إليكم أكثر من قصيدة مدح في الاخ من تأليف أهم شعراء الأدب العربي، الأخ هو الرفيق الأول، وهو الصديق الوحيد الذي يوجد في جميع لحظات حياتك منذ صغرك، ويحفظ أحداث طفولتك، ومراهقتك، وشبابك، ويبقى معك فيما تبقى من حياتك، الأخ يُشبه روحك؛ فلا تشعر بالراحة، ولا بالأمان إلا بالحديث معه؛ فهو الأقرب دائمًا؛ لهذا اهتمت عدلات بعرض مجموعة من القصائد التي قيلت في حب الأخ.
قصيدة مدح في الاخ
شعر عن الاخ قصير
قال أبو فراس الحمداني الشاعر العباسي:
يا أَخي قَد وَهَبتُ ذَنبَ زَمانٍ طَرَقَتني صُروفُهُ بِالمَهالِك.
لَم يَهَب لي صُبابَةً مِن رُقادٍ لَم يَجُد لي فيها بِطَيفِ خَيالِك.
قَد قَنِعنا بِذَلِكَ النَزرِ مِنهُ وَغَفَرنا لَهُ الذُنوبَ لِذَلِك.
قال (أمير الشعراء) أحمد شوقي:
عزيز من أهلا أخي.
منذ شهور لم ارك.
رشاد أنت ههنا.
من ذا الذي كان معك.
انظر إلى ثيابه.
ولونها كيف آتحد.
انظر إلى حذائهِ.
من النظافة أتقد.
والبنطلون مستوٍ.
لم ينكسر لم ينعقد.
أعِزني السمع أعِر.
عندي لكم شئ يسر.
هذا جمال وحيد جَدّه.
بخيلة يا عزيز جِلده.
وعمرها يا رشاد.
يربو على الثمانين.
قالت الخنساء:
مَن حَسَّ لي الأَخَوَينِ كَالغُصنَينِ أَو مَن راهُما.
أَخَوَينِ كَالصَقرَينِ لَم يَرَ ناظِرٌ شَرواهُما.
قَرمَينِ لا يَتَظالَمانِ وَلا يُرامُ حِماهُما.
أَبكي عَلى أَخَوَيَّ وَالقَبرِ الَّذي واراهُما.
لا مِثلَ كَهلِيَ في الكُهولِ وَلا فَتىً كَفَتاهُما.
رُمحَينِ خَطِّيَّينِ في كَبِدِ السَماءِ سَناهُما.
ما خَلَّفا إِذ وَدَّعا في سُؤدُدٍ شَرواهُما.
سادا بِغَيرِ تَكَلُّفٍ عَفواً بِفَيضِ نَداهُما.
شعر عن الاخوان
ورد في كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني:
قيل في مدح قوة الأخ:
إذا لاقيت جمعاً أو فئامًا فإني لا أرى كأبي يزيدا.
أشد مهابة وأعز ركناً وأصلب ساعة الضراء عودا.
صفيي وابن أمي والمواسي إذا ما النفس شارفت الوريدا.
قال دريد بن الصمة:
دعاني أخي والخيل بيني وبينه فلما دعاني لم يجدني بقعدد.
أخ أرضعتني أمه بلبانها بثدي صفاء بيننا لم يجدد.
فجئت إليه والرماح تنوشه كوقع الصياصي في النسيج الممدد.
وكنت كذات البوِّ ريعت فأقبلت إلى قطع من جلد بوٍّ مجلد.
فطاعنت عنه الخيل حتى تنهنهت وحتى علاني حالك اللون أسود.
طعان امرئ آسى أخاه بنفسه ويعلم أن المرء غير مخلد.
قال الهذلي:
على عبد بن زهرة طـول هذا الليل أنتحب.
أخ لي دون من لي من بني عم وإن قربوا.
طوى من كان ذا نسب.
إليّ وزاده النسب.
أبو الأضياف والأيتام ساعة لا يُعد أب.
قال كعب الغنوي:
تقول سليمى ما لجسمك شاحباً كأنك يحميك الطعام طبيب.
فقلت ولم أعِيَ الجواب ولم ألح وللدهر في صم السلام نصيب.
تتابع أحداث تخرمن إخوتي فشيبن رأسي والخطوب تشيب.
فلو كانت الدنيا تباع اشتريته بما لم تكن عنه النفوس تطيب.
بعيني أو إحدى يدي وقيل لي هو الغانم الجذلان حين يؤوب.
أخ كان يكفيني وكان يعينني على نائبات الدهر حين تنوب.
شعر عن فراق الاخ
تقول الخنساء في رثاء أخيها صخر:
يا عينُ فِيضي بدَمْعٍ منكِ مِغْزارِ وابكي لصخرٍ بدمعٍ منكِ مدرارِ.
انّي ارقتُ فبتُّ الَّليلَ ساهرة ً كانَّما كحلتْ عيني بعوَّارِ.
ارعى النُّجومَ وما كلّفتُ رعيتها وتارَة ً أتَغَشّى فضْلَ أطْمارِي.
وقَدْ سَمِعْتُ فلمْ أبْهَجْ به خَبراً مخبّراً قامَ يَنْمِي رَجْعَ أخبارِ.
قالَ ابنُ امّكِ ثاوٍ بالضَّريحِ وقدْ سوَّوا عليهِ بالواحٍ وأحجارِ.
فاذهبْ فلا يبعدنكَ اللهُ منْ رجلٍ منَّاعِ ضيمٍ وطلاُّبٍ بأوتارِ.
قدْ كنتَ تحملُ قلباً غيرَ مهتضمٍ مركَّباً في نصابٍ غيرِ خَوّارِ.
مثلَ السّنانِ تُضِيءُ اللّيلَ صورَتُهُ جلدُ المريرة ِ حرٌّ وابنُ أحرارِ.
قصيدة عن الاخ الكبير
قال لسان الدين بن الخطيب:
خَطْبٌ أَلَمَّ فَأَذْهَبَ الأَخَ وَالأَبَا رَغْمَاً لأَنْفٍ شَاءَ ذَلِكَ أَوْ أَبَا.
قَدَرٌ جَرَى فِي الخَلْقِ لاَ يَجِدُ امْرُؤٌ عَمَّا بِهِ جَرَتِ المَقَادِرُ مَهْرَبا.
أَهْلاً بِمَقْدَمِكَ السَّنِيِّ وَمَرْحَبَا فَلَقَدْ حَبَانِي اللهُ مِنْكَ بِمَا حَبَا.
وَافَيْتَ والدُّنْيَا عَلَيَّ كَأنَّهَا سم الخباط وطرف صبؤي قد كبا.
والدهر قد كشف القناع فلم يدع لِي عُدَّةً لِلْرَوْعِ ألاَّ أَذْهَبَا.
صَرَفَ العِنَانَ إِلَيَّ غَيْرَ مُنَكِّبٍ عَنِّي وَأَثْبَتَ دُونَ ثُغْرَتِيَ الشَّبَا.
خَطْبٌ تأَوَّبَنِي يَضِيقُ لِهَوْلِهِ رَحْبُ الفَضَا وَتَهِي لِمَوْقِعِهِ الرُّبَا.
لَوْ كَانَ بِالْوَرْقِ الصَّوَادِحِ فِي الدُّجَى مَا بِي لَعَاقَ الوَرْقَ عَنْ أَنْ تَنْدُبَا.
فَأَنَرْتَ مِنْ ظَلْمَاءِ نَفْسِي مَا دَجَا وَقَدَحْتَ مِنْ زَنْدِ اصْطِبَارِي مَا خَبَا.
فَكَأَنَّني لَعِبَ الهَجِيرُ بِمُهْجَتِي فِي مَهْمَهٍ وَبَعَثْتَ لِي نَفَسَ الصَّبَا.
لاَ كَانَ يَوْمُكَ يَا طَرِيْفُ فَطَالَمَا أَطْلَعْتَ لِلآمَالِ بَرْقاً خُلَّبَا.
وَرَمَيْتَ دِينَ اللهِ مِنكَ بِفَادِحٍ عَمَّ البَسِيطَةَ مِشْرِقَاً أَوْ مَغْرِبَا.
مدح اخوي الغالي
أخِي، إنْ شَقَّتِ الدُّنيا طَرِيقَ الغُربةِ القَاسي.
وَفَرَّقَ بَينَنا مَوجٌ مِنَ الإِعسَارِ وَالبَاسِ.
وَلاحَتْ عَودَةُ المُشتَاقِ بَينَ الطورِ والنَّاسِ.
فَلا تَنسَ الَّذي وَلَّى فَلَيسَ أخُوكَ بِالنَّاسي.
أخِي، قد هَدَّت الأَسفَارُ جِسْمَ الشَّامخِ الرَّاسِي.
وَعادَتْ عادِياتُ الشَّيْبِ فَوقَ الفَودِ وَالرَّاسِ.
ومِرآتِي تُطالِعُنِي بوَجْهٍ مُتعَبٍ قاسِ.
تُرِينِي إذْ أُقَلِّبُها بَقايَا عَدِّ أنفَاسي.
أخِي، قدْ مَرَّتِ الأَيَّامُ بَيْنَ المَوْجِ وَالمَاسِ.
ولَمْ أُ مسِكْ سِوَى زَبَدٍ وَرَمْلٍ بَيْنَ أَرْماسِ.
وَأَفكارٍ تُسَلِّمُنِي لِوَسْواسٍ، وَخَنَّاسِ.
وَعُدْتُ بِغَيرِ أَجنِحَةٍ كَعَبَّاسِ بنِ فِرنَاسِ.
أخِي، إنْ وَدَّعَ الدُّنْيَا شِتاءٌ بَعْدَ أَقْراسِ.
وزَيَّنَ عُشَّهُ الحَسُّونُ بَيْنَ النَّدِّ وَالآسِ.
ومَالَ الغُصنُ مُنثَنِياً بأَكمامٍ وَأَجراسِ.
تَرَقب عَودَتِي فَجْراً فَقد أسرَجْتُ أَفراسِي.
قصيده مدح في اخوي قصيره
يقول ضمرة بن أبي ضمرة:
يا جندب أخبرني ولست بمخبري وأخوك ناصحك الذي لا يكذب.
هل في القضية أن إذا استغنيتم وأمنتم فأنا البعيد الأجنب.
وإذا الشدائد بالشدائد مرة أشجتكم فأنا المحب الأقرب.
ولجندب سهل البلاد وعذبها ولي الملاح وحزنهن المجدب.
عجباً لتلك قضية، وإقامتي فيكم على تلك القضية أعجب.
هذا لجدكم الصغار بعينه لا أم لي إن كان ذاك ولا أب.