أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي ما شاع ولم يثبت في غزوة أحد


ما شاع ولم يثبت في غزوة أحد
ما شاع ولم يثبت في غزوة أحد

ما شاع ولم يثبت في غزوة أحد

شاعت الكثير من الأخبار والروايات في غزوة أحد في كتب السيرة النبوية مع أنها لم تثبت من الناحية الحديثية، ومن ذلك:
1- قول الرسول: من ينظر ما فعل سعد بن الربيع؟
قال ابن إسحاق -رحمه الله- في حديثه عن غزوة أحد: "وفرغ الناس لقتلاهم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم، كما حدثني محمَّد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة المازني، أخو بني النجار: مَنْ رجل ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع؟ أفي الأحياء أمْ في الأموات؟ فقال رجل من الأنصار: أنا أنظر لك يا رسول الله ما فعل سعد، فنظر فوجده جريحًا في القتلى وبه رمق. قال: فقلت له: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمرني أن أنظر، أفي الأحياء أنت أم في الأموات؟ قال: أنا في الأموات، فأبلغْ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عني السلام، وقيل له: إن سعد بن الربيع يقول لك: جزاك الله عنا خير ما جزى نبيًا عن أمته، وأبلغ قومك عني السلام، وقل لهم: إن سعد بن الربيع يقول لكم: إنه لا عُذر لكم عند الله إن خُلص إلى نبيكم -صلى الله عليه وسلم- ومنكم عين تطرف، قال: ثم لم أبرح حتى مات، قال، فجئت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته خبره" (1).

قال الإِمام البخاري: وهو مرسل (2). وقال الألباني: "هذا إسناد معضل (3)".اهـ. وأخرجه الإمام مالك في الموطأ عن يحي بن سعيد (ت 144 هـ أو بعدها) مرسلًا. قال ابن عبد البر -رحمه الله: "هذا الحديث لا أحفظه ولا أعرفه إلا عند أهل السير، فهو عندهم مشهور معروف (4)".
ومن طريق مالك أخرجه ابن سعد (5)، وأخرجه الحاكم من طريقين، الطريق الأول: حدثنا أبو بكر محمَّد بن أحمد بن بالويه ... ثنا أبو صالح عبد الرحمن بن عبد الله الطويل، ثنا معن بن عيسى .. عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه .. فذكره، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وقال الذهبي في (التلخيص): "صحيح (6)". والطريق الثاني عن ابن إسحاق بسنده، قال الذهبي في (التلخيص)."مرسل (7)". والسند الأول للحاكم فيه أبو صالح عبد الرحمن بن عبد الله الطويل، قال كل من الألباني (8)، وسعد الحميّد: (9) لم أجد له ترجمة. وانظر: (المطالب العالية (10)).
فائدة مهمة
نقل الشيخ الألباني أن الحافظ ابن كثير ذكر أن الإِمام مالك -رحمه الله- قد يُسقِطُ بعض الرواة عمدًا إذا جهل حالهم ... ولهذا يُرْسِلُ كثيرًا من المرفوعات، ويقطع كثيرًا من الموصولات. ثم قال الألباني. وهذه فائدة عزيزة هامة من هذا الحافظ النحرير. (السلسلة الضعيفة 7/ 73).

فائدة أخرى
من مناقب هذا الصحابي الجليل سعد بن الربيع -رضي الله عنه- ما رواه البخاري في صحيحه أن المهاجرين لما قدموا المدينة وآخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بينهم وبين الأنصار آخى بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع، فقال لعبد الرحمن: "إني أكثر الأنصار مالًا فأقسمُ مالي نصفين، ولي امرأتان، فانظر أعجبهما إليك فسمّها لي أُطلّقها، فإذا انقضت عدّتها تزوجْتها .." (11) الحديث.

2- دعوة الرسول على عتبة بن أبي وقاص
قال الإِمام الذهبي-رحمه الله: "وقال مَعمر عن الزهري، وعن عثمان الجزري عن مِقْسم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا على عتبة بن أبي وقاص حين كسر رَباعيته: "اللهم لا تحل عليه الحول حتى يموت كافرًا". فما حال عليه الحول حتى مات كافرًا إلى النار، ثم قال: مرسل" (12).

وقال الحافظ ابن حجر -رحمه الله: "أخرجه عبد الرازق في تفسيره بسند منقطع (13)".
وقد روى البخاري عن أبي هريرة وابن عباس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "اشتد غضب الله على قوم فعلوا بنبيّه -يشير إلى رَباعيته- .."، وفي رواية ابن عباس: ".. على قوم دَمّوا وجه نبي الله -صلى الله عليه وسلم (14)"، وفيه عن أنس -رضي الله عنه- شُجّ النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم أحد فقال: "كيف يفلح قوم شجوا نبيهم؟ " فنزلت: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمرأن: من الآية 128]. وفي رواية ابن عمر -رضي الله عنهما- كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو على صفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو، والحارث بن هشام، فنزلت: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} إلى قوله: {فَإِنَهُمْ ظَالِمُونَ} (15).
3- شرب مالك بن سنان لدم الرسول
قال ابن هشام -رحمه الله: "وذكر رُبَيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه، أن عتبة بن أبي وقاص رمى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومئذٍ، فكسر رَباعيته اليمنى السفلى، وجرح شفته السفلى، وأن عبد الله بن شهاب الزهري شجّه في جبهته، وأن ابن قمئة جرح وجنته فدخلت حلقتان من المغفر في وجنته، ووقع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حفرة من الحفر التي عمل أبو عامر ليقع فيها المسلمون وهم لا يعلمون، فأخذ علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بيد رسول الله -صلى الله عليه وسلم، ورفعه طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- حتى استوى قائمًا، ومصّ مالك بن سنان، أبو أبي سعيد الخدري الدم عن وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم، ثم ازدرده (*) فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "من مس دمه دمي لم تصبه النار (16)".

ورُبيح بن عبد الرحمن قال عنه الإِمام أحمد: ليس بمعروف. وقال أبو زرعة: شيخ. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. وذكره ابن حبان في (الثقات). وقال الترمذي في (العلل الكبير) عن البخاري: "رُبيح منكر الحديث (17)". وابن هشام لم يسمع من رُبيح بن عبد الرحمن.
والخبر ذكره الذهبي في (المغازي) فقال: "قال ابن إسحاق: وعن أبي سعيد الخدري، أن عتبة كسر رَباعية النبي -صلى الله عليه وسلم.." وذكره، ثم قال: "منقطع (18)".
وقال الحافظ ابن حجر في (الإصابة): "وروى ابن أبي عاصم والبغوي من طريق موسى بن محمَّد بن علي الأنصاري حدثتني أمي أم سعد بن مسعود بن حمزة بن أبي سعيد أنها سمعت أم عبد الرحمن بنت أبي سعيد تحدّث عن أبيها قال: أصيب وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاستقبله مالك بن سنان فمصّ الدم عن وجهه ثم ازدرده، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "من ينظر إلى من خالط دمه دمي، فلينظر إلى مالك بن سنان".
وأخرجه ابن السكن من وجه آخر من رواية مصعب بن الأسقع عن ربيح بن عبد الرحمن ... وأخرج سعيد بن منصور عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن عمرو بن السائب أنه بلغه أن مالكًا والد أبي سعيد ... فذكر نحوه (19)".
وموسى بن محمَّد قال ابن أبي حاتم: "سمعت أبي يقول: هو شيخ مديني قدم بغداد نزل درب الأنصار (20)". واُمّ سعد بن مسعود، وأُمّ عبد الرحمن بنت أبي سعيد لم أجد لهما ترجمة فيما وقفت عليه. ورواية ابن السكن فيها مصعب بن الأسقع، قال ابن أبي حاتم: "روى عن ربيح بن عبد الرحمن، وروى عنه موسى بن يعقوب الزمعي. سمعت أبي يقول ذلك (21)". وفي ترجمة موسى بن يعقوب من (التهذيب): "قال الآجري: قال أبو داود .. له مشايخ مجهولون (22) ". ومن الظاهر أن مصعب بن الأسقع أحد هؤلاء. وربيح بن عبد الرحمن سبق الكلام عليه. ورواية سعيد بن منصور فيها إرسال، وعمرو بن السائب، قال الحافظ في (التقريب) صوابه: "عمر بن السائب، صدوق فقيه، من السادسة، مات سنة 134 هـ (23)"، والطبقة السادسة نصّ الحافظ في مقدمة (التقريب) على أنه لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة (24).
وقال -رحمه الله- في (التلخيص) عن حديث عمر بن السائب: "مرسل (25)".

والحديث أخرجه الحاكم من طريق أمّ عبد الرحمن بنت أبي سعيد الخدري، عن أبيها أبي سعيد -رحمه الله- وسكت عنه، وقال الذهبي: "إسناده مظلم (26)". وأورده الهيثمي في (المجمع) وعزاه إلى الطبراني، ولم يتكلم عليه (27). وقال ابن الملقِّن: "وفيه مجاهيل لا أعرفهم بعد الكشف عنهم (28).
4- دخول حلقتا المغفر في وجه رسول الله يوم أحد
قال ابن هشام -رحمه الله: "وذكر عبد الغزيز بن محمَّد الدراوردي عن إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عيسى بن طلحة عن عائشة عن أبي بكر الصديق: أن أبا عبيدة بن الجراح –رضي الله عنه- نزع إحدى الحلقتين من وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فسقطت ثنيّته، ثم نزع الأخرى، فسقط ثنيّته الأخرى، فكان ساقط الثنيّتين (29)".

قال الألباني -رحمه الله: "وقد وصله الطيالسي (2/ 99) فقال: حدثنا ابن المبارك عن إسحاق به. وكذا وصله الحاكم (3/ 26 - 27) ووقع في سنده تحريف وقال: "صحيح الإسناد" فتعقبّه الذهبي بقوله: "قلت: إسحاق متروك". وكذا قال الهيثمي (6/ 112) بعد أن عزاه للبزار (30)".
ونقل ابن كثير -رحمه الله- تضعيف علي بن المديني لهذا الحديث من جهة إسحاق بن يحيى (31) ودخول حلقتا المغفر في وجهه الشريف -صلى الله عليه وسلم- ذكره الذهبي في (المغازي) عن ابن إسحاق ثم قال: "منقطع (32)". وقد سبق. والحديث ضعّفه الشيخ سعد الحميّد (33).
وفي البخاري عن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شُجّ يوم أحد، فقال: "كيف يفلح قوم شجوا نبيهم؟ " فنزلت: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمرأن: من الآية 128] (34). وفيه عن أبي هريرة مرفوعًا (اشتدّ عضب الله على قوم فعلوا بنبيّهم - يشير إلى رَباعيته - (35). وفي مسلم: "كُسِرتْ رَباعيته، وهُشمت البيضة على رأسه" (36).
فائدة
قال الإِمام النووي -رحمه الله-: "وفي هذا وقوع الانتقام والابتلاء بالأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، لينالوا جزيل الأجر، ولتعلم أُممهم وغيرهم ما أصابهم ويتأسّوا بهم. قال القاضي [عياض]: وليُعلم أنهم من البشر تصيبهم محن الدنيا، ويطرأ على أجسامهم ما يطرأ على أجسام البشر ليتيقنوا أنهم مخلوقون مربوبون، ولا يُفتتن بما ظهر على أيديهم من المعجزات، وتلبيس الشيطان من أمرهم ما لبسه على النصارى وغيرهم (37)".

_________________________________________________________________

(1) الروض الأنف (6/ 19).
(2) لسان الميزان (5/ 175).
(3) فقه السيرة، ص 269.
(4) التمهيد (24/ 94).
(5) الطبقات (3/ 523).
(6) المستدرك (3/ 221، 222).
(7) المستدرك (3/ 222).
(8) فقه السيرة، ص 269.
(9) مختصر استدراك المذهبي لابن الملقّن (4/ 1785) وتوسّع في تخريجه.
(10) المحققة (17/ 351).
(11) كتات مناقب الأنصار، بات إخاء النبي -صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار (7/ 112 فتح)، وباب: كيف آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بين أصحابه (7/ 270 فتح).
(12) المغازي. ص 192.
(13) تهذيب التهذيب (7/ 103).
(14) كتاب المغازي، باب ما أصاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، من الجراح يوم أحد، (7/ 372 فتح)
(15) كتاب المغازي، باب (ليس لك من الأمر شيء ... ) (7/ 365 فتح).
(*) ابتلعه. (لسان العرب. مادة: زرد).
(16) الروض الأنف (5/ 442).
(17) تهذيب التهذيب (3/ 238).
(18) المغازي، ص 193، وكَسْرُ رباعيته -صلى الله عليه وسلم- ثابت في الصحيحين.
(19) الإصابة (3/ 325).
(20) "الجرح والتعديل" دار الكتب العلمية (8/ 161، رقم 713)
(21) الجرح والتعديل (8/ 307) رقم 1424.
(22) التهذيب (10/ 378).
(23) (2/ 55).
(24) (1/ 6).
(25) التلخيص الحبير (1/ 42).
(26) المستدرك (3/ 649) و (652).
(27) مجمع الزوائد (6/ 114).
(28) البدر المنير (1/ 481).
(29) الروض الأنف (5/ 443).
(30) فقه السيرة. 263.
(31) تفسير القرآن العظيم (1/ 366) في تفسير الآية 153.
(32) المغازي 193.
(33) مختصر استدراك الذهبي لابن الملقن (4/ 2089).
(34) البخاري كتاب المغازي باب ليس لك من الأمر شيء (7/ 365 فتح).
(35) باب ما أصاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم أحد (7/ 372 فتح).
(36) مسلم كتاب الجهاد والسير (12/ 148 نووي).
(37) المصدر السابق.





د. محمد عبد الله العوشن
المصدر:كتاب: ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية
ما شاع ولم يثبت في غزوة أحد



إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
أسماء صحابة تبدأ بحرف الخاء ،أسماء صحابة تبدأ بحرف الخاء وترجمتهم ،أروع أس أم أمة الله اسماء اولاد
أبو بَكر الصّدِّيق عبد الله بن أبي قُحافة التَّيمي القُرَشيّ حياه الروح 5 شخصيات وأحداث تاريخية
سيرة المصطفى من المنشا للبعثة,مقال شامل عن سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام ام الاء وبيان2 السنة النبوية الشريفة
صحابيات في غزوة أحد ضــي القمــر قصص الانبياء والرسل والصحابه
سورة الاخلاص فضائلها وتفسيرها الرزان القرآن الكريم


الساعة الآن 03:18 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل