وفقًا لحسابات عصر النهضة، فإن حفريات الأسنان المثلثية الضخمة التي وُجِدت غالبًا مُضمنة في التكوينات الصخرية، كان يُعتقَد أنها ألسِنة متحجرة، أو أسنان قروش أو تنانين أو ثعابين. وقد تم تصحيح هذا التفسير في عام 1867 من قِبل الخبير الطبيعي الدنماركي نيكولاس ستينو، الذي تعرَّف عليها كأسنان لقروش، وأصدر تصويرًا شهيرًا لرأس قرش يحمل هكذا أسنان. ووصف النتائج التي توصل إليها في كتاب "رأس القرش المُشَرَّح"، والذي احتوى أيضًا على توضيح لسِن الميجالودون.
أعطى الخبير الطبيعي السويسري لويس أجاسيز الاسم العلمي الأولي (Carcharodon megalodon) "كاركارودون ميجالودون" في عمله (Recherches sur les poissons fossiles) (بالفرنسية: البحث عن الأسماك الأحفورية) سنة 1843، بناءً على بقايا الأسنان.الإحاثي الإنجليزي إدوارد تشارلزوورث في ورقته سنة 1837؛ استخدَم الاسم (Carcharias megalodon) "كاركاريَز ميجالودون" بينما استشهد بأجاسيز باعتباره المؤلف، مشيرًا إلى أن أجاسيز وصف الأنواع قبل سنة 1843. وأدرج الإحاثي الإنجليزي تشارلز ديڤيز شيربورن في سنة 1928 مجموعة من المقالات التي كتبها أجاسيز كأول وصف علمي للقرش. الاسم المحدَّد للميجالودون يُترجَم إلى "سِن كبير"، من الإغريقية (μέγας) "ميجاس" وتعني "كبير، جبار"، و(οδόντος) "أودونتوس" وتعني "سِن". أسنان الميجالودون شكلها مماثل لأسنان القرش الأبيض الكبير، وعلى أساس هذه الملاحظة قام أجاسيز بتعيين الميجالودون إلى جنس الكاركارودون. وعلى الرغم من أن "الميجالودون" هو اسم غير رسمي للقرش، إلا أنه غالبًا ما يُطلَق عليه أيضًا بشكل غير رسمي "القرش الأبيض العملاق"، و"القرش ضخم السِن"، و"القرش كبير السِن"، أو "الميج"
وكان هناك وصف واحد واضح للقرش في سنة 1881 يصنفه على أنه (Selache manzonii).
التطور
العلاقة بين الميجالودون والقروش الأخرى، من بينها القرش الأبيض الكبير "كاركارودون كاركاريَس" (Carcharodon carcharias)
في حين أن أقدم بقايا الميجالودون تم الإبلاغ عن أنها تعود لفترة الأوليجوسين المتأخر قبل حوالي 20 مليون سنة، فلا تزال الأرقام المتنافسة موجودة عندما تطور، مثل 16 مليون سنة مضت و23 مليون سنة مضت.ويُعتقد أن الميجالودون قد انقرض قرب نهاية فترة الپليوسين، ربما منذ حوالي 2.6 مليون سنة، وقد تم الإبلاغ عن أسنان للميجالودون في العصر الحديث الأقرب (الپليستوسين) عمرها أقل من 2.6 مليون سنة، لكنها اعتُبرت ادعاءات غير موثوقة.
يُعتبر الميجالودون الآن عضوًا في فصيلة الأوتودونتيات وجنس الكاركاروكليز، على عكس تصنيفه السابق في فصيلة اللمنيات وجنس الكاركارودون.تصنيف الميجالودون في الكاركارودون كان يرجع إلى تشابه أسنانه مع القرش الأبيض الكبير، ولكن معظم الكُتّاب يعتقدون حاليًا أن هذا يرجع إلى التطور التقاربي. في هذا النموذج، القرش الأبيض الكبير يرتبط بصلة قرابة وثيقة بالـ(Isurus hastalis) "إصور هاستاليز" أكثر من الميجالودون، كما يظهر من خلال تماثل الأسنان مع هذين القرشين؛ أسنان الميجالودون لديها شرشرات أفضل بكثير من أسنان القرش الأبيض الكبير والذي يرتبط بصلة قرابة وثيقة بقرش الخدال مع وجود سلف مشترك منذ حوالي 4 مليون سنة.ويجادل مؤيدو النموذج السابق، بحيث أن الميجالودون والقرش الأبيض الكبير يرتبطان ببعضهما أكثر، بأن الاختلافات بين أسنانهما هي دقيقة ومبهَمة
سِن ميجالودون مع اثنين من أسنان القرش الأبيض الكبير.
يحتوي جنس الكاركاروكليز حاليًا على أربع أنواع: (C. auriculatus) "كـ. أوريكيولاتس"، و(C. angustidens) "كـ. أنجستيدنس"، و(C. chubutensis) "كـ. تشبتنسيس"، و(C. megalodon) "كـ ميجالودون".تم اقتراح الجنس من قِبل دي إس چوردان وإتش هانيبال في سنة 1923 لتضمين الـ(C. auriculatus). وفي العقد 1980 تم تعيين الميجالودون إلى الكاركاروكليز.وقبل ذلك في العقد 1960، تم نصب الجنس (Palaeocarcharodon) "پيليوكاركارودون" من قِبل عالِم الأسماك الفرنسي إدجار كيزير، والذي تضمن هذه القروش الأربعة والتي اُعتُبرت منفصلة عن القرش الأبيض الكبير، وهو الآن يُعتبر مرادفًا صغيرًا من الكاركاروكليز.قد تم نصب الـ(Palaeocarcharodon) إلى جانب الـ(Procarcharodon) "پروكاركارودون" لتمثيل بداية النَسَب، وفي النموذج حيث الميجالودون والقرش الأبيض الكبير ذوا صلة قرابة وثيقة، آخر سلف مشترَك لهما. ويُعتقَد أنها نهاية تطورية مسدودة وغير مرتبطة بقروش الكاركاروكليز من قِبل الكُتّاب الذين يرفضون هذا النموذج.
وقد اقترح كيزير أيضًا نموذجًا آخر لتطور هذا الجنس في سنة 1960، وهو أن السلف المباشر للكاركاروكليز هو القرش (Otodus) "أوتودس" الذي عاش في الفترة من 60 إلى 13 مليون سنة مضت خلال الپاليوسين والميوسين. في هذا النموذج تطور الـ(O. obliquus) إلى (O. aksuaticus) والذي تطور إلى الـ(C. auriculatus) ثم إلى الـ(C. angustidens) ثم إلى الـ(C. chubutensis) ثم تطور أخيرًا إلى الـ(C. megalodon). يتميز هذا النَسَب بزيادة الشرشرات واتساع قمة الجمجمة وتطور أكثر للشكل المثلثي واختفاء الشرفات الجانبية. الجنس (Otodus) مشتق في النهاية من الـ(Cretolamna) وهو قرش من العصر الطباشيري.
10 حقائق لا تعرفها عن قرش الميجالودون
قبل فترة طويلة جدا من وجود القرش الأبيض الكبير , أي قبل آلاف السنين , كان هناك سمكة قرش عملاقة تجوب البحار والمحيطات , وقد كانت على قمة السلسلة الغذائية , فلم يكن يوقفها شيء , فقد كانت تلتهم أي شكل من أشكال الحياة المائية في طريقها , كان هذا القرش الضخم المفترس يسمى قرش ( الميجالودون ) , وهو نوع منقرض من القروش إنقرض من حوالي 28 إلى 1.5 مليون سنة مضت , وهو القرش الذي طالما فتن العلماء وألهم العدد من كتاب الخيال العلمي والأساطير
1- الحيوان المفترس الأقوى , والصياد الأفضل
- ليس سراً , أن أسماك القرش تستخدم إستراتيجيات معقدة كي تقوم بإصطياد فرائسها الكبيرة , ولكن تشير الأحفوريات إلى أن سمك قرش الميجالدون , كان يستخدم أساليب وإستراتيجيات للصيد أكثر فاعلية من تلك التي يستخدمها القرش الأبيض الكبير في صيد الفرائس الكبيرة.
- كما أشارت عينة طولها 9 متر (30 قدم) لحوت من فترة تعود إلى ما قبل التاريخ , أن قرش الميغالودون الذي هاجمه ركز في المقام الأول على أكتاف الحوت , ثم الزعانف , والقفص الصدري , والعمود الفقاري العلوي, مما أدى إلى سحق كل الأعضاء الحيوية داخل القفص الصدري , وهذه الأجزاء , غالباً ما يتجنبها القرش الأبيض عند مهاجمته لحوت .
كما تشير الدلائل أنه في خلال العصر الحديث , كانت أسماك قرش الميغالودون , تقوم بشل حركة الحيتان , عن طريق مهاجمة زعانفها أولا قبل أن تقتلها وتتغذى عليها.
2- حفريات اسنان قرش الميغالودون كان يعتقد أنها السنة متحجرة تعود لتنانيين
- وفقاً للحسابات التي تعود إلى عصر النهضة , فإن الأسنان المثلثة الشكل الضخمة التي تعود إلى قرش الميغالودون , كان يتم العثور عليها مدفونة في الجبال الصخرية , وتم الإعتقاد في باديء الامر ان هذه الاسنان عبارة عن ألسنة متحجرة للتنانيين والثعابين الضخمة , حتى عام 1667 , عندما تم التعرف عليها من قبل عالم الطبيعة الدنماركي نيكولاس ستينو , الذي اعلن أن هذه الحفريات هي في الواقع الأسنان المثلثة لقرش الميغالودون المنقرض العملاق.
3- أقدم أحفورة لقرش الميغالودون تعود إلى 28 مليون سنة .
- يقال ان أٌقدم أحفورة لقرش اليمغالودون تعود إلى 28 مليون سنة مضت , وعموماً فإن أصل الميغالودون يعود إلى الفترة الوسطى من عصر الميوسين , والذي كان من حوالي 15900000 , ويعتقد أن الميغالودون إنقرضت منذ 2.6 مليون سنة، في نهاية العصر الحديث.
4- اسنان أسماك قرش الميغالودون , هي أكبر حجماً من أسنان أي قرش معروف
- اسنان قرش الميغالودون هي الاحفورة الأكثر شيوعاً , حيث تم العثور على احفوريات لأسنان تصل لطول 180 ملم , وتكون عادة مثلثة الشكل وقوية وكبيرة, ولديها رقبة على شكل حرف U , وتم العثور على الآلاف منها في الجزر في جميع أنحاء العالم , وكذلك في المياه العميقة بعيداً عن الأرض , كما هو الحال في خندق مارينا في المحيط الهادي .
5- الميغالودون إفترست أي شيء يتحرك تحت سطح البحر بما في ذلك امثالها من القروش
- ادلة من الحفريات تبين ان أسماك قرش الميغالودون قد تغذت على الدلافين , والحيتان الصغيرة , والحيتان الكبيرة , والفقمات , والسلاحف البحرية العملاقة , كما ان عظام الحيتان تظهر وجود آثار أسنان الميغالودون محدثة شقوق عميقة , مما يوضح أن هذه الحيوانات البحرية كان هي الهدف الرئيسي لقرش الميغالودون.
- تبين الأدلة الأحفورية ايضاً أن ظهور الميغالودون , تسبب في تنوع هائل للحيتان وأسماك القرش الأخرى , حيث بدات أسماك القرش والحيتات تتصرف بطريقة مختلفة , وإتبعت سبل إستراتيجية للدفاع عن نفسها , وأصبحت اكثر شراسة , كما كبر بعضها في الحجم , وأيضاً تجنبت العديد من اسماك القرش تجنب المناطق التي تعيش فيها أسماك قرش الميغالودون .
6- حجم صغار قرش الميغالودون
- صغار قرش الميغالدون تولد بطول من 2-4 متراً , وقد يدل على ذلك حجم الأسنان التي تم العثور عليها بين الحفريات , وكانت تتغذى الصغارعلى السلاحف البحرية وابقار البحر والأسماك والحيتان الصغيرة , كما ان الميغالودون احياناً كان يهاجم فرائس أكبر منه حجماً , وتم العثور على علامات أسنان أسماك قرش الميغالودون الصغيرة على أضلاع الحيتان الزرقاء والحدباء.
7- ظهرت 3 نظريات لتفسير إنقراض الميغالودون
النظرية الأولى
- يعتقد أن تبريد المحيطات , وتجمدها بعد ذلك في العصور الجليدية أدى إلأى انقراض الميغالودون , خاصة وإنها لا تستطيع العيش إلا في المياه الدافئة , بالإضافة إلى إنتقال الحيتان إلى المياه القطبية هرباً من الميغالودون , أدى ذلك إلى وجود صعوبة في حصول الميجالودون على الطعام ولاسيما أن الحيتان كانت المصدر الرئيسي لغذائها , مما أدى إى إنقراضها.
النظرية الثانية
- إنخفاض معدل الغذاء بحول نهاية عصر الميوسين , ادى إلى إنقراض انواع عديدة من الحيوانات المائية التي كانت تتغذى عليها الميغالودون , وكذلك انخفاض أعداد الحيتان وهجرة معظم ما بقى على قيد الحياه إلى المناطق القطبية.
النظرية الثالثة
- النظرية الاخيرة , وهي الأقل شيوعاً , تقترح أن ظهور الحيتان القاتلة ساهم في زوال وإنقراض الميغالودون , وتظهر السجلات الحفرية ان الحيتان القاتلة كانت تستطيع التكيف مع إنخفاض درجات الحرارة على عكس أسماك قرش الميغالودون.
8- حفريات الميغالودون وجدت في جميع أنحاء العالم تقريباً
- على الأرجح كان الميغالودون مهيمناً على جميع المجتمعات البحرية في العالم , حيث تشير البقايا المتحجرة إلى أن الميغالودون قد جابت العديد من المناطق حول العالم , وحيث أنه كان على قمة السلسلة الغذائية البحرية , فقد يعتبر أنه عاش في جميع بحارالعالم بدون حدود , على الرغم من أن الميغالودون كان يفضل الأماكن التي تتواجد فيها الحيتان بكثرة .
النتائج الأحفورية تفيد بإن الميغالودون كان له توزيع عالمي , وتم العثور على بقاياه في أوروبا وأفريقيا , وأمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية , وكذلك بورتوريكو وكوبا وجامايكا وجزر الكناري، أستراليا، نيوزيلندا، اليابان، مالطا، جزر غرينادين، والهند.
9- قوة عضة الميغالودون يمكن ان يسحق سيارة صغيرة
- في عام 2008 , إستخدم فريق بحثي مشترك من الولايات المتحدة وأستراليا محاكاة حاسوبية ,لحساب قوة عضة الميغالودون , والنتائج جاءت مرعبة , حيث إتضح أن قوة العضة تصل إلى حوالي 10.8 و 18.2 طن , أي ما يكفي لسحق جمجمة حوت ما قبل التاريخ , كأكلك لثمرة من العنب , وكذلك قوة العضةكانت كفيلة لسحق عربية صغيرة ..لك أن تتخيل ذلك !
10- هل قرش الميغالودون مازال موجود حقاً؟
- بين الحين والآخر , تظهر العديد من التقارير التي تشير إلى وجود وحوش بحرية يشتبه في أن تكون الميغالودون , لكن العلماء غير مقتنعين بذلك , وقد نشرت العديد من التقارير التي تفيد أن الميغالودون قد إنقرضت ليس من يومين أو ثلاثة ولكن من 3 ملايين سنة , وحتى إذا كانت على قيد الحياه ,فبالتأكيد سوف تقل أعداد القرش الأبيض وكذلك أعداد الحيتان.