كل يوم بنتعلم ونكتسب مهارة جديدة، ولا تستكثر على نفسك ان يكون لك يوما قصة نجاح
بطل قصة اليوم هو رجل الأعمال المصري محمود العربي،
بدأ حياته وهو طفل برأس مال 30 قـــرش تقريباً و تميز بمهارة الطموح،
والطموح هو الطمع المشروع والتطلع لمزيد من الإنجازات المشروعة
اليوم نريد ان نوقظ وقود الإنجاز داخلنا
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، في كل مرة نتكلم عن قصة نجاح ومهارة نُذكي بها أنفسنا، وأننا لسنا أقل ممن نجحوا وظروفنا ليست اسوأ منهم. اليوم نتكلم عن طفل وكان رأس ماله في الصغر 3 قروش، ولكنه نجح وتطور من خلال تمتعه بمهارة الطموح.
ما هو الطموح؟
يوجد شيء يُسمى بالطمع المشروع وهو ما يُعرف بالطموح، والطموح هو التطلّع إلى المزيد من الإنجازات المشروعة، وأي حلم مُكون من جناحين، جناح الخوف وجناح الطموح، ويجب تحقيق الاتزان بينهما، والفرق بين الطموح والطمع هو عدم التخلي عن المبدأ.
صاحب مهارة اليوم هو أحد كبار التجار المصريين، نتحدث اليوم عن محمود العربي الذي ولد عام 1923 في محافظة المنوفية. كان والده يعمل مزارع بالأجرة ووالدته ربة منزل، حفظ القرآن وهو في سن الثالثة، ثم بدأ يبيع منتجات صغيرة أمام منزله، وكان دخله حينها 40 قرشاً، يصرف 10 قروش منهم، ويدخر 30 لكي يبيع ويحقق مكسب 15 قرش. بدأ يكتسب الخبرة وهنا طلب أخيه الأكبر - الذي كان يعمل في القاهرة - من والدهما أن يأخذ أخاه معه، كان محمود حينها يبلغ 10 أعوام، فبدأ في محل عطور ولكنه كان يشعر أن طموحه أكبر من ذلك، فانتقل للعمل في منطقة الموسكي في محل تجارة جملة، وبدأ دخله يزداد إلى 4 جنيهات، ثم 27 جنية في الشهر، وعَمِل في هذا المحل لمدة 15 عام. أثناء عمله كان يدعو الله أن يكون معه مائة ألف جنية ويمتلك محل كبير مجاور للمحل الذي يعمل به، فكان يعلم أن خزائن الله لا تنتهي. في عام 1963 قام هو وأحد أصدقائه بشراء محل صغير للأدوات المكتبية، ولكن صديقه مَرِض فاضطروا إلى فض المحل، فأخذ نصيبه، بعدها تُوفي صديقه فأخذ نصيب صديقه أيضاً، وهنا قرر أن ينفق على أولاد صديقه حتى ينتهوا من تعليمهم ويجدوا عمل. فتح بعد ذلك محل جديد هو وورثة أهل صديقه، وكبر ولكن حصلت أزمة، وهى أن الحكومة حينها كانت تقدم الأدوات المكتبية للطلاب، لذلك أخذ قرار بتغيير طبيعة عمله، ويشتري أجهزة كهربائية، وكبرت تجارته من أول وجديد. أتى أحد أصدقائه اليابانيين الذين كانوا يدرسون في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، فعرض عليهم أن يتشري أجهزة "توشيبا" ولكنهم رفضوا لأن تجارته كانت صغيرة حينها. ظل يحاول معهم حتى وافقوا وأعطوه فرصة واحدة لمدة سنة، فأثبت نفسه وجدارته، فطلبوا منه أن يأتي لزيارة اليابان لرؤية مصنع توشيبا، الذي يعمل فيه 180 ألف عامل، فقال لهم أنه غير مكتفي بهذا، يريد أن يُصنع في مصر، فعاد لبلده واشترى أرض مساحتها ثلاثة فدادين، فكبرت الشركة وأصبح يصنع المراوح، والكاسيت، والتلفاز. الطفل الصغير الذي كان لا يتجاوز رأس ماله 40 قرشاً، الآن يعمل في شركته 180 ألف عامل، ويفتح آلاف البيوت، كما قام ببناء مسجد الرحمن الرحيم، أكبر وأفضل مساجد القاهرة، كما فتح مستشفي خيري في المنوفية، مسقط رأسه، بملبغ يبلُغ 250 مليون جنية، بالإضافة إلى معهد ضخم لتحفيظ القرآن الكريم، بارك الله في ماله وفتح عليه.
ما هى عوائق الطموح؟
1- عدم وجود حلم، فبماذا أطمح إن لم يكن لدي حُلم؟!
2- إياك وأن يتحول الحلم إلى أمنية، والأمنية تُعرف بالحلم الذي لم يُضع حيز التنفيذ.
3- احذر الوسط المهزوم وابحث عمن يحلم ويطمح، واصبِر نفسك معهم.
كيف تكتسب مهارة الطموح؟
1- عَظم حلمك: عندما تحلم بشيء فاعلم أنه الإنجاز الذي ألهمك به الله، وقد لا تكون على دراية به، فعظم حلمك إذا كان حلم صالح ينفع.
2- تخيّل نفسك: فؤجئت أن العلم الحديث يتكلم عن التخيّل، تخيّل نفسك وقد ختمت حفظ القرآن، وأنت على المسرح تستلم الشهادة، وأنت تتحدث الإنجليزية بطلاقة، كل هذا يجعل الحلم يجري في دمك فتعمل على تحقيقه.