أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي تغريدات د. سلطان العَرَابي



تغريدات د. سلطان العَرَابي


منْ أعظم البلاء أن لا يتحقَّق لك ما تتمنّاه . َ
مات أولاد النبي ﷺ في حياته فدمعت عيناه .. َ
تمنَّى ﷺ أن يبقى في مكة فأخرجه قومه .. َ
تمنَّى أن يستجيب له أقاربه فطاردوه واتَّهموه وكذَّبوه .. َ
فلا تحزن ؛ مهما تعثَّرت السعادة في حياتك فهناك سعادة الرِّضا والغنى بالله .
.لو تحقَّـقَ لك في الدنيا كُلَّ ما تتمنَّاه ؛ لَـمَا تاقتْ نفسُك لجنَّة الله ..

إنْ قصَدَك أحدٌ في حاجته لقضائها وتفريج همِّه في ضائقتِهِ فلم تستطع ؛

فليس من المرُوءة أن تتندَّر به في المجالس ،
وأن تتساءل عن ظروفه أمام الآخرين بتعجُّب ،

وأن تُفشيَ سِرَّه الذي قصدك من أجله !!

كما أنَّ العبادة في زمن الفتنة من أعظم أسباب الثبات ؛ فهي كذلك من أعظم أسباب التفاؤل والأمل ؛
ولذا قال ﷺ : ( العبادةُ في الهَرْج كهجرةٍ إليَّ ) رواه مسلم . َ
الهجرة إلى الحبيب ﷺ طُمأنينة وعِزٌّ ونصرٌ وثباتٌ وإشراق ؛

لذا شُبِّهت العبادة في زمن الفتنة واختلاط الأمور بالهجرة ..

ثِقْ أنَّه إذا تعاظَمَ الهمُّ في قلبك وأحاط بك ؛ فلن تَجِدَ أعْظَمَ من الدعاء في تفريجه .. َ
الهمُّ مهما كَبُرَ فرحمة الله أكبر ، والضيقُ مهما اشتدَّ فكَرَمُ الله أوسع ..

في كل أمورك .. كل يوم ؛ لا يَغِبْ عن بالك خمسة أمور :
َ ١- كثْرة ذِكْر الله .

٢- الإلحاح في الدعاء .
٣- الصدقة ولو بالقليل .
٤- صِدقُ التوكُّل وحُسْنُ الظنِّ بالله .
٥- الهدوء وعدم الاستعجال والتأمُّل والتأنِّي في ردود الأفعال . َ
وهي يسيرةٌ على من يسَّرها الله عليه ولجأ إليه .




إنْ لم يخشع قلبك في الدعاء فألِنْهُ بِذِكْر الله قبل الدعاء ؛

وسوف تَجِدُ من لذَّة مُناجاة الله والفتح في الدعاء ما يُسعِدُ قلبك ..

قد تغفلُ وتُذنب ؛ لكن أشدَّ منهما التمادي فيهما .. َ مهما غَفِلْت فتذكَّر .. ومهما أذنبت فتُب ..

فدوام التذكُّر بكثْرة ذِكْر الله ، واستحضار التوبة باستشعار عَظَمة الله ؛
﴿ إنَّ الذين اتقوا إذا مسَّهُم طائف من الشيطان تذكَّروا فإذا هم مُبْصِرون﴾.

ثلاثةٌ لا أمان لهم ، وضررهم أكثر من نفعهم ، ومُخالطتهم تُعدي وتُؤثِّر في الأخلاق والسلوك :
َ ١- الكذَّاب .





٢- الحسود .
٣- مُتقلِّب الشخصية ( المزاجي ) .
التعاملُ مع الشخص المزاجي مُؤلِمٌ جداً ؛ تعتاد على مزاحه فيُقابلك بالجد ، ترتاح لابتسامته فإذا به يتجهَّم ، تفرح بصدق مودَّته فإذا به يتغيَّرُ عليك ، تثقُ بأمانته فإذا به يطعنك بخيانته !!

الحديث عن النفس صعبٌ جداً ، والسلامة كل السلامة أن لا تتكلَّم عن نفسك وإنجازاتك خاصة طلبك للعلم وقراءاتك وما عندك من كُتُب وحجم مكتبتك ؛ فالنفس بها شهواتٌ خفيَّة ، ومداخل الشيطان على القلب أخفى وأسرع في هلَكَتِه ..دعْ عملك يتحدَّثُ عنك ؛ فالناجح يفوح عطر تميُّزِهِ ونجاحه ، واحذر أن تملأ فراغك بالكلام عن ذاتك ، وإيَّاك أن تنجح بمدح نجاحك ..

إذا ابتُلِيت بشخصٍ يُسيءُ الظنّ بك في كل تصرُّفاتك ، ويتكرَّر ذلك منه رغم نصيحتك له وتبريرك لمواقفك في كل مرَّة ؛ فأفضل علاج معه هو التطنيش وعدم الاسترسال مع ظنونه السيئة بالتبرير المُستمر والتوضيح الدائم ؛ لأنَّ ذلك سيُتعِبُ قلبك ويُرهِقُ نفسك ، وقد تتسلَّل عدوى سُوء الظن لك !


يتبع

تغريدات د. سلطان العَرَابي






#2

افتراضي رد: تغريدات د. سلطان العَرَابي

مَنْ جلس يدعو على مَنْ ظلَمَهُ وأساء إليه فإنَّه يستدعي الآلام كلما دعا ، ولا تزال نفسه تترقَّبُ استجابة الله لدعائه فيهم ، وقد تزيد حسرته إذا ابطأت إجابة دعائه ، بخلاف من امتلأ قلبه بالسَّماحة يدعو لمن ظلمه وأساء إليه ، فهو في سعادة العفو وراحة البال ، وفي نعيم ترْك الانتقام .


مفــاتيح السَّعـــادة .. َ
﴿ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴾ .

الرَّجـاءُ عبادةٌ قلبيَّة .. َ

" في الرَّجاء من الانتظار والترقُّب والتوقُّع لفضل الله ما يُوجِبُ تعلُّق القلب بذِكْرِهِ ودوام الالتفات إليه". َ َ مدارج السالكين ؛ لابن القيِّم ٢/ ٥٢

" إذا ناجى العبد ربَّـهُ في السَّحَر واستغاث به وقال : يا حيُّ يا قيُّوم لا إله إلاَّ أنت برحمتك أستغيث ؛ أعطاه الله من التمكين ما لا يعلمه إلاَّ الله". َ َ مجموع الفتاوى ؛ لابن تيمية ٢٨ / ٢٤٢

مهما اشتدَّ بك البلاء ؛ تذكَّر : َ أنَّ الله أرحمُ بك من كُلِّ أحد . َأنَّ الله لطيفٌ في بلائه . أنَّ الله حكيمٌ فيما ابتلاك به . أنَّ الله يَصبُّ عليك الأجر صبّاً أثناء البلاء . أنَّ الله يرى حالك ويسمع دعاءك . أنَّ الله جعل لكُلِّ بلاء أجلاً . أنَّ الله سيُكرِمُك ويُسعِدُك .

مَنْ ظنَّ أنَّ البلاء قد استحكَمَ به من كل جانب فقد أساء الظنَّ بالله .. َ أين أنت من سَعَة السجود ولذَّة المُناجاة وقراءة القرآن وحُسْنِ الظنِّ بالله ؟..

إظهارك لحُزنك أمام الناس عند بلائك ، وشحوب وجهك ، والكئابة في مُحيَّاك ؛ هي شكوى صامتةٌ ، وجزعٌ غير مأجور ، وتعبٌ غير مخلوف ، واستعطافٌ لمن لا يملك لك رحمة ، بينما الواثق بالله والمُكتفي به : على مُحيَّاهُ رضى وسعادة وإن كان خلْف جفونه ألفُ دمعةٍ يشكوها بين يدي الله ..

مِنْ أعظم ما تتوسَّلُ به إلى الله بعد التوسُّل بأسمائه وصفاته في تحصيل مطلوبٍ أو دفْع مرهوب أو تحقيق ما تتمنَّاه : التوسُّل إلى الله باعترافك بنعمته عليك ، وافتقارك واضطرارك إليه ، واعترافك بتقصيرك في جنبه : ( أبُوء لك بنعمتك عليَّ ، وأبُوء لك بذنبي فاغفر لي ) رواه البخاري .

لِترتاح في التعامل مع الناس ؛ تحتاج إلى :

َ ١- أن تُعاملهم لله .
٢- الدعاء بالتوفيق لحُسْن التعامل معهم .
٣- غضِّ الطرْف عن عيوبهم وكتمانها .
٤- الدعاء بصلاح حالهم وأخطائهم .
٥- عدم التأمُّل في تعابير وجوههم .
٦- الابتسامة وإدخال السرور عليهم .
٧- الكفِّ عن التدقيق وعتابهم .

﴿والله يعلمُ وأنتم لا تعلمون﴾

تأمَّلها ؛ ففيها طُمأنينةٌ وبلسمٌ وراحةٌ وعزاءٌ :
عن كُلِّ ألَمٍ وحِرْمان ..عن كُلِّ تأخُّرٌ لمرغوب ..عن كُلِّ شيءٍ توهَّمتَ السعادة فيه ثم فقدته ..عن أُمنياتك التي طال انتظارك لها ..عن البلاء الذي لا ذنب لك فيه ..

سينقُصُ قدرك بقدر شكايتك للناس ، وسينقُصُ أكثر بقدر احتياجك لهم ، وسيَزْهَدُ فيك من بُحْتَ له بِسرِّك وهو غير كتوم ، وسيظهر لك معدن مَنْ قصدتَّهُ في حاجةٍ بعد أن وثِقْتَ بظاهره ؛ باختصار : افتقِرْ إلى الله واشْكُ إليه وأظْهِرْ ضعفك وكسْرك له وحده ؛ وسوف يُكرِمُك ولن يُخيِّبك .

على قدْر إيمانك يكون استعظامك للمعصية وخوفك من الذنب في نظرك لنفسك وواقعك ومَنْ حولك !! َ قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ( إنَّ المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعدٌ تحت جبل يخاف أن يقع عليه ، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذُبابٍ مرَّ على أنفه ) رواه البخاري .

الذين يُحذِّرون من الوقوع في المعاصي يفهمون قوله ﷺ : (كل بني آدم خطَّاء ، وخير الخطَّائين التوَّابون) على ضوء قوله ﷺ (كل أمتي مُعافى إلا المجاهرين) رواه البخاري ، ويخافون على أمَّتهم من سؤال زينب رضي الله عنها يا رسول الله : أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: (نعم إذا كَثُرَ الخبث).

يتبع

#3

افتراضي رد: تغريدات د. سلطان العَرَابي

بارك الله فيك
#4

افتراضي رد: تغريدات د. سلطان العَرَابي

إذا كُنتَ تشتكي مِنْ عُسْرٍ وعدم توفيق في حياتك لا تعلم ما سببه ، ومِنْ فَهْم الناس لك بالخطأ وتحميل تصرُّفاتك ما لا تحتمل ؛ فعليك بكلمات الافتقار إلى الله في أمورك كلها : لا حول ولا قوّة إلاّ الله .


وقُل في دُعائك :اللهمّ وفِّقني وسدِّدني وألهمني رُشدي وقِنِي شرَّ نفسي .




لا يرزقك الله لذَّة مُناجاته والفرار من الدنيا وضيقها إلى سعة وسعادة الدعاء إلاَّ وهو سُبحانه يُريد أن يُكرمك ويُعطيك ويسعدك ؛ وعلى قدر ثبات لذّة الدعاء واستقرار قُرْبك من الله في قلبك يكون العطاء ولو طال البلاء ..




عندما تدعو الله فيما تتمنَّى حصوله أو تخاف وقوعه : استشعر افتقارك إلى الله وأنَّه لا غنى لك عن الله ؛ فهو الباب الأعظم الذي تدخل به على الله ، وبافتقارك إلى الله تُقبِلُ نفسُك على الدعاء وتنشرح لمناجاة الله ، ويعظُم يقينك في الله أثناء الدعاء ، وتتصبَّر إذا أبطأت إجابة الدعاء .




مِنَ التوفيق والسَّعادة : ارتباطك بأوقات إجابة الدعاء ؛ فتتهيَّأُ لها النفس ، ويظلُّ القلب ينشُدُ أوقات المُناجاة وساعات الإجابة لِـمَا يجدُهُ فيها مِنَ اللَّذة والسرور والانشراح ؛ لتعلُّق قلبه بالله ، وليقينه بإكرام الله لِمَن أحسن الوفادة إليه .




قد يكون الصدق دمعة ..




اليأس مِنْ رحمة الله : أن يُقعِدك ذنبُك ، وأن تترك التوبة عندما تأسِرُك معصيتُك ، وأن تتشاءم من مُستقبلك ، وأن تكتئب من طول بلائك ، وأن تُسيء الظنَّ بالله من كثْرة همومك ، وأن تترك الدعاء إذا تأخَّرت إجابتُك ..




أصدقُ الأصدقاء وأوفى الأوفياء : مَنْ يدعو لك وتدمع عينُه عند حصول الفرَج لك ..




مِنْ أعظم الأدب في وسائل التواصل الاجتماعي : الأمانة العلمية في النقل ، وبيان درجة الحديث وعزوه إلى مصدره ، ونسبة الأقوال والكلمات إلى أصحابها ..




الذي يسمح للآخرين أن يتكلموا عنك ، ولا يذبُّ عنك عندما يقعوا فيك ، أو على أقل تقدير يُجالس مَن في قلبه مرضٌ عليك ولو لم يُشاركهم الخوض في عرضك : لا بُدَّ أن يأتي عليه يومٌ ويظهر على فلتات لسانه وردود فعله ونقاشه معك بعض ما كان يطرق سمعه عنك !!




للدعاء حالتان ؛ حالة استعداد وترقُّبٍ لأوقات الإجابة وانفرادٍ عن الأشغال ، وحالة جريان الدعاء على اللسان في كل وقت وعلى كل حال ، وبين الحالتين ترابطٌ عجيب ؛ فمن عاش لذَّة الدعاء في الأولى أصبح الدعاء يجري على لسانه في الثانية لشعوره بالافتقار إلى الله حتى في لذَّة الدعاء




لن تسمح لأحدٍ أن يتكلَّم في أحدٍ أمامك إلاَّ وسوف يتكلَّم فيك في غيابك ..




لا تغفل عن الدعاء حتى لو شعرت بقُرْب الفرَج وزوال ما تُعانيه من البلاء ؛ فلربما كانت هذه الغفلة ممَّا يُؤخِّر عنك السعادة بسبب اعتمادك على الأسباب المادية ووعود البشر وتباشير المُحبَّين لك ..تعلَّق بحبل الدعاء الذي لا ينقطع ، وأدمن قرْع باب الكريم حتى يُفتَح لك ..




قال رسول الله ﷺ ( ومن يَستغنِ يُغنِهِ الله ) رواه البخاري .

استغنِ بقلبك وفكرك وروحك ومشاعرك وآمالك كلها بالله .. يُغنِك الله بما لا يخطر لك على بال ..أعظم استغناءٍ بالله أن تدعو الله في كل أمورك والثقة به سُبحانه تغمُرُ قلبك وتملأ حياتك وتستدِرُّ دمعتك ..




من اليقين في الله استشعارك لعلم الله وسمعه وبصره وسعة رحمته وحكمته البالغة في المنع والعطاء ، ولولا اليقين بقُدرة الله وحُسْنُ الظنِّ بالله ما تلذَّذت القلوب بالدعاء ..





من رحمة الله بعبده أن يبتليه ببلاء لا يستطيع البوح به ، ولا يجد من يفهمه في تفاصيله ؛ حتى لا يكون في قلبه تعلُّقٌ بأحدٍ غير الله يشكو إليه .

#5

افتراضي رد: تغريدات د. سلطان العَرَابي

إذا استحكم الضيق بك ، وامتلأ صدرك بهمومك ، واحتبست كلماتك فوق لسانك ، وعزَّ من يفهمك ، وآلمك من يُسيءُ الظنَّ بك ، وعبثت كلمات اللِّئام بِعِرْضك في الخفاء : فاعلم أنَّ ذلك ينجلي ويكون برداً وسلاماً عليك بسجودٍ ودموعٍ وخضوعٍ ودعاء ومُناجاة ؛ تنسى والله بعدها كُلَّ ما أهمَّك ..

لحظات الانكسار وانحباس الدمعة في عينيك لحظات عزيزة ودموع غالية : تُقرِّبك مِنَ الله وتفتح لك أبواب رحمته ؛ فلا تُرخِصها بالشكوى إلى الناس ، ولا تفقد أجرها بالبحث عمَّن تُظهرُها أمامه ، بل كلما آنسَتَ رحمةً مِنْ أحدهم بك تذكَّر أنَّ الله أرحمُ بك منهم ..

إذا أهمّك أمرٌ أو تاقت نفسُك لحصول ما تتمنّى وأتعبك الانتظار : فأدمِنْ قرْع باب الله بالأسحار ، وناجِهِ بافتقار ، وأصلِح ما بينك وبين الله وتُب إليه بصدق ، ولا تجعل إقبالك على الله إقبال مُقايضة ؛ بل اجعل من حاجتك التي ترجوها طريقاً لقُرْبك من الله حتى لولم يتيسَّرْ لك حصولها .

"وليس كل سبب مقدوراً للعبد ؛ فالعبد يُؤمَرُ بالسبب الذي أحبّه الله ويُؤذَن له فيما أذِن الله فيه مع أمره بالتوكل على الله تعالى ، فأمّا ما لا قُدرة له فيه فليس فيه إلا التوكل على الله والدعاء له ؛ وذلك من أعظم الأسباب التي يُؤمَرُ بها العبد أيضاً".الاستقامة لابن تيمية ١ / ١٥٣

لا تزال البلايا تطرُقُ بابك ، ومواقف الشدَّة في حياتك تُلاحِقُ قلبك ، وبقايا آمالٍ يرقبُها فؤادك : حتى تأْلَفَ نفسُك الدعاء ، وتعتاد عينُك دموع الافتقار إلى الله ، ويكون اللُّجُوء إلى الله والاستعانة به وسؤاله في كل أحوالك هي أول ما يطرأ على تفكيرك ويشغل بالك ويرتقي بهمومك ..مَنْ هذا حاله لا يُخيِّبه الله ..
َ
مَنْ رغِبَ إلى الله في تيسير ما تعسّر عليه ، وفي تعجيل ما طال انتظاره ؛ فإنّ قلبه يتعلّق بالله ، ودموعه تُسابقُ الثناء على الله في دعائه ، والتفكُّر في كرَم الله يغمُر مشاعره ووجدانه ؛ فيستحي مِنَ الله أن يسأل غيره في قضاء حاجته وبلوغ نواله .

" الخالق جلَّ جلالهُ إذا اشتكى إليه المخلوق وأنزل حاجته به واستغفره من ذنوبه : أيَّدهُ وقوَّاهُ وهداهُ وسدَّ فاقته وأغناه وقرَّبه".مجموع الفتاوى لابن تيمية ٢٨ / ٤٠

من أسباب ترْك الدعاء :
١- ضعف اليقين في الله .
٢- سُوء الظنِّ بالله .
٣- التشاؤم مِنَ المُستقبل .
٤- التعلُّق بالناس والالتجاء إليهم قبل الله .
٥- عدم استشعار أجر وثواب الدعاء حتى لو طال البلاء .
٦- اليأس والقنوط والإحباط .
٧- الفِرار مِنَ ألَـم البلاء إلى وهم سعادة المعصية .

عندما تُصبَحُ كُلُّ أبواب الدنيا بموازين الناس مُقفلةٌ في وجهك ، وعندما تصِلُ إلى مرحلةٍ لا يعلمُ بحالك فيها أحدٌ إلاَّ الله : فإنَّ الله يستجيبُ لك الدعاء إذا انقطع رجاؤك في الناس ، ويُكرِمُك بلذَّة المُناجاة إذا عَظُمَتْ ثقتُك في الله ، ويُنعِمُ على قلبك باليقين بموعود الله .

اعتاد الناس البحث عمّن يشكون له ما أهمّهم ، ويلجأون في قمَّة أحزانهم عمَّن يُخفِّفُها عنهم ، وقد تغلبهم الدمعة أمام من يعطف عليهم ويرحمهم ؛ مع أنَّه مهما بلغوا في قُربهم ورحمتهم فلن يكونوا أقرب من الله ولا أرحم من الله ، ومهما كانت قوتهم وقُدرتهم فلن يملكوا شيئاً من دون الله !!

الإلحاحُ على الله في طلب أمرٍ تعسَّر : يُورِثُك الطمأنينة حتى لولم يتيسَّر ؛ لأنَّ لذّة الدعاء تُنسي مرارة البلاء ، والرِّضا عن الله عبودية الضرّاء ، والافتقار إلى الله ومُناجاته أعظمُ العطاء .

أحياناً يُصاب الواحد بالفتور في الدعاء إذا لم يستشعر لذَّة مُناجاة الله ، وإذا طالت عليه إجابة الدعاء فظنَّ أنَّه لن يُستجاب له ؛ فيحصل عنده تسخُّطٌ وقنوطٌ في قلبه يجعله يفتُر عن الدعاء ويفقد استشعار عظَمَتِه ؛ وهذا من ابتلاء الله ليعلم الصادق في قُرْبهِ مِنَ الله ..



#6

افتراضي رد: تغريدات د. سلطان العَرَابي

قبل أن تشكو ما أهمَّك إلى الناس فكِّر في الشيء الذي يُمكنُ أن يُقدِّموه لك مهما كان قُرْبهم منك وعطفهم عليك وتوجُّعهم لك ورحمتهم بك ؛ فكثيرٌ من الشكوى إلى الناس تُطيل زمن الفرَج وتُفقِدُك أجر الصبر ولذَّة الشكوى إلى الله وصِدق التعلُّق به ..

المصائب والهموم والغموم والكروب والآلام : تذكيرٌ مِن الله لك في العودة إليه والافتقار بين يديْه وإدمان الدعاء والتعلُّق بحبل الرجاء ؛ هي ابتلاء من الله يرفعك به إنْ أقبلتَ على الله وافتقرت إليه وتفاءلت وألححتَ في الدعاء ، أو عقوبة إنْ جَزِعْت وتسخَّطت وقنِطتَ وتَرَكْتَ الدعاء .

ستأتيك مُثبِّطاتٌ وأنتَ مُتعلِّقٌ بحبل الدعاء ، وسيُؤلِمُك تأخُّرالإجابة واستبطاء الفرَج ، وستشعُر بِثِقَل الهمِّ إذا تفاجأت بانسدادالأبواب وبُعْد حصول ما تتمنَّى ؛ وهذا اختبارٌ لك في صِدق الدعاء ، ولن يُخفِّف عنك إلاّ الرِّضا عن الله واحتساب كل دعوةٍ ودمعةٍ وألَمٍ عند الله

أصدقُ يقين ، وأوْثقُ ثقة ، وأعظمُ تفاؤل ، وأدومُ طُمأنينة ، وأسعدُ لحظات ، وأقوى ثبات ، وأجملُ عبارات ، وأعْذَبُ كلمات : هي في الدُّعـاء ومُناجاة الله ..

-استكثر من العمل الصالح في الخفاء ؛ فهو قرينُ الإخلاص وأحرى في إجابة الدعاء ؛ وذلك عندما تتوسُّل إلى الله بالعمل الصالح الخفي إنْ كان الله يعلم إخلاصك فيه أن يُفرِّج همَّك ويُنفِّس كربك ويرزقك ما تتمنَّى ..

" الخُذلان أن يُخلِّيَ الله تعالى بين العبد وبين نفسه ويكلَِهُ إليها ، والتوفيق أن لا يدَعَهُ ونفسه ولا يكلَِهُ إليها ؛ بل يصنع له ويلطف به ويُعينه ويدفع عنه ويكلأه". َ شفاء العليل لابن القيِّم

-غالبُ الجزع واليأس والقنوط بسبب نظر العبد القاصر لمُستقبل حياته في الوقت الذي يُعاني فيه من البلاء وطول انتظار الفرَج ؛ومن عَلِمَ أنّ الجزع لا يكشف البلاء والتسخُّط لا يُذهِب العناء ؛ فإنّه سيستبدل الجزع بالصبر ، والبكاء بالدعاء ؛ والتسخُّط بالثقة في الله وأنّه لكل أجلٍ كتاب

صاحبُ المعصية المُسرفُ على نفسه بالذنوب يحتاج منَّا الدعاء ، ثم تنمية جانب مُجاهدة النفس والخوف مِنَ الله عنده عن طريق استشعار عظَمة الله ، وحثِّه على الإكثار مِنْ ذِكْرِ الله ، وتذكيره بخطر خطوات الشيطان واستدراجه للإنسان مِنْ ذنبٍ إلى ذنبٍ حتى يُغرقه في بحر الذنوب والمعاصي ..

قد يتأخَّرُ عنك العطاء وما تتمنَّى بقدر تعلُّقك بالناس وغفلتك عن الدُّعاء ؛فيُؤدِّبُ الله مَنْ يُحبُّه حتى يكون تعلُّقه بالله أعظمَ مِنَ تعلُّقه بالناس ، وحتى تكون ثقتُه في الدعاء أقوى من ثقتِه في حوْلِه وقوته ، وحتى يكون حُسْنُ ظنِّه في الله بإجابته كالجبال الراسية في قلبه ..

لن تَجِدَ أجمل ولا أعظم ولا ألذَّ ولا أسعدَ مِنْ تلك اللحظات التي يتملَّكُكَ فيها الحُزن من بلاءٍ طال بك ، أو همٍّ جثَم على صدرك ، أوكرْبٍ أدمع عينك : فتكتم كل ذلك وتصون دموعك أن يراها الناس ، ثم تشكو إلى الله بدموع الشوق إلى عافيته والطمع في رحمتِه ..

إمَّا أن تسأل الله الخير فيما يكتبه لك ، وإمّا أن تخوض غِمار الحياة مُعتمِداً على حوْلِك وقوَّتك ؛ فإذا علَّقت مطلوبك بخِيرة الله لك ارتاح قلبك وهدأت نفسُك لعظيم ثقتك فيما اختاره الله ، وإذا اعتمدتَّ على حوْلِك وقوتك وكَلَك الله إلى نفسك وأصبحت في تعبٍ حتى لو تحقَّق لك مطلوبك .

#7

افتراضي رد: تغريدات د. سلطان العَرَابي

مَنْ ظنَّ أنّ ما يُعانيه من الهموم والبلاء سيطول ولن يزول ؛ فعليه بالإكثار مِنْ قول : لا حول ولا قوّة إلاّ بالله ، وليعترف لله في دُعائه بعجزِه وافتقاره إليه ، وليسأل الله بإلحاحٍ أن يُفرِّج همَّه وأن يكشف بلاءه مِنْ حيث لا يحتسب . َ والله ما فعلها أحدٌ إلاَّ فرَّج الله همَّه .

مِنْ أعظم موانع الدعاء ومِنْ أسباب تأخير إجابته : اعتماد المكروب على حوله وقوته ، وأسوأ منه اعتماده بقلبه على غيره من الناس ، وترقُّبه إلى عونهم ونوالهم ؛ فيغفل عن روح الدعاء وهو الافتقار إلى الله والتعلُّق المُطلَق به سُبحانه لكي يحصل له مقصود البلاء ويسعد بثمرة الدعاء ..

القنوط واليأس والجزع والتسخُّط أعظم حسرةً وأسوأ عاقبةً من بلاءٍ طال بك ألَـمَهُ عاقبتُهُ خيرٌ عند الله . لا تقف عند ألَـمِ البلاء ، بل جاوزه إلى عِظَم الجزاء . واعلم أنَّ رحمة الله فيما أصابك أعظم من رحمته فيما زواهُ عنك : ( مَن يُرِد الله به خيراً يُصِبْ منه ) رواه البخاري .

من لم يكن له عملٌ صالحٌ في الخفاء فليُبادر بعمله وليجتهد في الإخلاص وإخفائه ؛ ثم يتوسَّل إلى الله بهذا العمل أن يُفرِّج عنه ما هو فيه بتحقيق مطلوبه أو دفع مرهوبه ؛ ومعنى التوسُّل إلى الله بالعمل الصالح : أن يسأل الله إن كان عمله خالصاً لوجهه أن يُنجِزَ له ثوابه بالفرَج العاجل

إذا تأخَّـر عنك الفرَج وطال عليك البلاء : ففِرَّ إلى الله واحبس لسانك عن كُلِّ شيءٍ إلاَّ مِنَ الشكوى إلى الله والإلحاح عليه بالدعاء ؛ فهي السلوةُ والراحةُ مِنْ سؤال الناس عن سبب ما أنتَ فيه واقتراحاتهم وتثبيطهم ولومهم وشماتتهم وتحزينهم لك ونفخ بعضهم في جْمر ألَـمِك

يجتمعُ في الدُّعاء أنواع الصبر الثلاثة ؛ صبرٌ على طاعة الله في الدعاء ، وصبرٌ عن معصية الله بالتسخُّط والقنوط وتَـرْك الدعاء ، وصبرٌ على أقدار الله الجارية إن طال البلاء وتأخَّرت إجابة الدعاء ..

لا نُصاب باليأس والقنوط والألم والحسرة بعد أن يصرف الله عنَّا ما كُنَّا ندعو حصوله زمناً طويلاً إلاَّ بسبب تقصيرنا في استشعار لذَّة المُناجاة وعبوديَّة الدعاء ، ولأنَّنا كُنَّا ندعو دون سؤال الله الخير فيما نرجوه ، أو نسأله الخير فيه بدون يقينٍ وصِدق في رضانا بخِيرة الله لنا .

قد تمرُّ سعادتك في بلوغ ما تتمنَّى بمراحل من الانتظار وعقَبَاتٍ من البشر وخوفٍ مِنْ المُستقبل : وفي كل انتظارٍ وعقبةٍ وخوفٍ يربط الله على قلبك (بالدعاء) ، ويُعلِّقك به (بصِدق التوكُّل) ، ويُطمْئِنُ فؤادك فيه (بحُسْن الظنّ بالله) ؛ وما اجتمعت هذه الثلاثة إلاّ كنت من أسعد الناس .

الرِّضا عن الله واستشعار رحمته الواسعة وعِلْمِهِ بما يُصلحنا وتقديره الخير لنا في كل أمورنا : مِنْ أعظم ما يربط على قلبك ويحفظك من التسخُّط والجزع والقنوط .. َ والثقة في الله واستشعار حكمته البالغة وقُدرته العظيمة وكرَمِه الذي لا حدَّ له : مِنْ أعظم ما تستديم به الدعاء ..

إذا أصابك الفتور بسبب تأخُّر إجابة الدعاء ، وإذا شعرتَ بتعبٍ مِنَ الانتظار لا تستطيع البوح به ، وإذا ازدحمت في قلبك همومٌ مِنْ قادِم الأيام لا تقدر أن تشكوها لأحد : فتصبَّر بمُجاهدة نفسك على التلذُّذ بالدعاء ، وحدِّث قلبك المهموم بعظيم رحمة الله وقُرْب فرَجِه وجميل عطائه ..



قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
الحب بايو تويتر روعه 2025 , تغريدات حب لتويتر , توبيكات رومانسيه تويتر , بايو قصير جد دوما لك الحمد رسائل وتوبيكات
من هو الشيخ سلطان بن زايد ال نهيان ЙǑŏƒ شخصيات وأحداث تاريخية
تغريدات نصائح تربويه للمعلمات والمعلمات ، تغريدات تربويه ، تغريدات تويتر نصائح وغارت الحوراء رسائل وتوبيكات
سيرة الأمير الراحل سلطان الخير ، سيرة الأمير سلطان بن عبدالعزيز وغارت الحوراء شخصيات وأحداث تاريخية
وفاة المنولوجست حمادة سلطان بعد معاناة طويلة مع المرض سارة سرسور اهم الاخبار - اخبار يومية


الساعة الآن 10:52 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل