الصوم سبيل إلى الجنة: أخرج الإمام أحمد عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: "أسندتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى صدري، فقال: مَن قال: "لا إله إلا الله " خُتِم له بها دخل الجنة، ومَن صام يومًا ابتغاء وجه الله خُتِم له بها دخل الجنة، ومَن تصدَّق بصدقة ابتغاء وجه الله خُتِم له بها دخل الجنة".
قال ابن خزيمة - رحمه الله -: إيجاب الله - عز وجل - الجنة للصائم يومًا واحدًا، إذا جمع مع صومه صدقة، وشهود جنازة، وعيادة مريض. واستشهد بالحديث الذي رواه بسنده، ورواه كذلك الإمام مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن أصبح منكم اليوم صائمًا؟ فقال أبو بكر: أنا، فقال: مَن أطعم منكم اليوم مسكينًا؟ قال أبو بكر: أنا، فقال: مَن تبِع منكم اليوم جنازة؟ فقال أبو بكر: أنا، قال: مَن عاد منكم اليوم مريضًا: قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما اجتمعت هذه الخصال قط في رجل إلا دخل الجنة".
وأخرج البزار عن حذيفة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَن خُتِمَ له بصيام يومٍ دخل الجنة" (صحيح الجامع: 6224).
قال المناوي - رحمه الله -: أي مَن ختم عمره بصيام يوم، بأن مات وهو صائم، أو بعد فطره من صومه دخل الجنة مع السابقين الأولين، أو من غير سبق عذاب.
أخرج النسائي بسنده عن طلحة بن عبيدالله - رضي الله عنه -: "أن أعرابيًا جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثائر الرأس، فق-ال: يا رسول الله. أخبرني ماذا فرض الله عليَّ من الصلاة: قال: الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئًا، قال: أخبرني بما افترض الله عليَّ من الصيام قال: شهر رمضان إلا أن تطوع شيئًا، قال: أخبرني بما افترض الله عليَّ من الزَّكاة، فأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشرائع الإسلام، فقال: والذي أكرمك لا أتطوع شيئًا ولا أنقص مما فرض الله علي شيئًا، فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أفلح إن صدق - أو دخل الجنة إن صدق -".
فالله. الله في الصيام...فإن الحُور تنادي وتقول لك:
أتطلب مثلي وعنِّي تنام
ونوم المحبين عنا حرام
لأنا خُلقنا لكل امرئكثير الصلاة براه الصيام
أخرج الإمام أحمد عن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن في الجنة غرفًا يري ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطعم الطعام، وألان الكلام، وتابع الصيام، وصلَّى بالليل والناس نيام" (صحيح الجامع: 2119). فهنيئًا للصائمين هنيئًا لمَن أُعدَّت لهم هذه الغرف، وما أدراك ما الفرق.
فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أهل الجنة ليتراؤون أهل الغرف في الجنة، كما تراءون الكواكب إلى السماء". مَن صام وقام رمضان فهو مع الصِّدِّقين والشهداء: فقد أخرج البزار وابن خزيمة بسند صحيح صححه الألباني عن عمرو بن مرة الجهني - رضي الله عنه -قال:"جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله. أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله وإنك رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وأديت الزكاة، وصمت رمضان وقمته، فمن أنا؟ قال: من الصِّدِّيقين والشهداء".
ولفظ ابن خزيمة: "جاء رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ من قضاعة، فقال له: إن شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وصليت الصلوات، وصمت الشهر، وقمت رمضان، وأتيت الزكاة؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مَن مات على هذا كان من الصِّدِّيقين والشهداء".
قال ابن خزيمة - رحمه الله -: استحقاق قائمة اسم الصديقين والشهداء، إذا جمع مع قيامه رمضان صيام نهاره، وكان مقيمًا للصلوات الخمس، مؤديًا للزكاة شاهدًا لله بالوحدانية مُقِرًا للنبي - صلى الله عليه وسلم - بالرسالة. يا معشر الصُّوَّام... صوموا عن الدنيا وعن الشهوات، وجاهدوا أنفسكم حتى تسمعوا نداء الملائكة:﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾ [الحاقة: 24].
قال مجاهد وغيره: نزلت في الصائمين.
فمَن ترك لله في الدنيا طعامًا وشرابًا مدة يسيرة، عوَّضه الله عنه طعامًا وشرابًا لا ينفد، ومَن ترك شهوته عوَّضه الله في الجنة أزواجًا لا يمتن أبدًا.
قال الحسن - رحمه الله -: تقول الحوراء لولي الله وهو متكئ معها على نهر العسل تعاطيه الكأس، إن الله نظر إليك في يوم صائف بعيد ما بين الطرفين، وأنت في ظمأ هاجرة من جهد العطش، فباهى بك الملائكة، وقال: انظروا إلى عبدي ترك زوجته وشهوته ولذته وطعامه وشرابه من أجلي؛ رغبة فيما عندي، اشهدوا أني قد غفرت له، فغفر لك يومئذ وزوجنيك (وزوجتى إياك) (لطائف المعارف: 167).
فهنيئًا للصائمين:من يرد ملك الجنان
فلْيَدَعْ عنه التواني
وليقم في ظلمة الليل
إلى نور القرآن
وليصل صومًا يصوم
إن هذا العيش فاني
إنما العيش جوار الله في ذر الأمان.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يتقبَّل منا الصيام، والقيام، وصالح الأعمال، وأن يرزقنا الجنة، ونكون في صحبة الحبيب العدنان وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.
الشيخ ندا ابو احمد
التوقيع لا يظهر للزوار ..
التوقيع لا يظهر للزوار ..
جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع