البحر والطود العظيم,معجزة موسى عليه السلام,انقسام البحر

قال تعالى : ﴿فَأَوْحَيْنَآ إِلَى مُوسَى أَنِ اِضْرِبْ بِعَصَاكَ البَحْرَ فانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطُّودِ العَظِيمِ﴾ [سورة الشعراء، الآية : 36]





آيات الله سبحانه وتعالى ومعجزاته آتت للبشرية قاطبة منذ أن خلق الله آدم وحتى يوم القيامة.
و من آياته المعجزات، ما أظهرها لعباده قبل بعثة سيّدنا محمّدٍ – صلى الله عليه وسلم – و نزول القرآن الكريم، وفيها آياته المعجزات أظهرها لعباده في زمن حاضر البعثة المحمّدية، وحين نزول القرآن، ومنها ما أرجأها إلى أزمانٍ الله يعلمها ويعلم ميقاتها..

وآية الله : ﴿فَأَوْحَيْنَآ إِلَى مُوسَى أَنِ اِضْرِبْ بِعَصَاكَ البَحْرَ فانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطُّودِ العَظِيمِ﴾ أتت معجزتها في زمنِ سيدنا موسى عليه السلام ورأوها بأعينهم وشاهدها عشرات الآلاف من البشر وهي حقيقة مطلقة مذكورة عند اليهود والنصارى في كتبهم، والتاريخ لا ينكرها مطلقًا .. كقوله تعالى في قصة أبرهة الحبشي : ﴿وَأَرْسَلَ عَلَيهِم طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ﴾ [سورة الفيل، الآيتان : 3 و 4]

فهذه حقيقةٌ مطلقة لا يستطيع تكذيبها أحد من العالمين، لأنها واقعة رآها عشرات الآلاف من الناس وأيّدتها كل كتب التاريخ، ونحن نعلم أن أقوى الحقائق في التاريخ تلك التي يتداولها الناس عبر أجيال وكل جيل ينقلها للذي بعدَه فيثبت لدى محققي التاريخ، وتعد عندهم أقوى شاهد على صحة الخبر، ولذا فإنّ فرق البحر قسمين وجعلُ اللهِ بقدرتِهِ طريقًا لموسى وقومه حتى يعبُروا حقيقة واقعة لا شك فيها ولا لبس.

يقول كل علماء الأرض من علماء جيولوجيا وفيزياء وعلماء الأرض والبحار أنه لا يوجد قانون فيزيائيٌّ وجيولوجيٌّ يستطيع أن يوقف الماء على جنبيه لو كان قدرا يسيرا لا يتجاوز المتر.

إذًا، الله بقدرته تجاوز قانون الماء وفلق البحر إلى جهتين وقف ماء كل جهة كجبل شامخ كالطود يفرق خوفا وهولا من الله ممتثلا لأمر الله سبحانه لا يستطيع أن يعود إلى مجراه القديم حتى يأمره الله سبحانه.

و هذا الحدث العظيم وقع حينما فرَّ موسى وقومُه بأمر الله سبحانه وتعالى هربا من فرعون وجنوده، فشقّ الله لهم البحر فرقتين فعبر موسى وقومه ولحقهم فرعون وجنوده فأغرقهم الله سبحانه وتعالى : لأن توبة فرعون لم تكن صادقة وإنما خادع بها، لأنه وجد نفسه يكاد يغرق هو وجنوده فلمّا اتجه إلى الله وقال آمنتُ بربِّ موسى وهارونَ وآمنت بالذي آمنت به بني إسرائي، ولكن الله أغرقه وأنجاه ببدنِه لأنه يعلم أن فرعون كافر ومنافق كذّاب !

وصدق الله حيث قالَ : ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ العَذَابِ﴾ [سورة غافر، الآية : 46]

( منقـول للفائِـدة )

المصدر : كتاب الموسوعة الكونية الكبرى، آيات الله في البحار والمحيطات والأنهار، آيات الإعجاز العلمي في عالم البحار، الفصل السادس/البحر والطود العظيــم.