أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي صلاة الجمعة ،حكم إعادة صلاة الظهر بعد أداء صلاة الجمعة .

صلاة الجمعة ،حكم إعادة صلاة الظهر بعد أداء صلاة الجمعة .

صلاة الجمعة ،حكم إعادة صلاة الظهر بعد أداء
صلاة الجمعة .

صلاة الجمعة ،حكم إعادة صلاة الظهر بعد أداء صلاة الجمعة .

من سُنن الله تعالى في الكون سُنّة التفضيل؛ ومن ذلك تفضيل أزمانٍ على أخرى، فقد فضّل الله شهر رمضان على بقيّة شهور السنة، وفضّل يوم الجمعة على غيره من أيام الأسبوع؛ وفي ذلك يقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (خيرُ يومٍ طلعت عليه الشَّمسُ يومُ الجمعةِ، فيه خُلِق آدمُ -عليه السلام-، وفيه أُدخل الجنَّةَ، وفيه أُخرج منها، ولا تقومُ السَّاعةُ إلَّا في يومِ الجمعة)، ولمكانة هذا اليوم كان جديراً بالمسلمين أن يقدروه قدره، فهو منحةٌ إلهيّةٌ لعباده المؤمنين، وقد اختّصه الله تعالى بصلاةٍ تختلف عن باقي الصلوات المفروضة الأخرى؛ ألا وهي صلاة الجمعة، فما حكمها، وما أهمّ سننها وآدابها؟.
حكم صلاة الجمعة
لحكم صلاة الجمعة وعلى من تجب تفصيلٌ بين الفقهاء، وهو على النحو الآتي:
  • انعقد إجماع العلماء على أنّ صلاة الجمعة فرض عينٍ على كلّ مسلم مكلّف وقادر، ومستوفٍ لشروطها، وهي ليست بديلاً عن صلاة الظهر؛ أمّا إن لم يتحصّل المسلم على إدراكها فتجب عليه صلاة الظهر أربع ركعات، وقد ثبت حكمها في القرآن الكريم والسنة النبوية، فقد قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع)،
  • وفي الحديث قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (لقد هممتُ أن آمرَ بالصلاةِ فتقام، ثم أخالفُ إلى منازلِ قومٍ لا يشهدون الصلاةَ، فأحرِّقُ عليهم)،
  • قرّر الفقهاء أنّ صلاة الجمعة تجب على كلّ مسلم استوفى شروط الذكورة، وبلغ سنّ التكليف الشرعي المعتبر، وحضور العقل والإدراك، والقدرة على إتيانها، والإقامة؛ وبذلك فهي لا تجب على: امرأةٍ، أو صبيٍ غير مكلّف، أو مجنونٍ، أو مريضٍ، أو مسافر؛ لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (الجمعةُ حقٌّ واجبٌ على كلِّ مسلمٍ في جماعةٍ إلا أربعةً: عبدًا مملوكاً، أو امرأةً، أو صبيًّا، أو مريضًا)، وأمّا المسافر فلا يلزمه شهود الجمعة؛ لأنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لم يكن يصليها في أسفاره، خلافاً للمسافر الذي ينزل بأرضٍ تُقام فيها صلاة الجمعة؛ فإنّه يصليها معهم، ويجوز شهودها للمرأة والصبي والمريض والمسافر جوازاً لا وجوباً، وتجزأ من حضرها من أصحاب الأعذار عن صلاة الظهر.
العدد الذي تنعقد به صلاة الجمعة





تعدّدت آراء الفقهاء في عدد المصلين الذين تنعقد بهم الجماعة لأداء صلاة الجمعة؛ فقد ذهب أبو حنيفة وغيره إلى أنّ أدنى عددٍ لانعقادها يكون بثلاثةٍ غير الإمام، وذهب أبو يوسف من فقهاء المذهب الحنفيّ إلى انعقادها باثنين سوى الإمام، بينما ذهب الشافعية إلى أنّها لا تنعقد إلا بأربعين من دون الإمام، ودليلهم ما جاء عن ابن كعب بن مالك في قوله: (كُنتُ قائدَ أبي حينَ ذَهَبَ بصرُهُ، فَكُنتُ إذا خَرجتُ بِهِ إلى الجمعةِ فسمِعَ الأذانَ استَغفرَ لأبي أُمامةَ أسعدَ بنِ زُرارةَ، ودعا لَهُ، فمَكَثَتُ حينًا أسمعُ ذلِكَ منهُ، ثمَّ قُلتُ في نَفسي: واللَّهِ إنَّ ذا لعَجزٌ، إنِّي أسمعُهُ كلَّما سمعَ أذانَ الجمعةِ يستغفِرُ لأبي أُمامةَ ويصلِّي عليهِ، ولا أسألُهُ عن ذلِكَ لمَ هوَ؟ فخَرجتُ بِهِ كما كنتُ أخرجُ بِهِ إلى الجمُعةِ، فلمَّا سمعَ الأذانَ استغفَرَ كما كانَ يفعَلُ، فقُلتُ لَهُ: يا أبتاهُ، أرأيتَكَ صلاتَكَ على أسعَدَ بنِ زُرارةَ كلَّما سَمِعتَ النِّداءَ بالجمعةِ لمَ هوَ؟ قالَ: أي بُنَيَّ، كانَ أوَّلَ من صلَّى بنا صلاةَ الجمُعةِ قبلَ مَقدَمِ رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- من مَكَّةَ، في نقيعِ الخضَماتِ، في هزمٍ مِن حرَّةِ بَني بياضةَ، قُلتُ: كَم كنتُمْ يومئذٍ؟ قالَ: أربعينَ رجلًا)، وقالوا: إنّ ترك الظهر إلى الجمعة لا يكون إلا بنصٍّ، ولم يُنقل أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أقام الجمعة بثلاثة رجال، بينما استدلّ الحنفية بحادثةٍ حدثت والنبي -عليه السلام- يخطب، إذ قدمت عير تحمل الطعام؛ فانفضّ كثيرٌ من المسلمين إليها، وتركوا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قائماً، ولم يبق عنده حينها إلا اثنا عشر رجلاً منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ -رضي الله عنهم- وقد أتمّ إقامة الجمعة بهم، واستنبطوا من هذه الحادثة أنّ الثّلاثة تساوي ما بعدها من حيث كونها جمعاً؛ فلا معنى عندهم لاشتراط جمع الأربعين، خلافاً للإثنين؛ فإنّه ليس جمعاً.
السنن المتعلّقة بصلاة الجمعة وفضلها
يختصّ يوم الجمعة بسننٍ كثيرةٍ أُثرِت عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، غير أنّ هناك سنناً
خاصةً بصلاة الجمعة، يستحبُّ للمسلم أن يلتزم بها، ومن أهمّها:
صلاة الجمعة ،حكم إعادة صلاة الظهر بعد أداء صلاة الجمعة .
  • الاغتسال والتطيّب ولبس أحسن الثياب.
  • الحضور المبكّر إلى مصلى الجمعة، والحرص على إدراك خُطبة الإمام من أوّلها.
  • الحرص على الاقتراب من الإمام، مع الحذر من أذيّة المصلين الآخرين.
  • جعل المسلم همّه في الإقبال على استماع الخُطبة من الإمام، وأن لا ينشغل بأيّ كلامٍ أو عملٍ أثناءها؛ لأنّ ذلك يشغل خاطره
  • وقلبه عن حُسن الاستماع للخُطبة
  • التوجّه مشياً إلى مُصلّى الجمعة، وتقصّد عدم الركوب ما دام ذلك مستطاعاً؛ لما في المشي إلى الجمعة من زيادة أجرٍ ورفع درجةٍ.
  • كل الآداب والسنن التي ذُكِرتْ حثّ عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما قال: (مَن غسَّلَ يومَ الجمعةِ واغتسلَ، وبكَّرَ وابتكرَ، ومشَى ولَم يركبْ، ودَنا مِن الإمامِ فاستمعَ، ولَم يَلْغُ، كان لهُ بكلِّ خُطوةٍ عملُ سنةٍ، أجرُ صيامِها وقيامِها).
  • إنّ الالتزام بهذه السنن والتوجيهات النبويّة الكريمة له فضل عظيم، وأجر عميم، وقد جاء عن بعض أهل العلم قولهم: إنّ الثواب المنصوص عليه في الحديث السابق يتضمّن أعلى الأجور وأعظمها في باب فضائل الأعمال التعبديّة بشكل عام.
  • ----------------------------------------------------------------------------------
    حكم إعادة صلاة الظهر بعد أداء
    صلاة الجمعة
يقوم بعض الفضلاء في بلدانهم، بإعادة صلاة الظهر بعد أداء صلاة الجمعة، زيادة في الاحتياط، ويرون وجوب إعادتها لتعدد أداء صلاة الجمعة في البلد، فيكون تعددها عندهم مبطلاً للجمعة.
لهذا يوجبون بعد الانتهاء من صلاة الجمعة وجوب إعادة صلاة الظهر، أو أنَّهم يرون وجوب إعادتها لاختلال شرط من شروط أداء صلاة الجمعة.

ويحتجون بما ورد عن الشافعي رحمه الله أنه قال : ( لا تقام جمعتان في مصرٍ وإن كبُرَت) مع أنَّ الشافعية اختلفوا في تفسير هذه الكلمة فحمله بعضهم على الإطلاق مثل السبكي، وقال بعضهم مراده :إذا لم يكن مشقة ، وقال بعضهم: يجوز التعدد بقدر الحاجة .

من المعلوم أنّه حينما كبرت البلدان، وكثرت الناس، فإنَّه يستحيل أن يجمعهم مسجد واحد، وقد تحدث بعض العلماء عن أول مرة حصل فيها بناء مسجد جامع آخر يصلون فيه الجمعة غير المسجد الجامع الأصلي الذي يصلون فيه صلاة الجمعة.

يقول السبكي :
"وَبُنِيَتْ بَغْدَادُ وَحَدَثَ فِيهَا جَوَامِعُ أَوَّلًا جَامِعُ الْمَنْصُورِ ثُمَّ جَامِعُ الْمَهْدِيِّ ثُمَّ غَيْرُهُمَا ، وَكَانَتْ بَلْدَةً عَظِيمَةً فَاخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فَأَبُو حَنِيفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَأَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ إلَّا جُمُعَةٌ وَاحِدَةٌ وَكَذَلِكَ قَالَ مَالِكٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

وَأَبُو يُوسُفَ رَحِمَهُ اللَّهُ رَأَى بَغْدَادَ وَبَيْنَ جَامِعِيهَا نَهْرٌ فَرَأَى جَوَازَ جُمُعَتَيْنِ إمَّا لِأَنَّهَا فِي حُكْمِ بَلَدَيْنِ فَالْجَانِبُ الشَّرْقِيُّ بَلَدٌ وَالْجَانِبُ الْغَرْبِيُّ بَلَدٌ وَهَذَا لَيْسَ بِبَعِيدٍ وَلِهَذَا مَا كَانَ يُوضَعُ الْجِسْرُ الَّذِي عَلَى النَّهْرِ وَقْتَ الْجُمُعَةِ وَعَلَى هَذَا لَمْ يَقُلْ بِتَعَدُّدِ الْجُمُعَةِ فِي الْبَلَدِ الْوَاحِدِ وَإِمَّا لِأَنَّ حَيْلُولَةَ النَّهْرِ فِي الْبَلَدِ الْوَاحِدِ الْمُحْوِجِ إلَى السِّبَاحَةِ يَشُقُّ مَعَهُ حُضُورُ الْجُمُعَةِ مَعَ أَنَّ كُلَّ جَانِبٍ تُقَامُ فِيهِ الْحُدُودُ فَأَشْبَهَ الْجَانِبَانِ الْبَلَدَيْنِ وَإِنْ كَانَا بَلَدًا وَاحِدًا، وَالْمَنْقُولُ عَنْهُ فِي أَكْثَرِ الرِّوَايَاتِ أَنَّهُ لَا يَقُولُ هَذَا فِي غَيْرِ بَغْدَادَ كَأَنَّهُ رَأَى أَنَّ غَيْرَهَا لَا يُشَارِكُهَا فِي هَذَا الْمَعْنَى فَلَوْ وَجَدْنَا مَا يُشَارِكُهَا بِمُقْتَضَى قَوْلِهِ أَنْ يُقَاسَ عَلَيْهِ فَيَجُوزُ .

وَرَأْيُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّ ذَلِكَ جَائِزٌ يُرِيدُونَ مَا قَالَهُ أَبُو يُوسُفَ مِنْ الشَّرْطِ وَيَنْبَغِي أَنْ يُفْهَمَ أَنَّ مَذْهَبَهُ هَذَا عِنْدَ الْحَاجَةِ لِأَنَّهُ إنَّمَا تَكَلَّمَ فِي ذَلِكَ فَيَتَقَيَّدُ بِحَسَبِ الْحَاجَةِ وَلَا يُحْمَلُ عَلَى إجَازَةِ تَعَدُّدِهَا مُطْلَقًا فِي كُلِّ الْمَسَاجِدِ فَتَصِيرُ كَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ حَتَّى لَا يَبْقَى لِلْجُمُعَةِ خُصُوصِيَّةٌ . فَإِنَّ هَذَا مَعْلُومٌ بُطْلَانُهُ بِالضَّرُورَةِ لِاسْتِمْرَارِ عَمَلِ النَّاسِ عَلَيْهِ مِنْ زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَى الْيَوْمَ ، وَدَخَلَ الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَغْدَادَ وَهِيَ عَلَى تِلْكَ الصُّورَةِ وَلَمْ يُنْقَلْ إلَيْنَا أَنَّهُ أَنْكَرَ ذَلِكَ فَاخْتَلَفَ أَصْحَابُهُ فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ كَقَوْلِ أَبِي يُوسُفَ وَهُوَ قَوْلُ أَبِي الطَّيِّبِ وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ جَارٍ لِلْمَشَقَّةِ ، وَقَالَ الرَّافِعِيُّ : إنَّهُ اخْتِيَارُ أَكْثَرِ أَصْحَابِنَا تَعْرِيضًا وَتَصْرِيحًا".

والحقيقة أنَّ قول من يرى بجواز أو جوب إعادة صلاة الظهر بعد صلاة الجمعة لتعدد المساجد في ذلك، قول ضعيف؛ فإن الله لم يفترض على عباده في كل يوم وليلة إلا خمس صلوات، وفي الصحيحين أن الأعرابي لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم: هل علي غيرها؟، قال: (إلا أن تطوع شيئاً).

كما أنّ الناس عقب الانتهاء من الصلاة ينتشرون في الأرض لا أن يعيدوا الصلاة مرة أخرى كما قال تعالى فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون).
وقد أنكر هذه الصلاة وعدَّها من البدع جماعة من أهل العلم منهم علاَّمة الشام جمال الدين القاسمي، فقال: وقد اتفق في عهد حسين باشا والي مصر المذاكرة لديه في بدعة الظهر جماعة بعد الجمعة فمنع أهل الأزهر منها ، نقله الشبراملسي في رسالته التي ألفها في سبب صلاة الظهر يومئذ فرحمه الله على منعه من هذه البدعة وأثابه خيراً ووفق من تنبه لمنعها بمنّه وكرمه ] إصلاح المساجد ص 45 - 46.
وكذا أنكرها الشيخ محمد رشيد رضا، فقال: "الذي أعتقده أن ما يفعله من يسمون أنفسهم شافعية من صلاة الجمعة في مساجد الأمصار ، وإتباعها فيها بصلاة الظهر يقيمونها جماعة بعدها زاعمين أن الله أوجب عليهم في هذا اليوم فريضتين في وقت واحد - هو بدعة".

وللشيخ مصطفى الغلاييني رسالة نافعة في هذه المسألة اسمها : "البدعة في صلاة الظهر بعد الجمعة" نُشِرَت في مجلة "المنار".

لكن لابّد من التنبيه على قضيّة وهي أنّ القصد من صلاة الجمعة اجتماع الناس؛ ولا ريب أنَّ الرسول - عليه الصلاة والسلام - والصحابة والتابعين كانوا يصلون في موضع واحد لقصد اجتماع الأجساد والأرواح وتتلاقى فيما بينها فتتآلف، وحينما سئل الإمام أحمد عن تعدد الجمعة؟ قال: ما علمت أنه صلي في المسلمين أكثر من جمعة واحدة.

فهذا هو الأليق بالمساجد أن يجتمع فيها الناس؛ وأن تُخصّص مساجد كُبرى تجمع المسلمين ويُصلُّون فيها؛ حتّى لو أُغلقت بعض المساجد؛ لأنّ القصد من الجمعة اجتماع الناس؛ وبعض المساجد لا يكون فيها العدد الكامل بل قد تتقارب المساجد حتى يُمكن اجتماعهم في أكبر مسجد منها أو يوزّعون حسب قربهم من المساجد.

ويكون هذا إصلاح إداري تشغيلي للمساجد؛ لكي تكون فيها طبيعة الاجتماع الكامل؛ وبهذا يتحقق الاجتماع ويقلّ الخلاف بين الناس، وهو من أعظم مقاصد خدمة الناس في المساجد أن يكونوا من أهل الائتلاف لا من أهل الشقاق والخلاف..
والله تعالى أعلم.......خبَّاب بن مروان الحمد
صلاة الجمعة ،حكم إعادة صلاة الظهر بعد أداء صلاة الجمعة .
حكم إعادة صلاة الظهر عقب صلاة الجمعة الشيخ ابن باز
السؤال: كثيرون سماحة الشيخ هم الذين يسألون عن إعادة صلاة الظهر بعد صلاة الجمعة ومن بينهم صاحب هذه الرسالة يقول: ما حكم إعادة صلاة الظهر بعد صلاة الجمعة هل هي واجبة أم مندوبة، لأنه عندنا الإمام يقوم بإعادة صلاة الظهر بعد صلاة الجمعة ويقول: خوفاً من قبول صلاة الجمعة وذلك لعدم توفر جميع أركان الجمعة، أفيدونا أفادكم الله؟
الجواب: إعادة صلاة الظهر بعد صلاة الجمعة أمر محدث لم يكن في عهد أصحاب النبي ﷺ ولا في عهد التابعين لهم بإحسان، والجمعة تكفي عن الظهر وهي فرض الوقت، فلا يجوز أن يجمع بينهما، الله فرض علينا خمس صلوات في يوم الجمعة وفي غير يوم الجمعة، في يوم الجمعة خمس: الفجر والجمعة والمغرب والعشاء، هذه خمس، الفجر والجمعة والعصر والمغرب والعشاء خمس فروض، فإذا صلى ظهراً بعد الجمعة فقد زاد سادسة، فلا وجه لذلك فهي بدعة، ونرجو ممن يتعاطى هذا من أهل العلم أن يعيدوا النظر وأن يتبصروا في الأدلة ومتى أعادوا النظر وفقهم الله للبصيرة في هذا، أرجو من إخواني أهل العلم الذين يفعلونها أن يعيدوا النظر، الرسول عليه السلام يقول: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد يعني: فهو مردود، ويقول عليه الصلاة والسلام: منن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد متفق على صحته من حديث عائشة رضي الله عنها.
فالواجب على أهل العلم الذين يعيدونها أن يتقوا الله وأن يتركوا هذه الإعادة فإنها بدعة لا وجه لها، ومتى صليت الجمعة أجزأت عن الظهر، وإذا كان عندهم شك في الجمعات ولهم النظر في الموضوع ليس إلى غيرهم فلينظروا، فالجمعة التي لا حاجة إليها تلغى، والجمعة التي لها حاجة تبقى، أما مجرد الظنون والشكوك والأوهام فلا وجه لها، الأصل أن هذه الجمعة إنما أقيمت للحاجة إليها، إما للتباعد وإما لكون الجمعة الموجودة أو إما لكون المسجد الموجود يضيق بالناس ولا يسعهم أو لأسباب أخرى اقتضاها الشرع.
فالأصل أن هذه الجمعات مجزئة هذا هو الأصل فلا يجوز ظن السوء وحمل الناس على أنهم صلوا جمعة غير صحيحة؛ هذا سوء ظن لا وجه له بل يجب حمل الناس على أحسن المحامل وأن هذه الجمعة إنما أقيمت للحاجة إليها فلا حاجة إلى صلاة الظهر بعدها، والرسول ﷺ قال في الحديث الصحيح: وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة يقول ﷺ: (أما بعد) -يقول في خطبة الجمعة كما روى مسلم في الصحيح- أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد ﷺ وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة، فليس للعالم ولا لغير العالم أن يحدث في دين الله ما ليس منه، ولكن الخطر على العالم أكثر لأنه يقتدى به، والواجب أن ينظر وأن يتأمل حتى يحكم فيما فعل على بصيرة ولا شك أن هذه بدعة لا وجه لها، فالواجب تركها على العالم وغير العالم. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً، من أين تسرب هذا الشك سماحة الشيخ؟
الشيخ: لأنه هناك خلاف بين العلماء في إقامة الجمعة الثانية والثالثة والرابعة، بعض أهل العلم يقول: لابد في المدينة من جمعة واحدة ولا حاجة إلى جمعات وهذا قول خاطئ؛ لأن المدن تختلف فليس كل مدينة يكفيها جمعة واحدة، بعض المدن بين أطرافها مسافات طويلة والمسجد لا يسع من حوله من الناس ولا يسع من بعد عنه ولا يستطيعون المجيء إليه، فلهذا قرر العلماء رحمة الله عليهم إقامة جمعات في بلاد واحدة، اتسعت البلد وتباعدت أطرافها وكثر سكانها يكون في كل حي منها جمعة يكفي أهله، هذا هو الواجب وهذا الذي قد تقرر عند أهل العلم، فإذا وجدت الأسباب كالتباعد أو ضيق المسجد أو صارت البلد فيها قبيلتان أو قبائل بينهم تشاحن ما يستطيعون أن يجتمعوا في مسجد واحد يخشى أن يقع بينهم فتنة جعل لكل قبيلة مسجد يخصهم دفعاً للفتن، هذا كله من الأسباب.
بحث من عملي
صلاة الجمعة ،حكم إعادة صلاة الظهر بعد أداء صلاة الجمعة .
صلاة الجمعة ،حكم إعادة صلاة الظهر بعد أداء صلاة الجمعة .









إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#2

افتراضي رد: صلاة الجمعة ،حكم إعادة صلاة الظهر بعد أداء صلاة الجمعة .


رد: صلاة الجمعة ،حكم إعادة صلاة الظهر بعد أداء صلاة الجمعة .
رد: صلاة الجمعة ،حكم إعادة صلاة الظهر بعد أداء صلاة الجمعة .

إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
خصائص يوم الجمعة بإختصار أم أمة الله فتاوي وفقه المرأة المسلمة
يوم الجمعة هو خير الأيام وسيدها أم أمة الله فتاوي وفقه المرأة المسلمة
بحث عن الصلاة ريموووو منتدى عدلات التعليمي
خطبة الجمعة بين الإطالة والإقصار حياه الروح 5 المنتدي الاسلامي العام
الجمعة يوم عبادة اماني الغالية المنتدي الاسلامي العام


الساعة الآن 11:40 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل