قصة الأفعى ومحل النجارة ! قصة وعبرة
يحكى أن أفعى دخلت محل نجار بعد أن أقفله ليلاً
وكانت تبحث عن طعام وكان من عادة هذا النجار
أن يترك بعض أغراض عمله على الطاولة ومن بين هذه الأغراض المنشار
وبينما كانت الأفعى تبحث
عن طعام إذ تعثرت بالمنشار فجرحت جرحاً طفيفاً ارتبكت الأفعى من الجرح
وكرد فعل على هذا الجرح
عضت المنشار قاصدة لدغ مصدر الألم
ولكن ذلك أدى إلى نزف الدم من فمها
لم تتعظ الأفعى بما حصل لها
وقررت أن تفعل محاولة أخيرة
فقامت بالالتفاف حول المنشار لتعصره بجسمه
فقام المنشار بقطعها وماتت وهي تحاول الانتقام
لجرح طفيف أصابها
هذا حال بعض الناس
يؤذيه صديقه أو قريبه أو حبيبه جرحاً طفيفاً
فيحاول علاج هذا الجرح بجرحهم
وكلما تطور الأمر وأصبح سلبياً
بدلاً من أن يستدرك خطأه ويصلحه
يحاول أن يجرح بشدة
ويتطور في محاولاته
حتى يصل إلى مرحلة لا رجعة فيها
العبرة :
_أحياناً نحاول في لحظة غضب أن نجرح غيرنا ،
_فندرك بعد فوات الأوان أننا لا نجرح إلا أنفسنا.
_الحياة أحيانا تحتاج إلى تجاهل..
تجاهل أحداث ،
تجاهل أشخاص ،
تجاهل أفعال ،
تجاهل أقوال ، _عود نفسك على التجاهل الذكي فليس كل أمر يستحق وقوفك !”
خلق الله الناس من ماءٍ وطين. بعضهم غلب ماؤه طينَه، فصار نهراً..
وبعضهم غلب طينُه ماءَه.. فصار حجراً
تعقيــــــب
التسامح هوالسهولة والحلم، والعفو واللين، والجُود والإحسان ..
_التسامح خلق نبوي عظيم، وكثيراً ما كان لهذا الخلق النبوي الأثر الكبير في تغيير نفسية من جاء يريد إيذاءه صلى الله عليه وسلم، فقد كان يأتي أحدهم وليس على وجه الأرض مَنْ هو أبغض له من النبي صلى الله عليه وسلم، ويعود وليس على وجه الأرض من هو أحب إليه منه، وذلك لتسامحه وعفوه صلوات الله وسلامه عليه.
عن أنس رضي الله عنه قال: (كنت أمشى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه (جذبه) بردائه جبذة شديدة، نظرت إلى صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مُرْ لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك ثم أمر له بعطاء) رواه مسلم، قال النووي: "فيه احتمال الجاهلين والإعراض عن مقابلتهم، ودفع السيئة بالحسنة، وإعطاء من يتألف قلبه.. وفيه كمال خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلمه وصفحه". وقال ابن حجر: "وفي الحديث بيان حلمه صلى الله عليه وسلم، وصبره على الأذى في النفس والمال، والتجاوز على جفاء من يريد تألفه على الإسلام، وليتأسى به الولاة بعده في خلقه الجميل من الصفح والإغضاء والدفع بالتي هي أحسن".
وقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالتسامح والعفو والإحسان،
فقال سبحانه: {وَلَا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}(فصِّلت 35:34)،
قال ابن كثير: "وقوله: {وَلَا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ} أي: فرق عظيم بين هذه وهذه،
{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} أي: من أساء إليك فادفعه عنك بالإحسان إليه..
وقوله: {فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} وهو الصديق، أي: إذا أحسنتَ إلى من أساء إليك قادته تلك الحسنة إليه إلى مصافاتك ومحبتك، والحنو عليك، حتى يصير كأنه ولي لك حميم أي: قريب إليك من الشفقة عليك والإحسان إليك.
ثم قال: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا} أي: وما يقبل هذه الوصية ويعمل بها إلا من صبر على ذلك، فإنه يشق على النفوس،
{وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} أي: ذو نصيب وافر من السعادة في الدنيا والأخرى".
قال ابن تيمية:
"الرسول صلى الله عليه وسلم بعثه الله تعالى هدى ورحمة للعالمين، فإنه كما أرسله بالعلم والهدى والبراهين العقلية والسمعية، فإنه أرسله بالإحسان إلى الناس، والرحمة لهم بلا عوض، وبالصبر على أذاهم".
_وقد كان التسامح والعفو النبوي مع استطاعته صلى الله عليه وسلم البطش والانتقام ممن أساء إليه، لكنه كان كما قال الله تعالى له:
{فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ}(المائدة:13)
اللهم اجعلنا منهم .
بحث من عملي