أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي أسباب زوال البركة

أسباب زوال البركة




البركة هي: النماء والزيادة، وبارك اللهُ الشيءَ وبارك فيه وعليه: وضع فيه البركة، قال تعالى: ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ ﴾ [الأنعام: 92]، قال الراغب الأصفهاني: البركة ثبوت الخير الإلهي في الشيء.


قال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 96]، وفيه تنبيهٌ على ما يفيض به ربُّ العالمين من الخيرات الإلهية على الناس إذا آمنوا واتقوا.

ولو رجعنا إلى الوراء لرأينا أمثلةً كثيرةً لحضور البركة عند الناس، سواء في عهد الصحابة رضي الله عنهم، أو عهود من بعدهم، فها هو سيدنا عثمان رضي الله عنه يجهِّز جيشًا كاملًا من ماله الخاص، فيبارك الله له في ماله، فقد رُوي أنه قد بلغت ثمرة نخله مائتي ألفٍ أو تزيد، حيث بارك الله له إنفاقه في سبيله، فانظروا كيف تكون البركة.

لكن قد يلاحظ الإنسانُ أن الله عز وجل يمنَع عنه البركة في أمرٍ من أمور الدنيا من الرزق أو الولد، أو الزوجة أو العمل وغيرها، وهنا على المرء أن يسأل نفسه مرارًا وتكرارًا:


ما الأسباب التي تؤدي لحدوث ذلك الأمر؟ ومن بينها ما يلي:

1- كثرة المعاصي، فللمَعصيةِ كبيرُ الأثر في مَحقِ بركةِ المالِ والعُمُر والعلم والعمَل، وهي سببٌ لهوان العبد على الله تعالى، وسقوطه من عينه، وذَهاب البركة؛ قال ابن القيِّم رحمه الله - في كتابه الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي - عن المعاصي: "وَمِنْ عُقُوبَاتِهَا: أَنَّهَا تَمْحَقُ بَرَكَةَ الْعُمُرِ، وَبَرَكَةَ الرِّزْقِ، وَبَرَكَةَ الْعِلْمِ، وَبَرَكَةَ الْعَمَلِ، وَبَرَكَةَ الطَّاعَةِ، وَبِالْجُمْلَةِ تَمْحَقُ بَرَكَةَ الدِّينِ وَالدُّنْيَا، فَلَا تَجِدُ أَقَلَّ بَرَكَةٍ فِي عُمُرِهِ وَدِينِهِ وَدُنْيَاهُ مِمَّنْ عَصَى اللَّهَ، وَمَا مُحِقَتِ الْبَرَكَةُ مِنَ الْأَرْضِ إِلَّا بِمَعَاصِي الْخَلْقِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ)، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ﴾ [الجن: 16]".
يقولُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: (وإن العبدَ ليُحرَم الرزقَ بالذنبِ يُصيبه)؛ رواه أحمد.
2- الغش والخداع والكذب، ولا سيَّما في البيع والشراء حتى لو كان الحالف صادقًا، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كثرة الحلف في البيع والشراء، عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: "الحَلِفُ مُنَفِّقَةٌ لِلسِّلْعَةِ، مُمْحِقَةٌ لِلْبَرَكَة"؛ رواه البخاري.
وعن حَكِيمِ بْنَ حِزَامٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال: "البَيِّعَانِ بِالخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا"؛ رواه البخاري، ويُلحق به غيرهما من وجوه التعامل بين الناس.
3- التعامل بالربا، والإنسان يحسب أن فيه زيادة للمال، لكنها زيادة ظاهرية لا بركة فيها، قال تعالى: ﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ﴾ [البقرة: 276].
4- الدعاء على النفس والأولاد والأموال، لذا حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من الدعاء عليها، فقال: "لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة فيها عطاء فيستجيب لكم"؛ رواه مسلم.
5- الحرص والطمع في طلب الدنيا، يرغب الإنسان للدنيا ويُحبُّ لها ويُبغض لها، ويُضيِّع ما أوجب الله عليه لها، ويرتكب ما حرَّم الله عليه لها، حتى ربما نالها من غير حلِّه لطمعه وجشعه وشدَّة حرصه، عن حَكِيمِ بْنَ حِزَامٍ رضي الله عنه قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ، فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ، فَأَعْطَانِي ثُمَّ قَالَ: "يَا حَكِيمُ، إِنَّ هَذَا المَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ، اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى"؛ رواه البخاري.

أسباب زوال البركة

بركات يومية لا تجعلها تفوتك:


1- إذا دخلت البيت، فسلِّم؛ فالسلام بركة؛ قال تعالى: ﴿ فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [النور: 61].

مباركة؛ أي: يُرْجَى فيها الخيرُ والبركة، وفي الحديث الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأنس: ((يا بُنَيَّ، إذا دخلتَ على أهلِك فَسلِّم، يَكْنْ سلامُك بركةً عليك وعلى أهل بيتك)).

2- تناوَلِ الطعام في مجموعة وسَمِّ، فإن في هذا بركة؛ فقد روى الإمام أبو داود بسند صحيح أن قومًا اشتكوا للنبي عدم الشِّبَع، فقالوا: يا رسولَ الله، إنَّا نأكُل ولا نشبَع، قال: ((فلعلّكم تَفترِقون))، قالوا: نعَم، قال: ((فاجتمِعوا على طعامِكم، واذكُروا اسم الله، يبارك لكم فيه)).


3- صِلْ رَحمك؛ فإنها من أسباب زيادة البركة؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن سَرَّه أن يُبسَطَ له في رِزقِه، ويُنسأَ له في أثرِه، فَلْيَصلْ رَحِمَه))؛ رواه البخاري.



أسباب زوال البركة




عن أسباب الرجوع الي البركة وزيادتها، فهي تتمثل في العناصر الآتية:


أوَّلُها: أن يتَّقي المجتمعُ المسلم ربَّه، ويؤمِن به على ما أرادَ الله له وأرادَ له رسولُه - صلى الله عليه وسلم - فقد قال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96].

وثانيها: الشكرُ على الرزق؛ لأن الله - جل وعلا - يقول: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].

ثالثها: القَصدُ وعدَم الإسراف؛ ولذلك نجد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرنا بأن أعظمُ النساء بركةً أيسرُهنَّ صداقًا؛ رواه البيهقي والنسائي.

ومن الأسباب - عبادَ الله -: الدعاءُ واللجوء إليه؛ فإنه سببٌ من أسباب البركة؛ كما في قصّة الزبير الآنفة الذكر.

وآخرُ هذه الأسباب - عباد الله -: القناعة والرضا بعطاء الله؛ يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: فيما رواه أحمد في مسنده بسند صحيح: ((إن الله - تبارك وتعالى - يبتلي عبده بما أعطاه، فمن رضي بما قسم الله - عز وجل - له، بارك الله له فيه ووسعه، ومن لم يرضَ لم يبارك له فيه)).








شبكة الالوكة





أسباب زوال البركة





قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
فوائد حبة البركة الصحية للجسم أم أمة الله الطب البديل
فوائد حبة البركة المذهلة للشعر والبشرة om malaoka الطب البديل
فوائد حبة البركة للقضاء على مشاكل البشرة, أهمية حبة البركة للقضاء على مشاكل البشرة العدولة هدير العناية بالبشرة
فوائد صحية لزيت حبة البركة , اهم الفوائد صحية لزيت حبة البركة العدولة هدير الطب البديل
حبة البركة , فوائد حبة البركة , كيفية استخدام حبة البركة MoNeTy الطب البديل


الساعة الآن 12:17 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل