أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي شرح حديث أنس: إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة

شرح حديث أنس: إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة



عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ الْخَيرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيا، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».



وَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ»[1] أخرجه الترمذي (2396)، وقال: «هذا حديث حسن غريب»، وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (308).




قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:

الأمور كلها بيد الله عز وجل، وبإرادته؛ لأن الله تعالى يقول عن نفسه: ﴿ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ﴾ [البروج: 16]، ويقول: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾ [الحج: 18]؛ فكل الأمور بيد الله.


والإنسان لا يخلو من خطأ ومعصية وتقصير في الواجب؛ فإذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا؛ إما بماله، أو بأهله، أو بنفسه، أو بأحد ممن يتصل به؛ لأن العقوبة تُكَفِّر السيئات، فإذا تعجلت العقوبة وكفَّر الله بها عن العبد، فإنه يوافي الله وليس عليه ذنب، قد طهرته المصائب والبلايا، حتى إنه ليشدد على الإنسان موته؛ لبقاء سيئة أو سيئتين عليه، حتى يخرج من الدنيا نقيًّا من الذنوب، وهذه نعمة؛ لأن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، لكن إذا أراد الله بعبده الشر أمهل له واستدرجه وأدَرَّ عليه النعم ودفع عنه النقم حتى يبطر - والعياذ بالله - ويفرح فرحًا مذمومًا بما أنعم الله به عليه، وحينئذ يلاقي ربه وهو مغمور بسيئاته فيعاقب بها في الآخرة، نسأل الله العافية، فإذا رأيت شخصًا يبارز الله بالعصيان وقد وقاه الله البلاء وأدَرَّ عليه النعم، فاعلم أن الله إنما أراد به شرًّا؛ لأن الله أخَّر عنه العقوبة حتى يوافى بها يوم القيامة.



ثم ذكر في هذا الحديث: «إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مِنْ عِظَمِ الْبَلَاءِ»؛ يعنى أنه كلما عَظُم البلاء عَظُم الجزاء؛ فالبلاء السهل له أجر يسير، والبلاء الشديد له أجر كبير؛ لأن الله عز وجل ذو فضل على الناس، إذا ابتلاهم بالشدائد أعطاهم عليها الأجر الكبير، وإذا هانت المصائب هان الأجر.


«وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَى وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ».


وهذه أيضًا بشرى للمؤمن، إذا ابتُلي بالمصيبة فلا يظن أن الله سبحانه يبغضه، بل قد يكون هذا من علامة محبة الله للعبد، يبتليه سبحانه بالمصائب، فإذا رضي الإنسان وصبر واحتسب فله الرضى، وإن سخط فله السخط.


وفي هذا حث على أن الإنسان يصبر على المصائب حتى يُكتب له الرضى من الله عز وجل. والله الموفق.






سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
المصدر: شرح رياض الصالحين


شرح حديث أنس: إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة



#2

افتراضي رد: شرح حديث أنس: إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة


رد: شرح حديث أنس: إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة
رد: شرح حديث أنس: إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة

إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
60 سؤالا في أحكام الحيض والنفاس للشيخ بن عثيمين رحمه الله شوشو السكرة فتاوي وفقه المرأة المسلمة
كيف تحفظ القرآن الكريم بحلم بالفرحة القرآن الكريم
أسماء صحابة تبدأ بحرف الخاء ،أسماء صحابة تبدأ بحرف الخاء وترجمتهم ،أروع أس أم أمة الله اسماء اولاد
أخطاء وتصويبات تهم المصلين،أخطاء يقع فيها المصلين وتصحيحها أم أمة الله فتاوي وفقه المرأة المسلمة
مائة سنه من سنن الرسول عليه الصلاة والسلام,معنى السنة لغة وشرعا العدولة هدير السنة النبوية الشريفة


الساعة الآن 02:12 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل