المشي
يُعدّ المشي من التمارين السهلة، والتي لا تمثّل أيّ خطورة على جسم الإنسان، فعلى عكس التمارين الرياضيّة الأخرى، لا يتطلّب المشي أية أدوات أو معدّات للقيام به، كما أنّ المشي يعتبر من الطرق الممتازة والعمليّة لتعزيز صحّة الإنسان، وتجدر الإشارة إلى أنّ جمعية القلب الأمريكية (بالإنجليزية: American heart association) تنصح بممارسة التمارين الرياضية معتدلة الشدة لمدة تقارب 150 دقيقة أسبوعياً، أو ممارسة التمارين القاسية لمدة 75 دقيقة أسبوعياً، ويعتبر المشي رياضة مثالية للأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن، أو الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 سنة، أو الذين لم يمارسوا أيّ نوع من التمارين لمدّة طويلة:
أفضل وقت للمشي
تُظهر العديد من الدراسات أنّ وقت الصباح هو أفضل وقت للمشي، ويمكن أن يكون ذلك لعدة أسباب، ونذكر منها:
يُلاحَظ أنّ الأشخاص الذين يمارسون التمارين الرياضية في الصباح، يميلون للالتزام بها أكثر من أولئك الذين يمارسونها في أوقات المساء، وذلك لأنّ الإنسان سيشعر بالتّعب خلال المساء إذا كان يمرّ بيوم شاقّ، وقد يمنعه ذلك عن ممارسة التمارين الرياضيّة، كما تشير إحدى الدراسات إلى أنّ ممارسة الرياضة في وقت المساء قد ترفع من معدّل نبضات القلب، وحرارة الجسم، مما قد يسبب مشاكل في النوم.
تعزّز التمارين الرياضيّة في الصباح من الثقة بالنفس، وتزيد من إفراز هرمون الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphin) مما يعطي شعوراً جيّداً بالإنجاز.
يُعتقد أنّ ممارسة رياضة المشي خلال الصباح تزيد من حرق الدهون في الجسم، وذلك لأنّ مستويات السكر في الجسم خلال الصباح تكون منخفضة، ونتيجة لذلك يستعمل الجسم مخزونه من الدّهون لإنتاج الطاقة، ولكن يجب التنبيه إلى أنّ ممارسة التمارين الرياضيّة الشديدة في الصباح على معدة فارغة غالباً ما يكون ضارّاً، ويؤدي لخسارة كتلة الجسم العضليّة عوضاً عن خسارة الدهون، ولتفادي ذلك يُنصح بتناول فطور غنيّ بالبروتينات قبل ممارسة التمارين الرياضيّة.
يساعد إنهاء التمارين الرياضية في الصباح الباكر على توفير الوقت خلال المساء، للاسترخاء وممارسة أي أنشطة أخرى يستمتع بها الشخص.
يُلاحظ أن مستويات بعض الهرمونات التي تزيد من سرعة حرق الدهون كالكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol) تكون في أعلى مستوياتها خلال الصباح.
أشارت الدراسات إلى أنّ ممارسة الرياضة في الصباح ترتبط بزيادة النشاط البدنيّ خلال باقي اليوم.
لوحظ أنّ ممارسة التمارين الرياضيّة خلال الصباح يزيد من سرعة الأيض (بالإنجليزية: Metabolism)، مما يؤدي إلى استمرار حرق السعرات الحراريّة خلال اليوم.
فوائد رياضة المشي
لرياضة المشي فوائد صحية جمّة، ونذكر بعضاً منها فيما يأتي:
الوقاية من الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني (بالإنجليزية: Type 2 diabetes): يمكن للمشي مدة 150 دقيقة في الأسبوع، وخسارة 7% من وزن الجسم، أي ما يقارب 5-7 كيلوغرامات، أن يقلّل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 58%.
تقوية عضلة القلب: أظهرت إحدى الدراسات أنّ المشي مسافة 3 كيلومترات في اليوم تقريباً يساعد على تقليل معدّل الوفيات بين الرجال المتقاعدين، كما وجدت دراسة أخرى أنّ النساء اللواتي مشين 3 ساعات أو أكثر أسبوعياً، قلت إصابتهنّ بالنّوبات القلبيّة (بالإنجليزية: Heart attacks) بنسبة 35%، مقارنة بالنساء اللواتي لم يمارسن رياضة المشي.
تعزيز صحة الدماغ: أظهرت إحدى الدراسات أنّ المشي لمدة ساعة ونصف في الأسبوع على الأقل، يساعد على تحسين وظائف الدماغ (بالإنجليزية: Cognitive abilities)، وتقليل مستويات الانخفاض في الإدراك لدى النساء.
صحة العظام: لوحظ أنّ المشي مسافة كيلومتر ونصف يومياً يرتبط بارتفاع كثافة العظام لدى النساء اللواتي تجاوزن سنّ اليأس (بالإنجليزية: Postmenopausal)، مقارنة بالنساء اللواتي يمشين مسافات أقصر، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ رياضة المشي تبطئ من معدل خسارة عظام الساقين.
تخفيف أعراض الاكتئاب: قد يساعد المشي لمدة 30 دقيقة، لثلاث إلى خمس مرات أسبوعياً وعلى مدى 12 أسبوعاً على التقليل من أعراض الاكتئاب بنسبة 47%.
الوقاية من السرطان: يلاحظ أنّ النساء اللواتي يمارسن رياضة المشي السريع لمدّة تتراوح بين ساعة وربع، إلى ساعتين ونصف في الأسبوع، تقل لديهنّ فرص الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 18%، مقارنة بالنساء اللواتي لا يمارسن الرياضة، كما تُظهر العديد من الدّراسات أنّ ممارسة التمارين الرياضية تساعد على الوقاية من سرطان القولون، وتحسين نوعيّة حياة المصابين به، وتقليل معدلات الوفيات.
تعزيز اللياقة: يساعد المشي لمدة نصف ساعة، ثلاث مرات في الأسبوع على زيادة اللياقة القلبيّة التنفسيّة (بالإنجليزية: Cardiorespiratory fitness).
الوقاية من الإعاقات الجسدية: يعزّز المشي من الأداء البدنيّ للجسم، ولياقته، ممّا يقلّل من خطر الإصابة بالإعاقات الجسدية عند التقدّم في العمر.
تخفيض مستويات الكولسترول: يمكن للنشاط البدنيّ المنتظم، كالمشي السريع لمدة 30 دقيقة يومياً، أن يقلّل من مستويات الكولسترول الضارّ (بالإنجليزية: LDL cholesterol)، ويرفع من مستويات الكولسترول الجيّد (بالإنجليزية: HDL cholesterol).
نصائح لزيادة المشي خلال اليوم
تجدر الإشارة إلى ضرورة ممارسة التمارين الرياضية، وخصوصاً المشي كجزء من نمط حياة صحيّ، وإن كان من الصعب الاستمرار في المشي مدة 30 دقيقة مرة واحدة، يمكن أن يُجزّأ الوقت لعشر دقائق ثلاث مرات في اليوم، وزيادتها بالتدريج لتصبح 30 دقيقة في المرة الواحدة، ويُعتبر اتخاذ المشي كنمط حياة من أهمّ الطرق الي تستخدم لخسارة الوزن، والحفاظ عليه، ونذكر تالياً بعض النصائح لزيادة المشي خلال اليوم:
الصعود على الدرج عوضاً عن ركوب المصعد.
النزول من وسيلة النقل العامة، في مكان أبعد من البيت أو العمل، والوصول إليه مشياً.
المشي للوصول للبقالة، عوضاً عن الركوب في السيارة.