والاستعداد بالتوبة: الشعور بالتقصير والندم والعودة إلى الله قبل دخول الشهر.
أما مذهب وأكثر ما استطعتَ من المعاصي إذا كان القدوم على كريم إنها مصيبة، والذي يظن أننا قبل أن نبدأ رمضان نجهز على ما تبقى من البقية الباقية من أبواب المعاصي التي ما ولجناها، ونزداد منها فإن هذه مصيبة.
أيها الإخوة، الاستعداد يكون بإعداد النفس إعداد العبادات، تجهيز المساجد، إعداد المصاحف، إنه التعرف على أجر الصيام قبل الدخول فيه، وأجر القيام قبل الوقوف فيه، إنه العزم على الاستفادة، والذي يدخل بعزم يخرج بقوة وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [العنكبوت: 69] فشد عزمك وإياك والتأجيل.
أنت تقرأ قبل رمضان وفي رمضان، ولكن الاجتهاد في رمضان أكثر.
إن الطهارة واستقبال القبلة والسواك والاستعاذة والترتيل والصبر على مشقة التلاوة والبكاء والتباكي والوقوف عند الآيات والدعاء عندها، وهكذا أن تحس أن الله يخاطبك بهذا القرآن، إنه الاستنفار.
كان مالك إذا دخل عليه رمضان أغلق على كتبه وأخذ المصحف، ومنع المسائلة وقال هذا هو شهر رمضان، هذا هو شهر القرآن، فيمكث في المسجد حتى ينسلخ رمضان.
وكان بعضهم يؤجل مجالس التحديث لأجل ذلك.
وكان زُبيد اليامي إذا حضر رمضان أحضر المصاحف وجمع أصحابه، وكانت لهم مجاهدات في الختمات.
وكان سعيد بن جبير يؤم الناس في رمضان فيقرأ بقراءة ابن مسعود، وبقراءة زيد، وهكذا في الليالي المختلفة.
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكثر من الصيام في شعبان، إنه تذليل النفس لرمضان، إعداد النفس لرمضان، يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، فقال: ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم
[رواه النسائي في الكبرى: 2678، وأحمد في مسنده: 21753، والبيهقي في الشعب: 3540،
وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة: 1898].
وليست القضية أن نؤجل فعل الخيرات إلى رمضان؛ لأن بعض الناس يؤخرون الزكاة عن وقتها لرمضان، وهذا لا يجوز، يجب أن تؤدي الزكاة متى حال الحول، ولكنهم يظنون أن تأجيل إخراج الزكاة إلى رمضان يضاعف أجرها، كيف؟ التأجيل عن الوقت الشرعي معصية، فأيّ أجر يضاعف إذا كان الوزر سيحصل بالتأخير؟ ولكن لو صادف رمضان وقت إخراج الزكاة فهو يخرجها فيه محتسباً، وقد يبكّر إخراج الزكاة عن وقتها لتكون في رمضان، فلا بأس بذلك، وبعض الناس إذا خطر على باله الطاعة قبل رمضان، يقول: إذا جاء الشهر، إذا جاء الشهر.
النبي -عليه الصلاة والسلام- أكثر من الصيام في شعبان، لماذا؟ كانت له نوافل يصومها فربما لم يتمكن منها لسفر، أو مرض، أو غزو، فيجمعها كلها يقضيها قبل رمضان نوافل؛ لأنه كان إذا عمل عملاً أثبته.
نساؤه كن يقضين في شعبان للشغل بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو شهر يغفل الناس عنه، وربما لا نعيش.
ولذلك لا بد أن نكون من الذين يستعدون دائماً للقاء الله، ألم يأتك نبأ الذي جاءته المنية بالأمس على حين غرّة تغدى مع أهله، وقام فغسل يديه، وسقط، إلى المستشفى، فارق الحياة، هذا هو قبل رمضان بليال، قد وافاه الأجل ورحل، ولذلك فإن عبادات المؤمن ليست موسمية، بمعنى أنه ينقطع قبل رمضان، فإذا جاء رمضان اجتهد، كلا، إنها عبادات على مدار العام، وإن استعدادنا لرمضان يكون بأمور متعددة، مثل: معرفة فضائل الأعمال، وهذه نقطة مهمة لأجل الاجتهاد، فإن معرفة الأجور من المحفزات لعمل الخيرات.
هناك أجور فيها بناء بيوت في الجنة السنن الرواتب، قل هو الله أحد عشر مرات، من أطعم الطعام، وألان الكلام وصلى بالليل والناس نيام، وأفشى السلام، بنى الله له غرفاً يُرى باطنها من ظاهرها، وظاهرها من باطنها
[رواه أحمد: 22905، وابن خزيمة: 2137، وابن حبان: 509، وحسنه الألباني في صحيح
الجامع الصغير وزيادته: 2123]. صالح المنجد
التوقيع لا يظهر للزوار ..
التوقيع لا يظهر للزوار ..
التوقيع لا يظهر للزوار ..
قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سيرة الشيخ محمد حسان ومعلومات عن حياته | طُمُوحي الجنّة | شخصيات وأحداث تاريخية | 5 | 04-07-2019 05:22 PM |
من هم الهوله ؟ | صمت الورود | شخصيات وأحداث تاريخية | 9 | 12-01-2019 11:29 PM |
المواضيع المتميزة في قسم العناية والجمال لشهر يناير | nesrinaaa | الارشيف والمواضيع المكررة | 17 | 11-03-2016 05:26 PM |
الشيخ متولي الشعراوي | ريموووو | شخصيات وأحداث تاريخية | 5 | 25-09-2013 05:31 PM |
تليفون الشيخ | لحظة صمت | المنتدي الاسلامي العام | 2 | 18-02-2012 04:12 PM |
جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع