يتعب الأهل كثيراً كي يوفروا لأولادهم كل شئ يحتاجونه خاصًة أغراضهم المدرسية التي أصبحت أسعارها مرتفعة الثمن، ولكن أحيانًا يكون الطفل مهمل ولا يحافظ على أغراضه وتضطر الأسرة لتوفير أغراض غيرها كل مرة، سنتعرف على كيفية التغلب على مشكلة الطفل المهمل، وتعليم الطفل الحفاظ على ادوات المدرسة .
المستلزمات المدرسية وشراؤها تستهلك من ميزانية الأسر بصورة كبرى لذا يجب عدم إهمالها والحفاظ عليها من قبل الأبناء الطلاب والطالبات
من باب عدم هدر وتخريب المستلزمات مما يستدعي وضع ميزانية أخرى لشراء غيرها، كذلك يجب غرس المسؤولية والحفاظ على الممتلكات الخاصة للفرد والإعتناء بها.
يحب الطفل المهمل ممارسة عاداته بإسراف، فهو قد يشاهد التلفاز وألعاب الفيديو والإنترنت بصورة غير طبيعية
وتجد كتبه وأوراقه وحاجاته مبعثرة، ولا يحافظ على نظافة وسلامة كتبه، وعادة ما يحاول إنهاء واجباته في الدقيقة الأخيرة
وإذا بدأ عملاً فإنه لا يتمه، ويترك العمل والمستلزمات على الأرض ولا يعيدها إلى مكانها.
نصائح في كيفية التعامل مع الطفل المهمل
1- إحذر المبالغة في الإنفعال، فإن تضخيم المواقف بقصد الزجر عن الإهمال ليس حلاً.
فالمبالغة والتهويل دليل على ضعف حيلتك، وأن النقد اللاذع المستمر يقود الطفل إلى تحاشي المبادرة وتجنب الحركة.
2- لا تجزع من إنحراف سلوك الأطفال، فالتحديات في حياة الأسرة لا تنتهي ولكن إستغلها فرصة للنصح ولصقل الضمائر وتنوير البصائر وإحياء المشاعر.
فالتجارب الفاشلة في الصغر قد تكون تربة النجاح في الكبر.
3- تشجيع الذكور والإناث على القيام بالأعباء المنزلية والإقتداء عملياً بهدي الحبيب رسولنا محمد صلى الله
عليه وسلم، الذي كان يساعد أهل منزله في تدبير شؤون المنزل.
4- إجتناب إزعاج الطفل بما مضى والتذكير الممل بزلاته في كل مناسبة، لأن سياسة التوبيخ المستمر تؤدي
إلى الهدم والهزيمة، أما الصلة الحميمة فهي دليل همة وعزيمة.
5- لا تلجأ للعقاب البدني، فوسائل التأثير والعقاب كثيرة، ولا تصفع، فالصفع دليل ضعف، وهناك كثير من وسائل الثواب والعقاب.
6- تعويد الطفل على قضاء حاجاته دون الإعتماد على الخدم في كل شاردة وواردة.
7- الجلسات الحوارية الجماعية والجانبية مع الأبناء والبنات، لها فاعلية عظيمة مدى الحياة، وهي في غاية
الأهمية للتعبير عن المشاعر الدفينة، إذ تكشف عن أسباب الإهمال حاولوا تخصيص مدة ولو نصف ساعة إسبوعياً للجلوس مع الطفل و الحوار معه.
كيفية تعليم الأبناء الحفاظ على ادوات المدرسة طيلة العام
– قواعد السلوك السليم: قد تغفل بعض الأسر عن غرس بعض قواعد السلوك الهامة في الأبناء والتي تهتم
بأهمية الحفاظ على الممتلكات الخاصة كذلك العامة وعدم التبذير والإستهانة بإهمالها معتمدين على الآباء
بتعويضهم غيرها بإستمرار في حالة التلف.
هذا فيما يخص الممتلكات الخاصة، أما العامة فقد يستهتر بها الأبناء من منطلق أنها ليست أغراضهم ولن تتم
مساءلتهم على الأضرار التي ألحقوها بها، لذا على الوالدين الإهتمام بتوعية الأبناء فيما يخص ذلك لتعزيز
السلوكيات الإيجابية والحد من الإسراف في المستلزمات المدرسية.
– يجب البعد كل البعد عن إستخدام الأسلوب العنيف والعقاب الصارم من خلال الضرب أو الصراخ بالصوت العالي
لتنبيه الأبناء على أخطائهم، ولكن يجب إيصال المعلومة لهم من منطلق الترغيب دون الترهيب.
أساليب تعلم الطفل الحفاظ على اغراض المدرسه
1- مشاركة الأبناء في شراء المستلزمات المدرسية ليشعروا بقيمتها.
2- تنمية وغرس قيمة الحفاظ على الممتلكات للإستفادة منها لأطول وقت ممكن من خلال ثقافة المحبة
فكلما أحب الطفل أغراضه كلما زاد إهتمامه بها وحافظ عليها.
3- التدريب على التنظيم:
كما يُقال دائمًا التعليم في الصغر كالنقش على الحجر لذا من الرائع والهام تدريب الأبناء منذ الصغر على
الإهتمام بالتنظيم، بدايةً من ألعابهم ودفاتر التلوين الخاصة بهم ومعرفة مكان الأغراض وأين توضع بعد الإنتهاء
من إستخدامها، واللعب والتسلية بها، في تلك المرحلة سيصادف الوالدين إهمال من قبل الأبناء من كسر
الألعاب وتدمير الألوان كذلك بعثرتها هنا وهناك بعد أن ينتهي الوقت الخاص بها، من هنا يجب على الوالدين
التنبيه على خطأ التصرف وإن تكرر الأمر يتم إستخدام التهديد بعدم شراء إحتياجات غيرها إن تم تخريبها
وبالمرحلة الأخيرة يستخدم الوالدان العقاب من خلال منع إستخدام الأشياء المحببة للطفل لفترة أو إحتجازه
في غرفته، كذلك يتم التعامل مع الأبناء في حالة إهمالهم للأدوات المدرسية الخاصة بهم، لذا نجد من الهام أن
يكثف الوالدان سن قوانين وتعويد الأبناء على النظام والترتيب ليسيروا عليه خلال مستقبلهم العلمي والعملي.
4- إفهام الأبناء أهمية الحفاظ على أغراضهم:
الطفل مخلوق ذكي ويجب التعامل معه بمهارة شديدة، وإيصال المعلومة له من خلال الشرح والفهم بسرد
بعض القصص، كأن يأتي أحد الوالدين بغرض قديم يحتفظ به ويعرضه للأبناء ويشرح لهم كيف حافظ وإهتم به
ليظل معه لسنوات عديدة، من هنا يستثمر الفرصة لشرح أهمية الحفاظ على الأغراض بشكل عام والتطرق
إلى الأغراض المدرسية، وإيضاح أنّ الطالب المنظم هو من يحافظ ويرتب أغراضه ولا يهملها ويستهين بها
كذلك ذكر بعض القصص عن الإسراف والتبذير التي تشمل عواقب متعددة.
5- الحفاظ على النظافة:
الكثير من الأبناء يتعاملون مع أغراضهم المنزلية بصورة عشوائية تعرضها للتخريب كعدم الإهتمام بنظافة الحقيبة
ورميها هنا أو هناك على الأراضي المتسخة، وعدم الإهتمام بالزي الرسمي للمدرسة والحفاظ عليه
كذلك عدم الحفاظ على نظافة الكتب المدرسية و ادوات المدرسة مما يعرضها للتلف
وتفاديّا لذلك يجب البدء مع الأبناء تدريجيًّا بالتوجيه وتخصيص وقت تجهيز الجدول المدرسي اليومي بتنظيف
الحقيبة والحذاء من قبل الطفل بمساعدة أحد الوالدين، وضع الكتب في أماكنها الصحيحة كي لا تتعرض للقطع
بالإضافة إلى أهمية أن يكون الآباء هم مصدر القدوة الحسنة للأبناء وفي هذا محفز للطفل على تقليد آبائهم في سلوكهم.
6- الترغيب بالهدايا وعبارات الثناء:
إحدى العوامل المحفزة للأبناء هي سماع كلمات الثناء والمدح من قبل الوالدين على تصرفاتهم إن أصابوا لذا
من الرائع إستغلال الفرص التي يقوم بها الأبناء في الإلتزام بالمحافظة على ادوات المدرسة وأغراضهم المدرسية حتى إن كان
في أسبوعهم الأول من الدراسة بالثناء عليهم وعلى إهتمامهم ونظافتهم وترتيبهم ووصفهم بالطلبة المثاليين
كذلك بإمكان الوالدين إهداء الأبناء هدايا من فترة لأخرى تعبيرًا عن سعادتهم في الحفاظ على أغراضهم لأطول
فترة، وهذه الطرق لها عدة مزايا؛ حيث تسعد الطفل وتعطيه دافعًا قويًّا للإستمرار في التصرف الصحيح، كما
تصل المعلومة بصورة مبسطة للطفل على أنّ تصرفه كان صحيحًا فإستحق عليه أن ينال ما يحب.
7- المواجهة الحازمة لمتنمري الدراسة:
أكثر المشكلات التي دائمًا ما يعاني منها الأبناء والوالدين كذلك تعرض الأبناء للعنف وسرقة ادوات المدرسة و أغراضهم المدرسية
بقوة من قبل بعض زملائهم المتنمرين، مما يصيب الأبناء بأضرار نفسية وإهمالية، لذا يجب على الوالدين أن
يقدما التوعية للأبناء بأسلوب مبسط كأن يقولا لهم:” إن أخذ أحد زملائك أغراضك من قلم أو ممحاة يجب عليك
إبلاغنا لنسترجعها لك، أو إبلاغ معلم الفصل بذلك، دون الخوف من الزميل المتنمر”، كذلك قد يستغل بعض
زملاء الدراسة ضعف شخصية زميلهم فيبتزونه بأخذ أغراضه من باب (أعطنا لكي نحبك ونصادقك) من هنا يجب
أن يوضح الوالدان للأبناء أنّ الصديق المخلص والمحب لن يطلب مقابل صداقتك شيئًا، كما يجب زرع الثقة في
نفوس الأبناء وتقوية شخصيتهم بإيضاح قصص وتجارب تفيد أنّ الأخلاق الحسنة والتعامل السوي والدفاع عن
الحق كلما كان في الفرد كلما زادت عليه محبة الغير وبنيت الشخصية على أسس سليمة.