إذا كنت تشعر أن عام 2020 كان عاماً شديداً عليك
مليئاً بالإبتلاءات والكوارث والأزمات والأمراض
فتذكر عام الحزن الذي عاشه النبي صلّى الله عليه وسلم
عام واحد تجمّع فيه الفقد والحزن والهمّ والعجز مرة واحدة على قلب سيد الخلق وحبيب الحق
عام فقد فيه زوجته خديجة التي واسته بنفسها ومالها ووقفت معه ساعة الشِدّة .
عامٌ فقد فيه عمه أبو طالب الذي كان يحوطه ويدافع عنه ويغضب له .
عام فقد فيه السند الداخلي والخارجي
عام بكى فيه وشكى لله ضعف قوته وقلّة حيلته
عام سار فيه وحيداً من مكة للطائف لعلّ رجلاً واحداً يؤمن به
عام لم ينظر فيه سوى لله
عام لم ينتظر فيه الفرج إلا من الله
ثم بعد كل هذا الصبر جاءته البشرى برحلةٍ إلى السماء، رحلة الإسراء والمعراج، التي كانت مسحاً لجراح الماضي، وتثبيتاً لقلبه صلى الله عليه وسلم
بأن الله معه بالرعاية والعناية، وأنه كرّمه تكريماً فريداً من نوعه، وعرّفه بأنه سيد ولد آدم .
لذا علينا أن نتعلم مما يجري الآن، أن للمحن والمصائب حكماً جليلة، منها :
أنها تسوق أصحابها إلى باب الله تعالى
وتلبسهم رداء العبودية
وتُلجئهم إلى طلب العون من الله
تعلمنا أنه مادام الله هو الآمر فلا شك أنه هو الضامن والحافظ والناصر
تعلمنا أن اليسر مع العسر
وأن النصر مع الصبر
وأن الفرج مع الكرب
تعلمنا أن نؤمن بأن هناك جزاء ، بعد الصبر على كل بلاء
..............
لا تدع الناس يخبروك عمّن يكرهك أو من يتكلم عنك
قل لهم : أتركوني أُحب الجميع، وأظنّ أن الجميع يُحبني .
فرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بُعث رحمةً العالمين كان يقول :
( أحبُّ أن أخرج إليكم وأنا سليم الصَدر )
كان أجدادنا يُسمّون الشكر بـ : ( الحافظ والجالب )
لأنه يحفظ النِعَم الموجودة
و يجلب النِعَم المفقودة
وكانوا يقولون : قيّدوا نِعَم الله بالشكر
عاش المسلمون قروناً بلا مكبرات للصوت في المساجد،
ولا منبهات في البيوت، ولم تنقطع صلاة الفجر يوماً !
كانت منبهاتهم قلوبهم ♡
( حُب الظهور .. يقصِم الظهور )
أحياناً ينشأ لدى الإنسان رغبة لإظهار ما عنده للناس :
بيته ، أثاث بيته ، ثريات بيته ، سجاده ، مركبته ، أمواله ، رحلاته ، موائده ، حفلة زواجه ، هداياه ، هواتفه ، ملابسه ، مجوهراته ..
هذه الرغبة غير مشروعة ، لأن الله تعالى وصف قارون بأنه خرج على قومه بزينته ، فقال تعالى :
﴿ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾
ثم قال تعالى :
﴿ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ ﴾
يقول سيدنا علي رضي الله عنه :
( في آخر الزمان ، قيمة المرء متاعه )
للأسف ..
يستمد الإنسان اليوم قيمته الإجتماعية من مساحة بيته ، ومن ثمن بيته ، ومن موقع بيته ، ومن أناقة بيته ، ومن نوع سيارته ، ومن رقم سيارته ، ومن نوع هاتفه ، ومن رقم هاتفه ، ومن حجم ماله ..
أما القيم والأخلاق فهي للأسف منعدمة .. (ولا نعمّم )