يجب عليكي الالتزام بعدة قواعد للعودة للمدارس والنظام، حيث لا بد من كسر فوضى السهر والوقت المفتوح والعشوائي بوضع خطة ممنهجة لوقت الدراسة، تناول الوجبات في أوقاتها، تنظيم وقت النوم في الليل باكراً للاستيقاظ في وقت مبكر صباحاً. تدريب الأطفال على ذلك يكون قبل بداية المدرسة بأسبوعين على الأقل حتى لا يكون الاستيقاظ مشكلة كارثية للأهل ومعضلة تؤثر على حضور الطفل متأخراً عن موعد المدرسة أو أحياناً يتسبب في غيابه الأسبوع الأول إلى أن يتأقلم مع الوضع الجديد.
خطة للعودة للمدرسة
يمكن تحفيز الأطفال على وضع خطة للدراسة وتنظيم الوقت في جو من التنافس الحماسي مع إخوتهم أو أصدقائهم.
تنظيم وتحديد بداية الدراسة اليومية وعدد ساعات المذاكرة، تحديد المراجعة الأسبوعية، وتثبيت المعلومات وتأكيد الفهم والحفظ حتى يصلوا إلى أعلى درجات الإتقان، التمكين والتفوق.
الالتزام بالخطة المتقنة، لأنّ وضع مثل هذه الخطة والالتزام بها سيعود الطفل على أن يعرف كيف يخطط لحياته مستقبلاً، ويكون من صناع النجاح.
نصائح لكل أم وأب
من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الأهل بغير قصد وبطريقة عفوية وينتج عنها رد فعل عكسي، إما بكره المدرسة أو اللامبالاة، أو تحزب الأطفال ضد الأهل لفهمهم الخاطئ بأنهم غير مرغوب بهم في البيت.
التأفف من بداية العام الدراسي للخروج من دائرة الراحة واللامسؤولية في متابعة الأبناء للذهاب للمدرسة وما يتبع ذلك من مسؤوليات، من الاستيقاظ مبكراً، الاستعداد لعودتهم، تهيئة البيت لذلك، الالتزام بنظام الوجبات الغذائية، المتابعة الدقيقة دراسيّاً وتنظيم جميع الجوانب الحياتية لهم بالإفصاح بتعبيرات سلبية، على سبيل المثال: «رجعت المدرسة ورجعنا للهم والتعب والمعاناة» خصوصاً العائلات التي تقضي كل أشهر الإجازة بالسفر والترفيه والمتعة، أو العكس بالنسبة للأسر التي لا يمكنها السفر: «يا ريت ما في إجازة وياريت المدرسة تريحنا منكم طول السنة الإجازة تعلمك الكسل والمدرسة نظام عسكري».
أو الأسر التي تسافر لمدة محدودة يطلق الأمهات والآباء فيها هذه التعابير: «الحمد لله خلصت الإجازة ورجعت المدرسة تريحنا منكم».
أما الأسر المحدودة الدخل، فتكون في حالة غم وضجر من عودة المدارس والتكاليف المادية لشراء لوازم المدرسة، فنجدها تردد: «رجعت المدرسة والله يعين على المصاريف من وين نجيب مصاريف وطلبات المدرسة يلي ما تنتهي».
لذلك لا بد على الأهل استعمال الكلمات والجمل التي تضم عبارات إيجابية لبرمجة العقل الباطن والعقل الواعي في حب المدرسة وتقديس العلم باعتباره مصدر بناء الثروة للفرد وبناء الحضارات لشعوب العالم بأسره.
حتى لا يزعجك طفلك كل يوم في الاستيقاظ مبكراً، وحتى لا يصاب بالقلق، ولا يتّبع حيلاً لعدم الذهاب إلى المدرسة، ويخاف من أصدقائه، عليك اتباع الآتي..
نصائح كي يتقبل ابنك الذهاب إلى المدرسة
ابتعدي عن أساليب الحماية الزائدة لابنك داخل البيت، لأن هذا الأسلوب يخرب شخصية الابن أكثر مما يحميه ويبطئ نموه السليم.
حاولي البقاء معه بعض الوقت داخل المدرسة في أيامه الأولى فيها، ليتمكن من الانخراط والتطبع مع البيئة الجديدة وهو يشعر بوجودك. بهذه الطريقة يبدأ الطفل بالانتباه لأشياء كثيرة قد تجذبه للمدرسة وتثير إعجابه وفضوله ما دام مطمئناً لوجودك معه. ففي غيابك لا سيما في الأيام الأولى قد لا ينتبه لأي شيء بالمدرسة، لأن فراقك له يشغل كل تركيزه.
قبل أن تتركيه في المدرسة، اعطيه شحنات من الحب والحنان تعبيراً باللسان، ضميه إلى صدرك وطمئنيه بالكلام واملئيه بالأمل، واشعريه بالثقة في نفسه وفي قدراته.
عبري أيضاً عن ثقتك بالمدرسة والمدرسات، فهذا الشعور مهم للطفل ليطمئن هو أيضاً ويثق بجوه الجديد.
إذا استمرت مخاوف الطفل من دون أن يحدث أي تغيير إيجابي في سلوكه، فينبغي بدء التأكد والتدقيق في عوامل أخرى، منها المدرسة، المعلمة والأصدقاء من جهة، وعوامل نفسية خاصة بالطفل من جهة أخرى.
قومي بإجراء اختبارات نفسية له للتأكد من عدم وجود ما يمنعه من فراقكِ ويصيبه بالخوف من الأجواء الجديدة. فالطفل عادة فى سن السنة والنصف يخاف من كل إنسان غريب عن الأسرة ويعتبره مصدر إزعاج وخوف، لذلك من الضروري تعويد الطفل على التعامل مع الغرباء والتعامل معهم دون انزعاج، وهذه خطوات تكون عادة في مرحلة ما قبل الروضة.
ساعدي الطفل على إقامة علاقات مع أقران له لإشباع حاجته للانتماء، وهو بهذا يتأقلم اجتماعياً مع بيئات أخرى خارج الأسرة.
لا تستعملي أساليب التهديد والعقاب والتخويف لجعل الطفل يرضخ ويدخل المدرسة بلا بكاء وصراخ، كما من الخطأ اللجوء لأساليب الهدايا والإغراء في هذا السن.
من الطبيعي أن يبكي الطفل لحظة فراق أمه، فليس مطلوباً أن تتجاهلي بكاءه وألا تتفاعلي معه، ولكن من الأهمية بمكان مساعدته تدريجياً على فك التصاقه بك وقبول المدرسة