لعراق والسعودية يتفقان على مكافحة "الإرهاب" والتهريب
لعراق والسعودية يتفقان على مكافحة "الإرهاب" والتهريب
الأربعاء 29 شباط 2025
أعلنت وزارة الداخلية العراقية، الأربعاء، عن اتفاق العراق مع السعودية على مرحلة جديدة من التعاون الأمني في مكافحة"الإرهاب" والمخدرات والتهريب عبر الحدود، فيما أكدت أن وفدا عراقي برئاسة وزير العدل سيزور الرياض قريبا لبحث قضايا تخص تبادل المعتقلين والمحكومين بين البلدين.
وقال الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي في بيان صدر عنه، اليوم، وتلقت "السومرية نيوز"، نسخة منه، إن"زيارة الوفد الأمني العراقي إلى العاصمة السعودية الرياض كانت ناجحة جداً"، مبينا أن "العراق اتفق مع السعودية على مرحلة جديدة من التعاون الأمني في مكافحة الإرهاب والمخدرات والجريمة المنظمة والتهريب عبر الحدود".
وأضاف الأسدي أن "التعاون سيتم عبر نقاط اتصال مستمر ووثيق بين وزارتي داخلية البلدين"، معربا عن أمله بأن "يكون هذا التعاون مقدمة لانفتاح علاقات البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية بالإضافة إلى الأمنية".
وأكد الأسدي أن "وفدا عراقيا برئاسة وزير العدل حسن الشمري سيتوجه إلى الرياض للبحث في قضايا تخص تبادل المعتقلين والمحكومين بين البلدين، دون التطرق لموضوع المحكومين بالإعدام، حتى لا يتعارض مع الدستور العراقي".
ويحتفظ العراق بعدد من المعتقلين السعوديين سبق وان حكم على بعضهم بالإعدام لمشاركتهم جميعاً في أعمال الإرهاب وانتمائهم إلى تنظيم القاعدة بتحريض من مشايخ في بعض المناطق السعودية.
وكان مستشار رئيس الحكومة العراقية لشؤون الأمن الوطني فالح الفياض أعلن، الاثنين (27شباط 2025)، أن العراق بدأ حوارا مع المسؤولين في المملكة السعودية من اجل توقيع مذكرة تفاهم في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وفيما لفت إلى أن المملكة أبدت استعدادها للتعاون في هذا المجال، اكد أن العراق بدأ بإبرام اتفاقيات ممثالة مع فرنسا وبريطانيا.
وزار وفد امني عالي المستوى ضم مستشار الأمن الوطني فالح الفياض والوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الاسدي السعودية الأسبوع الماضي تلبية لدعوة مفتوحة من ديوان ولي العهد السعودي الامير نايف بن عبد العزيز، حيث التقى الوفد كبار المسؤولين الأمنيين السعوديين بينهم رئيس الاستخبارات الأمير مقرن بن عبد العزيز ومساعد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف وعدد آخر من المسؤولين.
وكان مسؤول سعودي رفض الكشف عن اسمه قال بتصريحات صحافية في (20 شباط 2025) إن المملكة قدمت إلى السفارة العراقية لدى الرياض ترشيح سفيرها لدى الأردن فهد عبد المحسن الزيد ليكون سفيراً غير مقيم في بغداد، فيما أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، في (21 شباط 2025)، أن السعودية عينت سفيراً لدى العراق لإعادة العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل بين البلدين في خطوة تعتبر الأولى منذ العام 1990.
واعتبرت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، أن تعيين السعودية سفيراً لها في بغداد بعد أكثر من 20 عاماً رسالة خليجية لتأكيد حضور القمة العربية، واصفة الخطوة بالإيجابية لدفع العلاقات الثنائية إلى الأمام.
ويعتبر قرار السعودية بتعين سفير لها في العراق هو الأول منذ أكثر من 20 عاماً عقب قطع العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين بعد غزو نظام صدام حسين للكويت في الثاني من آب عام 1990، حيث اتخذت الرياض موقفاً متشدداً من النظام آنذاك وأصبحت قاعدة لتجمع القوات المتعددة الجنسيات التي تألفت من أكثر من 30 دولة لتحرير الكويت.
وعلى الرغم من المحاولات نظام صدام لإعادة العلاقات مع الرياض والتي بدت أكثر وضوحاً في قمة بيروت عام 2002 باجتماع نائب الرئيس العراقي عزة الدوري مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي كان آنذاك ولياً للعهد لكن نية الولايات المتحدة الأميركية بمهاجمة العراق وإسقاط صدام فشلت أي مسعى لإعادة العلاقة بين البلدين.
وبعد سقوط نظام صدام حسين في نيسان عام 2003، لم تشهد العلاقات أي تطور ايجابي بل شهدت توتراً شبه مستمر بين الطرفين على خلفية اتهامات الرياض للحكومة العراقية بالطائفية واتهامات سياسيين عراقيين شيعة للسعودية بدعم أعمال العنف في البلاد خلال السنوات الماضية، ولم يؤد افتتاح السفارة العراقية في عام 2007 وتعيين غانم الجميلي سفيراً في الرياض بعد عامين، إلى إعادة العلاقات الطبيعية في البلاد.