قصص قصيره للاطفال ، قصص ماقبل النوم للاطفال ، تنمى قدراتهم العقلية ، وتساعد على تعلم الاخلاق الاسلاميه ، كالنظافه ، والرحمه والرافه بالغير والحيوان ، قصص تعليمية وتربوية للأطفال من سن 3---الي -----15 عام
انها زهرة واحدة
حل فصل الربيع، فأخذت العصافير تغرد على أغصان الأشجار، وتغني ألحاناً رائعة وامتلأت الغابة بالأزهار الجميلة والفراشات الملونة .خرجت جميع الحيوانات من بيوتها بعد نوم طويل واستمتعت بدفء الشمس من جديد، كانت الأزهار الملونة تملأ الغابة . . . هنا زهرة حمراء ، وهناك زهرة بيضاء ، وألوان کثیرة زاهية ، تملأ النفس حباً لها .
وكانت النحلات تخرج كل يوم منذ الصباح الباكر لتجمع الرحيق من الازهار فتصنع منه عسلا لذيذا وفي الغابة ،
كانت جميع الحيوانات تحب العسل ، وتصطف صباح كل يوم امام خلية النحل ، لتاخد العسل .
وفي صباح احد الايام حضرت الحيوانات كعادتها لتاخد العسل، ولکنها حزنت کثیراً، لانها لم تجد عسلا ، فتساءلت : لماذا لا يوجد عسل ! ؟ تقدمت نحلة نشيطة من الحيوانات وأخبرتها أن اختفاء الأزهار من الغابة هو السبب في عدم وجود العسل ، لأن النحل يحتاج إلى الأزهار في صنع العسل. دار حديث طويل بين الحيوانات، واتفقت فيما بينها على معرفة سر اختفاء الأزهار من الغابة . وقررت أن يكون الكلب حارساً على الأزهار، ليعرف من الذي يقطفها ؟.
وفي يوم من الأيام رأى الكلب أرنباً يقطف زهرة جميلة ، فلحقه وسأله عن الزهرة ، فضحك الارنب وقال : انها زهرة واحدة ، ولن تضر شيئاً، فأزهار الغابة كثيرة جداً . وفي اليوم التالي رأى الكلب ثعلباً يقطف زهرة ،وأخذها إلى بيته . فسأله الكلب عن ذلك فأجاب : انها زهرة واحدة، ولن تضر شيئا. وفي يوم ثالث جاء غزال وقطف زهرة ، فتبعه الكلب ، وسأله عن سبب ذلك ،فقال الغزال : إنها زهرة واحدة ولن تضر شيئا.
عرف الكلب سر اختفاء الأزهار من الغابة، فجرى مسرعاً إلى ملك الغابة وقال له : معظم الحيوانات تقطف الأزهار، ويظن كل واحد منها أن زهرة واحدة لن تضر شيئاً، حتى لم يعد في الغابة أزهار. غضب ملك الغابة كثيراً، ودعا جميع الحيوانات إلى اجتماع طارئ، و اعلن امام الجميع قراره بمنع قطف الأزهار من الغابة ، وفرض عقوبة على كل من يقطف زهرة بحرمانه من العسل مدة اسبوع .
نفذت الحيوانات قرار ملك الغابة، فامتنعت عن قطف الأزهار . وبعد فترة من الزمن عادت الأزهار تملأ الغابة من جدید، وعادت النحلات تصنع لعسل اللذیذ ، لتوزعه على سكان الغابة السعيدة .
الحديقة النظيفة
كان العصفور الجميل يطير فوق شجرة البلوط الكبيرة، ثم هبط إلى أسفل جذع الشجرة، حيث تقيم السلحفاة، و نادی بصوت عال : ايتها السلحفاة … ايتها السلحفاة ، اطلت السلحفاة براسها وقالت : من ينادي ؟ التفتت جهة اليمين، فرأت العصفور الجميل،ففرحت وقالت : تفضل أيها الصديق العزيز ، دخل العصفور إلى بيت السلحفاة، فأدرك أنها تحزم أمتعتها، فسألها باستغراب هل أنت راحلة ؟ هزات السلحفاة رأسها وقالت : نعم، سأرحل من هنا، لم أعد أحتمل البقاء في هذه الديار، بسبب هؤلاء الأطفال الأشقياء، تعجب العصفور وقال : ولكن بيتك هنا ، فكيف سترحلين وتتركينه ؟
لم تجب السلحفاة عن سؤال العصفور، ولكنها استأنفت الحديث قائلة : إن الأطفال الأشقياء يأتون إلى الحديقة في عطلة نهاية الأسبوع ليلعبوا بالكرة، وبعد الانتهاء من ذلك يجلسون تحت شجرة البلوط ليتناولوا طعام الغداء، وحين ينتهون من أكل طعامهم يتركون قشور الفواکه ، والمحارم الورقية، والاكياس البلاستيكية على الارض، ويعودون الى بيوتهم،
نظر العصفور حوله مرة ومرة ثم قال : انك تبالغين أيتها السلحفاة، لأن الحديقة نظيفة، فما الذي يزعجك إذن ؟ ابتسمت السلحفاة قليلا ثم قالت : نعم انها نظيفة الان ، لانني اخرج بعد مغادرتهم، وأنظف المكان كل مرة، ثم يعودون بعد اسبوع لتتسخ الحديقة من جديد . وانا عازمة على الرحيل، وساقيم عند اختي في حديقة السرو.. عز على العصفور أن ترحل صدیقته السلحفاة، فأخذ يفكر في طريقة مقنعة، لتتراجع عن رحيلها، ثم قال : أرجوك أن تبقي هنا، وسنتعاون في حل المشكلة . طار العصفور، وعاد بعد ساعة يحمل في منقاره مجموعة من الأوراق البيضاء الكبيرة، فوضعها داخل بيت السلحفاة، ثم سألها : هل لديك فرشة وألوان ؟
أحضرت السلحفاة الفرشة وألواناً حمراء وصفراء وخضراء، وأعطتها للعصفور، غمس العصفور الفرشة في اللون الأحمر، وكتب على ورقة بيضاء بخط كبير: حافظوا على نظافة الحديقة، ثم كتب باللون الأصفر على ورقة ثانية : البيئة دليل على حسن الأخلاق ، أسرعت السلحفاة وكتبت باللون الأخضر على ورقة ثالثة : النظافة من الإيمان، وبعد ذلك حمل العصفور تلك الأوراق بمنقاره ، وعلقها على شجرة البلوط ...وعندما حضر الاطفال في عطلة نهاية الاسبوع أخذوا ينظرون إلى الاوراق المعلقة وهم يضحكون ، مد أحدهم يده فتناول إحدى الأوراق المعلقة بعنف ، ثم جعلها كالكرة، والقاها على صديقه، فقلده سائر الأطفال، وأخذوا يقذفون تلك الأوراق المكورة على بعضهم، ثم تركوها على الأرض، وذهبوا يلعبون بالكرة .
تناول الاطفال غداءهم ثم ذهبوا، دون ان ينظفوا مكان غدائهم ، فاصبحت الحديقة متسخة جدا، خرجت السلحفاة من بيتها ، فلما رات ذالك المنظر هزت رأسها وقالت : لا فائدة، لن أبقى هنا ، لابد من الرحيل، ثم اغلقت باب بيتها ، وسارت ببطء خارج الحديقة ، متوجهة الى بيت اختها في حديثة السرو...عاد الأطفال بعد أسبوع إلى الحديقة، فوجدوها غير نظيفة .تساءل أحد الأطفال : عجباً، لماذا لم نجد الحديقة نظيفة مثل كل مرة ؟ وقال اخر : يمكن أن یکون الذي ينظفها قد مات أو. . . وقبل أن يكمل جملته قال طفل ثالث: لاتهتموا بذلك ،هيا نلعب بالكرة
لعب الاطفال طويلا،فاحسوا بالتعب والجوع . جلسوا تحت شجرة البلوط، فـــتناولوا غداءهم، وتر کوا الأوراق والاكياس والقشور على الارض ، كما كانوا يفعلون في كل مرة ، وعادوا الى بيوتهم .وعندما عاد الاطفال الى الحديقة بعد اسبوع ، لم يجدوا اي مكان نظيف يجلسون فيه لتناول طعام الغداء . صاح أحد الأطفال بصوت عال :هذا المكان متسخ جدا ، ولن أتناول طعامي فيه، فأيده في ذلك طفل ثان قائلاً : لا يمكن أن نتغدى في مكان غير نظيف ، لان ذالك يضر بصحتنا ، ولا يليق بنا ان نفعل ذالك .
وقف أحد الأطفال يخاطب زملاءه، قائلاً : علينا أن نتحمل مسؤولية خطئنا، والأ نستمر في التصرفات غير السليمة هيا ننظف الکان اولاً، ثم نتناول طعامنا ، اقتنع زملاؤه بصحة كلامه، فأخذوا يجمعون الأوراق والقشور، ويضعونها في أكياس كبيرة، حتى أصبحت الحديقة نظيفة تماما ، سر الأطفال بما صنعوا، وقال احدهم : الان ، ما أطيب الطعام في الحديقة النظيفة ! وتعاهدوا على أن يحضروا معهم الأكياس في المرات القادمة ، لتبقى الحديقة نظيفة جميلة على الدوام، اشتاقت السلحفاة إلى بيتها، فقالت تحدث نفسها : سأعود إلى بیتي، حتی لو بقیت أنظف الحديقة وحدي ، وسارت نحو بيتها، ولما وصلت قرب شجرة البلوط أثارها ما رأته من نظافة الحديقة ، فاستغربت قائلة : ترى من كان ينظف الحديقة بعدي ؟...كان العصفور الجميل يرقب عودة السلحفاة بشوق كبير، فلما رآها هبط إلى أسفل، وقص عليها الحكاية، فسرت كثيراً وقالت : لقد أصبحوا أطفالا طيبين، ولن أترك بيتي بعد اليوم، فما أجمل العيش في المكان النظيف !.
حمودة و الببغاء الحبيسة
كان عند حمودة ببغاء جميلة، ذات ألوان زاهية. يضعها في قفص ذهبي صغير، ويضع أمامها البندق كي تأكل.ولكن الببغاء لاتريد شيئا انها حزينة ...تضايق حمودة لحزن الببغاء وقال لها: لا تحزني يا صديقتي، سآخذك معي في نزهة إلى الغابة، حمل حَمُودَة القفص، ومشى إلى الغابة حتى وصل إلى شجرة البلوط الكبيرة ، التقط حمودة حبات البلوط المتساقطة على الأرض، ووضعها في قفص الببغاء.
ظلت الببغاء حزينة، ولم تأكل. فقال حمودة الا تُحبين البلوط يا ببغائي الجميلة؟ أم أنك تحبين الجوز أكثر؟ بقيت الببغاء صامتة، ولم تتكلم...حسناً. قال حمودة. ابقي أنت هنا، وسأذهب أنا أبحث لك عن الجوز في كل مكان حتى أجده، انطلق حمودة يبحث عن شجرة الجوز حتى وجدها، فانحنى يلتقط حبات الجوز عن الأرض...وفجأة! تحلق حول حمودة عدد كبير من الغربان السوداء... أحس حمودة بالخوف ، و اراد الهروب ، ولکن أحد الغربان العملاقة أمسك به، وطار بعيداً مع بقية الغربان .
ملاً حمودة الجو صراخاً وهو يصيح : من أنتم؟ ماذا تريدون مني؟ أتركوني، أين أنت يا أمي؟ أين أنت يا ابي؟… انقذوني ... انقذوني...لم تهتم الغربان بصراخه، وظلت تطير إلى أن هبطت في مكان فسيح، تحيط به أشجار عملاقة...وضع الغراب حمودة في فقص كبير مصنوع من سيقان أشجار ضخمة، وحمودة المسکین بین خائف و مذهول مما جری له...وكان يحيط بالقفص جمع كبير من الطيور وامامهم منصة يقف عليها نسرقوي وبجانبه مساعداه : البلبل والبومة ...قال البلبل : اليوم محاكمة المدعو حمودة بتهمة حبس الببغاء ثم اشار الى حمودة قائلا : هذا هو المتهم يا سيدي القاضي.
قال القاضي لحمودة: حكمت عليك بالسجن في هذا القفص بعدد الأيام التي حبست فيها الببغاء...ثم صمت قليلاً وقال: رفعت الجلسة. أخذ الجميع يصفقون ويهتفون : يحيا العدل، يحيا العدل... أخذ حمودة المحبوس في القفص يبكي ويقول: أريد أن أذهب إلى البيت، أريد أمي، أريد أبي، أريد أصدقائي...وبينما هو كذلك ظهرت الببغاء الجميلة وقالت: وأنا أيضاً لي أم وأب وأصدقاء يا حمودة، و لقد اشتقت لهم کثیراً، ولكنك كنت تحبسني عنهم...صمتت الببغاء قليلاً، ثم قالت: لا تقلق يا حمودة، سأطلق سراحك الآن. فتحت الببغاء باب القفص، فخرج حمودة ، وهو يشكر صديقته على عملها النبيل. ثم ودعها وانطلق عائداً إلى البيت.
وبعد أن سار حمودة قليلاً نظر إلى الوراء، فرأى عدداً كبيراً من الطيور تركض خلفه، وهي تنادي : اقبضوا علی حمودة. خاف حمودة أن يوضع في القفص مرة أخرى، فاخذ یركض باقصی سرعته ...وبينما كان حمودة يركض تعثر بحجر كان امامه فوقع على الأرض..أحاطت الطيور الغاضبة بحمودة تريد الإمساك به، فأخذ يبكي ويصرخ : ابتعدوا عني، اتركوني، أرجوكم، لا أريد أن أعود إلى القفص مرة أخرى.
انتبهت الام إلى صراخ حمودة، فأسرعت إليه قائلة :حمودة.. حمودة، استيقظ، لقد تأخرت عن المدرسة. وبعد أن صحا من نومه قالت له أمه: لقد كنت تصرخ بصوت عال يا حمودة، لابد أنه كان حلماً مزعجاً...قفز حمودة من سريره، وانطلق إلى قفص الببغاء، وفتح الباب، وحررها قائلاً: شكراً لك يا صديقتي على ما فعلته من أجلي، طيري... لقد عرفت الآن حقاً أن الحرية هي أجمل شيء في الحياة.
كل شجرة بثلاث
كانت احدى القرى الصغيرة تقع على قمة جبل عال تحيط بها الاشجار الكثيفة. وكان يسقط المطر غزيرا فتزاد الاشجار خضرة وتمتلئ الابار والعيون بالمياه..وكان أهل تلك القرية، يقطعون الأشجار، ويحملونها إلى قريتهم، ويقطعون جذوعها إلى قطع كبيرة من الخشب.وكان أهل القرية يربحون مالاً كثيراً من بيع الأخشاب إلى النجارين في المدينة، الذين كانوا يصنعون منها اثاثا جميلا كالاسرة والمقاعد، وبعد بضع سنوات بدأت الأشجار تتناقص فى تلك الغابات تناقصاً كبيراً، وصار اللون الأخضر الذي كان يحيط بالقرية يختفي شيئا فشيئا... لاحظ سكان القرية ان المطر صار قليلا في منطقتهم فجفت الابار والعيون، ولم تعد الاعشاب كافية لرعي الاغنام وغيرها من الحيوانات .
اجتمع أهل القرية لدراسة ذلك الأمر الخطير، و قرروا ان یهجروا ذاك المکان، لیبحثوا عین مکان جدید، یتوافر فیه الماء الغزیر، الی جانب الأشجار الخضراء الكثيرة، وبينما کان اهل القرية يستعدون للرحيل ، مر بهم رجل عجوز فسألهم : لماذا قررتم الرحيل عن هذا المكان؟ تقدم أحد رجال القرية من العجوز وقال له: يا عم، لم يبق في هذا المكان ماء يكفي، ولا أشجار نقطعها، و نبیع أخشابها، فلم نعد نستطيع العيش في هذا المكان.
قال العجوز: اذا رحلتم الی مکان آخر، هل ستكفون عن قطع الأشجار فيه ؟ لن يحل الرحيل مشكلتكم...قال احد رجال القرية : ولكن ماذا نفعل؟ ابتسم العجوز قليلاً ثم قال : ألا تعلمون أن الأشجار تجلب المطر؟ وحين قطعتم الأشجار قلت المياه وجفت العيون.. طلب سكان القرية من الشيخ ان يجد لهم حلا لمشكلتهم فقال: الحل عندي ان تزرعوا بدل كل شجرة تقطعونها ثلاث شجرات وبذلك تزداد الاشجار ويكثر الماء.