وصلتني شكوى (حامية الوطيس) من مواطن قطري
طلب مني عدم ذكر اسمه تحوي الكثير من علامات التعجب والاستفهام
تحدث بها صاحبها أكثر من ربع ساعة على الهاتف! يقول المواطن:
إن ظاهرة البذخ في جلسات العزاء انتشرت والنقائص
زادت والسخافات كثرت!
ولحقها الفساد وسوء التدبير!
صور استفزازية في جلسات العزاء
في أولها وفي آخرها خراب جيوب!
عيوش وذباح ومآدب عزاء وشاي وقهوة،
وعود وبخور وطيب وتأجير طاقم للقهوة
وصب الشاي أو تأجير الخيام والسجاد والأضواء الكاشفة
وآخرها محافظ ورقية توزع للتذكير بالمتوفى ومناقبه!
يقول المواطن:
لا يجوز ولا يليق بنا كأفراد نعيش في مجتمع مسلم
أن نبتدع في الدين ونغالي في التعبير عن أحزاننا
بهذه المنكرات والبدع المستحسنة من قبل البعض
حتى صارت تقاليد موروثة بأخذها حاضر الناس
عن ماضيهم بأنها من الاسلام والاسلام منها بريء!
يقول المواطن: الهدف من تشييع الجنازة وجلسات العزاء
الاتعاظ بالموت واستحضار جلالة القادر على قبض النفوس
والتذكير بيوم الحساب والجزاء لأن اجواء الجنائز تذكر بالموت
والآخرة أما ما يحصل في جلسات العزاء عندنا فهو شيء مؤسف
ومخجل وهل هناك ما هو ادعى للخجل من التهالك
على الأكل والطعام والشراب والحش ( الغيبة )
في الناس والحديث في أمور الدنيا في مثل هذه المجالس
وبعدها لا يلحق أهل الميت إلا البلاء وخراب الجيوب!
إن ما يحدث في مثل هذه الجلسات من اسراف محرم
وتبذير للمال في غير محله نهى عنه الشرع ..
ما يحصل في جلسات العزاء نوع من المباهاة والفخر
في موضع ليس محلا للمباهاة والفخر أما الصدقة فمجالها
غير هذا المجال وكسب الأجر للميت ليس هذا مجاله.
ما يحصل في جلسات العزاء اهدار للوقت والمال والجهد
واشغال لأهل الميت وخراب لجيوبهم،
ولأن العزاء صار مهرجانا للأكل والطعام والمباهاة!
نحن مع التواصل الايجابي والعلاقات الاجتماعية والمودة
والرحمة بين الناس وجبر خواطر الاسرة المفجوعة في ميتها
ولكننا ضد السخافات والحماقات التي ما أنزل الله بها من سلطان!
يقول المواطن: أشعر بـ «عوار في القلب»!
عندما أذهب لجلسات العزاء فلا أنا على استعداد لأن أتزاعل
« أتجادل » مع الناس ولا الناس مهتمون بما أقول!
سألوا واحدا «عندك تأكل.. قال: لا، عندك تغرم قال: نعم!
هذا حالنا مع جلسات العزاء موت وخراب جيوب!
وشكوى المواطن معقولة وفي مكانها الصحيح
ولا نقول إلا الله يهدي قومنا.أ.هـ.
***- **
حكم تعزية أهل الميت ووسيلة التعزية
الحمد لله والصلاة والسلام
على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن تعزية أهل الميت في مصابهم ليست من الواجبات لكنها من المستحبات
التي ندب إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله،
فقد روى ابن ماجه عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو
بن حزم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة
إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم القيامة )(1)
. حسنه الألباني.
وروى البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ
قال: أرسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم إليه إن ابناً لي قبض فأتنا،
فأرسل يقرئ السلام
ويقول:
( إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكلٌ عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب )
ولا يتعين الذهاب إلى المصاب لأجل تحصيل هذه الفضيلة،
بل يمكن الاكتفاء بالمحادثة الهاتفية ونحوها مما جرى به العرف.
مع التنبيه على أن التعزية قد يعرض لها الوجوب إذا كان المعزَّى من الأرحام الذين تجب صلتهم،
لأن ترك تعزيته يعتبر من القطيعة، والقطيعة محرمة, وحينئذ فيرجع في طريقة أدائها إلى العرف،
فإن كان العرف قد جرى بالذهاب إلى المصاب فيجب الذهاب إلا إذا كانت هناك مشقة من بعد المكان ونحوه,
أما إن جرى العرف بالاكتفاء بالهاتف ونحوه فلا حرج حينئذ في الاكتفاء بذلك,
وراجعي الفتويين رقم: 40356, ورقم: 99518.
السؤال : حكم الاجتماع للتعزية
فضيلة الشيخ! بعض الناس يجتمعون في البيت
ينتظرون الذين يأتون للعزاء، فهل هذا صحيح أم فيه شيء؟
الجواب : هذا غير صحيح، وهو من البدع، فإن السلف الصالح لم يكونوا يفعلون هذا،
بل الشخص يبقى في بيته، وإذا خرج ووجده أحد في السوق عزاه، والتعزية ليست تهنئة يتبادر إليها الناس،
ويذهبون إليها، ويسهرون الليل من أجلها، التعزية هي: التسلية والتقوية، وإذا رأيت المصاب فاجلس عنده،
أو كلمه وأنت في السوق، وقل: اصبر واحتسب، إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى،
اجعله يطمئن فقط، ليس المقصود بالتعزية أنك تجيء تعلله وتؤنسه كأنك في نزهة،
هذا العمل في الحقيقة ينسي الآخرة وينسي الثواب وينسي الأجر،
ولذلك تجد الذين يعزون يأتون للإيناس فقط،
ولا تجد منهم تذكيراً للمعزى بأن الإنسان يؤجر على الصبر وما أشبه ذلك،
إنما يجيئون من أجل إيناس صاحبهم فقط.الكتاب : لقاء الباب المفتوح
المؤلف : محمد بن صالح بن محمد العثيمين (المتوفى : 1421هـ)
السؤال : ما هي التعزية ، وما هي صفاتها ، وما هو وقتها ؟
الجواب : الحمد لله التعزية : هي تسلية المصاب وتقويته على ما أصابه .
والمصاب هو : كل من أصيب بمصيبة سواء كانت في فقد حبيب ، أو قريب ، أو مال ،
فيعزى بالميت كل مصاب به سواء كان من أهله أو أصدقائه أو جيرانه .
والتعزية تكون بما فيه تسلِيَة للمصاب ، وكفٌ لحزنه ، وأفضل ما يُعزى به ،
هو ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه رسول إحدى بناته تدعوه إلى ابنها في الموت ،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
( ارجع فأخبرها أن لله ما أخذ ، وله ما أعطى ، وكل شيء عنده بأجل مسمى ، فمرها فلتصبر ولتحتسب )
روا ه البخاري (1204) .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن : ما صفة التعزية ؟
فأجاب : "أحسن ما يعزى به من الصيغ ما عزى به النبي صلى الله عليه وسلم إحدى بناته
حيث أرسلت إليه رسولاً يدعوه ليحضر ، وكان لها ابن أو صبية في الموت ،
فقال عليه الصلاة والسلام لهذا الرسول :
( مرها فلتصبر ولتحتسب ، فإن لله ما أخذ ،وله ما أبقى ، وكل شيء عنده بأجل مسمى ) .
وأما ما اشتهر عند الناس من قولهم :
( عظَّم الله أجرك ، وأحسن الله عزاءك ، وغفر الله لميتك ) ،
فهي كلمة اختارها بعض العلماء ،
لكن ما جاءت به السنة أولى وأحسن " انتهى .
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (17/339) .
منقوووول