أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي تفسير الربع السادس والسابع من سورة البقرة بأسلوب بسيط

تفسير الربع السادس والسابع  من سورة البقرة بأسلوب بسيط


الآية 93: ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا وأطيعوا، وإلا أسقطنا عليكم الجبل،﴿ قَالُوا سَمِعْنَا ﴾ قولك ﴿ وَعَصَيْنَا أمرك، ﴿ وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ : أي وذلك العِصيان؛ لأنَّ عبادة العِجل قد امتزجت بقلوبهم بسبب تماديهم في الكفر، ﴿ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ ﴾: أي قَبُحَ ما يَأمُرُكُم به إيمانُكُم مِن الكُفر والضلال، ﴿ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ حقًّا بما أنزلَ اللهُ عليكم).

الآية 95: (﴿ وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ﴾: أي ولن يتمنى اليهودُ الموتَ أبدًا؛ لِما يعرفونه مِن صِدق النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومِن كذبهم وافترائِهم، وبسبب ما ارتكبوه مِن الكُفر والعِصيان، ﴿ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴾ وسيُجازيهم على ذلك)، "وفي الآيةِ دليلٌ على إعجاز القرآن الكريم، وأنه كلامُ اللهِ تعالى الذي بيدِهِ كلُّ شيء، والذي يعلمُ كلَّ شيء، فقد طلب اللهُ تعالى منهم تَمَنِّيَ الموت، حينَ زعموا أنَّ الجنة خاصة بهم مِن دون الناس، وأنهم إذا ماتوا دخلوها، فلم يتمنَّوا الموت، رغمَ قدرتِهم على تمَنِّيهِ ولو كذبًا، ورغمَ توبيخِ اللهِ لهم بأنهم لن يتمنوه".


الآية 96: (﴿ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا ﴾: أي وأَحْرَصَ مِن الذين أشركوا، يعني تزيد رغبتهم في طول الحياة على رغبات المشركين، أيًّا كانت هذه الحياة من الذِّلَّة والمَهانة، ﴿ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ ﴾: يعني وما تعميرُهُ في الدنيا بمُزَحْزحِهِ من عذابِ الله، ﴿ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴾ ).


الآية 97: (﴿ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ ﴾: أي فإنَّ جبريل نزَّل القرآن على قلبك ﴿ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾).

الآية 98: ( ﴿ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ ﴾: أي وخاصةً المَلَكين جبريل ومِيكال؛ لأن اليهود زعموا أنَّ جبريل عدوهم، وأنَّ مِيكال وليُّهم، فأعلمَهُم اللهُ تعالى أنه مَن عادى واحدًا منهما فقد عادى الآخر وعادى اللهَ أيضًا، ومَن عادى اللهَ ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ﴾ ).


الآية 99: (﴿ وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ﴾: أي آياتٍ واضحاتٍ تدلُّ على أنَّك رسولٌ مِن اللهِ صِدقًا وحقًّا، ﴿ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ ﴾).


الآية 102: (﴿ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ ﴾: أي واتَّبعَ اليهودُ ما تُحَدِّث الشياطينُ به السَّحَرةَ على عهد مُلك سليمان، ﴿ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ ﴾ وما تَعَلَّم السِّحر، ﴿ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا ﴾ حين ﴿ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ﴾ إفسادًا لدينهم، ﴿ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ﴾: أي وكذلك اتبع اليهودُ السِّحرَ الذي أُنزلَ على الملَكَين (هاروت وماروت) بأرض "بابل" في "العراق" امتحانًا وابتلاءً مِن اللهِ لعباده، ﴿ وَمَا يُعَلِّمَانِ ﴾ - أي المَلَكَان - ﴿ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ ﴾ بتعلم السِّحر وطاعة الشياطين، ﴿ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ﴾: أي ما يُحْدِثون به الكراهية بين الزوجين حتى يتفرَّقا، ﴿ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا ﴾ - أي اليهود - ﴿ لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ﴾: أي أنَّ مَن اختار السِّحر وترك الحق ما له في الآخرة مِن نصيبٍ في الجنة، بل هو مُوجِبٌ للعقوبة، ﴿ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ ﴾: أي باعوا بهِ ﴿ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾).


الآية 103: (﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ ﴾: أي لأيقَنوا أن ثوابَ الله خيرٌ لهم مِن السِّحر، ومما اكتسبوه به ﴿ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾).


الآية 104: (﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا ﴾: أي راعِنا سَمْعَك، فافهَم عنا وأفهِمْنا؛ لأن اليهود كانوا يقولون هذه الكلمة للنبي صلى الله عليه وسلم - يلوون ألسنتهم بها - يقصدون سَبَّهُ ونِسبَتَهُ إلى الرُّعُونة، ﴿ وَقُولُوا انْظُرْنَا ﴾: أي انظر إلينا وتعهَّدْنا، وهي تؤدي المعنى المطلوب، ﴿ وَاسْمَعُوا﴾ ما يُتلَى عليكم مِن كتابِ ربكم وافهموه، ﴿ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾).


الآية 105: ( ﴿ مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾: سواء كانَ هذا الخير قرآنًا أو عِلمًا، أو نَصرًا أو بشارَة، ﴿ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ ﴾: أي بالنبُوَّة والهداية إلى أكمل الشرائع ﴿ مَنْ يَشَاءُ ﴾ مِن عِباده، ﴿ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾: أي ذو العطاء الكثير الواسع).




الآية 106:﴿ مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا ﴾: أي وما نُبدِّلْ مِن آيةٍ أو نُزِلها من القلوب والأذهان إلا و﴿نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا في التكليف والثواب، ولكلٍّ حِكمة، ﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌلا يُعجزُهُ شيء، إِذ مَن يَقدِرُ أن يُزِيلَ الآيات من القلوب والأذهان غير مَن يَملكُ القلوبَ والأذهانَ سبحانه تعالى؟.

الآية 107:﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾ خَلقًا وتدبيرًا، فهو المالك المتصرف في السموات والأرض، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، ويأمر عباده وينهاهم كيفما شاء، وعليهم الطاعة والقَبول، ﴿ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلانَصِيرٍ: وليعلم مَن عَصَى أنه ليس لأحدٍ مِن دون الله مِن وَليٍّ يتولاهم وينفعهم، ولا نصير يمنعُ عنهم عذابَ الله).

الآية 108: ﴿ أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ : أي أن تطلبوا من رسولكم محمد صلى الله عليه وسلم أشياء بقصد العِناد والمُكابَرة﴿ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ حينَ سأله بنو إسرائيل أن يُريَهُمُ اللهَ جَهرة، وغير ذلك، ﴿ وَمَنْ يَتَبَدَّلْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ: أي فقد خرج عن الصراط المستقيم إلى الجهل والضَّلال).

الآية 109:﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ، فَاعْفُوا : أي فتجاوزوا عمَّا كان منهم مِن إساءةٍ وخطأٍ، ﴿ وَاصْفَحُوا ﴾ عن جهلهم، ﴿ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ﴾: أي حتى يَأْتِيَ اللَّهُ بحُكمِهِ فيهم بقتالهم (وقد جاء ووقع)، وسيعاقبهم اللهُ لسوءِ أفعالهم ﴿ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ .


الآية 110:﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ، وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ: أي واعلموا أنَّ كلَ خير تُقدِّمونه لأنفسكم مِن الطاعات تجدون ثوابه عند الله في الآخرة﴿ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ يرى عَمَلكُم وَتَعَبَكُم مِن أجلِه).

الآية 111:﴿ وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ﴾: أي تلك أوهامهم الفاسدة، ﴿ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾ في دَعوَاكم).

الآية 112: ﴿ بَلَى : أي ليس الأمر كما زعموا أنَّ الجنة تختص بطائفةٍ دونَ غيرها، وإنما يَدخلُ الجنَّة ﴿ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ: أي أخلصَ عبادته لله وحده لا شريك له، ﴿ وَهُوَ مُحْسِنٌ ﴾: أي وهو مُتبعٌ للرسول محمد صلى الله عليه وسلم في كل أقواله وأعماله، ﴿ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ.


الآية 113:﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ ﴾مِن الدِّين الصحيح، ﴿ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ، وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ: أي مع أنهم يقرؤون التوراة والإنجيل، وفيهما وجوب الإيمان بالأنبياء جميعًا، ﴿ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَمِن مُشركِي العرب وغيرهم ﴿ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ﴾: أي إنهم قالوا لكل ذي دِين: لستَ على شيء، ﴿ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾.


الآية 114: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ : أي ومَن أشدُّ ظلمًا﴿ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا ﴾ ﴿ أولئك ﴾ الظالمون ﴿ مَا كَانَ ينبغي ﴿ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا أي المساجد ﴿ إِلاَّ خَائِفِينَ: أي إلا على خوف وَوَجَل من عقوبة الله،﴿ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ.


الآية 115: ﴿ وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ: أي وللهِ جهتا شروق الشمس وغروبها وما بينهما، ﴿ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا ﴾: يعني فأيَّ جهةٍ توجهتم إليها في الصلاة، بأمر الله لكم - فقد أمَرَكُم باستقبال الكعبة، بعد أن كنتم مأمورين باستقبال بيت المقدس - فأينما توجهتم في الصلاة ﴿ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ: أي فهناكَ اللهُ تعالى؛ إذ إنَّ الله - عَزَّ وَجَلَّ - مُحِيطٌ بخلقِهِ، والكائناتُ كلها بين يديه، وكيف لا يكونُ ذلك وقد أخبرَ تعالى - عن نفسِهِ - أنَّ الأرضَ جميعًا قبضتهُ يومَ القيامة، والسمواتُ مطوياتٌ بيمينِه، (وفي الآية إثباتُ الوَجْه للهِ تعالى، على الوجه الذي يليقُ بهِ سُبحانه، وأنَّ لهُ وَجْهًا لا تُشبهُهُ الوُجوه، وهذا هو مَنهجُ أهل السُّنَّة (الإثبات مع التنزيه)، بمعنى أنهم يُثبِتون الصفة للهِ - تباركَ تعالى - كما أخبرَ بها عن نفسِهِ، وكما أخبرَ بها عنهُ نبيهُ محمد صلى الله عليه وسلم، ولكنْ مع الاعتقاد أنه تعالى ليسَ كمِثلِهِ شيء، فلا يُشبِهُ أحدًا مِن خَلقِه، فكُلُّ ما دارَ ببالِكَ فاللهُ بخِلافِ ذلك، ﴿ إنَّ اللهَ وَاسِعٌ ﴾الرحمة بعباده، ﴿ عَلِيمٌ بأفعالهم).

الآية 116:﴿ وَقَالُوا ﴾ أي اليهود والنصارى والمشركون: ﴿ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ : أي تنزَّهَ اللهُ تعالى عن ذلك، فإنه ليس مُحتاجًا إلى ولدٍ كما يحتاجُ البشر، فإنَّ البشر يحتاجون إلى ولدٍ يَخدمهم ويرعاهم في كِبَرهم، وعند مرضهم، وحالَ ضَعفِهم، أما اللهُ تعالى فهو - سبحانهُ - القوي الغني الذي لا يحتاجُ إلى شيءٍ مما يحتاجُه البشر، ﴿ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾ فهُم مِلكُهُ وعَبيدُه، ﴿كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ ﴾: أي وهم جميعًا خاضعون له، مُسَخَّرون تحتَ تدبيره).

الآية 117: ﴿ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ : أي خالِقهُما على غير مِثالٍ سابق،﴿ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ .


الآية 118:﴿ وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ﴾وهم الجَهَلة مِن أهل الكتاب وغيرهم، ﴿ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ﴾ في الكفر والضَّلال، ﴿قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ : أي قد أوضحنا الآيات للذين يصدِّقون تصديقًا جازمًا).

الآية 119:﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ: أي بالدين الحق المُؤَيد بالحُجَج والمعجزات، ﴿ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيم ﴾:أي ولستَ - بعد البلاغ - مسؤولاً عن كُفر مَن كَفَر).

الآية 120:﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ، قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى ﴾: أي إنَّ دينَ الإسلام هو الدين الصحيح،﴿ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلانَصِيرٍ ﴾.


الآية 121:﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ ﴾: أي الذين أعطيناهم الكتاب من اليهود والنصارى يقرؤونه القراءة الصحيحة، وَيَتَّبعُونه حق الاتباع، ويؤمنون بما جاء فيه من الإيمان برسل الله، ومنهم خاتمهم نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يُحَرفون ولا يبدِّلون ما جاء فيه (أي تِلاوة وإيمانًا واتِّباعًا وتعظيمًا)، ﴿ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ﴾: أي هؤلاء هم الذين يؤمنون بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وبما أنزل عليه، ﴿ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ.



..........

من سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف أ.د. التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف) واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.

رامى حنفى محمود
شبكة الألوكه الشرعية


تفسير الربع السادس والسابع  من سورة البقرة بأسلوب بسيط











#2

افتراضي رد: تفسير الربع السادس والسابع من سورة البقرة بأسلوب بسيط

♥♥♥ barak allah fek ♥♥♥
إظهار التوقيع
توقيع : ♥.. ابتســامة أآمــل ..♥


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
تفسير الربع الرابع والخامس من سورة البقرة بأسلوب بسيط امانى يسرى القرآن الكريم
القران الكريم كاملاً بصوت السديس .mp3 - استماع وتحميل Admin القرآن الكريم
القران الكريم كاملاً بصوت الحصري 2025 .mp3 - استماع وتحميل Admin القرآن الكريم
معجزات وفواءد سورة البقره قوت القلوب 2 المنتدي الاسلامي العام
مصحف الشيخ ماهر المعيقلي كاملاً بجودة عالية mp3 عاشقة الفردوس القرآن الكريم


الساعة الآن 12:51 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل