أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي خطر التهاون في ترك صلاة الجمعة


خطر التهاون في ترك صلاة الجمعة


خطر التهاون في ترك صلاة الجمعة
خطر التهاون في ترك صلاة الجمعة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد:
_فإن التهاون في ترك صلاة الجمعة كبيرة من الكبائر ومن أعظم المنكرات وأشد السيئات وله أثر سيئ على دين المؤمن ويجب على المؤمن أن يتجنب ذلك ويجاهد نفسه في المواظبة على أداء الجمعة وعدم التهاون في تركها مهما كانت الأسباب قال الشافعي: (حضور الجمعة فرض فمن ترك الفرض تهاونا كان قد تعرض شرا إلا أن يعفو الله).
_وصلاة الجمعة عبادة عظيمة قد احتفى الشارع بها ورغب في حضورها ونص عليها في كتابة فقال تعالى: ) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ). وقد خص الله يوم الجمعة بفضائل عظيمة وفوائد حسنة لأنه عيد المسلمين ولا خير في مسلم لا يهتم ولا يفرح بعيده الذي يميزه عن أمم الكفر.
_وقد ورد وعيد شديد في ترك الجمعات مما يبين لنا عظم هذا الذنب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ترك ثلاث جمع تهاونا طبع الله على قلبه). رواه أبوداود. وفي صحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم: (لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين‏). وقال ابن عباس: (من ترك الجمعة ثلاث جمع متواليات فقد نبذ الإسلام وراء ظهره). رواه أبويعلي.
_فترك الجمعة يورث الغفلة عن طاعة الله ويجعل القلب مختوما بالذنوب العظيمة التي تجعل عليه حاجزا يمنعه عن سماع الحق والإتعاظ بالعبر فيصبح القلب ضيقا حرجا مهموما مغموما لا يجد لذة الطاعة محروما عن الخير سباقا إلى الكفر والفتن والعياذ بالله. قال ابن عبد البر: (والختم على القلوب مثل الطبع عليها وهذا وعيد شديد لأن من طبع على قلبه وختم عليه لم يعرف معروفا ولم ينكر منكرا). وهذه العقوبة من أعظم الخذلان للعبد في الدنيا.
_والمواظبة على شهود الجمعة يزيد في الإيمان ويبارك في العمل الصالح ويقرب العبد من الله وينور الوجه ويشرح الصدر ويغسل القلب من ذنوب الأسبوع ويكفر الصغائر ويجدد العهد بالله ويشعر المسلم بهويته وانتمائه لدينه ويفرحه بعيد الأسبوع.
وقد كان السلف الصالح يعتنون ويبالغون في شهود الجمعة اتباعا للشرع وحرصا على الأجر والخير وتحريا للبركة قال الزهري رحمه الله: (بلغنا أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد شهدوا بدرا أصيبت أبصارهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعده فكانوا لا يتركون شهود الجمعة فلا نرى أن يترك الجمعة من وجد إليها سبيلا).
_ومما يدل على أهمية حضور الجمعة أن الفقهاء قد اتفقوا على وجوب حضور صلاة الجمعة على المخاطب بها ولم يرخص أحد منهم في تركها بلا عذر. وكذلك اتفق أهل السنة على وجوب حضورها خلف أئمة البدع ولم يرخصوا في التخلف عنها لأجل انحراف الإمام فشعار أهل السنة شهود الجمع وشعار أهل البدع ترك الجمع خلف الأئمة المخالفين لهم.
_وكان المسلمون يشددون في شهود الجمع ويهتمون في المواظبة عليها عملا بالكتاب والسنة حتى نشأ فينا طائفة من الشباب من أهل الغفلة الذين يتخلفون عن الجمع ويتساهلون في هذا الأمر العظيم ما بين مقل ومستكثر من غير أن يشعر أحدهم أنه أتى جرما عظيما وذلك لموت قلوبهم وشدة غفلتهم واتباعهم للشيطان وانشغالهم بالشهوا والله المستعان قال تعالى:

(فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ).
ومن نام عن صلاة الجمعة فاته كثير من أبواب الخير من إدراك فضيلة التبكير للصلاة وشهود الخطبة التي تبصره في دينه وفاته أجر الصلاة ومغفرة السيئات وفاته دعوة المسلمين وفاته ثواب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ولا يوفق غالبا من الدعاء في ساعة الإجابة فما أعظم حسرته وندامته يوم القيامة.
وإن لترك الجمع أسبابا كثيرة من أخطرها موت القلب وضعف الإيمان وقلة البصيرة وصحبة الفاسقين وحب الدنيا وطول الأمل والغفلة عن حكمة الخلق وهناك سبب مباشر لتركها يكثر وقوعه وهو السهر على معصية الله والاستغراق في النوم من غير اتخاذ الأسباب المعينة على الاستيقاظ للصلاة.
وإن ترك الجمعة لأمر عارض من مرض ومطر ونوم ثقيل واشتغال بحراسة أو عمل في الطوارئ أو تطبيب والد أو خوف على أهل أو مال ونحو ذلك من الأعذار المعتبرة شرعا أمر مباح ولا حرج فيه شرعا أما الاستمرار على تركها والتمسك بأعذار واهية وتبريرات ضعيفة أمر محرم وحيلة على شرع الله وخداع للنفس.
_ويحرم على المسلم ترك الجمعة لأجل الوظيفة الراتبة من أجل طلب المعاش وهذا العمل محرم لأن الله حرم التجارة وقت صلاة الجمعة فلا يعذر أحد عن التخلف عنها لأجل الدنيا وقد حرم الفقهاء الأعمال والتجارات التي تمنع عن أداء الجمعة قال عطاء: (إذا نودي بالأذان حرم اللهو والبيع والصناعات كلها والرقاد وأن يأتي الرجل أهله وأن يكتب كتابا). فيتفق مع رب العمل على الخروج إلى صلاة الجمعة إذا نودي لها ثم يصليها ويرجع لعمله وهذا الوقت مستثنى شرعا من وقت العمل وإن لم يشترطه في العقد فإن لم يرض رب العمل استقال وبحث عن عمل يراعي مصلحة الشرع وليتوكل على ربه ويحسن الظن به ولا يبيع دينه بعرض من الدنيا.
_ولا حرج على المسلم إذا خرج خارج المدينة أكثر من خمسة كيلومترات للنزهة أو الصيد أن يترك الجمعة لأنه غير مخاطب حينئذ بصلاة الجمعة وينبغي أن يكون ذلك عارضا ويكره أن يتخذ ذلك عادة مستمرة في حياته حتى لا ينقطع عن شهود الخير ودعوة المسلمين أما إذا قصد بخروجه التهرب من أداء الجمعة وتركها بالكلية فهذه حيلة محرمة لا تحل له.




_ورخص أكثر أهل العلم في السفر يوم الجمعة قبل الزوال في أي ساعة من النهار لأن الأصل في السفر الإباحة ولم يرد دليل صحيح ينهى عن ذلك وما ورد في النهي عن ذلك لا يصح منه شيء وحديث ابن عمر ضعيف لأنه من رواية ابن لهيعة فيوم الجمعة في السفر كسائر الأيام لا يخصص بحكم لم يثبت بدليل ولأن الجمعة لم تجب عليه حينئذ فلا يلزمه الانتظار إلى الزوال وقد رأى عمر رضي الله عنه رجلا عليه أهبة السفر ولم يسافر فقال الرجل: إن اليوم يوم جمعة ولولا ذلك لخرجت،
فقال عمر: (إن الجمعة لا تحبس مسافرا فاخرج مالم يحن الرواح). رواه عبد الرزاق.
ومن فاتته الجمعة لغير عذر ووجد حرقة في قلبه وحسرة في نفسه فليبك على خطيئته وليلم نفسه في ذات الله وليندم أشد الندم على تفريطه وتضييعه لفرائض الله واستخفافه بشعائر الله وليستغفر وليتبع سيئته بعمل صالح من صدقة وصلاة وصلة وقد روي في السنن الأمر بالصدقة بدينار لمن ترك الجمعة بلا عذر ولا يصح فمن وفق لذلك فليحمد الله أما من لم يشعر بألم وملامة ولم يتحرك قلبه فليعلم أن قلبه ميت وأن الشيطان مستولي عليه والعياذ بالله.
أسأل الله أن يهدي ضال المسلمين ويعين الشباب على المواظبة على أداء الجمع وليفتح
على قلوبهم ويحصنهم من شياطين الإنس والجن.
خالد بن سعود البليهد

خطر التهاون في ترك صلاة الجمعة




إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
سورة الجمعــة ، تأمـلات في سورة الجمعــة أم أمة الله القرآن الكريم
اداب واخطاء يوم الجمعة فاطيمة المنتدي الاسلامي العام
صلاة التراويح للرجال والنساء...هام لا يفوتك أم أمة الله فتاوي وفقه المرأة المسلمة
الجمعة يوم عبادة اماني الغالية المنتدي الاسلامي العام
أحكام مختصرة في صلاة الضحى زهـرة الياسمين صوتيات ومرئيات اسلامية


الساعة الآن 03:55 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل