الجزء العاشر
"والذين يكنزون الذهب والفضة ولاينفقونها..."
الكثير يغفلون عن أمر زكاة أموالهم ينسونها أو ربما يتناسونها،رغم أنهم ركن من أركان الاسلام،فإحذروا وتبيّنوا وأدّوا.
﴿ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ﴾
إن فاتتك فرصةُ التقرب بالطاعة فلا أقل من أن تبدي حزنك عليها
{حسبُنا الله سيؤتينا الله من فضلِه ورسوله}
هذا هو أدب النفس وأدب اللسان وأدب الإيمان، الرضا بقسمة الله ورسوله .
إرادة الخير لا تكفي حتى يدل عليها الاستعداد بالعمل
﴿ وَلَوْ أَرَادُوا۟ ٱلْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا۟ لَهُ ﴾
(قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا)
المؤمن يتعامل مع أى مصيبة بكل هدوء وطمأنينة لأنه على يقين أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن كل شىء بتدبير الله هُوَ مَوْلَانَا فشعاره التوكل فى يومه وليلته وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
من زهد في الجائزة .. استثقل المسير ..
{ ولكن بعدت عليهم الشقة }
{ لا تَحزَن إِنَّ اللَّهَ مَعَنا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكينَتَهُ عَلَيهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنودٍ لَم تَرَوها وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذينَ كَفَرُوا السُّفلى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُليا}
متى ماتعلّق القلب بالله ارتوى من نبع السكينة والثبات اللهم علّق قلوبنا بك
" إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلّم " حتى الرؤيا .. من جُند الله
(إنما يعمر مساجد الله من [آمن ] بالله)
كلما قوي إيمان العبد كان هذا سببا لمحافظته على حضور الصلاة في المساجد
﴿وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا وإلى الله ترجع الأمور﴾ ﴿ ليقضي الله أمرا كان مفعولا ﴾ التسليم بقضاء الله وقدره يحمل في طياته الخير دوما فلا تجزع
في التوبة قرأ الجمهور ( إنهم لا أيمان لهم) وقرأ ابن عامر رحمه الله من القرّاء السبعة: ( إنهم لا إيمان لهم) النفاق الاعتقادي والنفاق العملي وصف لحال المنافقين
(عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ) قال سفيان بن عيينة: انظروا إلى هذا اللطف، بدأ بالعفو قبل أن يعيره بالذنب. البغوي،
إذا لم تندم ولم تحزن على فوات طاعة .. فراجع قلبك !!! .
﴿فرح المخلفون بمقعدهم﴾
"تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنًا ألا يجدوا ماينفقون "
من منا سأل نفسه كم مرة بكيت لفوات طاعة ..!!
إن همّت نفسك بمعصية فلا ترقب نظرات الناس ولا أسماعهم، وارقب من خلقك: (فاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخشَوه إِن كُنتم مُؤمنِين)
من يريد الرضا فليتدبر هذه الآية الكريمة :
﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا﴾
إذا وجدت في نفسك تثاقل عن فعل الخير والمسارعة فيه فاحذر ان تكون ممن " كره الله إنبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوامع القاعدين "
(إذأعجبتڪم ڪثرتڪم فلم تغن عنڪم شيئا...وأنزل جنودا) ﻻتعتمد على قوّتڪ وعدّتڪ فإنڪ إن لم تتوڪل على الله فسيڪلڪ إلى نفسڪ
﴿إذ يقول لصاحبه ﻻتحزن إن الله معنا﴾
ما اجمل الثقة بالله
﴿ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ﴾ لا يُؤلف بين القلوب ، إلا الله علام الغيوب.
اللَّهُمَّ أَلِّفْ بيْنَ قُلوبِنَا، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بيْنِنَا، واهْدِنَا سُبُلَ السَّلَام.
(ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم) *احذر إذا رأيت نفسك متكاسلاً عن الخير واخشَ أن يكون الله كره انبعاثك في الخير ..!!⚘
(لو خرجوا فيكم مازادوكم إلا خبالا)
من رحمة الله أن يبعد عنك أشخاص ضرهم اكثر من نفهعم
{لو أنفقت مافي الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم}
المال لا يؤلف بين الناس العقيدة هي أقوى رابطة
(يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين) المؤمن يراقب الله ... والمنافق يراقب الناس .. وكلٌ يسعى لإرضاء من يراقبه ...⚘
( وأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا )قد لا تشعر بها ولاتراها لكنها تحيط بك فلله ألطاف خفية وحكم جليّة ..!فقط ثق بالله واطمئن..
كم في هذه الآية من تطمين بأن دين الله باق ً ومنصور .. لكن أين دورنا نحن لنكن من جند الله وممن حفظ الله بهم هذا الدين العظيم !! ﴿يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون﴾
( عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنتَ ) قدّم الدعاء أولًا .. تعلم من القرآن كيف يعاتب المحب حبيبه..
تسمى سورة التوبة بالفاضحة وحُقّ لها ذلك بعد أن بينت لنا كل هذه القبائح من صفات المنافقين..! "إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ " "قُلِ اسْتَهْزِئُوا" "وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ" "إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ" "وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ"
قال تعالى ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِذا لَقيتُم فِئَةً فَاثبُتوا وَاذكُرُوا اللَّهَ كَثيرًا لَعَلَّكُم تُفلِحونَ﴾ من أسباب الفلاح في الدنيا والآخرة كثرة ذكر الله عز وجل...
(لاتحزن إن الله معنا)
مع الله ... كل المخاوف تتلاشى .. بل تنقلب أمناً وثباتا ⚘
عند توبتك من المعصية ستجد صعوبة في تركها لكن يكفيك هذا الوعد من ﷲ {إن يعلم ﷲ في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم}
إرادة الخير لا تكفي حتى يدل عليها الاستعداد بالعمل
﴿ وَلَوْ أَرَادُوا۟ ٱلْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا۟ لَهُ ﴾
(إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيرا)
على قدر صلاح النوايا تأتي العطايا ..⚘
( ورضوان من الله أكبر ) •
رضا رب الأرض والسماوات أكبر من نعيم الجنات؛ لأن السعادة الروحانية أفضل من الجسمانية.
- المختصر في تفسير القرآن الكريم
{إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ} بحسب ماقام في قلبك يأتيك الفضل والخير والإحسان ، فتش قلبك !! ، ابحث عن مصدر الخسارة .
( يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ )
ليس كل ماتقوله اللسان خارج من القلب .. فلاتغتر بحسن الكلام ..
قاعدة في التوكل ..!
( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا )
(إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين) •
التهاون بالطاعة إذا حضر وقتها سبب لعقوبة الله وتثبيطه للعبد عن فعلها وفضلها
حين رأيت الله تعالى يقول عن رجل بخل بعد أن عاهد على النفقة، هذا كل ماصنع، شح بماله بعد أن عاهد ربه على الصدقة، ومع ذلك يقول الله عنه (فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه) استطعت أن أفهم قلق أصحاب رسول الله من النفاق!
كلما تكاسلت عن الخروج للصلاة ظهرًا تذكر ( قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً ) أختي : عندما تكتوين بحرارة ونار المطبخ استشعري : ( قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً ) اللهم أجرنا من النار .
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۙ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} لا تحفظ النعم بمثل الطاعات ، ولا يذهبها إلا المعاصي . إذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم
﴿وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا وإلى الله ترجع الأمور﴾ ﴿ ليقضي الله أمرا كان مفعولا ﴾ التسليم بقضاء الله وقدره يحمل في طياته الخير دوما فلا تجزع .
﴿إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ ﴾
إذا صلحت نوايا القلب ،كثرت عطايا الرب.
قال تعالى﴿إِذ يُريكَهُمُ اللَّهُ في مَنامِكَ قَليلًا وَلَو أَراكَهُم كَثيرًا لَفَشِلتُم وَلَتَنازَعتُم فِي الأَمرِ وَلكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَليمٌ بِذاتِ الصُّدورِ﴾ إذا أراد الله لك أمراً هيئ لك أسبابه ووفقك له...
فأحسن الظن بالله عز وجل وتوكل عليه
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) الصبر والثبات والإكثار من ذكر اللّه من أكبر الأسباب للنصر.
لو عظمت الصلاة .. لبكرت لها لو أحببت القرآن .. لكان لك ورد يومي لو فضلت العلم .. لسلكت طريقه لو ندمت على الذنب .. لبادرت بالتوبة ﴿ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ﴾
(وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ) من رضي بما قسمه الله له ، حتما سيُؤْتيه الله من فضله وكرمه.
"ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت.." الكثره ليست دليل ع النجاح أو أنها على حق،كذلك كثرة السالكين في الفتن رغم أنها أحياناً تكون جلّية لنا،لكن نغتّر بكثرة سالكيها بأنها الطريق الصحيح.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
وقفات تدبر الجزء العاشر من القران الكريم
لدكتور عمر المقبل حفظه الله
{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ ... الآية } [الأنفال : 41]
هنا الجواب عن السؤال المطروح في أول السورة، أي بعد 40 آية،
وما بين السؤال والجواب عرض لجزء من مشهد غزوة بدر،
وهو جدير بالتأمل.
وبآية قسمة الغنائم :
{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ ... الآية } [الأنفال : 41]
يتضح الفرق بين شأن النبي صلى الله عليه وسلم، فهو نبي رسول،
لا يملك قسمة المال إلا بأمر من الله، بخلاف سليمان صلى الله عليه وسلم، فهو نبي ملك، يقسم كما يرى هو:
{ هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [ص : 39].
من آثار قدرة الله تعالى، التي تربي في الناس أن يبذلوا ما في وسعهم في الجهاد،
وليتوكلوا حق التوكل، وسيرون العجب من قدرة الله،
تدبر: {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ} [الأنفال : 44].
الذكر من أسباب ثبات القلب، ورباطة الجأش عند لقاء العدو:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [الأنفال : 45].
المعاصي، وتفرق الكلمة من أعظم أسباب الضعف:
{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال : 46].
ما أكثر من يقولها اليوم من إخوان المنافقين:
{ إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ} [الأنفال : 49].
هذه البداية، فكيف بالنهاية:
{وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ} [الأنفال : 50].
قاعدة قرآنية: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }
[الأنفال : 53].
أنجس وأخبث حيوان تعرفه، فالكافر شر منه:
{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأنفال : 55].
قاعدة في باب الجهاد: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ } [الأنفال : 60].
من الإرهاب ما يحبه الله: {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال : 60].
قاعدة من قواعد الجهاد: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا} [الأنفال : 61].
من توكل على ربه حقاً كفاه مكايد الأعداء مهما بلغ كيدهم:
{وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ} [الأنفال : 62].
من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ} [الأنفال : 70].
أين المفر والإله الطالبُ؟
{وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ } [الأنفال : 71].
من قواعد الجهاد:
{وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} [الأنفال : 72].
طمس عقيدة الولاء والبراء سبب عظيم للفساد:
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ } [الأنفال : 73].
إسماع كلام الله للكفار من أسباب الهداية: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ } [التوبة : 6].
من ترك الصلاة أو الزكاة فأخوته الدينية إما منقطعة أو ناقصة:
{ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ } [التوبة : 11].
الطعن في الدين كفرٌ،
ويصيّر الإنسان من كافر عادي إلى إمام من أئمة الكفر:
{وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ} [التوبة : 12]، وفي قراءة سبعية: { إِنَّهُمْ لَا إيْمَانَ} بكسر همزة (إيمان).
قاعدة قرآنية: {فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [التوبة : 13].
من مقاصد قتال الكفار:
ذهاب غيظ القلوب: {وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ } [التوبة : 15].
لا بد أن يسبق دخول الجنة ابتلاء، دقّ أم جلّ:
{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [التوبة : 16].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [التوبة : 23]
إذا كان تولي الكفار الأقارب ظلماً، فكيف بالأباعد الأعداء؟ أم كيف بالمحاربين؟
ثمانية أسباب لترك الجهاد،
فاحذر أن تتلبس بها إذا تعين الجهاد عليك:
{قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا } [التوبة : 24].
إضافة القول إلى الأفواه في قوله تعالى:
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ} [التوبة : 30]
إشارة إلى أنه كذب محض.
تقديم أقوال العلماء التي تصادم الشرع هو مشاركة لله في الربوبية:
{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة : 31].
أيها المؤمن الثابت، هذه بشارة لا تتخلف:
{يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة : 32 ، 33] ومن هو الأحمق الذي يريد إطفاء نور الشمس بفيه، فكيف بنور الله ونور دينه؟
إذا كنت ممن تنعم بنعمة الأخوة في الله، أو التوفيق في الزواج،
فأتبع لهذا النعمة شكراً،
فإن التأليف بين القلوب شيء لا يقدر عليه بشر:
{وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال : 63].
{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} [التوبة : 34]
ثم قال بعدها: {وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ}
ليبين أن ضابط الكنز المحرم هو منع زكاتها،
فإذا زكيت فلا يضر وضعها في أنواع الخزائن،
ومن لم يزكها فهو مانع ولو كانت مكشوفة للناس، وهذا محصل قول بعض السلف في الاية.
ما سر اختيار هذه الجهات الثلاث:
{يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ } [التوبة : 35]؟
موضع تأمل،
وقد بحثها العلامة السعدي في كتابه المواهب الربانية.
يكفي المعتدين بالأشهر الهجرية فخراً أنها الشهور المعتبرة في شريعة الله:
{ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ } [التوبة : 36]
ومن تأمل الشهور الميلادية وجدها لا تعتمد في حسابها على شيء محسوس،
ولذا تجد فيها ما هو 28 ، و 29 ، 30 ، و 31 !
بخلاف الهجري الذي يعتمد على رؤية الأهلة.
في قوله بعد ذكر منزلة الأشهر، وتحريم بعضها:
{ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [التوبة : 36]
وفي هذا دليل على أن التأريخ بالميلادي وحده ليس من الدين القيّم.
من مواعظ القرآن التي تتكرر بأساليب متنوعة:
{فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ } [التوبة : 38].
قمة اليقين بالنصر والثقة بالله:
{لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا } [التوبة : 40].
الحلف الكاذب هلاك للنفس:
{وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [التوبة : 42].
الإيمان بالله واليوم الاخر من أعظم أسباب سهولة الجهاد على النفس:
{ لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (44) إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} [التوبة : 44 ، 45].
إذا وجدت من نفسك كسلاً عن الطاعات فاحذر أن يصيبك ما أصاب أهل هذه الآية:
{وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ} [التوبة : 46].
قد ينجح الإنسان في الهروب من الواجبات الشرعية المناطة به، بحلاوة لسانه،
لكن الشأن في الخلاص يوم السؤال:
{وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا} [التوبة : 49].
قاعدة في باب القدر:
{ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } [التوبة : 51].
الكفر من أعظم موانع قبول الطاعات، ومنها النفقات – مع عظم أثرها المتعدي -:
{وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ } [التوبة : 54].
قد يعطي الله الدنيا من لا يحب،
بل يعطيها لمن هم اشد الناس مقتاً عند الله:
{فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ} [التوبة : 55].
مصارف الزكاة لا تخرج عن هذه الآية:
{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة : 60].
دخل في هذه الآية:
{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [التوبة : 61]
كل من آذاه حياً أو ميتاً، بقول أو فعل.
الاستهزاء بالدين حفرة من حفر الكفر:
{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة : 65 ، 66].
من أعظم علامات الخذلان – عياذاً بالله – أن يصل الإنسان إلى هذه المرحلة:
{نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ } [التوبة : 67].
رضوان الله على العبد أعظم من نعيم الجنة ذاتها: { وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ} [التوبة : 72].
ما أرحمك يا رب!
فمع شدة عداوة المنافقين وعظيم أذيتهم للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه،
ألا أن رحمة الله تشملهم إن هم تابوا:
{فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ } [التوبة : 74].
من أعظم الزواجر القلبية، والسياط التربوية:
{أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} [التوبة : 78].
السخرية بأهل الدين والبر والإحسان منهجٌ سلولي:
{الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ } [التوبة : 79].
إذا طمس على القلب، فرح بالمعصية، وفوات الطاعة والعياذ بالله:
{فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } [التوبة : 81].
أصل في مشروعية صلاة الجنازة:
{وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} [التوبة : 84].
كل من عجز عن فعل الطاعة لعذر، سقط التكليف عنه بها:
{لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ... إلى قوله: حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ } [التوبة : 91 ، 92].
قاعدة قرآنية: {مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ} [التوبة:91].وقفات تدبر