أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي شرح حديث أبي هريرة: « صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته »


شرح حديث أبي هريرة: « صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته »

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ تَزِيدُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ، وَصَلَاتِهِ فِي سُوقِهِ، بِضْعًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً، وَذَلِكَ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ لَا يَنْهَزُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ، لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ، فَلَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رُفِعَ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ، حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ كَانَ فِي الصَّلَاةِ مَا كَانَتِ الصَّلَاةُ هِيَ تَحْبِسُهُ، وَالْمَلَائِكَةُ يُصَلُّونَ عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ، يَقُولُونَ: اللهُمَّ ارْحَمْهُ، اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ تُبْ عَلَيْهِ، مَا لَمْ يُؤْذِ فِيهِ، مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ»؛ متفق عليه [البخاري (477)، ومسلم (649)]، وهذا لفظ مسلم.


وقوله صلى الله عليه وسلم: «يَنْهَزُهُ»، هو بفتح الباء والهاء، وبالزاي؛ أي: يخرجه وينهضه؛

قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: إذا صلى الإنسان في المسجد مع الجماعة، كانت هذه الصلاة أفضل من الصلاة في بيته أو في سوقه سبعًا وعشرين مرة؛ لأن الصلاة مع الجماعة قيام بما أوجب الله من صلاة الجماعة.

فإن القول الراجح من أقوال أهل العلم: أن صلاة الجماعة فرض عين، وأنه يجب على الإنسان أن يصلي مع الجماعة في المسجد؛ لأحاديث وردت في ذلك، ولِمَا أشار الله إليه سبحانه وتعالى في كتابه حين قال: ﴿ وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ... ﴾ [النساء: 102].

فأوجب الله الجماعة في حال الخوف، فإذا أوجبها في حال الخوف، ففي حال الأمن من باب أَولى وأحرى.

ثم ذكر السبب في ذلك بأن الرجل إذا توضأ في بيته فأسبغ الوضوء، ثم خرج من بيته إلى المسجد لا ينهزه، أو لا يخرجه إلا الصلاة، لم يحط خطوة إلا رفع الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة، سواء أَقَرُب مكانه من المسجد، أم بَعُدَ، كل خطوة يحصل بها فائدتان:

الفائدة الأولى: أن الله يرفعه بها درجة.

والفائدة الثانية: أن الله يحط بها خطيئة - وهذا فضل عظيم - حتى يدخل المسجد، فإذا دخل المسجد فصلى ما كُتِب له، ثم جلس ينتظر الصلاة، فإنه في صلاة ما انتظر الصلاة، وهذه أيضًا نعمة عظيمة، لو بقيت منتظرًا للصلاة مدة طويلة، وأنت جالس لا تصلي، بعد أن صليت تحية المسجد، وما شاء الله، فإنه يُحسب لك أجر الصلاة.

وهناك أيضًا شيء رابع وهو أن الملائكة تصلي عليه ما دام في مجلسه الذي صلى فيه، تقول: اللهم صلِّ عليه، اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، اللهم تُب عليه، وهذا أيضًا فضل عظيم لمن حضر بهذه النية وبهذه الأفعال.

والشاهد من هذا الحديث قوله: «ثُمَّ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ»؛ فإنه يدل على اعتبار النية في حصول هذا الأجر العظيم.

أما لو خرج من بيته لا يريد الصلاة، فإنه لا يُكتب له هذا الأجر، مثل أن يخرج من بيته إلى دكَّانه، ولَمَّا أُذِّن ذهب يصلي؛ فإنه لا يحصل على هذا الأجر؛ لأن الأجر إنما يحصل لمن خرج من البيت لا يخرجه إلا الصلاة.

لكن ربما يكتب له الأجر من حين أن ينطلق من دكانه، أو من مكان بيعه وشرائه إلى أن يصل إلى المسجد، ما دام انطلق من هذا المكان وهو على طهارة؛ والله الموفق.






المصدر: « شرح رياض الصالحين »

الشيخ محمد بن صالح العثيمين


شرح حديث أبي هريرة: « صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته »





#2

افتراضي رد: شرح حديث أبي هريرة: « صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته »

يسلموووووووووووو
إظهار التوقيع
توقيع : حنين الروح123
#3

افتراضي رد: شرح حديث أبي هريرة: « صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته »

جزاكي الله خيرا


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
حصري قراءة كتاب : التبيان في آداب حملة القرآن تأليف الامام أبي زكريا بن شرف أم أمة الله المنتدي الاسلامي العام
أبو بَكر الصّدِّيق عبد الله بن أبي قُحافة التَّيمي القُرَشيّ حياه الروح 5 شخصيات وأحداث تاريخية
فهم النفسيات بين الزوجين نٌےـجَےـوِى ٱلجَےـزٱئريّےـة31 فن الاتيكيت والتعامل مع الآخرين
الاحاديث القدسية الصحيحة الكاملة (اخلوااا) ج1 فاطمة سعيد المنتدي الاسلامي العام
تفسير سورة الإخلاص _ تفسير إبن كثير نَقاء الرُّوح القرآن الكريم


الساعة الآن 03:43 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل