أسئلة الأطفال الإيمانية التى تحتاجينها يوميا، تحميل كتاب أسئلة الأطفال الإي

أسئلة الأطفال الإيمانية التى تحتاجينها يوميا،تحميل كتاب
أسئلة الأطفال الإيمانية كتاب لا غني عنه لكل مربي.









ملخص كتاب
(أسئلة الأطفال الإيمانية)
للأستاذ عبدالله الركف
الصادر عن مركز دلائل
الطبعة الأولى عام ١٤٣٨
أعده بشيء من التصرف
وضاح بن هادي
الكتاب يقع في ١٧٧ صفحة

تناول “كتاب أسئلة الأطفال الإيمانيّة” , لصاحبه عبد الله الركف والصادر عن مركز دلائل, جانباً تربويا أساسيا في بناء الطفل المسلم وهو الجانب الإيماني العقدي, فتأسيس البناء العقدي ركيزةٌ مهمة في العملية التربوية. وقد جاء الكتاب مقسّماً إلى فصلين : الفصل الأول عن التربية الإيمانية و الثاني عن نماذج عملية للإجابة عن أسئلة الأطفال الإيمانية.

حول التربية الإيمانية
يبدأ الكاتب طرحَهُ بتوضيح أهمية التربية الإيمانية في حفظ فطرة الطفل و تحقيق أمنه النفسي واستقراره الروحي في واقعنا الحالي الذي يعجّ بالمؤثرات والمتغيّرات, ثم يذكر هدفها الأساسي العامّ المتجلّي في : تحقيق العبودية الحقّة لله, وهذا يتأتّى بأمور منها :

• التنشئة العقدية الصحيحة
• التحلّي بالأخلاق الحميدة
• تنمية الشعور الجماعي
• اتزان الفرد عاطفيا ونفسيا

وقبل الخوض في تفاصيل هذا التأسيس التربوي, ذكر الكاتب الأساسين اللذين تقوم عليهما التربية :
الأساس المعرفي : متمثلاً في العلم (علم نافع) و الإيمان (أركان الإيمان الستّة)
الأساس العملي : و يكمن في العبودية (عبادةٌ واستعانة) والتطبيق (علمٌ وعملٌ) والأخلاق (حسن الخلق).
تكتسي التربية الإيمانية عند الطفل أهمية بالغة في تعزيز ركاز العقيدة وتوجيه الفكر, فلمّا كانَ الإيمانُ فطرةً في الإنسان, وقعَت مسؤولية صونِ هذه الفطرة وحسنِ العنايةِ بها على عاتق الوالدين والبيئة التي يوفرانها لمولودهما, وكانَ للتنشئة الحسنةِ والتهذيب دوراً مهماً في التربية.

ويتّسمُ النّمو الديني عند الطفل بأربعة مظاهر :

• الواقعية: فالطّفل يكتسبُ المفهوم الديني مرتبطاً بواقعه الذي يعيش فيه
• الصورية(الشكلية) : كما تتجلّى في تقليد شكلي للكبار في عبادتهم
• النفعية : فالطفل يدرك نفع العبادة في كسب رضا والديه عنه مثلاً
• التعصب : فهناك حاجة غريزية للانتماء تدفع الطفل للتعصب لدينه.

فهذه السّماتُ تَبعثُ على استثمار نفوسٍ شغوفة بإشباعها بمفهوم الإيمان وغرس كلمة التوحيد وحبّ الله ورسوله. ولا شكّ أن لهذا ثماراً يجنيها المتربي مثل :تقوية الوازع الديني والزهد في الدنيا والرغبة في الله والتأثير الإيجابي في الناس والشعور بالطمأنينة وهلمّ جرا.

وقبل الشروع في هذا التأسيس ينبغي الإحاطة بهذه المحاور التي تهدف تربيةُ إيمانية على بيّنة :
1-تعليم أركان الإيمان الستة : بأسلوب عمليّ مُحبّب بعيداُ عن التلقين الصوري الجافّ
2-تربية الأولاد على محبة النبي صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه دون غلو ولا إجحاف
3- تربيتهم على تعظيم الدين وشعائره ومظاهره
4- تعليمهم أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ولا يكتمل إلا بالأعمال الصالحة
5- ترسيخ الإيمان باليوم الآخر في نفوسهم
6-التأكيد على رقابة الله للعباد
7- تعميق الشعور بعزة الدين والحقّ
ثم يقترح الكاتب بعض الأساليب التربوية التي تساعد على ترسيخ الإيمان, فقبل سنّ التمييز نلجأ إلى :

• توضيح معاني الأسماء المُعبدة التي يسمعها,وتعليمه الأذكار اليومية والتذكير بنعم الله عليه
• تحفيظه بعد قصار السّور والأناشيد التي تقرّب الإيمان الصحيح
• ذكر اسم الله مقترنا بمواقف السّرور والسعادة,وتجنب مواطن التعذيب والحزن
• إشعاره بعظمة الخالق المتمثلة في كونه المُحكم وخلقه
• تدريبه على آداب السلوك والحديث بالقدوة الحسنة وحُسن التوجيه

أما بعد سنّ التمييز فيُضاف إليها أساليبُ تُعنى بالتأمّل والتفكر مثل أن :

• نعلّمَه مقدار عظمة الكون ودقّة صنعه
• نذكره بحِكم الله تعالى من خلقه : كحكمة خلق الليل والنهار, والشمس والقمر والحواس
• اغتنام الأحداث من مرضٍ أو فاكهةٍ يريدها لتوجيه الطفل إلى الخير بحكمةٍ
• سلوك عاداتٍ صالحة ترسمُ قدوةً حسنةً
• الاستفادة من القصص الهادفة وعرضها الشيّق في تمرير رسائل القيم والمثل العليا
• الاعتدال في التربية الإيمانية, فلا إهمال ولا إرهاق.. فاللعب والمرح هما عالم الطفل
• تهيئة أنشطة تتيح له استكشاف نفسه وقدراته وتنمي شغفه
• التشجيع مقروناً بحسنِ الضبط , بعيداً عن التدليل
• غرس احترام القراءن ووقاره في القلب
• وأساليب أخرى كثيرة

أما الوسائل التربوية التي تعيينا على ذلك فقد ذكر من بينها : القدوة الحسنة و الموعظة الهادفة و الترغيب والترهيب و التدريب والتعويد و الإعادة والتكرار و أسلوب الحوار والنقاش و أهميّة الكتاب واستعمال التقنية والوسائل التعليمية واستغلا الدوافع الفطرية : كاللغة و التقليد والتعاون, وأخيرا الدعاء وهو أهمّ الأساليب .

وعلى المُربّي أن يتحلى بخصائص من بينها : الرحمة والرفق – الحلم والعفو – الصبر – العدل – الأمانة – التقوى – الإخلاص – العلم – الحكمة – الإيمان بالعمل التربوي – و التطوير

ثم شرعَ في التفصيل في أركان التربية الإيمانية الستّ :

1. الإيمان بالله : بوجوده وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته, وتعليمها للطفل يورثه محبة الله وتوقيره وتعظيمه, ويتحقق هذا ببعض الأمور كـاستثمار حواسه و مظاهر الطبيعة في الاستدلال على عظمة خلق الله وتعليمهم أسماءه وصفاته الداله على كماله وجماله والجنّة ونعيمها متجنّبين أسلوب التهديد والوعيد
2. الإيمان بالملائكة: بالتصديق بوجودهم والإيمان بما علمنا اسمه منهم, فهي مخلوقات من نور مجبولون على الطاعة وتنفيذ الأوامر. ونُعلّم الطفل أسماء من ورد اسمه منهم كجبريل وميكائيل وإسرافيل. كما نشرحُ له أنّهم معصومون ويقومون بالتسبيح والذكر
3. الإيمان بالكتب: فهي نزلت من عند الله وهذه نعمة عظيمة فقد كان لكل قوم كتاب يهتدون به . وعلينا التصديق بما علمنا اسمه منها وبما صح من أخبارها وبأن القرآن ناسخ لكل ما سبقه منها. وهنا تبرزُ أهمية حفظ القرآن للصغار في تربيتهم وحسن بيانهم,لذا وجب الاعتناء به
4. الإيمان بالرسل: وعدم التفريق بين أحد منهم , فالله بعث لكل أمّة رسولا منهم, واتفقوا جميعا على أصل العبادة وأساسها وهو التوحيد. ثم نعلم الطفل محبة النبيّ صلى الله عليه وسلم فهو جاء رحمةً للعالمين وهو شفيعنا يوم القيامة
5. الإيمان باليوم الآخر : بما يتضمنه من موت وبعثٍ وجزاء وصراط وميزان وجنّة ونار. وعلى المربّي أن يشرح للطفل أنه يوم جزاء لأعمال الدنيا, فالجنة للمؤمنين والنار للكافرين. مع تقريب مفهوم نهاية الكون والموت بطريقة محببة مبسطة تعتمد التشبيه بأطوار الكائنات الحية
6. الإيمان بالقدر: وهذا لا يستوعبه الطفل إلا بعد سن التاسعة لكن أصلها غرس مفاهيمه الأساسية المنطلقة من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عباس : احفظ الله يحفظك

مدخل للإجابات ( تأسيس لطبيعة الأسئلة وأساليب الإجابة)

يمتاز الأطفال بتساؤلاتهم وحب الاستطلاع رغبة في فهم ما يحيط بهم من ظواهر و تحقيقا للثقة والتواصل والأمان. وللإجابة عنها, كان حريّا بالمربّي أن يتعرف على طبيعة السؤال أولا وتحت أي فئة يتصنف, فهناك أنماط تتنوع بين :
أسئلة ذات طابع لغوي: تدور حول مسميات الأشياء
أسئلة وجودية
أسئلة التمرد : تتمحور حول فكرة لماذا لا يسمح للأطفال بمسائل مسموحة للكبار
أسئلة اختبارية : تختبر قدرات الأهالي وتكون بمثابة انتقاد لهم
أسئلة القلق الطفولي
أسئلة استكشاف الجسد
وبحسب صنف السؤال ومدى إلحاح الطفل في معرفة جوابه يكون سعي المربّي لإحاطته بجوابٍ مناسب لعمُره وفهمه. مع مراعاة مبدأ احترام الطفل والاصغاء إليه ومشاركته ومبدأ الثقة والأمان .
ولا يخفى ما للحوار من أثر في إذكاء الشعور بالاعتزاز وتحفيز الملكة والتعلم واكتساب الفصاحة.فالتربية بالحوار تقرب الطفل إلى والديه وتبني الاحترام بينهما. ولذلك تكون صياغة الأسئلة الحوارية من قبيل (ماذا يحدث؟ ماذا تريد؟ لماذا ؟ ماذا سنفعل لو.. ؟ ) بكلمات واضحة وبسيطة وتحتمل إجابات واسعة محفزة للتفكير. أما عن إجابة أسئلة الأطفال فتتعدد أساليبها :

• الإجابة الشفوية المباشرة
• الإجابة من خلال حكاية صغيرة : وهذا ما يحبه شغف الطفل
• الإجابة المصورة : بالاستعانة بالصور الموضحة
• الإجابة من خلال الملاحظة : مثل الإجابة عمليا عن أمور واقعية .
  

وفي خضم هذه الإجابة على المُربّي الحرص على المناقشة والتفاعل من أجل الإقناع و تحري الصدق و تبسيط الإجابة و تجنب السخرية والاستهزاء والاستهانة بعقل الطفل. كما أنه لا يتحرّج إن عجز عن الجواب لعدم دراية بل في هذا حثٌّ للطفل على البحث والتعلم. وكلما كانت الإجابة مبسّطة وواقعية كلما كانت أسهل في الاستيعاب
نماذج عملية للإجابة عن أسئلة الأطفال الإيمانية
بعدما مهّد الكاتب لمفهوم التربية الإيمانية و وأهميتها وأساليبها ومحاورها, ووضّح ما يتعلّق بجانب الأسئلة وحب الاستطلاع عند الأطفال, جاء في النهاية على ذكر بعض النماذج العملية للإجابة عن أسئلة الأطفال فيما يتعلق بالله و أركان الإيمان الأخرى. وفي تلك الأمثلة جاءت الأجوبة مبسّطة مدعّمة بدلائل حسية يدركها الطفل بحواسّه ويستوعبها عقله الصغيرة. فتارة يكون الجواب بدعوةِ لتأمل الكون والمخلوقات لإدراك عظمة الله وقوّته, أو الاستعانة بأدلة من القرءان الكريم (ليسَ كمثله شيء) للجواب عن سؤال الطفل عن شكل الله أو بحديث نبوي كذلك الورد عن سؤال الجارية : أين الله؟ في السماء. وقد يكون الجواب بأمثلة عمليّة كصور الأشعة الطبية واللازر لبيان قدرة الانسان على رؤية شيء هو غير ظاهرِ فما بالك بقدرة الله على رؤية عباده, أو مشاهد واقعية كموتٍ عصفور أو شجرةٍ لتقريب مفهوم الموت والحياة..
وقد وردَ في هذا الفصل نماذج أخرى للأسئلة التي قد تصدرُ عن الأطفال في الجانب الإيماني, واقترح الكاتب لها إجابات مبسّطة تراعي ما سبق ذكر في باب الإجابة عن الأسئلة والتربية بالحوار و الأساليب التربوية.

هذا الكتاب الذي لا تتجاوز صفحاته المائة والسبعين صفحةً,وُفّقَ في تقريب مفهومٍ قد غاب عن ذهن المربّين أو تاهوا بين الكتب والفلسفات التربوية غير راسينَ على برّ الاستقرار الروحي. لكنه بأسلوبٍ مبسط وسهل و بنية فكرية تسلسلية أسّس للجانب التربوي الإيماني وفتح فهم المُربّي على مصادر أخرى موثوقة ومُعتنية بالمادة التربوية الإسلامية النقيّة..
للقراءة المباشرة والتحميل
اضغط هنا