العباد يشرقون ويغربون
وتلهيهم لذات الدنيا وشهواتها
ثم في النهــاية لابد للعبد وللأمة
- حتى يجد الراحة ويجد الشعادة والطمأنينة –
أن يعود وينيب ويرجع إلى علام الغيوب
فإن الدنيا مهما أعطت ومهما تبهرجت
ومهما تزينت ،،
فلن يجد العبد فيها ولا الأمة طعمــًا للسعادة
فالسعادة - أيتها الغاليـة - كل السعادة - في العودة إلى الله
في الخضوع لأوامر الله
والامتناع عن نواهيه تبارك وتعالى
الباحثات - أيتهـا الغاليـة - عن السعادة كثيرات
الباحثات عن الراحة والطمأنينة أيضًا كثيرات
لكن أيتها الغاليــة أين هى السعادة ؟ أين مصادرهـا ؟
ظنت كثيرات أنهـا في المال فبحثن عنها هناك فلم يجدنها !
ظنت كثيرات أنها في الشهرة فبحثن عنها هناك فلم يجدنها !
في الحديث عن أنـس قال :
قال صلى الله عليه وسلم :-
(( لوكان لابن آدم واديًا من الذهب لأراد واديًا أخر، ولم يملأ فاه إلا التراب ؛ ويتوب الله على من تاب ))
ظنت كثيرات - أيتهـا الغـالية - أن السعادة في الشهوات واللذات فبحثن عنها هناك فلم يجدنهـا !
فـــأيـــن هى السعــــادة ؟؟؟؟؟
وكيف الحصول عليهـا ؟؟
وأين مكانهــا ؟؟
- أعطينى السمع أيتها الغاليـة وافتحى القلب قبل أن تفتحى الأذنين -
((
سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَ*ةٍ مِّن رَّ*بِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْ*ضُهَا كَعَرْ*ضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْ*ضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرُ*سُلِهِ
ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ )) ﴿
الحديد: ٢١﴾
هذه الدعوة العظـيمة من
الرحمـن الرحيـم ،
وهو يدعوكِ ؛ ويدعو الجميع إلى المسارعة
إلى رحمته وجنته
قال سبحانه :
((
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَ*فُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّ*حْمَةِ اللَّـهِ
إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ* الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ* الرَّ*حِيمُ )) ﴿
الزمر: ٥٣﴾
هل فهمــتِ هو ينادى من ؟؟ وبأحب الأسماء !!
ينادى الذين نسوه !! .. والذين تجرأوا عليـه !! ..
ثم هو يفتح لهم باب الرحمـة
ولا يقنطهم من رحمـته
بكل الشوق في قلبى **طرقت الباب ياربى
وفي شفتى ضراعاتٌ** لقلبٍ ذاب في جنبى
قولى من صميم القلب
قولى من صميم القلب
ما عصيتُكَ جهلًا بك .. ولا استهـانـةً بحقك .. ولا إنكارًا لاطلاعك
ولا نسيانًا لوعيدك .. ولكنى ضحية الشيطان والنفس والهوى
وكلى طمع في مغفرتك .. وكرمك .. وسعة حلمك
لسان الحال :
إلهى لا تعذبنى فإنى ..
مقرٌ بالذى قد كان منى
ومالى حيلةٌ إلا رجائى
وعفوك إن عفوت وحسن ظنى
فكم من زلة لى في البرايا
وأنت على ذو فضل ومنٍ
إذ فكرت في ندمى عليها
عضضت أناملى وقرعت سنى
يظن الناس في خيرا ‘ واني
لشر الخلق ، ان لم تعف عني
أجن بزهرة الدنيا جنونا
وأفنى العمر فيها بالتمني
وبين يدي محتبس ثقيل
كأني قد دعيت له كأني .
***- ***- **
طلبتُ رضاك يارحمــن ** واسترحمتُ في طلبى
وتهدى خطوة الحيران** إن ضلت على الدرب
طلبتُ رضاك يارحمــن **واسترحمتُ في طلبى
طلبتُ رضاك يارحمــن** واسترحمتُ في طلبى
في البخارى ومسلم في الحديث
((
لله أشد فرحاً بتوبة عبده من رجل أضل راحلته بأرض مهلكة
دوّيه عليها طعامه وشرابه . فطلبها حتى إذا أيس من حصولها .
نام في أصل شجرة ينتظر الموت ، فاستيقظ فإذا هي على رأسه
،و قد تعلق حطامها بالشجرة . فلله افرح بتوبة عبده من هذا
براحلته ))
وهذه فرحة إحسان وبر ولطف ، لا فرحة محتاج إلى توبة عبده
((
يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَ*اءُ إِلَى اللَّـهِ ۖوَاللَّـهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴿١٥﴾
إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ﴿١٦﴾ وَمَا ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ بِعَزِيزٍ﴿١٧﴾ ﴿
فاطر﴾
يا عبادي إنكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني ولن تبلغوا ضري فتضروني
يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا
فاستغفروني أغفر لكم
فهيا أخيـة بعد هذا النداء العظيم
انضمى إلى قوافل العائدات ..
هبى من غفلتك ..
وانفضى تراب زلتك
وشمرى عن همتك ، .. واسمعى النداء
***- ***- **
بكل الشوق في قلبى ** طرقت الباب ياربى
وفي شفتى ضراعاتٌ ** لقلبٍ ذاب في جنبى