أعراض السكتة الدماغية وأسبابها, أعراض السكتة الدماغية وأسبابها
تعتبر السكتات الدماغية (أو الحوادث الوعائية الدماغية كمصطلح دقيق) من أهم أسباب الموت المفاجئ لدى الأشخاص من جميع الفئات العمرية، لذلك يعتبر اكتشافها بسرعة ونقل المريض إلى وحدة عناية إسعافية أمراً في غاية الأهمية، وفي هذا المقال نقدم لك أشهر أعراض السكتة الدماغية وأنواعها وأسبابها والعوامل التي تزيد من حدوثها.
أعراض السكتة الدماغية
انتبه لهذه الأعراض إذا لاحظتها على نفسك أو على أي من ال
محيطين بك، حاول تحديد وقت ظهور الأعراض وسرعة تطورها، لأن هذه التفاصيل قد تكون مهمة، من أجل اتخاذ القرارات العلاجية،
ومن أشهر أعراض السكتة الدماغية ما يأتي:
اضطراب القدرة على الكلام وفهمه: يمكن أن يشعر المريض بالارتباك والتشوش الذهني، كما يمكن أن يقول جملاً ومفردات يظنها صحيحة، لكنها تكون غير واضحة لمن يسمعها.
الشلل والخدر في الوجه واليدين والقدمين: يمكن أن يفقد المريض الشعور بشكل مفاجئ، أو يحدث لديه ضعف أو شلل كامل في جزء من وجهه أو كامل وجهه، إضافة إلى إحدى يديه أو قدميه أو كليهما، حيث تكون الإصابة المحدودة بجهة واحدة من الجسم (يمنى أو يسرى) هي الأكثر شيوعاً، جرب رفع يديك معاً فوق رأسك، فإذا سقطت إحداهما بمفردها قد يشير ذلك إلى حدوث سكتة دماغية، وبطريقة مشابهة جرب أن تبتسم ابتسامة عريضة، وانتبه في حال ارتخاء أحد جانبي وجهك خلالها.
اضطراب الرؤية في إحدى العينين أو كليهما: يمكن أن يحدث تشوش في البصر أو تعتيم مفاجئ في واحدة من العينين أو كليهما معاً، كما يمكن أن تحدث رؤية مزدوجة.
الصداع: يتصف شكل الصداع الناجم عن السكتة الدماغية بكونه مفاجئاً وشديداً، كما يمكن أن يترافق مع أعراض أخرى مثل الغثيان والدوار وتغيم الوعي (عدم غياب الوعي أو حضوره بشكل كامل).
اضطراب المشي: يشعر المريض باضطراب مفاجئ في التوازن، أو يتعثر من دون وجود عوائق في طريقه، بسبب توقف القدرة على تنسيق الحركات في عضلات الجسم المختلفة.
صعوبة البلع.
متى عليك الإسراع في طلب العناية الطبية
فكر بسرعة واتصل بالإسعاف في حال لاحظت الأعراض الآتية المجموعة في المعيار العالمي الشهير المتصف بالسرعة
الوجه: ابتسم أو اطلب من الشخص الذي تشك بإصابته أن يبتسم، هل شكل الابتسامة هو نفسه في جانبي الوجه أم لا.
الذراعان: اطلب من الشخص أن يرفع ذراعيه أعلى ما يمكن، هل ترتفعان بالقدر نفسه؟ هل تسقط واحدة منهما بعد فترة قصيرة أم لا يستطيع الشخص رفع إحداهما على الإطلاق.
التحدث: اطلب من هذا الشخص ترديد جملة بسيطة ما ولاحظ تبدل صوته أو إذا كان فمه مرتخياً خلال الكلام.
الإبلاغ: إذا لاحظت واحدة أو أكثر من هذه التغيرات أسرع بطلب الإسعاف أو أخذ المريض إلى أقرب مركز صحي.
في حال حدوث السكتة الدماغية يكون الوقت عاملاً مهماً وحاسماً، لا تنتظر حتى تزول الأعراض وحدها، ولا تراقب تطور الأعراض، فالوقت الذي يضيع يزيد من الضرر الحاصل في النسيج الدماغي، ويؤدي إلى احتمال أكبر لحدوث إعاقات دائمة فيما بعد.
لكن من المهم مراقبة المريض خلال فترة انتظار وصول الإسعاف، من أجل توفير المعلومات اللازمة للمسعفين حول تفاصيل الحالة، أما الحوادث الدماغية الإقفارية العابرة أو السكتات المصغرة، فتختلف عن الأعراض النموذجية للسكتة الدماغية بكونها تستمر عادةً لبضع دقائق أو ساعات قبل أن تختفي بشكل كامل.
إلا أن هذا يجب ألا يدفعنا إلى تجاهل هذه الحوادث، فهي بمثابة صافرات إنذار تحذر من وجود مشاكل خطيرة في توصيل الدم إلى الدماغ، لذلك فهي تزيد من احتمال حدوث سكتة دماغية في المستقبل القريب.
أنواع السكتة الدماغية
هناك 3 أنواع رئيسية للسكتات الدماغية بحسب آلية حدوثها؛ وهي:
السكتة الدماغية الإقفارية (بالإنجليزية: Ischemic Stroke).
السكتة الدماغية النزفية (بالإنجليزية: Hemorrhagic Stroke).
الحادث الدماغي الإقفاري العابر (TIA) أو السكتة المصغرة.
سنتحدث عن كل نوع منها بشكل مفصل فيما يأتي.
أسباب السكتة الدماغية
السكتة الدماغية تحدث بسبب نقص أو عرقلة وصول الجريان الدموي إلى منطقة ما من الدماغ، مما يحرم الخلايا في النسيج الدماغي من الأكسجين والمواد الغذائية الضرورية لعملها، وهكذا تبدأ الخلايا بالموت تدريجياً، بعد فترة من انقطاع التروية الدموية عنها، وتصنف السكتات الدماغية بحسب طبيعتها والآلية المسببة لها إلى ما يأتي:
السكتة الدماغية الإقفارية
السكتة الإقفارية
تشكل نحو 85% من إصابات السكتة الدماغية، وتحدث عندما تصاب الأوعية الدموية الشريانية المغذية للدماغ بتضيق أو انسداد، مما يقطع الأكسجين والمواد المغذية عن النسيج الدماغي، وهذا ما يعرف بالإقفار (بالإنجليزية: Ischemia)، وأكثر أنماطها شيوعاً ما يأتي
السكتة الدماغية الخثرية (Thrombotic Stroke): تحدث السكتة الخثرية في حال تخثر الدم وتشكل ما يعرف بالجلطة في أحد الأوعية الشريانية المغذية للدماغ، يمكن أن تتشكل الخثرة بسبب ترسب طبقات من الشحوم ومواد أخرى ضمن الشريان مُشكِّلةً ما يسمى بالعصيدة الشريانية في داء التصلب العصيدي (بالإنجليزية: Atherosclerosis)، مما يؤدي إلى تضيق تدريجي ينتهي بانسداد الشريان.
السكتة الدماغية الصمية (Embolic Stroke): تحدث السكتة الصمية عندما تتشكل علقة دموية (جلطة) أو أي حطام نسيجي صغير في مكان بعيد عن الدماغ (غالباً ضمن القلب)، وتنتقل ضمن الأوعية الدموية الشريانية، ثم تعلق في أحد الأوعية الدقيقة المغذية للدماغ، هذه الخثرة الشريانية تعرف باسم الصمة (بالإنجليزية: Embolus).
السكتة الدماغية النزفية
السكتة الدماغية النزفية
تحدث السكتة النزفية في حال قيام أحد الشرايين المغذية للدماغ بتسريب الدم إلى الخارج أو التمزق بشكل كامل، وهي أقل شيوعاً من السكتات الإقفارية، يسببها الضغط الشرياني المرتفع الذي يدفع الدم إلى الخروج من الشريان والتجمع حول الدماغ وداخل جوف الجمجمة أو ضمن النسيج الدماغي. [2]
الأمر الذي يضغط على الخلايا العصبية ويسبب تموتها بشكل تدريجي، كما يمكن أن تحدث السكتات الدماغية النزفية بسبب انفجار أم دم دماغية (بالإنجليزية: Brain Aneurysm)؛ وأم الدم هي تجمع الدم بشكل كبير في منطقة من شريان لتصبح بشكل بالون رقيق الجدران وسهل التمزق عند أقل صدمة. [2]
ويزداد احتمال حدوثها إذا كان شكل أو توزع الأوعية الدموية الدماغية مشوهاً أو غير طبيعي. [2]
الحادث الوعائي الدماغي العابر
هذه السكتات الدماغية المصغرة تحدث وتنتهي خلال فترة زمنية محدودة، ويعود السبب في ظهور الأعراض إلى نقص مؤقت في الجريان الدموي إلى الدماغ يستمر لمدة أقل من 5 دقائق في العادة، وتشبه السكتة الدماغية الإقفارية في كونها مرتبطة بانسداد الجريان الدموي لوجود علقة أو جسم ما يسد هذا الشريان الدماغي، وتختفي الأعراض بعد زوال هذا الانسداد.
تعتبر السكتة العابرة علامة إنذار يجب أن تدفع المريض إلى إجراء فحص طبي حتى بعد زوال الأعراض، وهي تزيد احتمال حدوث سكتة دماغية كبيرة فيما بعد، مما قد يسبب إعاقة دائمة، فإذا شعرت بهذه الأعراض ثم زالت وحدها؛ افترض الأسوأ وتوقع وجود وعاء دموي مسدود بشكل جزئي أو متضيق. [2]
عوامل تزيد احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية
تلعب العديد من العوامل دوراً في زيادة أو إنقاص احتمال الإصابة بسكتة دماغية، منها ما يمكننا التحكم به، ومنها ما هو خارج عن سيطرتنا، ونذكر منها العوامل الآتية:
عوامل الخطر المتعلقة بنمط الحياة
زيادة الوزن.
نقص النشاط الجسدي (الكسل).
الإفراط في تناول المشروبات الكحولية.
تدخين السجائر بنوعيه الإيجابي أو السلبي.
تعاطي المخدرات الممنوعة، مثل: الكوكايين.
عوامل الخطر المتعلقة بحالات مرضية
ارتفاع ضغط الدم: إذ إن احتمال حدوث السكتة الدماغية يزداد في حال ارتفاع الضغط الشرياني عن القيمة الطبيعية (12/8)، لذلك ينصح الأطباء بتناول الأدوية الخافضة للضغط لدى المصابين بارتفاع الضغط، حتى لو لم تظهر عليهم أعراض، خاصة في حال وقوع المريض ضمن مجموعات الخطر للإصابة بالسكتة الدماغية أو الداء السكري مثلاً.
ارتفاع مستوى الكوليسترول.
داء السكري.
داء انقطاع النفس أثناء النوم: وهو أحد اضطرابات النوم، يحدث في حال انخفاض مستويات الأكسجين بشكل مفاجئ خلال النوم.
الأمراض الوعائية القلبية: مثل قصور القلب، والتشوهات القلبية، وإصابة القلب بأحد العوامل الحية الممرضة أو اضطراب الفاعلية الكهربائية للقلب (أي الاضطرابات التي يظهرها تخطيط القلب).
عوامل متفرقة تتعلق بالإصابة بالسكتة الدماغية
التاريخ العائلي: إذا أصيب أحد أفراد عائلتك بالسكتة الدماغية.
التاريخ الشخصي: في حال حدوث سكتة دماغية أو نوبة قلبية في السابق.
العمر: يزداد احتمال حدوث السكتة الدماغية لدى المرضى بعمر أكبر من 55 سنة.
العرق: يعتبر أفراد العرق الأسود أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بالسكتات الدماغية.
الجنس: يصاب الرجال بالسكتات الدماغية أكثر من النساء بشكل عام، إذ تصاب النساء بها في أعمار متأخرة مقارنة بالرجال الذين يصابون بالسكتة في الخمسينات والستينات من العمر بأعداد أكثر، إلا أن النساء أكثر عرضة من الرجال للموت نتيجة السكتة الدماغية، كما أن حبوب منع الحمل أو العلاجات الهرمونية التي تحتوي على الإستروجين (الهرمون الأنثوي) تزيد من احتمال إصابة الأنثى بسكتة دماغية، إضافة إلى مراحل الخطر الخاصة بالنساء مثل الحمل والولادة.
ختاماً، نود أن نؤكد على أهمية معرفة الجميع لأعراض السكتة الدماغية، خاصة الأشخاص المعرضين لخطر حدوثها أو ال
محيطين بهؤلاء الأشخاص، لأن ملاحظة الأعراض في بداية حدوثها والإسراع بإسعاف المصاب قد تكون الحد الفاصل بين الحياة والموت.