أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي تفسير سورة ق كاملة


تفسير سورة ق كاملة

الآية 1، والآية 2، والآية 3:﴿ ق: سَبَقَ الكلام على الحروف المُقطَّعة في أول سورة البقرة، ﴿ وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ ﴾ (يُقسِم الله تعالى بالقرآن ذي الشرف والخير الكثير) (هذا هو القسم، وأما الشيء الذي يَقسم الله عليه فهو محذوف بَلاغةً (لأنه يُفهَم من الآية التي بعده)، وتقديره: (لقد أرسلتُ محمداً ليُبَلّغ رسالتي إلى خلقي، ويُنذرهم عذابي إن خالَفوا أمري)، ﴿ بَلْ عَجِبُوا: يعني ولكنّ المُكَذِّبين مِن قريش تعَجَّبوا ﴿ أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ ﴾ أي بَشَرٌ مِثلهم - يعرفون صدقه وأمانته - ليُنذرهم عقاب ربهم ﴿ فَقَالَ الْكَافِرُونَ ﴾: ﴿ هَذَا ﴾ أي الذي يدعونا إليه ﴿ شَيْءٌ عَجِيبٌ ﴾، ﴿ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًانَرجع بعد ذلك إلى خِلقتنا التي نحن عليها الآن؟ ﴿ ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ: يعني ذلك الإرجاع بعيد الوقوع.




الآية 4:﴿ قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ: يعني لقد عَلِمنا ما تُفنِيه الأرض من أجسادهم بعد موتهم ﴿ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ ﴾ أي كتابٌ محفوظٌ من التغيير والتبديل، ومحفوظٌ فيه كل ما يجري عليهم في حياتهم وبعد مماتهم (وهو اللوح المحفوظ).




الآية 5:﴿ بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ: أي كذَّبَ هؤلاء المُشرِكون بالقرآن حين جاءهم، ﴿ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ: يعني فهم في أمْرٍ مضطرب بسببه، إذ اضطربتْ أقوالهم فيه إلى أقوالٍ عديدة، ولم يستقروا على شيءٍ منها، والسبب في ذلك أن فصاحة القرآن وبلاغته قد أذهلتهم، إذ تحداهم أن يأتوا بسورة مِن مثله فعجزوا عن ذلك (رغم أنهم أفصح الناس وأبلَغهم)، فاضطروا إلى اللجوء لهذه الأقوال الباطلة حتى يصدوا الناس عن الإيمان به.




الآية 6، والآية 7، والآية 8:﴿ أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا بلا أعمدة، وجعلناها مستوية الأرجاء، ثابتة البناء، ﴿ وَزَيَّنَّاهَا ﴾ بالنجوم، ﴿ وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ ﴾ أي ليس فيها شقوق ولا فتوق، بل هي سليمة من الخلل والعيوب؟ ﴿ وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا ﴾ أي جعلناها مُمتدة مُتسعة، وبَسَطناها لتستطيعوا العَيش فوقها ﴿ وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ: أي وَضَعْنا في الأرض جبالاً راسيةً لتُثَبِّتها ﴿ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ: أي أنبتنا فيها من كلنوع من أنواع النبات الحَسَن النافع الذي يَسُرُّ الناظرينَ إليه، وقد جعل الله هذه الآيات العظيمة ﴿ تَبْصِرَةً: أي براهين ظاهرة يَستدِل بها أصحابالبصائر على وحدانية اللهِ تعالى وقدرته على البعث (لأنّ ذلك أهون عليه مِن خلْق السماوات والأرض وما فيهما)، ﴿ وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ ﴾ أي موعظة يتذكر بها كل عبد راجع إلى ربه بالتوبة، مُقِرٌّ لهبتوحيده، مُخلِصٌ له في عبادته (فهذا هو الذي يَنتفع بآيات ربه).



الآية 9، والآية 10، والآية 11:﴿ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا أي كثير المنافع ﴿ فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ ﴾ أي بساتين كثيرة الأشجار ﴿ وَحَبَّ الْحَصِيدِ ﴾ يعني: وحب الزرع المحصود (كالقمح وغيره)، ﴿ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ ﴾ أي طِوالاً عاليات، ﴿ لَهَا طَلْعٌ ﴾ أي ثمر ﴿ نَضِيدٌ ﴾ أي متراكب بعضه فوق بعض، وقد أنبتنا ذلك الزرع والثمر والحَبّ ﴿ رِزْقًا لِلْعِبَادِ ﴾ ليأكلوا منه بحسب حاجاتهم، ﴿ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا: يعني أحيينا بهذا الماء بلدة يابسة لا حياةَ فيها، ﴿ كَذَلِكَ الْخُرُوجُ ﴾ يعني: وكما أحيا سبحانه هذه الأرض الميتة بالنبات، فكذلك تُخرَجون يوم القيامة من قبوركم أحياءللحساب والجزاء.



الآية 12، والآية 13، والآية 14:﴿ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ أي قبل هؤلاء المُشرِكين من قريش: ﴿ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ ﴾ (وهُم أصحاب البئر، الذين قتلوا نَبِيَّهم وألقوه في البئر فأهلكناهم)، ﴿ وَثَمُودُ ﴾ (وهم قوم صالح) ﴿ وَعَادٌ ﴾ (وهم قوم هود) ﴿ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ ﴾أي إخوانه في الوطن الذي كان يعيش فيه،﴿ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ ﴾ (وهم قوم شعيب) (والأيْكة هي المدينةِ ذات الأشجار الملتفة الأغصان) ﴿ وَقَوْمُ تُبَّعٍ ﴾ اليمني، ﴿ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ ﴾ يعني: كل هؤلاء الأقوام قد كذَّبوا رُسُلهم ﴿ فَحَقَّ وَعِيدِ ﴾ أي: فوَجَبَ عليهم وعيدي لهم بالعذاب على كُفرهم.




الآية 15:﴿ أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ: يعني أفَعَجَزْنا عن ابتداء الخلق الأول الذي خلقناه ولم يكن شيئًا؟!، كلا لم نَعجَز، ﴿ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ ﴾ يعني: ولكنّ المُكَذِّبين في حَيْرة وشك ﴿ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ﴾ وهو البعث بعد الموت، (وكيف ذلك، والذي خَلَقهم أول مرة قادرٌ أن يعيدهم كما بدأهم؟!، بل إن إعادة الخَلق أهْوَنُ عليه سبحانه، لأنّ إعادة الشيء كما كان، أسهل من إيجاده أول مرة).




الآية 16، والآية 17، والآية 18:﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ﴿ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ: أي نعلم ما تُحَدِّثه به نفسه من الخواطر والإرادات، ﴿ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ: أي نحن - بقدرتنا عليه وعِلمنا بما يُسِرُّهُ وما يُعلِنه - أقرب إليه ﴿ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (وهو عِرْق في العُنُق متصل بالقلب) ﴿ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِأى: نحن أقرب إليه بعِلمنا، وذلك حينَ يَكتب المَلَكان المُكَلَّفان بكتابة أعماله ﴿ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ﴾ أي: وهُما مُلازِمانِ له عن يمينه وعن شماله (فالذي عن اليمين يكتب الحسنات، والذي عن الشمال يكتب السيئات)، ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ ﴾ يعني: ما يتكلم بكلمة ﴿ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ (والمقصود أنّ هذين المَلَكين، كِلاهما (رقيب) أي مُراقبٌ لأعمال الإنسان، وكِلاهما (عتيد) أي مُعَدّ لكتابة أعماله).




الآية 19، والآية 20:﴿ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ: أي جاءت شدة الموت وآلامه ﴿ بِالْحَقِّ ﴾ الذي لا مَرَدَّ له ولا مَفَرَّ منه، ﴿ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ﴾ يعني ذلك ما كنت منه تهرب أيها الإنسان وتفزع، ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ﴾ وهو القرن المعروف بـ "البوق" نفخة البعث الثانية، ﴿ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ ﴾ الذي توعَّد الله به الكفار والعُصاة (وهو يوم القيامة).




الآية 21، والآية 22:﴿ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ يوم القيامة ﴿ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ: أي معها مَلَكان، أحدهما يسوقها إلى المَحشر، والآخر يَشهد عليها بما عملتْ في الدنيا من خير وشر،﴿ لَقَدْ كُنْتَ ﴾ أيها الإنسان ﴿ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا ﴾ أي من هذا الذي رأيتَه اليوم ﴿ فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ ﴾ الذي غطَّى قلبك، فزالت الغفلة عنك، ﴿ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾ أي قويٌ حادّ، ترى به ما كنت تنكره من البعث والجزاء.






من الآية 23 إلى الآية 26:﴿ وَقَالَ قَرِينُهُ - وهو المَلَك الكاتب لأعماله، الشهيد عليها -: ﴿ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ: يعني هذا هو ما عندي من كتاب أعماله، وهو مُعَدٌّ محفوظ حاضر، ثم يقول الله للمَلَكين المُكَلَّفَيْن به - السائق والشهيد - إذا حَكَمَ الله عليه بالنار:﴿ أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ ﴾ أي كثيرَ الكفر والتكذيب، جاحد بأن الله هو الإلهُ الحقُّ، ﴿ عَنِيدٍ ﴾ أي مُعانِد للحق، ﴿ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ: أي كثير الامتناع عن أداء ما عليه من الحقوق في ماله، ﴿ مُعْتَدٍ ﴾ على حدود الله وعلى عباده، ﴿ مُرِيبٍ: أي شاكٍّ في وعد الله ووعيده، ﴿ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ ﴾ أي عَبَدَ معه معبودًا آخر مِن خَلقه، ﴿ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ﴾ في جهنم.




الآية 27: ﴿ قَالَ قَرِينُهُ (والمقصود به هنا: شيطانه الذي كان معه في الدنيا): ﴿ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ ﴾ أي ما أجْبرته على الطغيان والضلال، ﴿ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴾ عن طريق الحق والرشاد، متوغلاً في الشِرك والعصيان.

الآية 28، والآية 29: ﴿ قَالَ اللهُ تعالى: ﴿ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ ﴾: أي لا تتجادلوا عندي في موقف الحساب; إذ لا فائدة من ذلك، ﴿ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ ﴾ في الدنيا ﴿ بِالْوَعِيدِ ﴾ مِن عذابي، لمن كَفَرَ بي وعصاني، ﴿ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ ﴾ أي لا مُبَدِّلَ لوعدى، ولا مُعَقِّبَ لحُكمي، بل هو كائنٌ لا مَحالة، ﴿ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ(فلا أعذِّب أحدًا إلا بعد قيام الحُجَّة عليه، ولا أعذِّب أحدًا بذنب أحد).




الآية 30: ﴿ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ: ﴿ هَلِ امْتَلَأْتِ ﴾؟ ﴿ وَتَقُولُ ﴾: ﴿ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ﴾؟ يعني هل من زيادة من الجن والإنس؟ فعندئذٍ يضع الرب سبحانه قدمه فيها، فيَنزوي بعضها على بعض (أى يُضَمّ بضعها إلى بعض) وتقول: قط، قط (أي اكتفيت اكتفيت، فحينئذٍ تمتلئ) (والحديث في البخاري ومسلم)، طبعاً مِن غير أن نُشَبِّه قدم الرب تبارك وتعالى بقدم المخلوق، لأنه سبحانه ليس كمثله شيئ، ولكننا نُثبِت القدم كما أثبتها الله لنفسه، وكما أثبتها له نبيّه صلى الله عليه وسلم مِن غير أن نُشَبهها بشيء).




من الآية 31 إلى الآية 35:﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ أي قُرِّبت الجنة ﴿ لِلْمُتَّقِينَ ﴾، فصارت ﴿ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴾ منهم، (فهم يشاهدونها زيادةً لهم في المَسَرَّة)، ويُقال لهم: ﴿ هَذَا مَا تُوعَدُونَ: يعني هذا هو النعيم المقيم الذي كنتم توعدون به في الدنيا ﴿ لِكُلِّ أَوَّابٍ ﴾ أي تائب مِن ذنوبه، ﴿ حَفِيظٍ ﴾ أي يَحفظ حدود الله فلا يَنتهكها، ويحافظ على الطاعات التي يتقرب بها إلى ربه، وهو﴿ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ: أي خاف الرحمن في الدنيا (حينَ لم يكن يَراه أحدٌ غيره سبحانه)، ﴿ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ: أي لَقِيَ ربه يوم القيامة بقلبٍ تائب من الذنوب، ويُقال لهؤلاء المتقين:﴿ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ﴾ أي ادخلوا الجنة سالمينَ من الهموم والشرور ومِن كل سوء، آمنينَ فيها من جميع المكاره والمخاوف ﴿ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ﴾﴿ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا ﴾ أي في الجنة ﴿ وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ:أي عندنا ما هو أعظم من النعيم الذي أعطيناه لهم (وهو التلذذ بالنظر إلى وجه الله الكريم)، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح مسلم -: (إذا دخل أهل الجنةِ الجنة، يقول الله تعالى: تريدون شيئاً أزيدكم؟، فيقولون: ألم تُبَيِّض وجوهنا؟ ألم تُدخِلنا الجنة وتنجنا من النار؟ قال: فيُرفع الحجاب، فيَنظرون إلى وجه الله، فما أُعْطُوا شيئاً أحبّ إليهم من النظر إلى ربهم)، ثم تَلا صلى الله عليه وسلم: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ).




الآية 36، والآية 37:﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ: يعني ولقد أهلكنا كثيراً من الأمم المكذبة قبل مُشرِكي قريش، ﴿ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا ﴾ أي كانوا أشد منهم قوة ﴿ فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ أي بحثوا وفتَّشوا في البلاد، قائلين:﴿ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ ﴾؟ يعني هل مِن مَهرب يُنَجِّينا من عذاب الله؟ فلم يجدوا، ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ ﴾ أي في إهلاك الأمم الماضية - رغم قوتها وكثرة حصونها - ﴿ لَذِكْرَى ﴾ أي عبرة ﴿ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ ﴾ يَعقل به، ﴿ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ: يعني أصغى السمعَ لآيات الله ﴿ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ يعني: وهو حاضرٌ بقلبه، غير غافل ولا ساهٍ.




الآية 38: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا من أصناف المخلوقات ﴿ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ﴾﴿ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ: يعني ما أصابنا تعب ولا إعياء بسبب ذلك الخلق، (ففي هذه القدرة العظيمة دليلٌ على قدرته سبحانه على إحياء الموتى، فإنّ ذلك أهون عليه).




من الآية 39 إلى الآية 42:﴿ فَاصْبِرْأيها الرسول ﴿ عَلَى مَا يَقُولُونَ ﴾ من التكذيب والاستهزاء (فإن الله لهم بالمرصاد)، ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ﴾ أي استعن على هذا الصبر بالصلاة (المشتملة على التسبيح والحمد) ﴿ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ ﴾ أيفي صلاة الفجر، ﴿ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ﴾ أي في صلاة العصر، ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ: أي صَلِّ له من الليل، ﴿ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ ﴾ يعني: وسبِّحْ ربك واحمده بعد الصلوات المفروضة،﴿ وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ ﴾ وهو المَلَك "إسرافيل" الذي ينادي بنفخه في (البُوق) الذي يُشبه القرن ﴿ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ﴾ أي قريب من موقف الحشر والحساب، ﴿ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ ﴾ أي يومئذٍ يَسمع الموتى صيحة البعث ﴿ بِالْحَقِّ ﴾ الذي لا شك فيه،﴿ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ﴾ أي ذلك هو يوم خروج أهل القبور من قبورهم.




الآية 43، والآية 44: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الخَلق من العدم، ثم ننفخ فيهم الروح، ﴿ وَنُمِيتُ ﴾ أي نميتهم في الدنيا بعد انتهاء آجالهم، ﴿ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ: يعني إلينا مصيرهم جميعًا يوم القيامة للحساب والجزاء﴿ يَوْمَ تَشَقَّقُ ﴾ أي تتشقق ﴿ الْأَرْضُ عَنْهُمْ ﴾ أي عن الموتى المدفونين بها، فيَخرجون منها ﴿ سِرَاعًا: أي مُسرعين لإجابة الداعي (الذي دعاهم إلى الوقوف بين يدي الله للحساب)، ﴿ ذَلِكَ ﴾ أي الجمع في موقف الحساب، هو ﴿ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ ﴾ أي سَهلٌ علينا لا صعوبة فيه، فإننا نقول للشيء كن فيكون.




الآية 45: ﴿ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ أي بما يقوله هؤلاء المُشرِكون مِن الافتراء على الله تعالى والتكذيب بآياته، ﴿ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ ﴾ أيها الرسول ﴿ بِجَبَّارٍ ﴾ أي لستَ مُسَلَّطاً عليهم لتجبرهم على الإسلام، وإنما بُعِثْتَ مُبلِّغًا لهم، ﴿ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ ﴾ أي ذكِّر - بمواعظ القرآن وأدلته - مَن يَخافُ وعيدي (لأنّ مَن لا يخاف الوعيد: لا يَتذَّكر ولا يتعظ).
.........

من سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف أ.د. التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو التفسير.
واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.

رامى حنفى محمود
شبكة الألوكه الشرعية






تفسير سورة ق كاملة







#2

افتراضي رد: تفسير سورة ق كاملة


(الآية 1 ﴿ ق: سَبَقَ الكلام على الحروف المُقطَّعة في أول سورة البقرة)

الآية 1: ﴿ الم ﴾: هذه الحروف - وغيرها من الحروف المُقطَّعَة في أوائل السور - فيها إشارة إلى إعجاز القرآن الكريم، فقد تحدى اللهُ به المشركين، فعجزوا عن مُعارضته، مع أنه مُرَكَّب من هذه الحروف التي تتكون منها لُغَتُهُم، فدَلَّ عَجْزُ العرب عن الإتيان بمثله - مع أنهم أفصحُ الناس - على أنّ القرآنَ وَحْيٌ من عند الله).

من تفسير الربع الأول من سورة البقرة

رامى حنفى محمود





قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
القران الكريم كاملاً بصوت السديس .mp3 - استماع وتحميل Admin القرآن الكريم
القران الكريم كاملاً بصوت الحصري 2025 .mp3 - استماع وتحميل Admin القرآن الكريم
مصحف الشيخ ماهر المعيقلي كاملاً بجودة عالية mp3 عاشقة الفردوس القرآن الكريم
أسماء سور القرآن ĦǎḒồỘǒŜĦ Ằŋẵ المنتدي الاسلامي العام


الساعة الآن 04:52 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل