تعلم قواعد اللغة العربيّة
قواعد اللغة العربيّة ليست مهمّة فقط لدارسي اللغة العربيّة، أو لطلّاب المدارس، إنّما هي مهمّة لكل شخص عربي، فاللغة العربيّة هي ثقافة شعب، وهويّة، ومن يريد كتابة مقال، أو إجراء مقابلة تلفزيونية، أو إجراء مقابلة عمل، أو حتّى استقبال سائح أجنبي، عليه أن يُجيد أساسيّات قواعد اللغة العربيّة على الأقل. سنعرض في هذا المقال بعض قواعد اللغة العربيّة بشكل مبسّط وسهل مع الأمثلة لتقريب الصورة.
أقسام الكلام في اللغة العربيّة
الاسم
هو ما يدلّ على إنسان، أو حيوان، أو نبات، أو جماد، أو مكان، أو زمان، مثلاً: امرأة، وكتاب، وسيّارة، وعصفور، وزهرة، أمّا العلامات التي تشير إلى وجود الاسم هي: التنوين، وحرف جر (من، إلى، في ....)، وحرف نداء (يا، أيا ...)، وال التعريف، والصفة للاسم (مثلاً: الشجرة كبيرة).
الحرف
هو الذي لا يملك معنى إلّا إذا اقترن بغيره، مثل: في، عن، على، إلى...
الفعل
هو ما يدلّ على حدوث شيء معين في زمان محدد. مثال: يكتبْ، يكتبْن، لعبَ، لعبَتْ، اجلسْ، اجلسيْ، ومن الجدير بالذكر أنّ المصدر هو الاسم الدال على الحدث غير المقترن بزمان، وأنواع المصادر هي:
مصدر الفعل الثلاثي
إذا دلّ المصدر على حِرفة أو صناعة كان على وزن (فِعالة)، مثل: زَرَعَ زِراعة، خاطَ خِياطة، صَنَعَ صِناعة.
إذا دلّ المصدر على اضطراب كان على وزن (فَعَلان)، ثارَ ثَوران، دارَ دَوران، فارَ فَوران.
إذا دلّ المصدر على مرض كان على وزن (فُعال)، مثل: صُدِعَ صُداع، خَنَقَ خُناق.
إذا دلّ المصدر على امتناع كان على وزن (فِعال)، مثل: طَرَدَ طِراد، شَرَدَ شِراد.
إذا دلّ المصدر على صوت كان على وزن (فُعال) أو (فَعيل)، مثل: بكى الطفلُ بُكاءً، صرخَ صُراخاً.
مصدر الفعل الرباعي
إذا كان الفعل ثلاثياً مزيداً بالهمزة (على وزن أفعل)، جاء مصدره على وزن (إفعال)، مثل: أنجزَ إنجاز.
إذا كان الفعل معتل العين جاء مصدره على وزن إفعلة، وذلك بحذف الألف الموجودة في وزن (إفعال)، والتعويض عنها بتاء في آخر المصدر.
مثل: أقال إقالة، أهان إهانة.
إذا كان الفعل معتل اللام جاء مصدره على وزن إفعال مع قلب حرف العلة همزة مثل: أعطى إعطاء، أقصى إقصاء.
إذا كان الفعل معتل اللام جاء مصدره على وزن تفعلة، مثل: نمى تنمية.
إذا كان الفعل مهموز اللام جاء مصدره على الوزنين معاً، تفعيل وتفعلة.
إذا كان الفعل رباعياً مجرداً (على وزن فعلل) غير مضعف جاء مصدره على وزن فعللة، مثل: دحرج دحرجة ، بعثر – بعثرة ، زخرف – زخرفة.
مصدر الفعل الخماسي
إذا كان مبدوءاً بهمزة وصل يأتي مصدره على وزن الماضي مع كسر الحرف الثالث وزيادة ألف ما قبل الآخر مثل: احتلَّ احتلال.
إذا كان مبدوءاً بتاء زائدة يأتي مصدره على وزن الماضي مع ضم ما قبل الآخر، مثل: تقدَّمَ تقدُّم، تسامح تسامُح.
إذا كان الفعل معتلّ الآخر وجب كسر آخره فيأتي المصدر: تمنّى تمنّي.
❀❀❀❀❀❀❀❀
دليل تعلم قواعد اللغة العربية
1نشأة علم النحو أو قواعد اللغة العربية
لا شك أن كلَّ لغة لها قواعدها وضوابطها التي يُرجَع إليها عند اللحن أو الوقوع في الخطأ، وكذلك اللغة العربية –كباقي اللغات- لها قواعدها الأساسية التي وُضعت لهذا الغرض، فقد وضع العلماء أهم الضوابط والقواعد الأساسية التي تحكم استخدام وتعلم اللغة العربية منذ حوالي أربعة عشر قرناً من الزمان، وقد كان العرب يمتلكون نواصي اللغة ويتوارثون الفصاحة وأساليب التعبير دون لحن أو خطأ، وعندما كثر اللحن مع انتشار الإسلام بين البلاد الأعجمية، ودخول كثير من الأجانب في الدين الإسلامي ورغبتهم في تعلم اللغة العربية؛ ومن هنا دعت الحاجة إلى وضع قواعد اللغة العربية وأساسيات علم النحو التي وضع حجر الأساس لها العالم أبو الأسود الدؤلي، ثم تلاه عدد من العلماء اللغويين الذين كتبوا وأبدعوا في هذا المجال من أشهرهم سيبويه وأبو اسحق والخليل الفراهيدي وغيرهم إلى عصرنا هذا.
2أهمية قواعد اللغة العربية للمتعلمين
لا يمكن لطالب علوم العربية أن يستغني بأي حال من الأحوال عن تعلم القواعد النحوية التي يضبط بها كلامه وتمنعه من الوقوع في اللحن أو الخطأ، وقد قالوا قديما أن النحو بالنسبة للكلام كالملح في الطعام، فعلم النحو أو القواعد العربية هي التي تضبط اللغة وتمنح المتحدث الفصاحة والبيان والقدرة على الفهم والإفهام، ولا شك أن تعلم قواعد اللغة العربية يساعد على تلاوة وفهم ألفاظ القرآن الكريم؛ لأن قراءة القرآن دون فهم الضوابط الأساسية لعلم النحو وقواعده تجعل الشخص يقرأ القرآن دون أن يفهم الأحكام والمعاني المطلوبة، وبالتالي يجد القرآن جسدا بلا روح، ومن خلال علم النحو تستطيع فهم لغة الفصحاء من الشعراء والأدباء سواء بقراءة كتبهم أو الاستماع إلى برامجهم الثقافية، وأيضا يمكنك فهم لغة وسائل الإعلام الفصيحة سواء كانت مقروءة أو مسموعة، كما يمنحك علم النحو قدرة على التحدث بلباقة وفصاحة دون الخوف من الخطأ أو الزلل أثناء الكلام؛ لذلك أجمع علماء السلف على أحقية علم النحو بالتعلم قبل البدء في دراسة غيره من علوم الدين أو الدنيا.
3كيف تفهم قواعد وأساسيات اللغة العربية؟
تعتبر قواعد اللغة العربية أو علم النحو هي رياضة العقل، وهي جزء لا يتجزأ من علوم اللغة العربية التي يحتاجها طالب العلم؛ ليتمكن من فهم العلوم التي يدرسها والاستفادة القصوى منها، ومن هنا نوضح فيما يلي أهم الخطوات التي تساعد متعلمي العربية على فهم أساسيات اللغة العربية وقواعدها النحوية، وأهم تلك الخطوات ما يلي:
4الإصرار على التعلم
إن الإصرار على تعلم قواعد العربية والمواظبة على حضور الدروس والاستماع إليها من الأسباب المهمة لفهم أساسيات اللغة العربية، كما يُفضَّل الالتزام بالتتلمذ على يد أحد معلمي اللغة العربية وشيوخها النابغين الذين يُعرَف عنهم الاهتمام بتدريس قواعد اللغة العربية وعلوم النحو العربي مع قدرتهم على الفهم والإفهام، ويجب أن تعلم أن دراسة النحو العربي على يد أحد المعلمين الذين يتميزون بالانضباط وإتقان اللغة يساعدك على الالتزام في الدروس وممارسة التمارين وحل الواجبات بصورة منتظمة دون إهمال أو تقاعس؛ مما يؤدي إلى تعجيل فهمك لها واستيعابك لقواعد وأساسيات اللغة العربية، ويُمكنك الاستعانة بذوي الخبرة في هذا المجال لترشيح المعلم المناسب الذي يساعدك على ذلك، ولا تنس دورك في طاعة المعلم واتباع التعليمات وحل الواجبات والتكليفات بعناية واهتمام مع الانتباه الجيد لشرح المعلم واتخاذ الموضوع بصورة جادة؛ حتى تحصل على الفائدة المرجوة.
5التدرج من البسيط إلى الصعب
من القواعد والإرشادات المهمة في تعلم أساسيات النحو أو قواعد اللغة العربية أن تبدأ بتعلم القواعد البسيطة والسهلة متدرجاً في الوصول إلى المسائل الصعبة والأكثر تعقيداً، ولا يجب أن يقودك الفضول لتسبق المعلم محاولا استذكار بعض الدروس الصعبة أو التي تعتبر موضع خلاف؛ حتى لا يصيبك السأم أو اليأس أو اختلاط وتضارب القواعد مع بعضها البعض، فيؤدي ذلك إلى ترك الدروس أو العجز عن إكمال مهمتك في تعلم النحو العربي وأساسيات اللغة؛ فتفقد الكثير من المنافع والفوائد التي لا يعرف قيمتها إلا مَن أتقن وأجاد هذا العلم، وتمكنت الفصاحة من لسانة، وتملكت العربية عليه جنانه؛ فأصبح مُولعا باستخدامها في حِله وترحاله، كما يحرص كل الحرص على استخدام قواعد اللغة العربية وأساليبها البلاغية أثناء حديثه وكتابته، فاحرص على البدء بالأساسيات البسيطة كإتقان القواعد الإملائية كالهمزات في أول ووسط وآخر الكلمة، وكذلك الهاء المربوطة والتاء المربوطة وغير ذلك بالإضافة إلى علامات الترقيم، ثم دراسة أقسام الكلام ونوعي الجملة ومكوناتها والمكملات وغير ذلك من القواعد والأساسيات الأخرى.
6حفظ بعض الأساسيات الثابتة
يجب على المتعلم أن يحفظ بعض القواعد النحوية والأساسيات الثابتة التي يشير إليها المعلم ويطالبك بحفظها والتركيز عليها؛ لأن حفظ تلك القواعد يساعدك على الفهم والتطبيق العملي لها فيما بعد بصورة جيدة، فلا يمكن أن تطبق القاعدة وتجيب عن الأسئلة المتعلقة بها دون أن تحفظها؛ فمثلا إذا عرفت أن الفاعل دائماً مرفوع فعند التطبيق والتدريب على الحديث أو الكتابة فستجعل الفاعل مرفوعا أثناء كلامك وكتابتك، وبالتالي فإن حفظ قواعد اللغة العربية وأساسياتها الثابتة تمكنك من التطبيق السليم لها، كما تضمن لك الدقة والفصاحة أثناء الحديث والكتابة.
7التطبيق العملي
من الوسائل المفيدة في تعلم أساسيات اللغة العربية أن يتم التطبيق العملي للقواعد المدروسة على النصوص وبعض أبيات الشعر وكذلك آيات القرآن الكريم؛ حيث يمكنك تمثل القواعد أثناء قراءة المقالات أو القصائد الشعرية أو القرآن الكريم والبحث عن أركان الجملة ومواضعها بكل عناية، وإذا واجهتك صعوبة ما في الوصول أو تفسير بعض الكلمات ومعرفة موقعها الإعرابي يَحسُن الرجوع إلى المعلم والاستعانة برأيه؛ لتصل إلى التفسير والحل السليم، كما أن المواظبة على تطبيق قواعد اللغة العربية أثناء القراءة تنمي السليقة والمهارة اللغوية وتمنحك القدرة على التحدث بأسلوب بليغ متميز.
8التعلم بالاستماع
إن اللسان يألف ما تعودت الأذن على الاستماع إليه؛ لذلك يُنصح بالإكثار من الاستماع إلى القرآن الكريم والتعود على تلاوته، وكذلك الاستماع إلى البرامج الإعلامية الفصيحة الهادفة، أو بعض القصائد الشعرية الفصيحة التي تُلقى بصورة سليمة، أو متابعة بعض الدروس المبسطة لبعض العلماء أو المعلمين الذين يشرحون أو يتحدثون بأسلوب فصيح بليغ يعمل على تطبيق القواعد النحوية أثناء الحديث.
9جرب نفسك
من الوسائل والطرق الرائعة التي تساعدك في تعلم قواعد اللغة العربية وأساليبها أن تحاول في بعض أوقات فراغك أن تتحدث بلغة فصيحة بليغة مطبقاً القواعد التي قمت بدراستها، كما يمكنك كتابة بضعة أسطر من تأليفك حول بعض الموضوعات، ثم تقوم بمراجعتها طبقاً للقواعد النحوية التي درستها للتأكد من مطابقتها لما درست، كما يمكنك أيضاً تسجيل بعض الأحاديث حول موضوعٍ معينٍ تلقيها بصوتك، ثم تقوم بمراجعتها ونقد مواطن الضعف والخطأ فيها؛ حتى يمكنك تجنبها فيما بعد والاستفادة من عدم تكرار تلك الأخطاء أثناء الحديث أو الكتابة.
10قراءة الكتب
احرص على القراءة المتأنية لبعض الكتب النافعة والمفيدة التي تساعدك في ضبط اللغة بالإضافة إلى تعويدك على البلاغة والفصاحة وممارسة الأساليب الفصيحة مع التطبيق العملي لجميع قواعد اللغة العربية المدروسة أثناء القراءة، كما يمكنك الرجوع إلى بعض الكتب النحوية المبسطة في عرضها، وحاول ألا تنتقل من موضوع إلى آخر إلا بعد فهم وإتقان الموضوع الأول بصورة جيدة والتدرب عليه أيضاً، ولا تنسَ أن القراءة والاستماع والكتابة والتحدث كلها مهارات تمكنك من إتقان اللغة وأساسياتها التي تأخذ بيدك على طريق الفصاحة والبلاغة.
11الاستذكار والمراجعة
يُنصح دائما بمراجعة الدروس التي تم الانتهاء من دراستها بين الحين والآخر؛ حتى تضمن ثباتها في الذهن، كما يجب المواظبة على قراءة بعض النصوص والمقالات الفصيحة لبعض البلغاء من الكتاب المعروفين سواء في العصر المعاصر أو القديم، ومن المفيد أيضاً تلخيص تلك المقالات وتسجيل الملخص في كراسة خاصة محاولاً فيها –بقدر الإمكان- الالتزام بأهم قواعد اللغة العربية وقواعد الإملاء والترقيم المدروسة، ويا حبذا لو تمت مراجعة تلك الملخصات مع بعض المتخصصين في اللغة العربية وقواعدها للتأكد من مدى الالتزام بالتطبيق العملي للقواعد المدروسة، ويجب أيضا التركيز على الواجبات التي يكلفك بها المعلم مع عدم التهاون في الإجابة عليها.
12احذر
إياك أن تفصل بين الدراسة النظرية والتطبيق العملي للقواعد النحوية أو أساسيات اللغة العربية؛ لأن هذا الفصل يجعل قواعد اللغة العربية مجرد قواعد محفوظة جافة صمَّاء لا تصلح للتطبيق والتجريب، وعلى العكس من ذلك فإن التطبيق العملي بصورة متواصلة للقواعد والأساسيات المدروسة في حياتك اليومية يساعدك في تثبيت تلك القواعد في الذهن وربطها بالواقع اللغوي الذي وضعت لأجله؛ وبالتالي تستطيع تعلم قواعد اللغة العربية والاستفادة منها، ومن المحظورات التي يجب أن تنتبه إليها وجوب الحذر من التكبر والخجل؛ فقد أخبرنا السابقون أن العلم يضيع بين الحياء والكبر، فهما يمنعانك من السؤال أو الاستفسار عن المسائل الغامضة، فلا تترك مسألة أو نقطة تمرُّ في درس من الدروس دون فهمها واستيعابها بصورة جيدة، واطلب من معلمك تكرار توضيحها مرارا وتكرارا حتى يتم استيعابها، وعليك التدرب عليها والاطلاع في كتب النحو المبسط التي يرشحها لك معلمك لتصل إلى مقصودك.
13اغتنم الفرصة أثناء المرح
إن اغتنام الفرصة أثناء بعض الجلسات أو الحوارات الودية بين الأصدقاء أو الأهل والمقربين واستخدام اللغة الفصحى أثناء تلك الحوارات يساعدك في تنمية مهارتك اللغوية، وقد يبدو هذا الأمر فكاهيا للوهلة الأولى، ولكنه في واقع الأمر من الطرق النافعة في التعود على تطبيق قواعد اللغة العربية وأساسياتها بصورة تثبت في الذهن، ويجب أن تعلم أن المواظبة على ذلك تساعدك في إتقان لغتك وفهم قواعدها وتهذيب لسانك وتقويمه أثناء الكلام.
لا يجب أن ننسى في هذا المقام دور الوالدين والأهل أو ال
محيطين بطالب علوم اللغة العربية وأساسياتها في تشجيع هذا الطالب وتوضيح قيمة دراسة اللغة العربية وقواعدها في حياته العلمية والعملية بعد ذلك، ويجب أن يظهر هذا التشجيع في نوع من المكافأة بشراء بعض الكتب النافعة أو إبداء التقدير والإعجاب بمهارته في الحديث أو الكتابة وغير ذلك، وقد تناول هذا المقال أهمية قواعد اللغة العربية وعلم النحو العربي، بالإضافة إلى أهم الوسائل المفيدة في فهم أساسيات اللغة العربية.