فوائد وأحكام من قوله تعالى:
﴿ الم * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ... ﴾
قوله تعالى: ﴿ الم * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ * مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ﴾.
1- إثبات إعجاز القرآن الكريم، وتحدي العرب بذلك، وهم أرباب الفصاحة والبلاغة والبيان؛ لقوله تعالى: ﴿ الم ﴾ [آل عمران: 1].
2- إثبات ألوهية الله - عز وجل - وأنه وحده المنفرد بالألوهية، فلا معبود بحقٍ سواه؛ لقوله تعالى: ﴿ اللَّه لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾ [آل عمران: 2].
3- إثبات اسم الله - عز وجل - «الحي» وصفة الحياة التامة له، وأنه الكامل الحياة من جميع الوجوه، لا يتطرق لحياته نقص، ولم يسبقها عدم، ولا يلحقها زوال أو فناء.
4- إثبات اسم الله - عز وجل - «القيوم» وصفة القيومية الكاملة له سبحانه وتعالى، وأنه - عز وجل - القائم بنفسه، الغني عما سواه، وكل شيء محتاج ومفتقر إليه؛ لقوله تعالى: ﴿ الْقَيُّومُ ﴾ [آل عمران: 2].
5- في وصفه - عز وجل - بـ «الحي، والقيوم» كمال ذاته وصفاته وأفعاله، ففي «الحي» كمال صفاته، وفي «القيوم» كمال أفعاله، وفي اقترانهما واجتماعهما كمال ذاته.
6- إثبات علو الله - عز وجل - لقوله تعالى: ﴿ نَزَّلَ ﴾ و﴿ وأنزل ﴾، والتنزيل والإنزال يكون من أعلى إلى أسفل، فهو - عز وجل - عالٍ على خلقه، بائن منهم، له العلو المطلق عليهم: علو الذات، وعلو الصفات، وعلو القدر، وعلو القهر.
7- إثبات أن القرآن الكريم منزل من عند الله وكلامه وصفة من صفاته؛ لقوله تعالى: ﴿ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ﴾, والرد على المعتزلة القائلين بخلق القرآن.
8- الامتنان على الرسول صلى الله عليه وسلم وأمته بتنزيل القرآن عليه منجمًا مفرقًا؛ لقوله تعالى: ﴿ نَزَّلَ ﴾ رحمة بهذه الأمة.
9- تشريف الرسول صلى الله عليه وسلم وتكريمه بإنزال القرآن عليه، وخطابه - عز وجل - له؛ لقوله تعالى: ﴿ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ﴾، وفي هذا تضعيف لقول من قال: إن القرآن نزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا، ثم نزل مفرقًا بعد ذلك وأن للقرآن تَنَزُّلَيْن. والصحيح أن جبريل عليه السلام ينزل به من عند الله - عز وجل - إلى النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، ونزوله مرة واحدة.
10- تعظيم القرآن الكريم، وأنه أفضل كتب الله على الإطلاق، فإذا أطلق الكتاب فالمراد به القرآن الكريم؛ لقوله تعالى: ﴿ الْكِتَابَ ﴾.
11- أن القرآن الكريم نزله الله تعالى بالحق، فهو حق وصدق، وطريق وصوله حق، أوحاه الله - عز وجل - إلى جبريل عليه السلام، وأوحاه جبريل إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو مشتمل على الحق فيما جاء به ودعا إليه؛ لقوله تعالى: ﴿ بِالْحَقِّ ﴾.
12- تصديق القرآن الكريم للكتب السابقة، فهو مخبر بصدقها وأنها حق، وهو مصداق ما أخبرت به من بعثة محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته، ومصدق لها باشتماله على ما دعت إليه من أصول الشرائع ومحاسن الأخلاق والآداب، والحاكم بصدق ذلك كله وصحته؛ لقوله تعالى: ﴿ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ﴾.
13- أن التوراة والإنجيل منزلة من عند الله - عز وجل - جملةً واحدة، نزلت التوراة، ثم الإنجيل؛ لقوله تعالى: ﴿ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ * مِنْ قَبْلُ ﴾.
14- أن المقصود من إنزال الكتب والنبوات هداية الناس ودلالتهم إلى طريق الحق، رحمةً من الله - عز وجل - بالعباد وعنايةً بهم؛ لقوله تعالى: ﴿ هُدًى لِلنَّاسِ ﴾.
15- إثبات الحكمة لله تعالى في أفعاله وأحكامه الكونية والشرعية؛ لقوله تعالى: ﴿ هُدًى لِلنَّاسِ ﴾.
16- امتنان الله على العباد بإنزال الكتب السماوية التي تشتمل على الفرقان، وبيان الحق من الباطل، والهدى من الضلال، والإيمان من الكفر؛ لقوله تعالى: ﴿ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ ﴾، وفي هذا أيضًا تعظيم لكتبه عز وجل وبخاصة القرآن الكريم أفضل كتب الله عز وجل.
17- أن «الفرقان» من أسماء القرآن الكريم وهذا على القول بأن المراد بقوله تعالى: ﴿ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ ﴾ [آل عمران:٤] القرآن خاصة؛ كما قال تعالى: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ﴾ [الفرقان: 1].
وفي هذا التخصيص للقرآن تعظيم له، وتأكيد على فضله على سائر كتب الله - عز وجل - وتفريقه بين الحق والباطل.
18- الوعيد الأكيد للذين كفروا بآيات الله بعد بيانها بإنزال الكتب التي فيها الفرقان بين الهدى والضلال، والإيمان والكفر بالعذاب الشديد؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ﴾، ويفهم من هذا أن الذين آمنوا بآيات الله لهم الثواب العظيم.
19- إثبات صفة العزة لله - عز وجل - عزة الامتناع، وعزة القهر والغلبة، وعزة القوة؛ لقوله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ﴾.
20- التحذير من انتقام الله - عز وجل - ممن عصاه وخالف أمره؛ لقوله تعالى: ﴿ ذُو انْتِقَامٍ ﴾؛ أي: صاحب انتقام ممن عصاه، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ ﴾ [السجدة: 22].
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<