه المنية هل يقول ربي أمهلني قليلاً حتى أبيع هذه البضائع ؟ لا
هل يقول ربي أمهلني حتى أنتهي من بناء هذا المنزل ؟ لا
لا يقول هذا أبداً، فقط يقول:
{ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ }
فلذلك أيها الإخوة والأخوات إنفاق الوقت إنفاقاً استثمارياً هو : العمل الصالح ( العلم ، والعمل ، والدعوة إلى الله )
راتب النابلسى
إذا أقسم الله عزوجل بشيئ, فهذا لبيان أهميته وعظيم منفعته, ولقد أقسم الله عزوجل بأزمان وأوقات معينة, وذلك لبيان شرف الزمان وشرف الوقت:
فقال تعالى:* وَالضُّحَى)1( وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى)*2.سورة الضحى
فأقسم تعالى بالضحى وما جعل فيه من ضياء.
وقال تعالى:* وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى)1( وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى)*2.سورة الليل
فأقسم تعالى بالليل إذا غشي الخليقة بظلامه ,وأقسم تعالى بالنهار إذا ظهر ضياؤه وإشراقه.
وقال تعالى:* وَالْفَجْرِ)1( وَلَيَالٍ عَشْرٍ)*2 .سورة الفجر
وقال تعالى:* وَالْعَصْرِ)1( إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ)*2سورة العصر.
فأقسم تعالى بما هو أعم من ذلك كله وهو الزمن, وهو الدهر وهو العصر .
والمقصود بالعصر هو: الزمن, والدهر, وذلك لشرفه وقيمته.وفي قسمه تعالى بالعصر دليل على أن أنفس شيئ في الحياة هو العمر,
ومن الأيات كذلك :
قال تعالى:* وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً)*62.سورة الفرقان
أي: يخلف كل واحد منهما صاحبه يتعاقبان لا يفتران, إذا ذهب هذا جاء هذا, وإذا جاء هذا ذهب ذاك وجعلهما يتعاقبان توقيتا لعبادة عباده له عزوجل, فمن فاته عمل في الليل استدركه في النهار, ومن فاته عمل بالنهار استدركه في الليل.ابن كثير
وقال تعالى:*وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ *12 سورة الاسراء.
قال ابن كثير رحمه الله: يمن تعالى على خلقه بآياته العظام, فمنها مخالفته بين الليل والنهار ليسكنوا في الليل, وينتشروا في النهار للمعايش ,والصنائع, والأعمال, والأسفار, وليعلموا عدد الأيام, والجمع والشهور, والأعوام ,ويعرفوا معنى الآجال المضروبة للديون والعبادات والمعاملات والإجارات ,وغير ذلك.
وقال تعالى في فضل وشرف الوقت:* أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ)37 سورة فاطر
اغتنموا الوقت قبل الندم عليه
{ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ }