الراوي : أسيد بن حضير | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3792 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
نهانا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ التَّنافُسِ في الدُّنيا، وأرشدَنا إلى أنَّ الآخِرةَ هي محلُّ التَّنافُسِ والتَّسابُق؛ فهي دارُ القرارِ والحقيقةِ، وما الدُّنيا إلَّا متاعُ الغُرورِ، فالواجبُ على المسلمِ أنْ يَصبِرَ على ما حُرِمَ منه في الدُّنيا؛ رجاءَ ثَوابِ الآخرةِ ورجاءَ النَّعيمِ المقيمِ فيها، وفي هذا الحديثِ لَمَّا جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقال له: ألَا َتَستعملُني كما استعملْتَ فلانًا؟ أي: طلَبَ منه أنْ يستعملَه في وظيفةٍ أو ولايةٍ كما استعملَ غيرَه، فقال له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «ستَلقَون بَعْدِي أثرةً، فَاصبرُوا حتَّى تلقَوْني على الحَوضِ»، أي: ستجدونَ بَعْدي مَن يُفضِّلُ عليكم غَيرَكم في الأموالِ وغيرِها، فَيُعطِيهم ما لا يُعطِيكم، ويَستعملُهم في الوظائفِ والولاياتِ ما لا يستعملُكم؛ فاصبرُوا على ما تلْقَوْنه في الدُّنيا حتَّى تلْقَوْني على الحوضِ في القيامةِ سالِمينَ مِنَ التَّنافُسِ والتَّباغُضِ في حُطامِ الدُّنيا، فعندها تُوفَّونَ أُجوركم مِنَ اللهِ تعالى.