الاستعداد لتعلّم اللغة موجوداً عند الأطفال منذ الولادة بفضل الله ، ولكن يحتاج هذا التعلم الى وقت،حيث يتعلمون لغة آبائهم أو اللغة التي يتمّ التحدث بها من حولهم، وتختلف قدرة وسرعة التعلّم من طفل إلى آخر، وعادةً يحتاج الأطفال ما يقارب خمس سنوات لاستخدام اللغة بسهولة، وقد يعاني بعض الأطفال من مشاكل مختلفة متعلّقة بالنطق والاستخدام الصحيح للغة،
_ يوجد اختلاف بين مفهوم النطق، واللغة، حيثُ يُعرّف النطق (بالإنجليزية: Speech) بأنه التعبير اللفظيّ للغة وطريقة تشكيل الأصوات والكلمات، أمّا اللغة (بالإنجليزية: Language) فتُعرّف بأنّها النظام المتكامل للتواصل والحصول على المعلومات واكتسابها، وطريقة فهم الأخرين، من خلال التواصل بطريقة مكتوبة، وشفهيّة، وغير شفهيّة.
التأخر النطقي واللغوي
يُطلق التأخر النطقيّ واللغويّ (بالإنجليزية: Speech and language delay)
على الطفل في حال عدم تطور النطق أو اللغة لديه، بحسب المعدّل المتوقّع أو الطبيعيّ،
_ ويُعدّ التأخر النطقيّ واللغويّ من مشاكل النمو الشائعة حيثُ تصل نسبته في المرحلة
التي تسبق دخول الأطفال المدرسة حوالي 10%،
_وكباقي المهارات والصفات التي يكتسبها الأطفال تختلف قدرة وسرعة الأطفال على تطوير
اللغة والنطق كما ذكرنا سابقاً،
_حيثُ يتمكّن معظم الأطفال من نطق كلمة بابا أو ماما خلال السنة الأولى من عُمُرهم، وخلال ما يقارب السنة والنصف يتمكّن معظم الأطفال من نطق ما يقارب 20 كلمة مختلفة، وعلى الرغم أنّ مشكلتي التأخر النطقيّ، والتأخر اللغويّ تُعتبران مشكلتين منفصلتين إلّا أنّهما غالباً ما تتداخلان مع بعضهما البعض، حيثُ إنّ الأطفال الذين يعانون من التأخر النطقيّ يستطيعون استخدام بعض الكلمات والجُمل المختلفة للتعبير عن أفكارهم، ولكن غالباً ما تكون هذه الكلمات والجُمل غير مفهومة، أمّا بالنسة للأطفال الذين يعانون من التأخر اللغويّ فبإمكانهم نطق الكلمات بطريقة صحيحة ولكن لا يمكنهم استخدام أكثر من كلمتين في نفس الجملة.
أعراض التأخر النطقي واللغوي
يصعب على الأهل معرفة إصابة طفلهم بالتأخر النطقيّ أو اللغويّ في بعض الحالات ، وتجدر مراجعة الطبيب في حال الشعور بعدم قدرة الطفل على السمع، أو عدم قدرته على الكلام، حيث إنّ هناك عدد من الأعراض المختلفة التي قد تدلّ على الإصابة بالتأخر النطقيّ أو اللغويّ، وتجدر مراجعة الطبيب
في حال ملاحظة هذه الأعراض على الطفل،
وفي ما يأتي بيان الأعراض الشائعة:
أسباب التأخر النطقي واللغوي
- عدم قدرة الطفل على لفظ بعض الكلمات البسيطة، مثل كلمة ماما مع بلوغه عُمُر السنة أو الخمسة عشر شهراً.
- عدم قدرة الطفل على استخدام بعض الإيماءات مع بلوغه السنة من العُمُر، مثل التأشير على شيء معيّن، والتلويح بيده.
- تفضيل الطفل استخدام الإيماءات بدل استخدام الكلمات أثناء التواصل مع الأخرين مع بلوغه سنّ 18 شهراً.
- عدم قدرة الطفل على فهم بعض الكلمات، مثل كلمة لا أو توقف مع بلوغه سنّ 18 شهراً.
- عدم قدرة الطفل على التواصل باستخدام اللغة لطلب أكثر من احتياجاته الضروريّة أو الفورية، وملاحظة استخدامه كلمات محدّدة بشكلٍ متكرّر، وعدم قدرته على فهم بعض تعليمات الأهل، وعدم قدرته على نطق الكلمات بشكلٍ عفويّ، و تقليد الأخرين فقط في الكلام أو التصرفات، وامتلاك الطفل لصوت غريب أو خشن مع بلوغه عُمُر السنتين.
- صعوبة فهم الطفل بناءً على درجة الفهم المتوقّعة لكل عُمُر، حيثُ يُتوقّع فهْم نصف حديث الطفل بعُمُر السنتين، وثلاث أرباع حديثه بعُمُر الثلاثة سنوات، بينما يُتوقّع فهم كامل حديث الطفل مع بلوغه الأربعة سنواتٍ، حتى من قِبَل الأشخاص الذين لا يعرفونه.
- عدم مقدرة الطفل على استخدام الجمل القصيرة مع بلوغه سنّ الثلاثة.
- عدم مقدرة الطفل على إخبار قصة قصيرة مع بلوغه سنّ الرابعة أو الخامسة.
هناك العديد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدي إلى حدوث التأخر النطقيّ واللغويّ عند الأطفال،
نذكر منها ما يأتي:
- مشاكل السمع: يؤدي فقدان السمع، أو إصابة الطفل بأحد مشاكل السمع الأخرى، إلى صعوبة تعلّم اللغة، وعدم القدرة على التقليد، والفهم، وتقديم التفسيرات للآخرين، لذلك يجب مراجعة طبيب مختص بمشاكل السمع عند الشك بوجود مشكلة في نطق الطفل.
- عدوى الأذن: قد تؤدي إصابة الطفل بعدوى الأذن (بالإنجليزية: Ear infection) خاصة المزمن منها، إلى التأثير في قدرة الطفل على السمع، ويمكن القول بأنّ قدرة الطفل على السمع بأذن واحدة بوضوح تكفي لتعلمه اللغة والقدرة على النطق، وتجدر الإشارة إلى أنّ الإصابة السابقة بعدوى الأذن البسيط والذي تم علاجه، لا تؤثر في قدرة الطفل على النطق.
- المشاكل الفمويّة: قد يحدث تأخر في نطق الطفل نتيجة وجود بعض المشاكل الخَلقيّة في الفم، والتي تؤثر في اللسان والحنك، مثل قصر اللجام تحت اللسان وهو الجزء الذي يربط اللسان بالفم، حيثُ يؤدي قصر اللجام إلى الحدّ من حركة اللسان داخل الفم والقدرة على التحدّث، كما يمكن أن يحدث التأخر النطقيّ نتيجة وجود مشكلة في حركة الفم والناتجة عن وجود مشكلة في مناطق الدماغ المسؤولة عن الكلام، حيثُ يصعب على الطفل الموازنة بين حركة اللسان، والشفتين، والفكين، لإنتاج الكلام، وقد تكون هذه الحالة مصحوبة ببعض المشاكل الأخرى، مثل صعوبة تغذية الطفل وإطعامه.
- الأسباب الأخرى: يوجد عدد من الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى إصابة الطفل بالتأخر النطقيّ واللغويّ ومنها ما يأتي:
التوقيع لا يظهر للزوار ..
التوقيع لا يظهر للزوار ..
جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع