بعض الأطفال يعانون من الخوف مع معظم المواقف، ذلك لما ترسمه مُخيلاتهم الصغيرة أو تهيئ لهم وجود أشباح وأرواح شريرة تحوم في هذه البقع المظلمة، ونجد بينهم من كانت تجربته في مشاهدة فيلم مرعب سبباً في رفضه النوم بمفرده، أو حتى الذهاب إلى أي مكان في المنزل من دون مرافق… أطفال تصل بهم درجة الخوف إلى مرحلة «الفوبيا»، لذلك نقدم لكم طرق علاج مشكلة الخوف عند الاطفال.
أسباب الخوف عند الاطفال
1- تهديد الأبوين له وتخويفه باستمرار مما يعرضه لمخاوف كثيرة.
2- مشاهدة المناظر العنيفة أو المرعبة، واستماعه إلى القصص المخيفة، وهذا يبين خطورة قصص الجن والعفاريت، وكذلك أفلام الرعب والقصص البوليسية.
3- فقد الحب والرعاية، حيث تكثر الخوف عند الاطفال من فقد أمه أو أبيه، أو فقد الأمن بهجر والده له، أو انفصال أمه عن أبيه، ومما سيقع علىه من أذى وكراهية وحرمان.
4- الخوف بالعدوى، فحالات الخوف كغيرها من الحالات الانفعالية تنتقل من فرد إلى آخر بالتأثير، فالكثير من الأمهات يظهرن الخوف والهلع أمام أطفالهن، مثل خوفهن من الحيوانات الإليفة، فينشأ الخوف عند الاطفال من هذه الحيوانات.
5- المبالغة في الخوف والقلق من الآباء على الأبناء، فإذا رأى الصغير على وجه أمه الارتباك وشحوب اللون إذا جرح جرحًا صغيرًا، أو وقع على الأرض؛ فإنه سيصاب بالذعر والخوف، وبهذا ينشأ الطفل شديد الخوف على نفسه.
6- ولننتبه إلى هذا المصدر.. البيئة العائلية المليئة بالتهديدات والمشاجرات والخلافات، والتي تزعزع اطمئنان الطفل وتجعله ينشأ الخوف عند الاطفال.
7- تخويف الطفل من أمور لا يجوز أن نخوف الطفل منها مثل الطبيب وغيره. إن الطب وما يشبهه موضوعات يجب أن ترتبط في ذهن الولد بفائدتها وقيمتها الحقيقية ولا تستعمل كوسائل للعقاب أو لإثارة الخوف منها في نفسه حتى تصبح مصدر خوف له.
متى يبدأ الخوف عند الاطفال ؟
– يبدأ الخوف عند الاطفال خلال السنتين الأوليتين من الحياة، حيث يقول العلماء إن الطفل يظهر مخاوف غير واضحة وتنحصر في الخوف من الأصوات العالية، والخوف من عدم الإتزان، والحركة المفاجئة. إلا أن هذه المخاوف تبدأ بالتلاشي في السنة الثالثة ليحل محلها الخوف من الغرباء، حين يكتشف الطفل الأشخاص المقربين منه والذين يشعرونه بالأمان. كما أن هذا الخوف لا يقتصر على الأشخاص فقط، وإنما يتعدى إلى كل شيء لم يألفه الطفل بعد.
– وفي عمر من 4 إلى 6 سنوات ينمو خيال الطفل، فتتبدل الخوف عند الاطفال لتصبح مخاوف وهمية، كالخوف من الظلام والعفاريت والأشباح والخوف من أن يبقى وحيدًا، إضافة إلى الخوف من الإنفصال عن والديه، وخصوصًا عند سن دخول المدرسة.
-في عمر 7-16 سنة تظهر مخاوف واقعية كالخوف من الرسوب في المدرسة، التعرض لحادث أو مرض.
– وهذا النوع من الخوف يحصل نتيجة تجارب ومواقف تعرّض لها الطفل في وقت سابق، أو نتيجة سماع الطفل لقصة معينة أثارت في نفسه الخوف كرد انفعالي سلبي.
أعراض لا بد من أن تنتبه إليها الأم :
وعن أهم الأعراض التي يجب على الأم ملاحظتها في طفلها للكشف الخوف عند الاطفال ، يشير الدكتور شريف عزام والاختصاصية عفاف الشريف الى مجموعة من النقاط التي قد تكون دليلاً على وجود هذه المشكلة عند أطفالهم:
• ضعف التفاعل الاجتماعي بشكل مفاجئ، وفقدان الرغبة في الاختلاط أو ممارسة النشاطات المفضلة لديه.
• بعض الأعراض الجسدية كسرعة التنفس والتعرق الزائد وفقدان الشهية والتأتأة في الكلام، وقد تظهر أحياناً على صورة أحلام مرعبة.
• أعراض سلوكية سيئة مصاحبة لـ الخوف عند الاطفال مثل قضم الأظافر، ونتف الشعر، والتبول اللاإرادي.
• عدم التركيز والشرود وتدني المستوى الدراسي بطريقة مفاجئة.
علاج الخوف عند الاطفال :
• عدم الإستهزاء مطلقاً بمخاوف الطفل، كون ذلك لا يعالج مسألة خوفه ويجعله يخجل من البوح بها.
• عدم التحدث والتشهير بمخاوف الطفل أمام الآخرين.
• تدريب الطفل على بعض إستراتيجيات المواجهة لهذه المخاوف من خلال إستبدال الأفكار السلبية التي تسبب الخوف بأخرى ايجابية.
• تشجيع الطفل على مواجهة مخاوفه من خلال مشاركته والبقاء إلى جانبه، مع ضرورة عدم القسوة والإلحاح عليه.
علاج الخوف عند الاطفال من خلال الأم :
وهنا يأتي دور الأم في مساعدة طفلها علي التعامل مع مخاوفه وذلك بإتباع الخطوات الآتية:
ـ لا تجبريه لأن إجبار طفلك علي الإقتراب مما يخافه لن يساعده كما تظنين. بل قد يعمق مخاوفه منها, ورغم أن خوفه لا يبدو عقلانياً إلا أنه له مبرره من وجهة نظر الطفل. فقد يكون تحت تأثير أحد أفلام الكارتون التي شاهدها, أو بسبب سماع حكاية مخيفة.
الطريقة السليمة للتعامل مع الخوف عند الاطفال هو:
– إمهاله فترة من الوقت إلي أن يتمكن من مواجهة مصدر خوفه, وفي الوقت الذي يختاره هو و ليس أنت.
ـ لا تسخري منه وأعلمي أن الاستهزاء والسخرية من طفلك خصوصا أمام الآخرين ستحطمه, ولا تصفيه بالجبن والتخاذل ولا تضحكي علي مخاوفه. لأن كل ذلك يقوض من ثقته بنفسه, ومد قدرته علي التعامل مع مخاوفه. - تعاطفي معه:
تأكدي أن استماعك لطفلك ولمخاوفه بجدية ومسايرتك لإنفعالات خوفه الحادة, سوف يخفف ذلك من فزعه, وإذا بكي طفلك من الخوف إحمليه سريعا وإحضنيه كي تبثي في نفسه الأمان والطمأنينة ولكن عليك عدم الإفراط في هذا التعاطف حتى لا تدعمي فكرة أن هناك شيئاً مخيفاً بالفعل.
– ساعديه:
ولأن هدف كل أم هو مساعدة طفلها في التغلب علي مخاوفه وليس مجرد التعاطف معه.. فحاولي أن تجعليه يألف الأشياء التي تتسبب في خوفه برفق وليس بالإجبار, فمثلا اسمحي له بلمس المكنسة الكهربائية أثناء عدم تشغيلها وبعد نزعها من الكهرباء, حاولي تبديل مشاعر خوف طفلك من الضوضاء التي تسببها المكنسة عند تشغيلها إلي مزيد من الفضول والاهتمام وبحب المعرفة لهذا الشئ الذي يخافه.
– نصيحة أخيرة تقدمها موسوعة الأم والطفل, عندما يخاف طفلك من الظلام خصوصا عند النوم حاولي إفهامه أن الظلام له أهميته وهو ضروري حتي ينام الجميع حتي النور نفسه.. ويمكنك اضاءة لمبة خافتة سهاري في حجرة نومه حتي لايخاف من الظلام عند استيقاظه خلال الليل لدخول الحمام.