أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي وأنيبوا إلى ربكم

"يا أيها الناسُ! توبوا إلى اللهِ. فإني أتوبُ، في اليومِ، إليه مائةَ مرةٍ " (أخرجه مسلم).


إخوة الإيمان: عبادةٌ عظيمة مدح الله بها أنبياء، وأهلها هم خير مَن يَصحبُهم المرءُ في حياته، وهي مفتاحُ السّعادة والهدايةِ، البِشارة من الله لأهل هذه العبادة، ولا يعتبِر بالآيات ولا يتَّعظ بالعِبَر إلاّ من ملأ قلبه بها، وهي مانعةٌ من عذابِ الله، بل إن الله أخبر أن الجنّة أعِدَّت للمتقين المتصفين بها، عبادة تملأ القلب إيمانًا، حقيقتُها الرجوعُ إلى الله، والإقبال عليه وهي منزلةٌ أعلى من التوبة، فالتوبةُ إقلاعٌ عنِ الذنب وندَم على ما فات وعَزمٌ على عدَم العودة إليه، وهي تدلّ على ذلك وتدلّ على الإقبالِ على الله بالعِبادات إنها عبودية الإنابة.
الإنابةُ عباد الله تمنع من عذابِ الله، (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) [الزمر: 54]، وسلعة الله الغالية الجنّة أعِدَّت للتقي صاحب القلب المنيب، (وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ) [ق: 33].


وحقيقة الإنابة في معنيين:
الرجوع إلى الله والإقبال عليه، الإنابة تنير القلب بحب الله وخوفه ورجاءه وإجلاله ويظهر أثرها على أعمال المسلم ومظهره سلوكه، ففي القلب إيمان عال وفي الجوارح عمل واستسلام.
قال ابن القيم: "المنيب إلى الله المسرع إلى مرضاته، الراجع إليه في كل وقت المتقدم إلى محابّه".
وقال رحمه الله: "والإنابة إنابتان: إنابة لربوبيته، وهي إنابة المخلوقات كلها يشترك فيها المؤمن والكافر والبر والفاجر (وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ)، فهذا عام في حق كل داع أصابه ضر... ثم قال -رحمه الله-: "والإنابة الثانية: إنابة أوليائه وهي إنابة لإلهيته إنابة عبودية ومحبة، وهي تتضمن أربعة أمور: محبتهُ والخضوع لهُ والإقبال عليه والإعراض عما سواه".اهـ.

والشأن -عباد الله- في إنابة العبد الاختيارية زمن الرخاء، وإلا فعند الاضطرار فحتى الكفار والفجار ينيبون إلى ربهم، ومنهم من تكون هذه الشدة والإنابة فاتحة خير له ومنهم لئيم يعود إلى شره (وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ) [الروم: 33].


علامات الإنابة
من علامات الإنابة: توجع العبد وتألم قلبه عند وقع الذنب.
ومن علامات الإنابة: التوبة السريعة وعدم الإصرار على الذنب.
ومن علامتها: التحسر على فوات الطاعات، والحرص على أدائها، أو فعل طاعة مقاربة لها أو خير منها.
ومن علامات الإنابة: الحرص على الخروج من التبعات، وذلك بالتوبة لله من الذنوب التي بين العبد وبين ربه، وأداء الحقوق التي للخلق.
ومن علاماتها: أن يتوجع لعثرة أخيه المؤمن إذا عثر ولا يشمت به، بل يحمد الله على العافية ويدعو لأخيه.
ومن علاماتِ الإنابةِ إلى الله -عزّ وجل-: تجنُّب احتقار أهلِ الغفلة والخوفُ عليهم مع فتحِ بابَ الرجاءِ للنفس, بل تخافَ على نفسِك وأنتَ في الطاعة، وترجو لهم التوبةَ والإنابة وهم في المعصية.
ومن علاماتِ الإنابةِ إلى اللهِ -عزّ وجل-: استقصاءُ رؤيةِ علل النفس والتفتيش عنها، من رياء أو سمعة أو عجب. فاللهم عاملنا بفضلك وعفوك ولا تعاملنا بعدلك.
عباد الله: وكما تعلمون غدا يوم عاشوراء حسب الهلال وصِيامه كفّارة لخطايا عامٍ قبله، قال عليه الصلاة والسلام: "أحتسِب على الله أن يكفِّرَ السنّةَ التي قبله" (رواه مسلم).







ملتقى الخطباء





قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
《روائع الفوائد من كتب الحافظ ابن القيم 》 المجموعة الأولى (١٦٠ فائدة) امانى يسرى المنتدي الاسلامي العام
[خواطر حول سورة الصافات] امانى يسرى القرآن الكريم
كيف نحبب الصلاة لأبنائنا ؟!! نايلية وفخر ليا فتيات تحت العشرين
سيرة النبي صلى الله عليه وسلم باختصار ،نبذة يسيرة في سيرة النبي صلى الله عل أم أمة الله السنة النبوية الشريفة
من هم الهوله ؟ صمت الورود شخصيات وأحداث تاريخية


الساعة الآن 05:34 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل