تهدد جميع أنواع الترب في العالم، تحت المناخات المختلفة إلا أن أكثر الترب عرضة للانجراف هي ترب المناطق شبه الصحراوية والصحراوية والمناطق الجبلية؛ فتقدر مساحة الأراضي التي تأثرت بانجراف التربة في العالم بنحو 16.43 مليون كيلومتر مربع حتى عام 1994م، منها نحو 10.94 مليون كيلومتر مربع متأثر بانجراف التربة بواسطة المياه، ونحو 5.49 مليون كيلومتر مربع متأثر بانجراف التربة بواسطة الرياح. وتراوح درجة تأثر هذه الأراضي بانجراف التربة من البسيط إلى الشديد. فيقدر أن نحو 3.43 مليون كيلومتر مربع من الأراضي المتأثرة بانجراف التربة بواسطة المياه لم تتأثر إلى بشكل بسيط، كما تقد مساحة الأراضي التي درجة تأثرها متوسطاً بانجراف التربة بواسطة المياه بنحو 5.27 مليون كيلومتر، أما الأراضي شديدة التأثر بانجراف التربة بواسطة المياه فتقدر مساحتها بنحو 2.24 مليون كيلومتر مربع.
كذلك تقدر مساحة الأراضي المتأثرة بانجراف التربة بواسطة الرياح تأثراً شديداً على مستوى العالم حتى عام 1994، بنحو 0.26 مليون كيلومتر مربع، أما الأراضي متوسطة التأثر بهذا النوع من انجراف التربة فتقدر مساحتها بنحو 2.54 مليون كيلومتر مربع، وأخيراً تقدر مساحة الأراضي بسيطة التأثر بانجراف التربة بواسطة الرياح بنحو 2.69 مليون كيلومتر مربع.
أما مساحة الأراضي المعرضة لخطر انجراف التربة في الأقاليم الجافة وشبه الجافة فقد قدرت بنحو 88.24 مليون كيلومتر مربع، منها نحو 55.87 مليون كيلو متر مربع معرض لانجراف التربة بواسطة المياه، ونحو 32.37 مليون كيلومتر مربع معرض لخطر انجراف التربة بواسطة الرياح.
وتتدرج شدة هذا الخطر من البسيط إلى العالي جداً، فتقدر مساحة الأراضي المعرضة للخطر العالي جداً من انجراف التربة بنحو 12.2 مليون كيلومتر مربع، بالنسبة للأنجراف بواسطة المياه، ونحو 9.32 مليون كيلومتر مربع بالنسبة للانجراف بواسطة الرياض. أما الأراضي المعرضة للخطر العالي من انجراف التربة فتقدر مساحتها بنحو 10.97 مليون كيلومتر مربع بالنسبة للانجراف بواسطة المياه، و7.79 مليون كيلومتر مربع بالنسبة للانجراف بواسطة الرياح. وكذلك تقدر مساحة الأراضي المعرضة للخطر المتوسط من انجراف التربة بنحو 15.37 مليون كيلومتر بالنسبة للانجراف بواسطة المياه، ونحو 6.31 مليون كيلومتر بالنسبة للانجراف بواسطة الرياض. أما الأراضي المعرضة لخطر انجراف التربة البسيط فتقدر مساحتها بنحو 17.33 مليون كيلومتر مربع بالنسبة للانجراف بواسطة المياه، ونحو 9.25 مليون كيلومتر مربع بالنسبة للانجراف بواسطة الرياح
1. الأضرار الناجمة عن انجراف التربة:
أ. تدني خصوبة التربة:
ينتج انجراف الطبقة السطحية من التربة، سواء من طريق المياه الجارية، أو التذرية بالرياح، فقدان كميات كبيرة من العناصر الغذائية للنبات، لأن الطبقة السطحية التي يتم انجرافها هي أغنى طبقات التربة بالمواد الغذائية. ويُعد النيتروجين والفسفور والبوتاسيوم من أهم العناصر الغذائية للنبات التي يتم فقدانها من طريق انجراف الطبقة السطحية للتربة (انظر صورة انجراف الطبقة السطحية من التربة)
ب. فقدان كمية أكبر من الأمطار:
يؤدي فقدان الطبقة السطحية من التربة بواسطة الانجراف إلى ظهور طبقة على السطح أقل مسامية ونفاذية لمياه الأمطار، ما يجعل جزء كبير من مياه الأمطار يفقد على شكل جريان سطحي، بدلاً من الرشح داخل التربة. وحيث إن النباتات لا تستطيع الاستفادة إلا من الماء الذي رشح داخل التربة، واختزن على شكل رطوبة في مساحات التربة، فإنه كلما ازدادت نسبة الجريان السطحي من الأمطار، فقدت كمية أكبر من الأمطار، كان من الممكن الاستفادة منها في الزراعة.
ج. زيادة وعودة الأراضي الزراعية:
مع انجراف التربة بالمياه الجارية، تتكون أخاديد عميقة، في الأماكن، التي يتركز فيها الجريان المائي؛ ما يجعل سطح التربة وعراً أمام الآلات الزراعية المستخدمة في الحرث ورش المبيدات والحصاد، وأحياناً الريد. ردم قنوات الري والصرف وخزانات المياه:
تترسب الترب المنجرفة بواسطة المياه الجارية والرياح في قنوات الصرف والخزانات المائيةما يزيد من كلفة صيانتها، وضعف كفاءتها. وقد قدرت تكلفة صيانة قنوات الري والخزانات المائية من رواسب الترب المنجرفة في الولايات المتحدة الأمريكية بنحو 15 بليون دولار.
هـ. ردم الأراضي الزراعية والمنشآت:
تتعرض المناطق المزروعة والمنشآت للدفن بالمواد المنقولة، خاصة الرمال الزاحفة في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية. إذ قد تفقد واحات وقرى بأكملها تحت الرمال الزاحفة، كما هو الحال والصحراء الكبرى والمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية. كما أن صيانة الطرق البرية من طمر الرمال الزاحفة يشكل عبئاً مالياً كبيراً، في الكثير من المناطق الصحراوية. لذلك تلجأ العديد من الدول بوضع الحواجز الشجرية أو الإسفلتية على جوانب الطرق لتقليل كميات الرمال الزاحفة التي تصل إلى الطريق المعبد.
و. تلوث المياه السطحية:
عندما تكون التربة الزراعية محتوية على نسب عالية من الأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية فإن انجراف التربة مع المياه الجارية يؤدي إلى تلوث مياه الأنهار والبحيرات بهذه المواد.
ز. تلوث الهواء:
يؤدي انجراف التربة بواسطة الرياح إلى علوق الأتربة الدقيقة في الهواء على شكل غبار؛ ما يؤدي إلى تدني الرؤية، ومشاكل صحية من أهمها الربو.
ح. اختلال الاتزان الحيوي في الأنهار والبحيرات:
عندما تنجرف التربة مع المياه السطحية فإن مياه الأنهار والبحيرات تصبح عكرة ؛ ما ينتج عنه تدني نفاذ أشعة الشمس داخل المياه السطحية .
آليات انجراف التربة:
يتم انجراف التربة بواسطة آليتين، هما: الانجراف بالمياه، ويسود في الأقاليم شبه الجافة، والأقاليم الجبلية، والانجراف بالرياح، ويسود بشكل خاص في الأقاليم الجافة وشبه الجافة.
أ. انجراف التربة بالمياه: Water Erosion
يتم انجراف التربة بالمياه بطرق عدة، أهمها التعرية بالمياه الجارية في الأخاديد Gully Erosion والتعرية بالمياه الجارية في المسيلات Rill Erosion والتعرية بالمياه الجارية جريان صفائحي Sheet Flow Erosion والتعرية بالمياه الجارية في الأنهار Bank Erosion، والتعرية بواسطة قطرات المطر الساقطة Rain Drops Erosion.
(1) التعرية بواسطة قطرات المطر الساقطة:
عندما ترتطم قطرات المطر بسطح التربة غير المغطاة بالنباتات، فإن الطاقة الحركية المحمولة في هذه القطرات الساقطة تؤدي إلى قفز حبيبات التربة من مكان الارتطام، ويكون قفز الحبيبات في اتجاه المنحدر أكبر منه في الاتجاه المعاكس ، ما يسفر عن انجراف التربة في اتجاه الانحدار مع الوقت. وهذا النوع من انجراف التربة يتعاظم كلما كان الغطاء النباتي ضئيلاً، وكلما ازداد معدل الانحدار، وكلما ازداد حجم قطرات المطر الساقطة وغزارتها.
(2) تعرية التربة بالجريان الصفائحي: Sheet Flow Erosion
عندما يزيد معدل سقوط المطر على معدل تشرب التربة للماء، فإن هذا الفائض يتجمع على سطح التربة ويتحرك في اتجاه المنحدر على شكل غشاء أو صفيحة إلى أن يتجمع في مسيلات، ومن ثم إلى شعاب أو أخاديد. وعندما تكون التربة عارية من النبات، فإن حبيبات التربة تنجرف مع الجريان الصفائحي بشكل متساوي أو شبه متساوي من الحقل مما يفقد التربة طبقتها العلوية الغنية بالمواد العضوية والغذائية .
(3) تعرية التربة بالمياه الجارية في مسيلات: Rill Evasion
عندما تزداد كمية المياه الجارية على شكل صفائحي على المنحدرات أثناء العواصف المطرية تبدأ تتكون مسيلات بسيطة يكون عمق الماء فيها أكبر من المناطق المجاورة، وبالتالي تكون قدرة الماء الجاري فيها على جرف التربة أكبر.
(4) التعرية الأخدودية للتربة: Gully Erosion
مع تجمع المسيلات في اتجاه المنحدر يتكون أخاديد عميقة بفعل تعاظم قدرة الماء الجاري على جرف الترب. ومع تكون هذه الأخاديد، تبدأ تمتد نحو أعلى المنحدر جارفة كميات كبيرة من التربة على عمق كبير.
(5) انجراف التربة بفعل النحت الجانبي للأنهار: Bank Erosion
عندما تنعطف الأنهار فإن الجهة المقابلة للتيار المائي تنهدم تربتها في النهر وتجرف مع المياه إلى أسفل النهر.
ب. انجراف التربة بالرياح: Wind Eerosion
ينشط انجراف التربة بالرياح في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية حيث تكون التربة عارية من الغطاء النباتي، وغير متماسكة بسبب الجفاف. ويحدث عن ذري التربة بالرياح فقدان التربة من مناطق واسعة، أو فقدانها من أجزاء من الحقل .
ويتم انجراف التربة بالرياح بطرق عدة، أهمها عملية التلعيق Suspension في الهواء لحبيبات التربة الناعمة، مثل حبيبات الطين والغرين، وعملية القفز Saltation للحبيبات الأكبر حجماً، مثل: الرمال، وعملية الدحرجة على سطح التربة للحبيبات الأكبر حجما.
(1) التعليق:
عندما تكون القوت التي تدفع بها الرياح على حبيبات التربة أكبر من قوة مقاومة هذه الحبيبات والمتمثلة في وزن هذه الحبيبات فإنه يبدأ انتشال هذه الحبيبات. وحبيبات التربة الأصغر حجماً، والمتمثلة في حبيبات الطين والغرين، هي التي تستطيع الرياح انتشالها من بين حبيبات التربة بسبب وزنها المتدني شكلها القريب من الصفائحي. وبعد انتشال هذه الحبيبات الدقيقة من سطح التربة تبقى عالقة في الهواء بفعل الدوامات الهوائية المصاحبة للرياح، لذلك تنقل هذه الحبيبات بعيداً عن الأماكن التي تمت تذريتها منها، حيث يتم الإرساب في المناطق التي تخف فيها سرعة الرياح ويسكن الهواء.
(2) القفز:
عندما تكون حبيبات التربة في حجم الرمل فإن الرياح عادة لا تستطيع تعليقها في الهواء، إنما تنتشلها لمسافة قصيرة لتسقط مرة ثانية على سطح التربة، حيث يؤدي ارتطامها إلى قفز حبيبات أخرى، وهكذا .
(3) الدحرجة:
عادة تكون قوة دفع الرياح لحبيبات التربة محدودة لا تستطيع انتشال حبيبات التربة الأكبر حجماً مثل الحصبى، لكنها كافية لدحرجة هذه الحبيبات فوق سطح التربة دون الانتشال فوق السطح.