فتاوى الصلاة
الفرق بين المسجد والجامع ،حكم الصلاة في الطريق جماعة لأجل تفطير الصائمين
كيفية الصلاة في مكان نجس،حكم الصلاة في مسجد مبني على قبر الصلاة عند القبر
، حكم من صلى في غرفة قياس الملابس في مركز تجاري دون إذن
، حكم الصلاة في مكان للتدخين حكم جلوس الحائض في رحبة وساحة المسجد
هل يأخذ المصلى المتخذ في البيت حكم المسجد؟
للصلاة منزلة عظيمة في الاسلام كما جاء في القرآن والسنة،والمحافظة عليها من الايمان ويكثر ثوابها اذا كانت في المسجد فتعادل سبع وعشرون من الفرد ولكن تبدو بعض الأسئلة لكثير من المسلمن حول هذا ونحن من منتدى عدلات جمعنا لكم بعض هذه الاستفسارات لأهميتها وللفائدة فتابعونـــــــــــــــــا
بســـــــــــــــــــم الله
ما الفرق بين المسجد والجامع
السؤال
أنا أخوكم في الإسلام محمد خليل الواعظ من بغداد العراق أرجو الإجابة عن السؤال الآتي بتقرير مفصل عن الفرق بين المسجد والجامع، وما هو المسجد أو الجامع الأكبر مساحة واسعة في العالم ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمسجد شرعا يطلق على المسجد الجامع وغيره إلا أن الجامع خاص بالذي تؤدى فيه صلاة الجمعة ويحصل فيه الاعتكاف ، قال الإمام الشافعي في كتاب الأم : والاعتكاف في المسجد الجامع أحب إلينا وإن اعتكف في غيره فمن الجمعة إلى الجمعة . انتهى
وفي كفاية الطالب الرباني ممزوجا برسالة ابن أبي زيد القيرواني : لا يصح الاعتكاف إلا في المسجد الجامع في المكان الذي تصح فيه الجمعة . انتهى
وغير المسجد الجامع هو المسجد الذي تؤدى فيه الصلوات الخمس فقط وثبتت وقفيته ، ولا علم لنا بأكبر مسجد مساحة في العالم ولا يترتب على معرفته حكم شرعي .
ما حكم الصلاة في الطريق جماعة لأجل تفطير الصائمين
السؤال
جزاكم الله خيرا على هذا المرجع الجميل، وأسأل الله أن يثيبكم، ويسددكم في كل خطوة.
نحن هنا في السودان حينما يأتي رمضان -بلغنا الله إياه- نخرج نحن الرجال في الإفطار من أجل المارة. ثم بعد الإفطار نصلي في أماكننا جماعة وفي الوقت الصحيح. فهل علينا إثم. أي هل يجب أن نذهب إلى المسجد أم إن صلاتنا جائزة؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتفطيركم للصائمين عمل صالح تؤجرون عليه -إن شاء الله تعالى- وصلاتكم صحيحة؛ إلا أن الصلاة في المسجد أولى وأعظم أجرا.
فإن استطعتم الجمع بين التعرض للصائمين وتفطيرهم، وبين الصلاة في المسجد؛ فذلك خير على خير. وإن لم تستطيعوا الجمع بينهما، فلا حرج عليكم أن تصلوا في مكانكم جماعة، ونرجو أن تكونوا مأجورين لا مأزورين.
وتجنبوا الصلاة في قارعة الطريق؛ فإن ذلك منهي عنه شرعا، فعن ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُصَلَّى فِي سَبْعِ مَوَاطِنَ: الْمَزْبَلَةِ، وَالْمَجْزَرَةِ، وَالْمَقْبَرَةِ، وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ، وَالْحَمَّامِ، وَمَعَاطِنِ الْإِبِل، وَفَوْقَ ظَهْرِ بَيْتِ اللَّهِ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.
قال المباركفوري: والمراد ها هنا نَفْسُ الطَّرِيقِ، وَإِنَّمَا يُكْرَهُ الصَّلَاةُ فِيهَا؛ لِاشْتِغَالِ الْقَلْبِ بِمُرُورِ النَّاسِ، وَتَضْيِيقِ الْمَكَانِ عَلَيْهِمْ. اهــ.
وللفائدة، راجع الفتوى: 395443
كيفية الصلاة في مكان نجس
السؤال
أنا في بلد أوروبي، متواجدة في مركز (كامب) والحمام قذر، والأراضي قذرة. وأخاف أن تفوتني الصلاة، ولا أعلم متى سوف أخرج من هنا. أشك في طهارة ملابسي وجسدي؛ لأن الحمام قذر جدا. هل أتوضأ وأصلي على الكرسي أم ماذا أفعل؟
أرجو الرد؛ فأنا في وضع صعب، وأخاف أن تفوتني الصلاة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أن تبادري بالصلاة في وقتها، وألا تفوتيها حتى يخرج وقتها؛ فإن إضاعة الصلاة من أعظم الذنوب.
وأما الوضوء: فعليك أن تتوضئي بصورة عادية، ولا يؤثر في ذلك قذارة المكان.
وأما الصلاة: فعليك أن تتحري مكانا طاهرا؛ فتصلي فيه، فإن لم تجدي مكانا طاهرا، وكانت الأرض كلها نجسة: فإن أمكنك تطهير موضع للصلاة فافعلي، وإن لم يمكنك، فإنك تصلين على حسب حالك، فتركعين وتسجدين إن كانت النجاسة يابسة، وتومئين بالركوع والسجود إن كانت النجاسة رطبة.
قال الرحيباني في مطالب أولي النهى: وتصح الصلاة بلا إعادة ممن حبس بغصب ... (وَكَذَا) مِمَّنْ حُبِسَ (بِ) بُقْعَةٍ (نَجِسَةٍ) وَيَرْكَعُ (وَيَسْجُدُ) بِيَابِسَةٍ (وُجُوبًا)؛ لِأَنَّ السُّجُودَ مَقْصُودٌ فِي نَفْسِهِ، وَمُجْمَعٌ عَلَى فَرْضِيَّتِهِ، وَعَدَمِ سُقُوطِهِ، بِخِلَافِ مُلَاقَاةِ النَّجَاسَةِ (وَيُومِئُ بِرَطْبَةٍ غَايَةَ مَا يُمْكِنُهُ، وَيَجْلِسُ عَلَى قَدَمَيْهِ) تَقْلِيلًا لِلنَّجَاسَةِ؛ لِحَدِيثِ «إذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» (فَلَا يَضَعُ عَلَى الْأَرْضِ) عُضْوًا مِنْ أَعْضَاءِ الصَّلَاةِ (غَيْرَهُمَا) -أَيْ: الْقَدَمَيْنِ- لِأَنَّهُ عَاجِزٌ عَنْ تَحْصِيلِ شَرْطِ الصَّلَاةِ، وَهُوَ إبَاحَةُ الْبُقْعَةِ وَطَهَارَتُهَا فَلَمْ يَلْزَمْهُ، كَالْوُضُوءِ فِي حَقِّ مَنْ عَدِمَ الْمَاءَ. انتهى.
وهذا كله إن كان مرادك بالقذارة النجاسة كالبول والغائط ونحو ذلك.
وأما إن كانت القذارة المقصودة غير نجاسة كأن كانت طينا، أو ترابا أو نحو ذلك فإنك تصلين بصورة عادية، وتركعين وتسجدين؛ لأنه لا عذر والحال هذه في ترك شيء من أركان الصلاة.
والله أعلم.
حكم الصلاة في مسجد مبني على قبر
السؤال
في مدينتا مقبرة لعائلة، قامت هذه العائلة ببناء مسجد عليها، وتحويلها لحديقة بعد إزالة بعض القبور، وبقاء بعضها تحت المسجد.
لكن المسجد يرتفع عن أرض المقبرة بحوالي متر من الإسمنت، ولم تبق أي شواهد للقبور وإنما كلها تحت المسجد، وفي الحديقة مسواة في الأرض.
فهل الصلاة جائزة فيه؟ لأنني سألت أحد الشيوخ وقال لي بجواز الصلاة فيه، حيث إن أغلب المساجد تحتها قبور؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت القبور ليست ظاهرة، فإن الصلاة صحيحة، ولا تبطل بوجود تلك القبور تحت المسجد ما دامت غير ظاهرة؛ إذ العبرة في المنع من الصلاة في مكان فيه قبر، بالقبور الظاهرة لا المخفية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن مسجد بني على القبر: وَإِنْ كَانَ الْمَسْجِدُ بُنِيَ بَعْدَ الْقَبْرِ: فَإِمَّا أَنْ يُزَالَ الْمَسْجِدُ، وَإِمَّا أَنْ تُزَالَ صُورَةُ الْقَبْرِ، فَالْمَسْجِدُ الَّذِي عَلَى الْقَبْرِ لَا يُصَلَّى فِيهِ فَرْضٌ وَلَا نَفْلٌ؛ فَإِنَّهُ مَنْهِيٌّ عَنْهُ. اهـ.
وانظر الفتوى: 398050، والفتوى: 125102، والفتوى: 111368.
وانظر أيضا الفتوى: 128335، والفتوى: 155185 حول بناء مسجد أو غيره على القبور.
والله أعلم.
حكم الصلاة عند القبر
السؤال
الأثر الثابت عن عمر بن الخطاب عندما قال لأنس: (القبر القبر)، ما أقوال أهل العلم من جهة دلالته على عدم بطلان الصلاة عند القبور؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالأثر الذي أشرت إليه ذكره البخاري في صحيحه تعليقًا، فقال: وَرَأَى عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُصَلِّي عِنْدَ قَبْرٍ، فَقَالَ: «القَبْرَ القَبْرَ، وَلَمْ يَأْمُرْهُ بِالإِعَادَةِ». اهــ. والأثر وصله عبد الرزاق في مصنفه عن معمر، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: رآني عمر بن الخطاب وأنا أصلي عند قبر، فجعل يقول: القبر، قال: فحسبته يقول: القمر، قال: فجعلتُ أرفع رأسي إلى السماء، فأنظر، فقال: إنما أقول: القبر، لا تصلِّ إليه. اهــ.
وقد استدل به أكثر الفقهاء على عدم بطلان الصلاة عند القبور، ووجه الدلالة واضح من أنه لم يأمره بالإعادة، وبه قال أكثر الفقهاء، فإنهم يرون صحة الصلاة مع الكراهة، وأن النهي الوارد في النهي عن الصلاة إلى القبور، واتخاذها مساجد، محمول عندهم على الكراهة، قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري: وأما ما ذكره البخاري: أن عمر لم يأمر أنسًا بالإعادة، فقد اختلف في الصلاة في المقبرة: هل تجب إعادتها، أم لا؟ وأكثر العلماء على أنه لا تجب الإعادة بذلك، وهو قول مالك، والشافعي، وأحمد في رواية عنه، والمشهور عن أحمد الذي عليه عامة أصحابه: أن عليه الإعادة. اهـ.
ومن قال ببطلان الصلاة على القبر، أجاب عن هذا الأثر بأن أنس لم يكن يعلم بوجود القبر، ولم يتعمد الصلاة إليه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح العمدة: قول عمر لأنس: القبر القبر، ولم يأمره بالإعادة؛ لأنه لم يكن يعلم أن بين يديه قبرًا. اهــ.
والله أعلم.
حكم من صلى في غرفة قياس الملابس في مركز تجاري دون إذن
السؤال
أنا مقيم في دولة أوروبية، يصعب عليّ أحيانا إيجاد مكان للصلاة حين أكون خارج المنزل.
كنت ذات يوم أنا وصديق لي قرب مركز تجاري، ودخل وقت صلاة الظهر ونحن على وضوء، فدخلنا لمحل لبيع الملابس وأخذ كل واحد منا قطعة من اللباس المعروض، واتجهنا لحجرات قياس الملابس (وكان الناس ينتظرون أدوارهم لدخولها؛ نظرا لكبر المحل ونقص عدد الحجرات المخصصة لهذا) وما إن وصلنا الدور حتى دخل كل واحد منا وأدّى صلاته داخلها، ثم خرجنا وأعدنا القطع التي أخذناها للمحل وخرجنا.
المعلوم أن نيتنا تأدية الصلاة في وقتها، ولكنني أحسست فيما بعد أننا تحايلنا على صاحب المحل في هذا، وأننا أضعنا له وقتا كان من الممكن أن يستغله أحد الحرفاء الفعليين لقياس اللباس الذي سيشتريه، خاصة وأنه من المستبعد جدا أن يقبل صاحب المحل بتأدية الصلاة داخل محله إن استأذناه في ذلك.
الحجرات المذكورة نظيفة وواسعة. لم يكن لنا بديل، وبادئ الأمر فرحت جدا بهذه الفكرة، وعزمت على تكرارها كلما وجدت نفسي بعيدا عن المنزل والمساجد وقت الصلاة، ولكن ترددت بعدها للسبب المذكور.
فما رأي فضيلتكم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يثبتنا وإياك، ويزيدنا وإياك حرصا على أداء الفرائض في أوقاتها.
وبخصوص صلاتك أنت وزميلك في هذا المكان فهي صحيحة -إن شاء الله تعالى- ، وانظر الفتوى: 163893.
لكن ننصحك أن لا تعود إلى هذا الفعل مستقبلا، نظرا لأن هناك من أهل العلم من يرى حرمته، بل إن منهم من يبطل الصلاة في محل الغير بغير إذنه، كما في الفتوى التي احلناك عليها.
هذا فضلا عما في ذلك من التحايل على أصحاب هذه المحلات، وهو ما قد يعرضك -إن قدر أن يطلعوا على فعلك- لمشاكل أنت في غنى عنها، خاصة وأن الكثير من هذه المراكز التجارية أغلبها مراقب بالكاميرات، وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ, قَالُوا وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ؟! قَالَ: يَتَعَرَّضُ مِنْ الْبَلَاءِ لِمَا لَا يُطِيقُ. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه،
وصححه الألباني.
وقد أجاز بعض أهل العلم جمع التقديم أو التأخير للمشتركتين عند الحاجة، فيمكنك الجمع إن عرضت لك حاجة.
وانظر الفتويين: 259147، 60475 والله أعلم.
حكم الصلاة في مكان للتدخين
السؤال
ما حكم الصلاة في غرفة يتم التدخين فيها؟
لدينا في العمل غرفة تعد غرفة استراحة. بعض الزملاء يدخنون فيها بشراهة. نصلي فريضة الظهر بهذه الغرفة أيضا، مع وجود مصلى جماعي أبعد نسبيا. أحيانا تملأ رائحة الدخان الغرفة أثناء الصلاة، وأنا أكره ذلك.
ما حكم الصلاة في هذه الغرفة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك في حرمة التدخين لما فيه من المفاسد, والأضرار, وقد ذكرنا طرفا من ذلك في الفتوى: 1819.
وبخصوص الصلاة في تلك الغرفة التي تعج برائحة الدخان, فهي مكروهة، فقد نص بعض العلماء على كراهة الصلاة في أماكن المعصية.
قال الإمام النووي في المجموع: الصلاة في مأوى الشيطان مكروهة بالاتفاق، وذلك مثل مواضع الخمر والحانة ومواضع المكوس ونحوها من المعاصي الفاحشة والكنائس والبيع والحشوش ونحو ذلك. فإن صلى في شيء من ذلك، ولم يلمس نجاسة بيده ولا ثوبه، صحت صلاته مع الكراهة. اهـ.
وقال الشرواني في حاشيته على تحفة المحتاج: وإن لم تكن المعصية موجودة حين صلاته؛ لأن ما هو كذلك مأوى للشياطين. اهـ.
وعليه؛ فإن الصلاة في تلك الغرفة مكروهة، لكنها مجزئة إذا سلمت مما يبطلها.
وننصحكم بالصلاة مع الجماعة في المُصَلّى الذي ذكرتَ إن أمكن ذلك, فهذا أفضل في حقكم.
والله أعلم.
حكم جلوس الحائض في رحبة وساحة المسجد
السؤال
ما حكم جلوس الحائض في ساحات الحرم النبوي، وسط المصلين، أثناء الصلاة؟
وإذا كان ذلك لا يجوز. فهل يجوز لها أن تعتزل المصلين، وتجلس في جانب من الساحة بعيدا عن المصلين، وتستمع للصلاة، وتؤمن على دعاء الإمام؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي يظهر لنا أن هذه الساحات لا تأخذ أحكام المسجد، بحيث يحرم فيها البيع والشراء، ولبث الحائض، ويشرع فيها الاعتكاف؛ لأن الظاهر من تصميمها التفريق بينها وبين بناء المسجد، بدليل إنشاء صناديق للأمانات فيها بالأجرة، ولو كانت كالمسجد لم يجز إجارة شيء منها ولا فيها، كالبيع.
ويظهر ذلك أيضا باعتبار الساحات المبنية خلف المسعى في الحرم المكي، فإنها محاطة بسور له أبواب خارجية، وفيها أبواب مشرعة في المسعى، منها يدخل الناس للمسعى ثم للمسجد، ومن المعروف أن الحائض يشرع لها السعي بين الصفا والمروة اتفاقا.
قال ابن بطال في شرح صحيح البخاري: العلماء مجمعون على أن الحائض تشهد المناسك كلها غير الطواف بالبيت؛ لقوله عليه السلام لعائشة: "افعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوفي بالبيت حتى تطهري". اهـ.
وراجعي في ذلك الفتويين: 27063، 101712.
ولا يستقيم أن تجعل الساحة التي تلي المسعى من المسجد، ولا يكون المسعى منه، وهو بين المسجد وبين الساحة!!
ويتأكد هذا بما رواه ابن بطة بإسناده عن عبد الرزاق حدثنا الثوري عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة قالت: كن المعتكفات إذا حضن، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخراجهن عن المسجد، وأن يضربن الأخبية في رحبة المسجد حتى يطهرن. ورجاله ثقات من رجال مسلم.
ونقله ابن مفلح في الفروع، وقال: إسناد جيد. ورواه أبو حفص العكبري أيضا. ونقله يعقوب بن بُخْتان عن أحمد. وقال أحمد: النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر أن تضرب قبة في رحبة المسجد. رواه ابن بطة بإسناده عن يعقوب.
قال صاحب المحرر: وهذا من أحمد دليل على ثبوت الخبر عنده. انتهى من الفروع.
وذكره الزركشي في (إعلام الساجد بأحكام المساجد) وعزاه لابن بطة في كتاب جواز اتخاذ السقاية في رحبة المسجد.
ولهذا الأثر قال الخرقي في مختصره: إذا حاضت المرأة، خرجت من المسجد، وضربت خباء في الرحبة. اهـ.
ولذك قال المرداوي في الإنصاف: رحبة المسجد ليست منه. على الصحيح من المذهب، والروايتين، وهو ظاهر كلام الخرقي؛ و «الحاويين»، و «الرعايتين» في موضع. وقدمه المجد في «شرحه»، ونص عليه في رواية إسحاق بن إبراهيم. اهـ.
ويدل لهذا أيضا ما ذكره الإمام مالك في الموطأ أنه بلغه أن عمر بن الخطاب بنى رحبة في ناحية المسجد، تسمى البطيحاء، وقال: «من كان يريد أن يلغط، أو ينشد شعرا، أو يرفع صوته، فليخرج إلى هذه الرحبة».
وهذا وصله ابن شبة في تاريخ المدينة، والبيهقي في السنن الكبرى عن مالك قال: حدثني أبو النضر عن سالم بن عبد الله: أن عمر بن الخطاب، فذكره.
وجوَّد السمهودي إسناده في وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، وقال الألباني في تحقيق إصلاح المساجد للقاسمي: رجاله ثقات، لكنه منقطع بين سالم وجده عمر. اهـ.
وذكر ابن شبة عن شيخه محمد بن يحيى الكناني قال: وقد دخلت تلك البطيحاء في المسجد، فيما زيد فيه بعد عمر رضي الله عنه. اهـ.
واستدل بهذا الأثر الحافظ ابن حجر في الفتح على أنه قد يفرق بين حكم الرحبة وحكم المسجد، حيث قال: وقد يفرق حكم الرحبة من المسجد في جواز اللغط ونحوه فيها، بخلاف المسجد مع إعطائها حكم المسجد في الصلاة فيها. اهـ.
وقال الشيخ عبد الكريم الخضير في شرح المحرر في الحديث: أحياناً يكون هناك ملحقات في المسجد كالساحات -مثلاً- الخارجة عن سور المسجد، هذه ليس لها أحكام المسجد، ولا يصلى فيها إلا إذا اتصلت الصفوف، أحياناً يكون في هذه الساحات دورات مياه، محل قضاء الحاجة مما يدل على أنها لم يقصد أن تكون مسجداً، وإنما هي من مرافق المسجد، قد يحتاج إليها إذا ضاق المسجد، واتصلت الصفوف، هذا لا إشكال فيه. اهـ.
وسئلت اللجنة الدائمة للإفتاء عن الغرف الملحقة بقاعات الصلاة، هل يجوز البيع والشراء فيها لصالح المسجد؟
فأجابت: إن كانت داخلة في سور المسجد فلها حكم المسجد، والقول فيها كالقول في القاعة، أما إن كانت خارج سور المسجد ولو كانت أبوابها فيه، فليس لها حكم المسجد؛ لأن بيت النبي صلى الله عليه وسلم الذي تسكنه عائشة -رضي الله عنها- كان بابه في المسجد، ولم يكن له حكم المسجد. اهـ.
ومع ترجيح كون هذه الساحات ليست لها أحكام المسجد، وبالتالي جواز لبث الحائض فيها، إلا إنها تُنهَى عن الجلوس وسط المصلين، كما تفعل الحائض إذا خرجت لمصلى العيد، كما جاء في الحديث الصحيح: يَخْرُجُ العَوَاتِقُ وَذَوَاتُ الخُدُورِ وَالحُيَّضُ، وَلْيَشْهَدْنَ الخَيْرَ وَدَعْوَةَ المُؤْمِنِينَ، وَيَعْتَزِلُ الحُيَّضُ المُصَلَّى. رواه البخاري.
قال ابن حجر في فتح الباري: قال ابن المنير: الحكمة في اعتزالهن، أن في وقوفهن وهن لا يصلين مع المصليات، إظهار استهانة بالحال، فاستحب لهن اجتناب ذلك. اهـ.
وقال القسطلاني في إرشاد الساري: فلا يختلطن بالمصليات، خوف التنجيس، والإخلال بتسوية الصفوف ...
والمنع من المصلّى منع تنزيه؛ لأنه ليس مسجدًا .. فيأخذن ناحية في المصلّى عن المصلين، ويقفن بباب المسجد؛ لحرمة دخولهنّ له. اهـ.
وقال المباركفوري في مرعاة المفاتيح: أي عن مكان صلاة النساء اللاتي لسن بحيض، يعني تنفصل وتقف في موضع منفردات غير مختلطات بالمصليات؛ خوف التنجيس والإخلال بتسوية الصفوف، وهو خبر بمعنى الأمر. اهـ.
والله أعلم.
هل يأخذ المصلى المتخذ في البيت حكم المسجد؟
السؤال
في ظل هذه الأيام التي تم فيها إغلاق المساجد بسبب انتشار وباء كورونا، خصصت في البيت مكانًا للصلاة جماعة مع أبي وإخوتي، فهل يجوز أن أعتبره مسجدًا، وأحضر فيه قبل الأذان، وأصلي تحية المسجد، وأنتظر الأذان، وخاصة في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها؟ جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في اتخاذ مصلى في بيتك تؤذن وتصلي فيه أنت وأهلك، وتؤجر على ذلك -إن شاء الله تعالى-، وقد بينا في الفتوى: 128147 أن اتخاذ المصليات في البيوت، كان من عادة السلف الصالح، ودلّت عليه السنة.
كما بينا في عدة فتاوى أيًضا أن هذه المصليات، لا تأخذ حكم المسجد؛ لأنها ليست موقوفة على عامة المسلمين، قال ابن العربي في أحكام القرآن: قَوْله تَعَالَى: {مَسَاجِدَ اللَّهِ} [البقرة:114]، يَقْتَضِي أَنَّهَا لِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ عَامَّةً، الَّذِينَ يُعَظِّمُونَ اللَّهَ تَعَالَى، وَذَلِكَ حُكْمُهَا بِإِجْمَاعِ الْأُمَّةِ؛ عَلَى أَنَّ الْبُقْعَةَ إذَا عُيِّنَتْ لِلصَّلَاةِ، خَرَجَتْ عَنْ جُمْلَةِ الْأَمْلَاكِ الْمُخْتَصَّةِ بِرَبِّهَا، فَصَارَتْ عَامَّةً لِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ بِمَنْفَعَتِهَا، وَمَسْجِدِيَّتِهَا، فَلَوْ بَنَى الرَّجُلُ فِي دَارِهٍ مَسْجِدًا، وَحَجَزَهُ عَنْ النَّاسِ، وَاخْتَصَّ بِهِ لِنَفْسِهِ؛ لَبَقِيَ عَلَى مِلْكِهِ، وَلَمْ يَخْرُجْ إلَى حَدِّ الْمَسْجِدِيَّةِ. اهــ.
كما أن تلك المصليات التي في البيوت، وأماكن العمل، ونحوها، لا تأخذ حكم المسجد في منع دخول الحائض، وتحية المسجد، ومنع نشدان الضالة، وانظر المزيد في الفتاوى: 134316، 325651، 118815، 215359.
والله أعلم.
بحث من اسلام ويب
التوقيع لا يظهر للزوار ..
قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أخطاء وتصويبات تهم المصلين،أخطاء يقع فيها المصلين وتصحيحها | أم أمة الله | فتاوي وفقه المرأة المسلمة | 1 | 21-06-2019 09:47 PM |
الأماكن التي ينهى عن الصلاة فيها | أم أمة الله | فتاوي وفقه المرأة المسلمة | 1 | 16-11-2018 03:14 AM |
بحث عن الصلاة | ريموووو | منتدى عدلات التعليمي | 7 | 28-09-2018 02:05 PM |
قراءة كتاب سنن النسائي تأليف النسائي pdf مجانا ضمن تصنيف كتب علوم الحديث. | دوما لك الحمد | كتب اسلامية | 5 | 23-05-2018 06:06 PM |
موضوع تعبير عن المسجد الاقصي الشريف 2025 , موضوع تعبير عن المسجد الاقصي بالافكار والع | لوكا موكا | موضوعات تعبير | 2 | 07-02-2018 10:30 AM |
جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع