أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي التعلق بشخص في مقر العمل

التعلق بشخص في مقر العمل
التعلق بشخص في مقر العمل

التعلق بشخص في مقر العمل



امرأة أُعجبتْ بموظف في مقر العمل، وأعجب هو بها، ولكنه لم يتقدم إليها، ثم عرفت أنه متزوج، وتسأل: ماذا تفعل؟

التفاصيل:
أنا امرأة في العقد الرابع من عمري، لم يُقدِّر الله لي الزواج حتى الآن، أنا أحمَد الله أن هداني ووفَّقني لطاعته؛ حيث إني أغضُّ بصري قدر الاستطاعة، لكن منذ مدة لاحظت إعجاب زميلي في العمل بي؛ كلما نظرتُ حولي أجده ينظر إلي ويراقبني، هو شخص حسن الأخلاق، وأنا متيقِّنة من إعجابه بي، وقد مضت على هذا الأمر شهور عديدة ولَم يتقدَّم لخطبتي أو يفاتحني في الزواج، ومنذ مدة علِمتُ أنه متزوِّج، ولا أعلم إن كان لديه أطفال أم لا، وهناك مشكلة أخرى هي أنه أصغر مني بعامين.

حاولت بكل الطرق أن أنساه، لكني لا أستطيع، مع أني سابقًا كنتُ إذا أُعجبت بشخص أَتجاهله، ثم أنساه، لكني لا أستطيع نسيان هذا الرجل، مع أنني لم أتحدَّث معه إلا في إطار العمل، لكني تعلَّقتُ به، وربما أبكي إذا غاب عن العمل، فماذا أفعل؟

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فمرحبًا أختي الكريمة، ونشكرك على الثقة بهذا الموقع.

أختي الكريمة، الله سبحانه خلق هذه الغريزة، ألا وهي ميول الرجل إلى المرأة وميولها هي أيضًا إليه، ولولا هذا الميول لانقطَعَ نَسل البشرية واندثرَ الوجود الإنساني؛ فهذا الميل القوي هو الذي يحتَمِل الرجُل به المرأة والعكس، ولولا هذا الانجذاب بين الذكر والأنثى، لما صبَر الزوجان على بعضهما.
أمَا وَقَد علمنا حكمة هذه الغرائز، فلا بُد إذًا من التعامل الإيجابي معها، وتوجيهها التوجيه السليم، لذلك جاءت نصوص الشريعة بوضع الحدود والضوابط للتعامل السليم معها، فمن الكتاب الكريم قوله سبحانه: ﴿ قُل لِلمُؤمِنينَ يَغُضّوا مِن أَبصارِهِم وَيَحفَظوا فُروجَهُم ذلِكَ أَزكى لَهُم إِنَّ اللَّهَ خَبيرٌ بِما يَصنَعونَ ﴾ [النور: ٣٠]؛ يقول العلامة السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية: أي: أَرشِد المؤمنين، وقل لهم: الذين معهم إيمان، يمنعهم من وقوع ما يخل بالإيمان: ﴿ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾ عن النظر إلى العورات وإلى النساء الأجنبيات، وإلى المردان الذين يخاف بالنظر إليهم الفتنة، وإلى زينة الدنيا التي تفتن، وتوقع في المحذور، ﴿ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ﴾ عن الوطء الحرام في قُبلٍ أو دبر، أو ما دون ذلك، وعن التمكين من مسها، والنظر إليها، ﴿ ذَلِكَ ﴾ الحفظ للأبصار والفروج ﴿ أَزْكَى لَهُمْ ﴾ أطهر وأطيب، وأنمى لأعمالهم، فإن من حفظ فرجه وبصره، طهر من الخبث الذي يتدنس به أهل الفواحش، وزكَت أعماله بسبب ترك المحرَّم الذي تطمع إليه النفس وتدعو إليه، فمن ترك شيئًا لله، عوَّضه الله خيرًا منه، ومن غضَّ بصره عن المحرم، أنار الله بصيرته، ولأن العبد إذا حفظ فرجه وبصره عن الحرام ومقدماته، مع داعي الشهوة، كان حفظه لغيره أبلغ، ولهذا سماه الله حفظًا، فالشيء المحفوظ إن لم يجتهد حافظه في مراقبته وحفظه، وعمل الأسباب الموجبة لحفظه، لم ينحفظ، كذلك البصر والفرج، إن لم يجتهد العبد في حفظهما، أوقعاه في بلايا ومحن، وتأمَّل كيف أمر بحفظ الفرج مطلقًا؛ لأنه لا يباح في حالة من الأحوال، وأما البصر فقال: ﴿ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾ أتى بأداة "من" الدالة على التبعيض، فإنه يجوز النظر في بعض الأحوال لحاجة، كنظر الشاهد والعامل والخاطب، ونحو ذلك، ثم ذكرهم بعلمه بأعمالهم، ليجتهدوا في حفظ أنفسهم من المحرمات؛ انتهى كلامه.

ثم قال سبحانه: ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31].

يقول العلامة السعدي رحمه الله: لَما أمر المؤمنين بغض الأبصار وحفظ الفروج، أمر المؤمنات بذلك، فقال: ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ﴾ عن النظر إلى العورات والرجال بشهوة، ونحو ذلك من النظر الممنوع، ﴿ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ﴾ من التمكين من جماعها، أو مسها، أو النظر المحرم إليها، ﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ﴾ كالثياب الجميلة والحلي، وجميع البدن كله من الزينة، ولما كانت الثياب الظاهرة لا بد لها منها، قال: ﴿ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾؛ أي: الثياب الظاهرة التي جرت العادة بلُبْسها إذا لم يكن في ذلك ما يدعو إلى الفتنة بها، ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾، وهذا لكمال الاستتار، ويدل ذلك على أن الزينة التي يحرم إبداؤها، يدخل فيها جميع البدن، كما ذكرنا. ثم كرر النهي عن إبداء زينتهن؛ ليستثني منه قوله: ﴿ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ؛ ﴾ أي: أزواجهن .. إلى أن قال: ولما أمر تعالى بهذه الأوامر الحسنة، ووصى بالوصايا المستحسنة، وكان لا بد من وقوع تقصير من المؤمن بذلك، أمر الله تعالى بالتوبة، فقال: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ ﴾؛ لأن المؤمن يدعوه إيمانه إلى التوبة، ثم علق على ذلك الفلاح، فقال:﴿ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾، فلا سبيل إلى الفلاح إلا بالتوبة، وهي الرجوع مما يكرهه الله ظاهرًا وباطنًا إلى ما يحبه ظاهرًا وباطنًا، ودل هذا على أن كل مؤمن محتاج إلى التوبة؛ لأن الله خاطب المؤمنين جميعًا، وفيه الحث على الإخلاص بالتوبة في قوله: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ ﴾؛ أي: لا لمقصد غير وجهه، من سلامة من آفات الدنيا، أو رياء وسمعة، أو نحو ذلك من المقاصد الفاسدة؛ انتهى كلامه.
ومن السنة قول النبي عليه الصلاة والسلام: (لا يخلونَّ رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم)؛ متفق على صحته.
وهذا شيء من الضوابط التي نصت الشريعة عليها حمايةً للمؤمنين والمؤمنات من الانزلاق في براثن الشيطان.
أختي الكريمة، أيتها العفيفة، لم تطلبي المشورة إلا لحياةٍ في قلبك بإذن الله تعالى، ولصحوةٍ في الضمير، فإن مخافة الله وخشيته من النعم التي تحول بين المرء وبين الوقوع في الحرام، فلا أقول لك كما يقول المثبطون: إن النفس قد تعلَّقت، والقلب قد مال، والإعجاب والتعلُّق هما سيدا الموقف، فهذا غير صحيح، فإن للمؤمن على قلبه وتصرفاته سلطانًا بمعونة الله وتوفيقه، وإليك بعض النقاط المهمة التي تعينك بإذن الله على الحل:




أولًا: الالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى، والاطِّراح بين يديه، فالهداية والوقاية كلها بيديه سبحانه، ولا عاصِم من أمر الله إلا من رَحِم.
ثانيًا: ضَبطُ النَّفس، وكبح جماحها، والتخلُّق بالآداب والضوابط الشرعية التي سُقت شيئًا منها في بداية الحديث.
ثالثًا: تأملي هذه المشاعر إلى أين أوْصَلَتْكِ؟ إلى حدِّ البكاء عندما يغيب زميلك عن العمل.
رابعًا: يقول الشاعر:
رأيت الذي لا كله أنت قادرٌ عليه ♦♦♦ ولا عن بعضه أنت صابرُ
فما دام الزواج به بعيد المنال، لماذا الاسترسال؟

خامسًا: لا بُد أن تُدرِكي وقوعك في التعلُّق أو العِشق، وأنَّ الأمر ليس مُجرَّدَ إعجابٍ عابِر.

سادسًا: لا بُد من تدبيرٍ حازِم، يُخفِّف معاناتك هذه ولا يزيدك عذابًا لا تقدرين عليه.

سابعًا: اقطِعي مواطن الإثارة، وبواعِث الرِّيبة، وكل ما يزِيدُ المشاعِر اشتعالًا.

ثامنًا: لا تَغتَرِّي بحسن أخلاقه ولا تُعَوِّلي عليها، بل اسمعي وأطيعي وأذعِنِي لأمرِ الله بالبُعد عن خطوات الشيطان؛ يقول الله سبحانه: ﴿ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّبِعوا خُطُواتِ الشَّيطانِ وَمَن يَتَّبِع خُطُواتِ الشَّيطانِ فَإِنَّهُ يَأمُرُ بِالفَحشاءِ وَالمُنكَرِ وَلَولا فَضلُ اللَّهِ عَلَيكُم وَرَحمَتُهُ ما زَكى مِنكُم مِن أَحَدٍ أَبَدًا وَلكِنَّ اللَّهَ يُزَكّي مَن يَشاءُ وَاللَّهُ سَميعٌ عَليمٌ ﴾ [النور: ٢١].
وختامًا أسأل الله العلي القدير أن يحفَظنا وإياكم من كلِّ مكروه، وأن يتوفَّانا وهو راضٍ عنَّا غير غضبان،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
الالوكة ____أ. أحمد بن عبيد الحربي

التعلق بشخص في مقر العمل



إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#2

افتراضي رد: التعلق بشخص في مقر العمل

تسلم الايادي على الطرح المميز
بانتظار جديدك القادم
ودي وشذى الورد



قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
موضوع تعبير عن العمل وزيادة الإنتاج بالعناصر والمقدمة والخاتمة للصف الرابع أم أمة الله موضوعات تعبير
قائمة افضل المهن ومجالات العمل الحر من الناحية المادية ماهي مهن العمل الحر أم أمة الله عالم المعرفة
نصائح للحامل العامله,نصائح للحفاظ على صحة المرأة الحامل أثناء العمل جنا حبيبة ماما مرحلة الحمل والولاده
تعبير عن العمل الجاد والشيق منة الله احمد موضوعات تعبير
فن الاتيكيت من الالف الي الياء الجزء الاول حياه الروح 5 فن الاتيكيت والتعامل مع الآخرين


الساعة الآن 04:06 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل