حياة الشيخ عبد الرحمن السعدي الشخصية
و العلمية.
عبد الرحمن بن ناصر السعدي الناصري التميمي، هو الشيخ العلامة أبو عبد الله عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر السعدي الناصري التميمي ويعرف اختصاراً ابن سعدي (1889-1956) ولد في بلدة عنيزة في القصيم يوم 12 محرم عام ألف وثلاثمائة وسبع من الهجرة النبوية، وتوفيت أمه وله من العمر أربع سنوات وتوفي والده وهو في السابعة، فتربى يتيماً ولكنه نشأ نشأة حسنة، وكان قد استرعى الأنظار منذ حداثة سنه بذكائه ورغبته الشديدة في التعلم، وهو مصنف وكاتب كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنانبسم الله الرحمن الرحيمتلخيص باب حياة السعدي الشخصية و العلمية من كتاب "الشيخ عبدالرحمن السعدي و جهوده في توضيح العقيدة" للشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن العباد
حفظه الله :-
* حياة العلامة السعدي رحمه الله الشخصية :
يُكنى بأبي عبدالله ، الشهير بعلامة القصيم ، نزح جده من قفار قرب حائل إلى عنيزة حوالي عام 1120 هـ .
أمه رحمها الله من آل عثيمين ، ابنة سليمان العثيمين رحمه الله و توفيت و له أربع سنوات و توفي والده وله سبع سنوات فعاش يتيم الأبوين رحمه الله.
كان والد الشيخ رحمه الله من طلبة العلم و كان اماماً في مسجد المسوكف بعنيزة و اعتنى بابنه عبدالرحمن و سعى في تربيته تربية صالحة .
لما توفي والده عطفت عليه زوجة والده و أحبته و صار عندها موضع عناية ، فلما شب صار في بيت اخيه الأكبر و قد اوصى والده اخيه حمد به .
الشيخ عبدالرحمن منذ نشأته كان صالحاً و مثاراً للاعجاب محافظاً على الصلوات الخمس مع الجماعة و اشتهر بذكائه
و رغبته الشديدة في تحصيل العلم.
من صفاته الخَلقية رحمه الله : ذا قامة متوسطة ، شعره كثيف ، لحيته كثيفة ، وجهه مستدير و ابيض مشرب بالحمرة .
من صفاته الخُلقية رحمه الله :لا يعاتب على الهفوة و لا يؤاخذ بالجفوة،ذا دعابة،لا يرى الغضب في وجهه،متواضعاً
للصغير و الكبير و الغني والفقير.
كان السعدي رحمه الله يزور الناس و يجيب دعوتهم و يزور مريضهم ، يساعد الفقراء على قلة ذات يده ،
يصلح ذات البين و يحل المشاكل برضا الطرفين.
* أعماله و المشاريع التي قام بها
مدرس الطلاب و واعظ العامة و امام الجامع وخطيبه،عاقد الأنكحة،محرر الاوقاف و الوصايا و كل ذلك خدمة لوجه الله .
في سنة1360هـ أسس المكتبة الوطنية في عنيزة على نفقة الوزير ابن حمدان و جلب لها آلاف الكتب في شتى الفنون .
رُشح لقضاء عنيزة عام 1360هـ و امتنع تورعاً و عُرض عليه ذلك اكثر من مرة و لكن سهل الله له الفكاك منه .
عُين اماماً وخطيباً للجامع الكبير بعنيزة في رمضان عام 1361هـ وفي عام 1363هـ قام بجمعية خيرية لعمارة مقدم الجامع الكبير وانتهت بعمارة موسعة.
عُين مشرفاً على المعهد العلمي بعنيزة عام 1373هـ براتب قدره الف ريال شهري ، لكن الشيخ رفض الراتب و اشرف على المعهد بلا راتب و لوجه الله .
هو أول من ادخل مكبر الصوت في عنيزة وله خطبة في منافعها .
* مرض الشيخ و موته رحمه الله
اصيب بمرض ضغط الدم و تصلب الشرايين عام 1371هـ فاهتمت به الحكومة و ارسلت له طائرة و طبيبان
و ارسلوه الى لبنان بأمر الملك سعود رحمه الله .
بقي في لبنان شهراً يتعالج حتى شافاه الله و نصحه الأطباء بالراحة وقلة التفكير و اجتمع في سفره بعدد من العلماء و منهم العلامة الالباني.
بعد رحلة العلاج رجع الى المملكة و باشر اعماله و لم يصبر على ترك العلم فقام فيها تعليما و تأليفا و بحثا
و كان يقول ان راحتي في مزاولة عملي.
ثم عاد اليه مرضه و صار يعاوده ثم يشفى و لم يصده المرض عن التدريس ، كان و هو يتكلم يأتيه فيسكت مدة ثم يذهب
عنه دون تألم سوى برد يتلوه عرق.
في سنة1376هـ اشتد عليه المرض و صار معه مثل البرد و القشعريرة ،و في ليلة و هو في الدرس احس بثقل
فأشار لأحد تلاميذه بأن يذهب به الى البيت.
أُغمي عليه و هو في طريقه الى البيت ثم افاق و حمد الله و اثنى عليه و تكلم مع اهله و الحاضرين بكلام
طيب ثم عاوده الاغماء و لم يتكلم بعد ذلك.
دعوا الطبيب فقرر ان معه نزيفاً في المخ و ان لم يتدارك فوراً فانه يموت ، ابرق اهله الى الملك فيصل رحمه الله فأرسل له طائرة خاصة مجهزة .
و لما كان الجو ملبداً بالغيوم و الرعد و البرق و العواصف الشديدة لم يساعد على هبوط الطائرة فتوفي الشيخ في الطائرة و رجعت من حيث أتت .
* حياة العلامة السعدي رحمه الله العلمية :
اوقف حياته في طلب العلم فكان لا يشغل شاغل و لا يصرفه صارف عن طلب العلم .
حفظ القرآن كاملاً و هو في الحادية عشر من عمره في مدرسة الشيخ سليمان بن دامغ لتحفيظ القرآن بأم خمار ، ثم شرع في تحصيل باقي العلوم الشرعية.
و كان العلامة السعدي رحمه الله محل اعجاب عند شيوخه الذين تلقى عليهم العلوم الشرعية بفرط ذكائه و نبله و استقامته .
* بعض الشيوخ الذين تتلمذ عليهم السعدي
العلامة ابراهيم بن حمد الجاسر رحمه الله ، و هو اول من قرأ عليه السعدي و اخذ عنه التفسير و الحديث و اصولهما .
العلامة محمد بن عبدالكريم الشبل ، أخذ عنه السعدي الفقه و اصوله و علوم اللغة العربية .
العلامة عبدالله بن عايض العويضي الحربي ، اخذ عنه السعدي الفقه و اصوله و علوم اللغة .
العلامة صالح بن عثمان بن حمد القاضي ، اخذ عنه السعدي التوحيد و التفسير و الفقه و اصوله و علوم اللغة و لازمه ملازمة تامه حتى توفاه الله.
العلامة صالح بن عثمان بن حمد القاضي ، اخذ عنه السعدي التوحيد و التفسير و الفقه و اصوله و علوم اللغة و لازمه ملازمة تامه حتى توفاه الله.
وغيرهم كثير .
* جلوسه و تنظيم وقته في التدريس
جلس العلامة السعدي للتدريس في الثالثة و العشرين من عمره و اقبل عليه الطلاب و اقبل عليه زملاءه في الدراسة.
كان يجلس اربع جلسات في اليوم الواحد، بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس ثم يذهب الى بيته يستريح.
ثم يعود عند الضحوة الكبرى و يدرس الطلاب الفقه و التفسير و الحديث و العقيدة و النحو و الصرف في دروس منتظمة حتى صلاة الظهر .
ثم يعود الى بيته يستريح حتى صلاة العصر ثم يذهب ليصلي العصر و يعطيهم عقب الصلاة احكام فقهية في دقائق حتى لا يؤخرهم عن طلب رزقهم
ثم يصلي بالناس صلاة المغرب و يلقي عليهم الدرس حتى صلاة العشاء و يتكرر ذلك يومياً.
* طريقته المميزة في التدريس
طريقة العلامة السعدي في التدريس :
تميز العلامة بطريقة جعلت طلابه يتلذذون بدروسه و يواظبون عليها و منها انه :
يستشير طلابه في اختيار الكتاب .
يخصص المكافآت لمن يحفظ المتون من طلابه تشجيعا لهم و تحفيزا لزملائهم،يقيم المناظرات بين الطلاب لتعويدهم على اقامة الحجة والبرهان.
كان يطرح المسائل على الطلاب ليختبر اذهانهم ، و يتعمد احياناً تغليط نفسه ليرى من هو حاضر الذهن ممن هو شارده .
يذكر المسائل الخلافية و يقرر القول الراجح بأدلته ثم يذكر القول الآخر بأدلته ثم يوسط نفسه حكما في المسألة وقد يستطرد بذكر نظائر المسألة.
كان يجمع الطلاب على كتابين واحد بعد الآخر و بعد انتهاء الجلسة يطلب منهم اعادة ما يستحضرون من تقرير و يدور عليهم ليختبر قوة فهمهم و حفظهم .
يناقشهم بعد يوم فيما مضى من شرحه ، مما كان يدفع الطلاب على الحرص على الاستذكار و تثبيت المعلومات
كان يحرص على تفقد طلابه عند غيابهم تفقداً دقيقاً مما كان يجعل تلاميذه يراعون المواظبة لملاحظته و عدم غفلته .
كان رحمه الله يلاطف طلابه و يداعبهم تحبيباً لهم في طلب العلم و لذلك انتفع بعلمه كثير من الخلق ، اجزل الله له المثوبة و رحمه الرحمة الواسعة.
* ابرز تلاميذ العلامة السعدي
العلامة محمد بن صالح العثيمين ، خلف الشيخ السعدي في إمامة الجامع و التدريس و الوعظ و الخطابة .
الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البسام ، عضو هيئة التمييز بمنطقة الغربية .
الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز العقيل ، عضو الهيئة القضائية العليا في وزارة العدل .
الشيخ عبدالله بن محمد المطرودي ، يقال انه كان يحفظ صحيح البخاري بأسانيده .
الشيخ عبدالعزيز بن محمد بن سلمان ، درّس في معهد امام الدعوة بالرياض ، و سلك طريقة السعدي في تأليفه .
الشيخ محمد بن عبدالعزيز المطوع ، تولى القضاء في المجمعة و في عنيزة .
الشيخ سليمان بن ابراهيم البسام ، كان فقيهاً و عين قاضياً فرفض .
الشيخ محمد بن منصور الزامل .
الشيخ عبدالله بن محمد الزامل .
الشيخ عبدالله بن حسن آل بريكان .
الشيخ عبدالله بن محمد الصيخان ، كان قوي الحفظ ، كفيفاً ، توفي و هو شاب .
الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز الزامل ، كان له علم بالتاريخ و الانساب .
الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن السعدي ، ابن الشيخ ، و كان ذا عناية بطباعة مؤلفات والده .
الشيخ علي بن محمد الصالحي ، صاحب مطبعة النور ، و كان الشيخ قد وكل اليه تدريس الطلبة الصغار .
الشيخ ابراهيم ن محمد العمود ، ابن اخت الشيخ السعدي ، كان قاضياً في جيزان ثم في الرياض .
و غيرهم خلق كثير تتلمذوا على الشيخ .
* مؤلفات العلامة السعدي رحمه الله
1- الادلة القواطع البراهين في إبطال اصول الملحدين .
2- الإرشاد الى معرفة الأحكام .
3- انتصار الحق.
4- بهجة قلوب الابرار و قرة عيون الاخيار في شرح جوامع الاخبار.
5- التعليق على كشف النقاب على نظم قواعد الاعراب.
6- توضيح الكافية الشافية.
7- التوضيح و البيان لشجرة الايمان.
8- التنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية من المباحث المنيفة.
9- تنزيه الدين و حملته و رجاله مما افتراه القصيمي في اغلاله.
10- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان.
11- تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن.
12- الجمع بين الانصاف و نظم ابن عبدالقوي.13- الجهاد في سبيل الله او واجب المسلمين و ما فرضه الله عليهم في كتابه نحو دينهم و هيئتهم الاجتماعية.
14- الحق الواضح المبين في شرح توحيد الانبياء و المرسلين من الكافية الشافية.
15- حكم شرب الدخان.
16- الخطب المنبرية على المناسبات.
17- الدرر البهية شرح قصيدة التائية في حل المشكلة القدرية.
18- الدرة المختصرة في محاسن الدين الاسلامي.
19- الدلائل القرآنية في أن العلوم النافعة العصرية داخلة في الدين الإسلامي.
20- الدين الصحيح يحل جميع المشاكل.
21- رسالة في القواعد الفقهية.
22- رسالة لطيفة جامعة في اصول الفقه المهمة.
23- الرياض الناضرة و الحدائق النيرة الزاهرة في العقائد و الفنون المتنوعة الفاخرة.
24- سؤال و جواب في اهم المهمات.
25- طريق الوصول الى العلم المأمول بمعرفة القواعد و الضوابط و الأصول.
26- الفتاوى السعدية.
27- فتح الرب الحميد في اصول العقائد و التوحيد.
28- فوائد مستنبطة من قصة يوسف.
29- الفواكه الشهية في الخطب المنبرية.
30- القواعد الحسان لتفسير القرآن.
31- القواعد و الاصول الجامعة و الفروق و التقاسيم البديعة النافعة.
32- القول السديد في مقاصد التوحيد.
33- مجموع الخطب في المواضيع النافعة.
34- مجموع الفوائد و اقتناص الأوابد.
35- المختارات الجلية في المسائل الفقهية.
36- المواهب الربانية من الآيات القرآنية.
37- منهج السالكين و توضيح الفقه في الدين.
38- المناظرات الفقهية.
39- منظومة في احكام الفقه.
40- منظومة في السير الى الله و الدار الآخرة.
41- وجوب التعاون بين المسلمين ، و موضوع الجهاد الديني ، و بيان كليات من براهين الدين.
42- الوسائل المفيدة للحياة السعيدة.
هذا ما تيسر ذكره.
* ثناء العلماء على العلامة السعدي رحمه الله
ذكر ابن باز عنه انه كثير الفقه و العناية بمعرفة الراجح من المسائل الخلافية بالدليل ، عظيم العناية بكتب ابن تيمية و ابن القيم ، و كان قليل الكلام الا فيما تترتب عليه فائدة .
ذكر عبدالرزاق العفيفي عنه انه من قرأ مؤلفاته عرف منه الدأب في خدمة العلم اطلاعاً و تعليما ، و عرف عنه حسن السيرة و سماحة الخلق .
ذكر محمد حامد الفقي عنه انه عالمٌ سلفيٌ محقق ، باحثاً عن الدليل في المسائل ، يدعو الى الاخذ بالاسباب لحياة عزيزة قوية كريمة نقية .
ذكر عنه ابن عثيمين انه قل ان يوجد في عصره مثله في علمه و عبادته و اخلاقه ، يتفقد الفقراء ، يصبر على اذى الناس ، يقبل الأعذار .
ذكر عبدالله البسام ان للسعدي دور بارز في تخريج افواج كثيرة من طلبة العلم ، و كان في زمانه مرجع اهل البلاد و كان محبوباً لدى الخاصة و العامة.
ذكر الشيخ عبدالله العقيل ان السعدي كان حريصاً على نصح الناس ، و نشر العلم بينهم ، و حل مشاكلهم الدينية و الدنيوية .
ذكر صالح العثيمين ان السعدي كان على جانب كبير من الاخلاق،متواضعاً للصغير و الكبير،ذا عبادة و زهد و ورع،جامعاً لفنون عديدة.
ذكر عبدالرحمن بن حمد الفوزان ان السعدي اتته الدنيا و رفضها،رفض المناصب و لم يرض ان تفرض له المرتبات،
و كان قانعاً بما عنده من كفاف.من كتاب "الشيخ عبدالرحمن السعديو جهوده في توضيح العقيدة" للشيخ عبدالرزاق العبادانتقاء : خالد البلوشي.
التوقيع لا يظهر للزوار ..
قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قرآن كريم كامل استماع وتحميل مباشر بصوت اكثر من قارئ جزء 8 | السعوديية | القرآن الكريم | 1067 | 25-05-2020 07:06 PM |
جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع