موسى يكشف للأهرام أسرار اللحظات الأخيرة فى السباق : هناك أصابع كثيرة تلعب فى مصر الآن .. والعسكرى لم يعرض على العربى الترشح للرئاسة
في قلب زوبعة سياسية قامت حول رئيس توافقي ومرشح خفي للرئاسة يتوافق عليه المجلس العسكري و الاخوان والسلفيون قابلناه.. كان صوت الضجيج يرتفع من الحجرة المجاورة التي جلسنا فيها في الفيلا التي أختارها مقرا لحملته الانتخابيه في الدقي,
فقد جاء وفد من القليوبية لمقابلته.. قيل لنا أن السيد عمرو موسي المرشح الرئاسي يفتح معهم كل الملفات.. الفيلا تعج بالحركه.. استقبلنا فريق حملته.. جلس معنا كبار المسئولين عن الحملة الرئاسية محمد مدكور والسفير هشام يوسف.. فجأة انفتح الباب ودخل المرشح الرئاسي بشوشا مهللا.. تحدثنا قليلا عن حواره التليفزيوني الذي أتسم بالعنف ليلة أمس الأول ثم دخلنا في الموضوع مباشرة.
قلنا له: ماذا يحدث ؟ اسم الدكتور نبيل العربي مطروح حاليا.. وأيضا اسم السيد منصور حسن.. الاثنان كمرشحين توافقيين! أستفزه التعبير فقال ماذا يعني رئيس توافقي؟ نحن نتحدث عن ديمقراطية.. نحن نتحدث عن ارادة المصريين وهل يمكن ان تكون هناك ديمقراطية في البرلمان وصفقة في الرئاسة هذا مرفوض جملة وتفصيلا.
أردف قائلا: المجلس العسكري لم يعرض علي نبيل العربي الترشح للرئاسة.. لقد تحدثت مع أمين عام الجامعة العربية تليفونيا ونفي نفيا قاطعا صحة كل ما هو منشور حول هذا الموضوع وأكد لي انه لم يعرض عليه أحد الترشح للرئاسة فيما عدا بعض الأصدقاء ممن تحدثوا معه بشكل شخصي ثم بدأ الحوار ساخنا حول مدي رضا المجلس العسكري والاخوان والسلفيين عنه وحول تحركات اللحظات الاخيرة: الازمة مع أمريكا حول منظمات المجتمع المدني وقصة الاصابع الخفية التي تلعب في مصر الان.
والي تفاصيل الحوار:
كيف تري الحديث الذي يثار حاليا حول رئيس توافقي في ظل أن السياسة لا يصنعها العامة وانما تصنعها التحالفات السياسية وهو ما رأيناه في الانتخابات البرلمانية؟
فيما يتعلق بالحركة السياسية, أو لنقل الحركة الاعلامية, التي تحدث الآن في موضوع المرشح الرئاسي التوافقي, وترشيح شخصيات بعينها أو ذكر أسماء بعينها تحدث إلي الدكتور نبيل العربي تليفونيا, ونفي نفيا قاطعا صحة كل ما هو منشور حول هذا الموضوع, وأكد لي انه لم يعرض عليه أحد الترشح للرئاسة فيما عدا بعض الأصدقاء ممن تحدثوا معه بشكل شخصي وانه لا توجد رسائل من المجلس العسكري ولا من أي جهة أخري, وقال: أردت أن أضعك في الصورة لأن هناك لغطا كبيرا وبصفتنا أصدقاء قدامي أحببت أن أوضح لك إن كل هذا كلام اعلامي لا يستند الي تطورات حقيقية.كذلك الأحزاب السياسية أعلنت أنها سوف تحدد مرشحها عندما يفتح باب الترشيح رسميا, إذن الحديث عن رئيس توافقي يأتي من دوائر وأركان معينة وليس من كل أركان الفكر السياسي المصري, وأسأل ماذا يعني رئيس توافقي ؟ولماذا لم يكن البرلمان توافقيا ؟هل نسير علي أساس50% ديمقراطية؟الديمقراطية هي البرامج وتنافيها, هي الآراء وتنوعها هي حرية الناخب في أن يقول سوف أنتخب فلانا أو فلانا, أما العمل علي وجود توافق آراء يجعل الأمر وكأن هناك وصاية وهذه الوصاية سوف تدمر الديمقراطية التي تولد سوف تجعلها تولد قاصرة وبشكل لن يساعد مصر في المرحلة المقبلة أن تستطيع البناء علي أسس سليمة لحل مشاكلها فمسألة المرشح التوافقي هذه ابداع غير موفق وليتركوا الناس ببرامجهم وبتوجهاتهم السياسية أن ينتخبوا وأن يقولوا رأيهم كما حدث في الانتخابات البرلمانية لكن ديمقراطية في البرلمان وصفقة تفرض علي الناس في الرئاسة فهذه مسألة مرفوضة.
انت رجل دولة وخبرت أمور الدولة المصرية طوال40 عاما أو أكثر وتعلم أهمية المؤسسة العسكرية في مصر وتعاملت معها..ما هو شكل العلاقة بينك وبين المجلس العسكري ؟
علاقة طيبة عادية وصحيحة وسليمةولم أتحدث معهم في موضوع الترشح للرئاسة فأنا لست مرشحا من المؤسسة العسكرية, ولن يكون هناك مرشح للمؤسسة العسكرية لا أنا ولاغيري وهذا هو الموقف السليم والذي أوعزبأن هناك مرشحا توافقيا كان مخطئا.. أعتقد ذلك.. فالمجلس العسكري يجب أن يظل بعيدا عن مجال الانتخابات, فهو يحكم, وعليه الحفاظ علي الأمن والتوازن السياسي.
ما شكل العلاقة بينك وبين الاخوان المسلمين ؟
توجد بيننا اتصالات ليست بهدف عقد صفقة ولكن لشرح موقفهم لي, وشرح موقفي لهم, وأفهم وأتوقع أن يكون هذا هو الشأن مع مختلف المرشحين وهذه مسألة طبيعية ويجب أن تكون كذلك وألا تكون هناك علاقة نقاش وطرح وتبادل آراء وقرار بتوجهات, واذا لم يكن كذلك يكون هناك خطأ.
هناك رئيس مقبل لمصر ولابد أن يكون حريصا علي مراعاة التوافقات الإقليمية و الدولية في ظل وضع داخلي سيئ للغاية كيف يمكن الخروج من هذا المأزق ؟
لابد أن نوضح ما حدث في مصر. حدث تراجع في الملفات الداخلية والملفات الاقليمية والملفات الدولية,وعندما نبدأ أن نعيد بناء الموقف الداخلي نجد لدينا مشكلة تتمثل في خلل حدث في ملفات الادارة, وبالتالي تراجعت المؤشرات في جميع الملفات, التعليم والاقتصاد والصحة والاسكان والزراعة والصناعة والسياحة, حتي الثقافة المصرية حدث فيها تراجع وهذا يشكل صعوبة بالغة للناس أن يعيشوا حياة طبيعية ويجب علي الدولة أن تقوم بخدمتهم لأنها موجودة لكي تخدمهم وعلي رئيس الدولة وكل المؤسسات أن تعمل علي اسعاد الناس. والخطوة الأولي لتحقيق ذلك هو أن تعطيهم وتمدهم بخدمات, علي الأقل معقولة ومقبولة, وأن توفر لهم الحد الأدني من الحياة الطيبة بلا معاناة إن05% من الشعب يعانون من الفقر, ومن عدم وجود رغيف خبز أو أنبوبة بوتاجاز يعانون في المواصلات و أولادهم يعانون في التعليم المتخلف وفي السكن.. الي آخره, راحة المواطن هي المسئولية الأولي للدولة وهي مسألة ليست صعبة أن تحيي الوحدات الصحية المهملة بأقل تكلفة فالأطباء موجودون والمساعدون موجودون وتستطيع أن تدخل الوحدات الصحية في القري والكفور, وهذا ليس اختراعا هذا كان موجودا في مصر من70 سنة وغيره من الملفات المهمة والملحة