الأدلة على وجوب اتباع السنة النبوية
هل هذا فـــــرض أم سُنـــــة؟؟
كثيراً ما نفاجأ بهذا السؤال إذا ما قدمنا نصيحة لأحد بأن يقوم بفعل شيئ معين فى الدين
أو حتى في الدنيا ولكننا استشهدنا له بحديث
والأدهى من ذلك أن الرد قد يكون مختلفاً
فهناك من يقول باستخفــــــــــاف: ولكنها سُنة
كما لو كان إتباع السُنة شيئاً مشين
أو فلنحسن الظن قليلاً
فنقول..
أن صاحب هذه الكلمة لا يعنى أى إساءة للسُنة
فهل معنى سؤاله أنه فى غِنى عن إتباعها.. في غِنى عن ثوابها؟!!
هل هو ضامن أن أعماله كافية؟
وأنه من أهل الجنة؟
نعم لا يدخل أحد الجنة بعمله
ولكن هذا لا يعنى أنه لا يجب علينا العمل
إنما علينا أن نعمل ونعمل ونعمل ونرجو رحمة الله
فنكون بهذا الشكل متوكلين
لا متواكلين
أخوتى وأخواتى
علينا أن نعلم أن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم عِقد من عقود الإيمان
ولزوم سُنته وإتباع هَديه علامة المحبة الصادقة لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم
كما أنه من أعظم أسباب محبة الله عز وجل
فقد قال الحسن البصرى:
لقد ادعى ناس محبة الله عز وجل فابتلاهم بهذه الآية..
قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران31
وقال تعالى أيضاً: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }التوبة24
والمعلوم أن الله عز وجل لا يتوعد أحد بمثل هذا الوعيد الشديد إلا على ترك واجب أو فعل محرم
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين"
رواه البخارى ومسلم
وكما هو معرف أن الإتباع علامة من علامات الحب
كما قال الشاعر:
تعصي الإله وأنت تزعم حبه ؟؟ ***- هـذا لعمـري فـي القيـاس شنـيـع
لـو كنـت تصـدق حـبـه لأطعـتـه ***- إن المـحـب لـمـن يـحـب مـطـيـع
والآن..
لى ولكل من أهمل إتباع سُنة النبى المصطفى عليه صلوات الله وسلامه
لكل من أهملها عمداً وتهاوناً بها
لكل من أهملها غفلة عنها
أو جهلاً منه بأهميتها
أسرد أدلة وجــــــــــــــــوب إتباع السُنة من القرآن الكريم ومن الأحاديث النبوية
ومن آثار السلف الصالح
أولاً: الأدلة من القرآن الكريم
الآيات فى هذا الموضوع كثيـــــــرة.. منها
1- قال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ}
الأنفال20
***-
2- قال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ}
محمد33
***-
3- قال الله تعالى:
{وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}
آل عمران132
***-
4- قال الله تعالى:
{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}
التغابن12
***-
5- قال الله تعالى:
{تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
النساء13
***-
6- قال الله تعالى:
{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}
الحشر7
***-
7- قال الله تعالى:
{مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ}
النساء80
***-
8- قال الله تعالى:
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً}
الأحزاب36
***-
9- قال الله تعالى:
{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
النور63
***-
10- قال الله تعالى:
{وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}
النور54
***- وبالطبع على رأسهم
11- قول الله تعالى:
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }
الأحزاب21
ثانياً: الأدلة من الأحاديث النبوية
أيضاً الأدلة هنا كثيرة و متواترة توجب طاعة الرسول عليه الصلاة والسلام
وإلتزام أوامره والإهتداء بهديه
ومن ذلك..
1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن خير الحديث كتاب الله. وخير الهدي هدي محمد. وشر الأمور محدثاتها. وكل بدعة ضلالة"
رواه مسلم
***-
2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حديث العرباض ابن سارية:
"فإنه من يَعِشْ منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم والمحدثات فإن كل محدثة بدعة ، وقال أبو عاصم مرة وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة"
قال الترمذى حسن صحيح, وصححه الألبانى
***-
3- ما رواه أبو موسى رضى الله عنه قال عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:
"إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به، كمثل رجل أتى قوماً فقال: يا قوم إني رأيت الجيش بعينيَّ، وإني أنا النذير العُريان، فالنجاء، فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا، فانطلقوا على مهلهم فنجوا، وكذَّبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم، فصبَّحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم، فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به، ومثل من عصاني وكذَّب بما جئت به من الحق"
رواه البخارى ومسلم
***-
4- عن المقدام بن معد يكرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بالقرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه"
رواه أبو داود وابن ماجه
***-
5- عن العرباض ابن سارية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لقد تركتم على مثل البيضاء، ليلها ونهارها, لا يزيغ عنها إلا هالك"
رواه ابن أبى عاصم, وقال الألبانى حديث حسن رجاله ثقات على ضعف فى أبى صالح ولكن له متابع قوى
***-
6- عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لكل عمل شرة, ولكل شرة فترة, فمن كانت فترته إلى سنتى فقد اهتدى, ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك"
رواه أحمد وابن حبان, وقال الألبانى إسناده صحيح على شرط الشيخين
***-
7- عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتب فقرأه النبي صلى الله عليه وسلم فغضب فقال
"أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية"
رواه ابن أبى عاصم, وقال الألبانى حديث حسن, إسناده ثقات غير مجالد, لكن الحديث حسن له طرق
***-
8- عن عبد الله بن عمر رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"من رغب عن سنتى فليس منى"
رواه البخارى ومسلم
***-
9- عن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو ردٌّ"
وفى رواية:
"من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" بمعنى مردود, أى باطل لا يعتد به..
رواه البخارى ومسلم
***-
تأمل قول الله تعالى في حديثه القدسى..
عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءلته
لك أن تتخيل هذا
إذا تقربت لله بما افترضه عليك.. ثم ازددت من النوافل -السنن- فإن الله يحبك
وإذا أحبك..
فإنه يحفظك.. فلا تسمع أذنك الحرام ولا تبصر عينك الحرام
ولا تتحرك يدك أو رجلك بحرام أبداً
وإن طلبت من الله شيئاً أعطاه لك.. وإن استعذت به من شيئ صرفه عنك
ءأنك في غنى عن هذا؟!!
ثالثاً: من آثار السلف الصالحين
و الآثار أيضاً كثيــــــــــرة.. نسرد منها ما يلى:
1- عن الحسن البصرى قال: السنة والذى لا إله إلا هو بين الغالى والجافى, فاصبروا عليها رحمكم الله, فإن أهل السنة كانوا أقل الناس فيما مضى, وهم أقل الناس فيما بقى, الذين لم يذهبوا مع أهل الإتراف في إترافهم, ولا مع أهل البدع في بدعهم, وصبروا على سنتهم حتى لقوا ربهم, فكذلك إن شاء الله فكونوا
***-
2- كتب رجل إلى عمر بن عبد العزيز يسأله عن القدر فكتب: أما بعد، أوصيك بتقوى اللّه، والاقتصاد في أمره ، واتباع سنة نبيه صلى اللّه عليه وسلم، وترك ما أحدث المحدثون بعد ما جرت به سنته، وكفوا مؤنته، فعليك بلزوم السُّنة فإِنها لك بإِذن اللّه عصمةٌ، ثم اعلم أنه لم يبتدع الناس بدعة إلا قد مضى قبلها ما هو دليل عليها أو عبرة فيها؛ فإِن السنة إنما سنَّها من قد علم ما في خلافها, فارض لنفسك ما رضي به القوم لأنفسهم؛ فإِنهم على علمٍ وقفوا، وببصر نافذٍ كَفُّوا، وَلهُمْ على كشف الأمور كانوا أقوى؛ وبفضل ما كانوا فيه أولى، فإِن كان الهدى ما أنتم عليه لقد سبقتموهم إليه، ولئن قلتم: إنما حدث بعدهم، ما أحدثه إلا من اتبع غير سبيلهم ورغب بنفسه عنهم، فإِنهم هم السابقون، فقد تكلموا فيه بما يكفي، ووصفوا منه ما يشفي، فما دونهم من مَقْصَرٍ وما فوقهم من مَحْسَرٍ، وقد قصَّر قوم دونهم فجفوا وطمح عنهم أقوام فغلوا، وإنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم
***-
3- قال الزهرى: الإعتصام بالسنة نجاة, لأن السنة كما قال مالك: مثل سفينة نوح من ركبها نجا, ومن تخلف عنها هلك
***-
4- عن سفيان الثورى قال: استوصوا بأهل السنة خيراً فإنهم غرباء
***-
5- عن ابن شوذب قال: إن من نعمة الله على الشاب إذا نَسُكَ أن يؤاخى صاحب سنة يحمله عليها
***-
6- عن المعتمر بن سليمان قال: دخلت على أبى بكر وأنا منكسر فقال لى: مالك, قلت: مات لى صديق, فقال لى: مات على السنة؟, قلت: نعم, قال: تحزن عليه؟!
***-
7- قال ابن مسعود رضى الله عنه: من كان مستناً فليستن بمن قد مات, أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا خير هذه الأمة, أبرها قلوباً, وأعمقها علماً, وأقلها تكلفاً, قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ونقل دينه, فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم, فهم كانوا على الهدى المستقيم
***-
8- قال الشريح: إن السنة قد سبقت قياسكم، فاتبع ولا تبتدع، فإنك لن تضل ما أخذت بالأثر
***-
9- قال أبى بن كعب: إن إقتصاداً فى سبيل الله وسنة خير من اجتهاد فى خلاف سبيل الله وسنة
***-
10- قال عبد الله بن المبارك: واعلم أخى أن الموت كرامة لكل مسلم لقى الله على السنة, فأنا لله وإنا إليه راجعون, فإلى الله نشكوا وحشتنا, وذهاب الإخوان, وقلة الأعوان, وظهور البدع, وإلى الله نشكوا عظيم ما حل بهذه الأمة من ذهاب العلماء, وأهل السنة, وظهور البدع
***-
11- قال ابن مسعود رضى الله عنه: اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم
***-
12- قال الإمام مالك رحمه الله:
وخَيرُ أُمُورِ الديْنِ ما كان سُنَةً ***- وشَرُ الأُمُورِ المُحْدَثاتُ البَدَائعُ
***-
ومن أخطر هذه الآثار..
13- عن سفيان قال: لا يقبل قول إلا بعمل, ولا يستقيم قول ولا عمل إلا بنية, ولا يستقيم قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة
***-
ومن أكثر ما لمس مشاعرى وأثَرَ فى نفسى
14- قال سفيان ليوسف بن أسباط: أى يوسف, إذا بلغك عن رجل بالمشرق أنه صاحب سنة فابعث إليه بالسلام, وإذا بلغك عن رجل بالمغرب أنه صاحب سنة فابعث له بالسلام, فقد قل أهل السنة والجماعة
أسأل الله تعالى أن يزيدنا حباً لنبيه صلى الله عليه وسلم كما آمنا به ولم نره
وأن يثبتنا على صراطه المستقيم وعلى هَدْي و سُنَة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام
من أقوال وأفعال وأحوال
وأن لا يحرمنا رفقته فى أعالى الجنان
اللهم آميــــــــــــــــــــــــــــــن
منقول