أحاديث موضوعة (حديث خيركم من لم يترك آخرته لدنياه، وحديث كفى بالموت
واعظا، وحديث من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة)
1" خيركم من لم يترك آخرته لدنياه، ولا دنياه لآخرته، ولم يكن كلًّا على الناس ".
موضوع.
أخرجه أبو بكر الأزدي في " حديثه " (5 / 1) وأبو محمد الضراب في " ذم الرياء " (293 / 1) والخطيب في " تاريخ بغداد " (4 / 221) عن نعيم بن سالم بن قنبر عن أنس بن مالك مرفوعا.
وهذا إسناد موضوع، نعيم بن سالم أورده هكذا في " اللسان " وقال: " قال ابن القطان: " لا يعرف ".
قلت: تصحف عليه اسمه وإلا فهو معروف مشهور بالضعف متروك الحديث، وأول اسمه ياء مثناة من تحت، ثم غين ثم نون، سيأتي ". ثم قال هناك في " يغنم بن سالم ": " وقال أبو حاتم: ضعيف، وقال ابن حبان:
كان يضع على أنس، وقال ابن يونس: حدث عن أنس فكذب ".
ومن طريقه رواه الديلمي أيضا، كما في " الحاوي " (2 / 202) للسيوطي و" فيض القدير " للمناوي. وقد روي الحديث بإسناد آخر موضوع عن أنس وهو الذي قبله.
_______________________________________________
2_ " كفى بالموت واعظا، وكفى باليقين غنى، وكفى بالعبادة شغلا ".
ضعيف جدا.
رواه أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " (97 / 1) وابن بشران في " مجلس يوم الجمعة 17 ذي الحجة سنة 412 من الأمالي " (ورقة 208 / 2 من مجموع الظاهرية رقم 87) وأبو الفتح الأزدي في " المواعظ " (7 / 1) والقضاعي (114 / 1) والقاسم بن عساكر في " تعزية المسلم " (2 / 216 / 2) وكذا أبو نعيم " في حديث الكديمي " (35 / 2) من طريق الربيع بن بدر عن يونس بن عبيد عن الحسن عن عمار مرفوعا.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا الربيع بن بدر متروك.
ثم إنه روي موقوفا، فقد أخرجه أحمد في " الزهد " (176) وابن أبي الدنيا في " كتاب اليقين " (رقم 31) بسند صحيح عن جعفر بن سليمان عن يونس قال: حدثني من سمع عمار بن ياسر يقول: فذكره موقوفا غير مرفوع.
وكذلك رواه نعيم بن حماد في " زوائد زهد ابن المبارك " (رقم 148) عن ابن مسعود موقوفا وهو الصواب إن شاء الله.
_________________________________________________________
3 - " من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة - لقي الله عز وجل مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله "
ضعيف.
أخرجه ابن ماجة (2 / 134) والعقيلي في " الضعفاء " (457) والبيهقي (8 / 22) من طريق يزيد بن زياد الشامي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا. وقال العقيلي: " يزيد هذا قال البخاري: منكر
الحديث " قال: " ولا يتابعه إلا من هو نحوه " وقال البيهقي: " ويزيد منكر الحديث ". قلت: وأفاد البخاري بكلمته السابقة أنه لا تحل الرواية عنه فهو عنده متهم كما تقدم قبل حديثين وذكر الذهبي في ترجمته عن أبي حاتم أنه قال: " هذا حديث باطل موضوع ".
وأقره الذهبي وأورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (2 / 104) من حديث أبي هريرة وعمر وأبي سعيد، وأعلها كلها ثم قال: " قال أحمد: " ليس هذا الحديث بصحيح "، وقال ابن حبان: هذا حديث موضوع لا أصل له من حديث الثقات ". قلت: وتعقبه السيوطي في " اللآلي " (2 / 187 - 188) بشواهد أوردها تقتضي أن الحديث ضعيف لا موضوع.
قلت: ومن شواهده ما أخرجه ابن لؤلؤ في " الفوائد المنتقاة " (218 / 2) عن الأحوص عن أبي عون المري عن عروة ابن الزبير مرفوعا. وهذا مع إرساله ضعيف، فإن الأحوص - هو ابن حكيم - ضعيف الحفظ.
ومنها ما عند أبي نعيم في " أخبار أصبهان " (1 / 152، 264) من طريق داود بن المحبر عن ضمرة بن جويرية عن نافع عن ابن عمر مرفوعا. وابن المحبركذاب لكن رواه ابن عساكر (2 / 382 / 2) وكذا البيهقي في " الشعب " كما في " اللآلي " من طريقين عن عبد الله بن حفص (وفي اللآلي: عبيد الله بن حفص بن مروان) عن سلمة بن العيار الفزاري عن الأوزاعي عن نافع به. ورجاله ثقات غير ابن حفص هذا فلم أجد له ترجمة. ومنها ما عند أبي نعيم في " الحلية " (5 / 74) عن حكيم بن نافع قال: حدثنا خلف بن حوشب عن الحكم بن عتيبة
عن سعيد بن المسيب قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره
وقال: " غريب تفرد به حكيم ".قلت: وهو ضعيف.
سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة للألباني