أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي فوائد من قصة أم سليم مع أبي طلحة



فوائد من قصة أم سليم مع أبي طلحة

فوائد من قصة أم سليم
مع أبي طلحة

فوائد من قصة أم سليم مع أبي طلحة

فوائد من قصة أم سليم مع أبي طلحة


عن أنس رضي الله عنهم قال: ماتَ ابنٌ لأبي طلحة من أم سُليم، فقالت لأهلها: لا تُحدِّثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أُحدِّثه، قال
: فجاء فقربتْ إليه عشاءً، فأكل وشرب، فقال: ثُمَّ تصنَّعَتْ له أحسن ما كان تصنَّعُ قبل ذلك، فوقع بها، فلما رأتْ أنه قد شبعَ وأصاب منها، قالت: يا أبا طلحة، أرأيت لو أن قومًا أعارُوا عاريتَهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم، أَلَهُم أنْ يمنعوهم؟ قال: لا، قالت: فاحتسِب ابنك، قال: فغضب! وقال: تركتِني حتى تلطَّختُ، ثم أخبرتِني بابني، فانطلَقَ حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كان،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((بارك الله لكما في غابر ليلتِكما))،
قال: فَحَمَلَتْ، قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وهي معه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى المدينة من سفر لا يَطرقها طروقًا، فدنوا من المدينة فضرَبَها المخاض؛ فاحتبس عليها أبو طلحة، وانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يقول أبو طلحة: إنك لتعلم يا ربِّ أنه يُعجبني أن أخرج مع رسولك إذا خرج، وأدخل معه إذا دخل، وقد احتبست بما ترى، قال: تقول أم سليم: يا أبا طلحة، ما أَجِدُ الذي كنتُ أجد، انطلقْ فانطلقْنا، قال: وضربها المخاض حين قَدِما فولدت غلامًا، فقالت لي أمي: يا أنس، لا يُرضعه أحدٌ حتى تَغدو به على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصبح احتملتُه فانطلقتُ به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فصادفتُه ومعه مِيسَم، فلمَّا رآني قال: ((لعلَّ أم سليم ولدَت؟))، قلت: نعم، فوضع المِيسَم، قال: وجئتُ به فوضعته في حجره، ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعجوة من عجوة المدينة فلاكَها في فيه، حتى ذابتْ ثمَّ قذَفها في فِي الصبيِّ، فجعل الصبيُّ يتلمَّظُها، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((انظروا إلى حُبِّ الأنصار التمر))، قال: فمسَح وجهه وسماه عبدالله[1]، وفي رواية البخاري: "قال سفيان: فقال رجل من الأنصار: فرأيتُ لهما تسعةَ أولاد كلهم قد قرأ القرآن"[2].
من فوائد الحديث:
1 - قوة صبر أم سليم رضي الله عنها.
2 - جواز التورية؛ يعني أن يتكلم الإنسان بكلام يُخالف نيَّته، ولكنه لا ينبغي إلا للحاجة إذا احتاج الإنسان إليه لمصلحَة، أو دفع مضرَّة، وأما مع عدم الحاجة فلا ينبغي أن يواري؛ لأنه إذا وارى وظهَر الأمر على خلاف ما يظنه المخاطَب، نسب هذا المواري إلى الكذب وأساء الظن به.
3 - بركة ريق الرسول صلى الله عليه وسلم ليكون أول ما يصل إلى بطن هذا الصبي ريقُه صلى الله عليه وسلم.
4 - آية من آيات الله عز وجل؛ حيث دعا لهذا الصبي فبارك الله فيه وفي عقبه.
5 - استحباب التسمية بعبدالله.
6 - ينبغي للإنسان أن يَختار لأبنائه وبناته أحسن الأسماء؛ لينال بذلك الأجر، وليكون محسنًا لأبنائه وبناته.
7 - الأولاد عندنا عارية، وهم ملك لله عز وجل متى شاء أخذهم، فضربت له هذا المَثَل من أجل أن يقتنع، ويحتسب الأجر على الله سبحانه وتعالى.
8 - ذكاؤها رضي الله عنها، وعلى أنها امرأة عاقلة صابرة محتسبة، وإلا فإنَّ الأم كالأب ينالها مِن الحزن على ولدها مثل ما ينال الأب، وربما تكون أشد؛ لضَعفِها وعدم صبرها.
9 - بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث إنه كان له تسعة من الولد كلهم يَقرؤون القرآن، ذكر علي بن المديني من أسماء أولاد عبدالله بن أبي طلحة ممن حمل العلم وقرأ القرآن: إسحاق وإسماعيل ويعقوب وعمير وعمر ومحمد وعبدالله وزيد والقاسم[3].
10 - كرامة لأبي طلحة رضي الله عنه؛ حيث استجاب الله دعاءه، فهوَّن الله على زوجته الطلق، وبقي مع النبي حتى دخلوا المدينة، ووضعت زوجته يوم وصَلوا.
11 - عادة أهل المدينة إذا ولد لهم ولد، أنَّهم يأتون به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعهم تمر، فيأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم التمرة فيمضغها بفمه ثم يُحنِّك بها الصبي.
12 - التمر الذي يحنَّك به الصِّبيان فيه خير وبركة، وفيه فائدة للمعدة[4].




13 - الابتلاء بفقد الأحبة من أعظم البلاء، وفقد الولد يأتي في مقدمته.
14 - الأولاد هم فلذات الأكباد، وريحانة الفؤاد، وربيع القلوب، وقرة العيون.
15 - مثال رائع، وقصة مؤثرة لمن ابتلي بفقد الولد، فاستقبل البلاء المبين، بالصبر واليقين، والرضا بقضاء رب العالمين[5].
16 - التحنيك مضغ الشيء ووضعه في فم الصبي، ثم يُدلك حنكه، وأفضله التمر، فإن لم يتيسَّر تمرٌ فرطب، وإلا فشيء حلوٌ.
17 - لما مات ابن أمِّ سُليم لم تُظهِر الحزن، بل أظهرت الفرح والسرور؛ مراعاةً لشُعور زوجها.
18 - الابن المذكور هو أبو عمير، الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يُمازحه ويقول له: ((يا أبا عمير، ما فعل النُّغير؟)).
19 - قوله: "فرأيت لهما تسعة أولاد كلهم قد قرأ القرآن"، ظاهرُه أنه من ولدهما بغير واسطة، وإنما المراد من أولاد ولدهما المَدعو له بالبركة، وهو عبدالله بن أبي طلحة.
20 - جواز الأخذ بالشدة وترك الرخصة مع القدرة عليها.
21 - تسلية المصاب عند فقد الولد.
22 - تزيُّن المرأة لزوجها.
23 - تعرُّض المرأة لزوجها لطلب الجماع.
24 - اجتِهاد الزوجة في عمل مصالح زوجها، وقيامها على خدمته.
25 - كان الدافع لأم سليم رضي الله عنها على ذلك المبالغة في الصبر والتسليم لأَمرِ الله تعالى، ورجاء إخلافه عليها ما فات منها، وقد فعل سبحانه.
26 - لو أعلمتْ أمُّ سليم أبا طلحة بالأمر في أول الحال، لتنكَّد عليه وقته، ولم تبلغ الغرض الذي أرادته، فلما علم الله صدق نيتِها، بلَّغها مُناها، وأصلح لها ذريتها.
27 - إجابة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم.
28 - مَن ترك شيئًا لله، عوَّضه الله خيرًا منه.
29 - بيان حال أم سليم من التجلُّد، وجَودة الرأي، وقوة العزم، وكانت رضي الله عنها تشهد القتال، وتقوم بخدمة المُجاهِدين، إلى غير ذلك مما انفردَت به عن معظم النِّسوة.
30 - ترك ما أُبيح له من إظهار الحزن الذي لا إسخاط فيه لله تعالى، وقهر النفس بالصبر الذي هو خير[6].
31 - الفرح والسرور والغضب حالات تعتري الإنسان؛ فهو مجموعة من الشعور.
32 - أفضلية تمر عجوة المدينة.
33 - طاعة أنس لأمِّه.
34 - الموت حق على كل مخلوق.
35 - قوَّة شخصيَّة أمِّ سُليم رضي الله عنها؛ حيث طلبت من أهلها ألا يُحدِّثوا أبا طلحة، بل هي التي تُحدِّثه.
36 - الرجل يكدح، ويعمل طَوال النهار خارج المَنزل، فيحتاج الراحة في البيت، وأن يجد أكلاً وشربًا قد هيَّأته له زوجته، وهذا مِن حق الزوج على زوجته.
37 - هيَّأت أمُّ سُليم الجو المناسب للزوج لكي يكون استقبال موت ابنه عليه أخفَّ وقْعًا.
38 - يبيِّن لنا أنس رضي الله عنه أنَّ الذي مات هو ابن لزوجِ أمِّه مِن والدته أمِّ سُليم، وليس من امرأة أخرى لأبي طلحة، فالذي مات ليس شقيقًا له؛ وإنَّما أخ له من أُمِّه.
39 - القدرة على اختيار العبارات، والتشبيه البديع بالحال، والقدرة على الإقناع.
40 - فضيلة الصبر والاحتساب حال وقوع المصائب.
41 - قدرة أنس رضي الله عنهم على صياغة القصة، وذِكر تفاصيلها، خاصة أنَّه عاش الحدث.
42 - الغضب ثوران داخل الصدر، ويظهر أثره على الوجه والجسد، والإنسان حال الغضب قد لا يملك نفسه.
43 - دار في الحديث عدة حوارات، الأول: بين أمِّ سُليم وأهلها، والثاني: بين أمِّ سليم وزوجها، والثالث: بين النبي صلى الله عليه وسلم وأبي طلحة، والرابع: بين أنس وأمِّه، والخامس بين النبي صلى الله عليه وسلم وأنس.
44 - مناجاة أبي طلحة رضي الله عنه لربِّه، وشكاية الحال إليه.
45 - حُبُّ الصحابة رضي الله عنهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم.
46 - الحمل أمر شديد على المرأة؛ فهو يُضعِفُها ويُجْهِدُها.
47 - قوله: "وأصابَ منها" كناية عن الجماع، وهو أمر مُحبَّب للرجال، وكنَّى به لأنه أمر يُستحيا منه، ولأنَّ في الكناية أدب إسلامي رفيع؛ كما قال سبحانه: ﴿ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ ﴾ [النساء: 43]، والملامسة هي: الجماع على الصحيح.
48 - المِيسَم: هو الحديدة التي يَسِم بها إبل أو غنمَ الصدقة.
49 - جواز الوسم للبهائم، للتفرقة بينها وبين غيرها، أو لمعرفة ملكه من غيره، وليردَّها من أخذها ولا يَلتقطها، وليَعرِفها متصدِّقها فلا يَشتريها بعد، فيكون عائدًا في صدقته.
50 - أن للإمام أن يتناول الوسم بنفسه[7].
51 - اهتمام الشريعة بالطفل قبل ولادته، باختيار الأم الصالحة، وبعد أن يولد بتحنيكِه، وتسميته والتأذين في أذنه، وإماطة الأذى والعقيقة عنه، إلى غير ذلك من الأحكام.
52 - تألُّم الصحابي من التخلُّف عن الخروج مع النبي صلى الله عليه وسلم.
53 - مسألة التبرك من أهم المسائل وأخطرها؛ ذلك لأن كثيرًا من الناس يتبركون ببعض الصالحين ويَلتمِسون البركة منهم، وهذا فيه من الخطر والبلاء ما الله به عليم، وذلك من جهتين؛ من جهة الشخص الصالح، فإنه قد يَغترُّ بذلك ويؤدي إلى هلاكه، ومن جهة العامة، فإنهم قد يغلون فيه ويوصلونه إلى منزلة الإلهية والعياذ بالله، والتبرُّك خاصٌّ برسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس لأحد أن يُداني النبي صلى الله عليه وسلم في منزلته؛ فلذلك لا يجوز التبرك بالصالحين، ولا بآثارهم.
54 - إن كان المقصود من التحنيك التبرُّك، فهذه سنَّة قد انقطعت وانتهت بموته صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز لأحد أن يعمَلَها مرة أخرى؛ لأنها خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وإن كان المقصود بالتحنيك هو دخول الشيء الحلو إلى معدة الطفل حتى يرطِّب معدته، فنقول: هذه سنَّة إلى يوم القيامة، وهذا هو الصحيح[8].
55 - ضرب المخاض أمَّ سُليم مرتين؛ الأولى حينما دنوا من المدينة، والثانية: حينما وصلوا المدينة، والمخاض هو: وجع الولادة نتيجة تحرُّك الجنين في بطن أمِّه للخروج[9].
56 - كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى المدينة من سفر لا يدخل على أهله ليلاً، بل يذهب قبل ذلك إلى المسجد ويُصلِّي فيه ركعتين، ثمَّ يُرسِل إليهم بمجيئه؛ لئلا يجد أهله على غير أُهْبَة من التنظف والتزيُّن المطلوب من المرأة، فيكون ذلك سبب النفور بينهما، والطُّرُوق: إتيان الأهل ليلاً[10].
57 - تواضع النبي صلى الله عليه وسلم ولين جانبه.

المراجع
د. إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان
[1] صحيح البخاري 1 / 172 رقم: 1301، صحيح مسلم 4 / 1409 رقم: 2144 واللفظ له.
[2] صحيح البخاري 1 / 172 رقم: 1301.
[3] فتح الباري؛ لابن حجر 1 / 270.
[4] من 1 - 12 مستفاد من: شرح رياض الصالحين؛ للشيخ ابن عثيمين 1 / 49.
[5] من 13 - 15 مستفاد من: مقال الصبر عند فقد الولد؛ د. أحمد محمد الشرقاوي ص: 1 موقع صيد الفوائد.
[6] من 16 - 30 مستفاد من: التوضيح لشرح الجامع الصحيح؛ لابن الملقن 9 / 568 وما بعدها، فتح الباري؛ لابن حجر 3 / 173.
[7] من 48 - 50 مستفاد من: التوضيح لشرح الجامع الصحيح؛ لابن الملقن 10 / 619 وما بعدها.
[8] محاضرة مقروءة د. محمد حسن عبدالغفار: شرح الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد - التبرك 2، موقع إسلام ويب.
[9] موقع المعاني.
[10] التوضيح لشرح الجامع الصحيح؛ لابن الملقن 25 / 154.

فوائد من قصة أم سليم مع أبي طلحة
فوائد من قصة أم سليم مع أبي طلحة




إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#2

افتراضي رد: فوائد من قصة أم سليم مع أبي طلحة

مشكوره حبيبتي

إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
رواية عشقها المستحيل للكاتبة زينب مصطفي كاملة بدون تحميل اون لاين العدولة هدير قصص - حكايات - روايات
أحاديث مناسبة للحفظ لطلاب العلم سآرونهـة تشآن المنتدي الاسلامي العام
قصة سيدنا نوح علية السلام شوشو6 قصص الانبياء والرسل والصحابه
100 سنة ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم بسبوسه بالقشطه المنتدي الاسلامي العام
عبد الله بن سعد بن أبي السرح 2025 ЙǑŏƒ قصص الانبياء والرسل والصحابه


الساعة الآن 06:18 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل