كثيراً ما نرى من حولنا أطفال يتميزوا بالسلوك العدواني والعنيف، سواء كان ذلك السلوك تجاه إخوتهم أو أصدقائهم، أو في بعض الأحيان يكون هذا العنف تجاه الأم والأب أيضاً، بل وأي شخص في محيط الطفل من الكبار والصغار، سواء كان الطفل يعرفه أو لا، وفي بعض الأحيان يكون الأمر مزعجاً إلى حد الضرب بالأيدي والأقدام، فما هي كيفية التعامل مع الطفل الذي يضرب ؟ هذا ما سنتحدث عنه اليوم، فتابعوا معنا أعزائي القراء هذا الموضوع
ما أسباب عنف الطفل؟
إنه بالطبع لأمر مزعج إذا كان الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة يضرب، أو يلدغ، أو يستخدم الركلات أو الصفعات، ولكن من المحتمل أن يتحسن سلوكه في الوقت المناسب، قد يكون عنف الطفل لأحد الأسباب الآتية:
الشعور بالجوع أو العطش الشديد، مما يسبب إثارة غضبه لأقل الأسباب دون وعي منه، ويعتبر العنف رد فعل سريع لذلك.
التعب والإرهاق، فقد تلاحظ أن الطفل يمكن أن يصير عدوانياً بعد انتهاء رحلة تسوق طويلة على سبيل المثال.
انشغال الأم عن الطفل بالأعمال المنزلية وغيرها مما قد يثير غضبه ويصبح عدوانياً.
قد تتسبب ألعاب الفيديو والمحمول لفترات طويلة في التأثير على سلوكيات الطفل، فيصبح عنيفاً ولا يستطيع البقاء هادئاً.
في فترة الذهاب إلى الحضانة، يمكن أن يصاب الطفل بالتشتت نتيجة لوضع غير مألوف بالنسبة له، مما يسبب ميله إلى السلوك العدواني.
في بعض الحالات، يمكن أن تكون العدوانية وسيلة لجذب الانتباه، خاصة إذا كان طفلك يحصل على رد فعل كبير منك عندما يتصرف بجرأة.
قد يكون الطفل مصاباً بأحد الاضطرابات العصببية مثل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
قواعد التعامل مع الطفل العنيف هناك بعض القواعد التي يمكن اللجوء إليها بشكل عام للتعامل مع الطفل عدواني السلوك، وتشمل ما يلي:
وضع مجموعة من قوانين التربية التي تشمل ما هو المسموح به وغير المسموح، والتأكد من أن كل من يتعامل مع الطفل سواء الأم أو الأب أو المدرس أو المدرب يعلم هذه القواعد، حتى يتم التصرف جيداً في أي موقف.
مساعدة الطفل على إيجاد طرق جديدة للتعامل مع غضبه، مثل تشجعه على استخدام الكلمات للتعبير عن مشاعره بدلاً من القتال بجسده.
مدح الطفل ومكافأته عند القيام بسلوك جيد وهادئ في المواقف التي اعتاد فيها على العنف أو الضرب.
تجنب تشجيع العنف خاصة عند الذكور، فبعض العائلات تشجع تطاول الأطفال الذكور وقيامهم بالضرب بسبب أو بدون، ولكن ذلك على المدى الطويل يغرس لديهم العدوانية وعدم القدرة على التعامل بهدوء.
كيفية التعامل مع الطفل الذي يضرب أصدقائه
إذا كان الطفل يقوم بسلوكاً عدوانياً مع أصدقائه أو أقاربه من الأطفال في أي مناسبة أو تجمع، يمكن اتباع الإرشادات والنصائح الآتية للتعامل مع أوقات العنف التي تنتابه:
القيام برد فعل عاجل على السلوك، دع طفلك يعرف مباشرة أن سلوكه غير مقبول، بدلاً من الانتظار حتى وقت لاحق، ولكن مع مراعاة عدم إهانته بشكل واضح أمام غيره من الأطفال.
إذا اصطدم الطفل بطفل آخر، أخرجه من الوضع أو المكان لفترة ليتم تهدئته، اجلس معه أو اتركه في مكان آمن، حتى يهدأ، هذا غالباً ما يستغرق بضع دقائق. إن إخراج طفلك من المواقف التي يتصرف فيها بشدة، سيساعده على رؤية أن سلوكه له عواقب، ويظهر له أنه إذا ضرب أحد، فإنه سوف يفوت فرص اللعب مع أصدقائه.
كيفية التعامل مع الطفل الذي يضرب والديه
التعامل مع الطفل الذي يضرب والديه من الأخطاء الفادحة التي يقع فيها الآباء والأمهات، الرد على الطفل بفعل مماثل أو فعل أقوى، فإذا قام الطفل بالضرب يرد الأب أو الأم بصفعة أو ضربة، هذا يرسخ بداخل الطفل مفهوم أن هذه الطريقة هي الصحيحة للرد على الأشياء التي نكرهها، وأنها وسيلة جيدة لجذب الانتباه، ولكن يمكن القيام بالآتي:
التحكم في الانفعال عن طريق أخذ نفس طويل والتعامل مع الموقف بهدوء، ولكن بحزم في نفس الوقت. يمكن معاقبة الطفل بحرمانه من شئ يحبه مثل لعبة أو مكافأة، أو يمكن عقابه بالتجاهل.
دع طفلك يرى تعاملك مع المواقف الخاصة بك، والتي من المفترض أن تسبب الغضب، بهدوء وبرود، حتى يعلم أن هناك طريقة أخرى لردود الأفعال.
كن ثابتاً في ردود أفعالك، وحاول الرد على السلوك العدواني بأفعال يمكن التنبؤ بها، حتى يعلم الطفل أن أفعاله لها عواقب متوقعة فيفهم كيف يجب أن يتصرف بطريقة سليمة.
نصيحة مهمة من الطرق الفعالة للتعامل مع الطفل عدواني السلوك تعليمه رياضة معينة لإخراج الطاقات السلبية المكبوتة فيها مثل الملاكمة أو الكاراتيه أو التايكوندو، ولكن من المهم أن يفهم كيفية الفصل بين الرياضة وبين الحياة الطبيعية، بمعنى أنه غير مسموح له بضرب والديه أو إخوته أو أصدقائه كأحد أنواع التدريب.