ارتكبت ذنبا شديدا فكيف أكفر عن ذنبي، وهل سيغفر الله لي؟
ارتكبت ذنبا شديدا فكيف أكفر عن ذنبي، وهل سيغفر الله لي؟
السؤال..السلام عليكم. اليوم ارتكبت ذنبا شديدا، في طريقي إلى المنزل مررت برجل كبير في السن يتحدث مع رجل آخر (كهل)،فأنا كنت مع رفاقي وسخرت من طريقة كلام الكهل دون كلام بذيء أو منافي للأخلاق، بل ذكرت مقطعا من مسرحية مشابهة لكلام الكهل ولكنه لم يسمعني، ولكن الرجل المسن سمعني وظن أنني أتحدث عنه غضب وقال لي هداك الله ولم أجبه، فلم أعد أستطع تحمل هذا الذنب، فكيف أكفر عن ذنبي؟ هل سيغفر لي الله؟ مع العلم أنه رجل قابلته صدفة. الإجابــــــــــــة إن الله تعالى خلق الإنسان ضعيفا فقال سبحانه: (وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا)، ومن ضعف الإنسان أن يقع في الذنوب، فمن رحمة الله تعالى بعباده فتح لهم باب التوبة ولا يغلق ذلك الباب عن أحد إلا إذا بلغت روحه الحلقوم أو طلعت الشمس من مغربها، _يقول عليه الصلاة والسلام: (إِنَّ الله عزَّ وجَلَّ يقْبَلُ توْبة العبْدِ مَالَم يُغرْغرِ) _ويقول: (من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها، تاب الله عليه).
_من جملة ما حرم الله تعالى على عباده السخرية بالناس فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ)، _قال الطبري رحمه الله: (إن الله عمَّ بنهيه المؤمنين عن أن يسخر بعضهم من بعض بجميع معاني السخرية، فلا يحل لمؤمن أن يسخر من مؤمن لا لفقره ولا لذنب ركبه ولا لغير ذلك) _ولما قالت عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا وكذا - يعني قصيرة- فقال لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته) قالت: وحكيت له إنساناً فقال: (ما أحب أني حكيت إنساناً، وأن لي كذا وكذا). _مهما كانت ذنوب العبد فإن الله تعالى يغفرها إن تاب العبد توبة نصوحا يقول سبحانه: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) وفي الحديث القدسي يقول الله -عز وجل-: _(يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك به شيئاً لقيتك بقرابها مغفرة). _عليك أن تتوب إلى الله من هذا الذنب ومن كل ذنب توبة نصوحا، _ومن شروطها الإقلاع عن الذنب: _والندم على ما فعلت، والعزوف على ألا تعود مرة أخرى. _إن رأيت ذلك الرجل الذي احتقرت كلامه فعليك أن تذهب إليه وتعتذر منه، وتطلب منه التحلل، وتقبل جبينه تطييبا لخاطره، _إن لم تجد ذلك الرجل فأكثر له من الدعاء في سجودك وخلواتك. _تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، واستغل أوقات الإجابة وسل الله تعالى أن يغفر لك ذنبك ويستر عيبك، وأن يغفر لذلك الشخص ويرفع درجاته في الجنة. أكثر من العمل الصالح وخاصة تلاوة القرآن الكريم، ونوافل الصلاة والصوم، والصدقة فإن الحسنات يذهبن السيئات يقول تعالى: ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفِيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ) وفي الحديث: (والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار). _الزم الاستغفار، وأكثر من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك من أسباب تفريج الهموم وغفران الذنوب، _يقول عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا) _وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك). نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يتوب علينا أجمعين، وأن يرزقنا التوبة والاستقامة إنه سميع مجيب. اسلام ويب